أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - حسين حجي كنجي ” أبو عمشه.














المزيد.....

حسين حجي كنجي ” أبو عمشه.


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 22:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شيوعي عراقي تولد بمدينة بحزاني عام ١٩٤٤ التابعة الى محافظة الموصل وسط عائلة ميسورة الحال ولقد إمتهنت السياسة بوقت مبكر على اصولها فنشأوا على تقاليدها الوطنية والثورية مما دفعتهم مقابل ذلك إثمان باهضة في الارواح واليتم والعوز الدائم والهجرة القسرية ، اجتمعت كل تلك الظروف لتكون من شخصية ”أبو عمشه” رفيقاً ومناضلاً وأنساناً . تحدى مع نفسه أولاً ما أصابهم من أذى وخسائر طيلة المسيرة النضالية ، وكان مشوارها الأخير أنفال عام ١٩٨٨ آخر أنفال حكومي بعد أن تعطلت صفارة الحرب الإيرانية العراقية . في تلك الايام العصيبة من الانفال كما يرويها أبو عمشه بغصة وحزن وندم مما جرى بالتفاصيل واليوميات وموقفه الواضح تجاه المسؤول الحزبي الجاهل المتعجرف في قاطع بهدينان ، وما وقع عليهم من تراجيديا سوداء ، والذي نكل بمصير تلك العوائل رغم صراخة الاصوات وحزن النساء ورعب الاطفال من مغبة ذلك المصير المجهول ، كان في مقدمة تلك الاصوات أبو عمشه ليس إنطلاقاً فحسب من أجل جمع من أفراد عائلته وزوجته ” غالية حجي ” أم عمشة وعندما أعتقلت تلك المرأة مع أولادها كانت حامل بالشهر الثامن وولدت في السجن بنت وأسمتها عاصفة فقتلت مع أمها وأخوتها الثمانية . بالإضافة الى والدته ” غزالة علي ” وشقيقته ” بكية حجي كنجي ” مع عائلة شقيقه المناضل جمعة كنجي والد رفاقنا صباح وكفاح . وأولاده وأخواته ووالديه ، حيث كان همه أكبر بمصير شعب وناس ضحى من أجلهم .

في نهايات الستينات تبوأ مركزاً حزبياً سكرتير محلية الموصل وقاد العمالية والخطوط السرية العسكرية في المدينة ، فكانت عيون البعثيين في المحافظة تلاحقه بعد أن شعروا بموقفه الواضح والرافض بعقد الجبهة مع البعثيين . فأستطاع أن يطفر سريعاً ويتخلص من مكائدهم بعد أن لاحت تباشير إعلان فرط التحالف معهم فوصل الى الجبل وبدأ بتشكيل الفصائل المسلحة من الرفاق الهاربين من جحيم الدكتاتورية . وواصل النضال في غمار تلك التجربة الى ساعات مشوارها الأخير في الانفال الحكومي يتميز بموقفه الانساني وعلاقته بالآخرين لا تحجزه عن ذلك المواقف السياسية المختلفة في نظرته السامية الى الانسان . ما زال يواصل ويتواصل من منفاه الدانماركي مع رفاقه وأصدقائه بحب وود ويتابع قراءاته المتأنية في الاحكام والمواقف بعيداً عن الببغائية والحكم المسبق في التقيمات . في فضاء مزرعته الصيفية يتأمل الوطن بزهوره ورائحته وتكبر في لقاءاته مع محبيه ورفاقه تحت قمرية العنب المتدلي .

في منتصف الستينات ولغاية منتصف السبعينات وفي تلك الفترة الزمنية تفرغ للعمل الحزبي في محلية الموصل ، ورغم تفرغه للعمل الحزبي طرق باب التجارة وفتح معمل صغير لانتاج العرق من أجل تمشية أمور العائلة . أبو عمشه ما زال من الكوادر الحزبيين الذين يقرأون ويتابعون ويحللون على أساسيات الاسس الصحيحة في الوعي والموقف بالرغم من أوضاعه الصحية الصعبة ، ورغم كل تلك الظروف والملابسات السياسية تميز بعلاقاته مع رفاقه وناسه ومواقفه معروفة وآرائه واضحة داخل تنظيمات الحزب . كان عضواً فعالاً في لجنة تنظيم الخارج ” لتخ ” وقد تفرد برأيه أيام الجبهة مع البعثيين في الموقف منها والتحسس من نتائجها . في مركز عمله الحزبي في الموصل دعا الى تشكيل فصائل مقاومة لسلطة البعث في المدينة للحد من تجاوزاتهم المستمرة والمجحفة بحق الشيوعيين ولم تطرب له أذن صاغية . تميز بموقفه المعلن ضد عقد الجبهة مع البعثيين طيلة فترتها المخيفة .

وضعه الصحي العام لم يمنع من إداء واجبات عمله الحزبي طيلة حياته . سافر الى تشيكوسلوفاكيا للعلاج عبر لبنان وعند وصوله تم إعتقاله من قبل مجموعه فلسطينية لفترة محددة وتم اطلاق سراحه بعد ضغط من الجبهة الديمقراطية على الجهة التي أعتقلته . عاد الى كردستان عن طريق إيران لحضور المؤتمر الرابع ١٩٨٥ ، لكنه أعتقل في مطار العاصمة طهران وبقي فترة في السجون الإيرانية مما حرم من حضور وقائع المؤتمر . وهو في ريعان شبابه خاض تجربة الانصار من الجبل على طول مسيراتها بدءاً من العام ١٩٦٣ .

في العام ١٩٨٦ تسللت مرتين من الجبل الى العاصمة بغداد عبر رفاق محلية الموصل ومن الاراضي التي تحت سيطرة أقدامهم ولخطورة الوضع آنذاك وحساسية المهمة لم يعنيني وقتي باللقاء الكافي والتعرف على الرفيق أبو عمشه . في المهجر ولجملة تداعيات توطدت علاقتي ببو عمشه وأمتدت الى لقاءات دائمة رغم تقاطع الافكار والآراء بمواقف عديدة تخص شأننا ، لكن لم تحد من نسبة الود والتواصل بيننا، وهذاالشيء المشرق في شخصية أبو عمشه وتحسب له مجداً في تاريخه السياسي والاجتماعي هو إستيعابه للآراء الأخرى مع الاعتزاز برأيه بهدوء والانسجام مع فكره وموقفه بدون مواربة مع أحترام آراء الأخرين ، وهذه صفة قلة ما تتوفر في وسطنا وسط الاشاعات وسرعة عدوتها حتى تجاوزت عدوة وباء المتحور ” أوميكرون ” . فهو يعد شخصية معتدلة في الرأي والموقف وهذه لم تأتي من لاشيء فواحده من مؤثراتها علاقاته مع الآخرين والاصغاء لهم والحوار على قاعدة الخلاف لايفسد للود قضية . وقضية أبو عمشة مع اليسار والماركسية مرنه ورحبة وتهدف الى لم شمل الجميع من أجل وطن معافى .

محمد السعدي
مالمو/شباط٢٠٢٢



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية ” ورعيلها الأول في قرية الهويدر ”العراق
- علي الوردي وشخصية الفرد العراقي .
- الأرض والسلاح والإنسان .
- وثائق سويدية وعراقية مخفية آن الأوان لإطلاقه..قراءة في‮ ...
- جريمة مروّعة تشهدها أرض السويد.
- المهداوي ومحكمة الشعب.
- من العمل الحزبي في موسكو إلى الفجيعة.. قناديل شيوعية تسلّط ض ...
- مذكراتي ” سيرة أحمد باني الخيلاني .
- بيني وبين نفسي -حكايات من آرشيف الحركة الشيوعية العراقية-
- كنتُ بعثياً ..
- الأخضر بن يوسف .. وداعاً .
- إمرأة من الشرق .
- الشيوعيون العرب وقرار التقسيم .
- مواضيع ذات صلة بإنسان ومناضل .. صدى الشيخ عطا والحزب الشيوعي ...
- رسالة خاصة الى الشيوعيين في العراق .
- صدى سنين الخوف/الدكتور جليل كمال الدين .
- لاأمل في إجراء إنتخابات في العراق .
- موت طبيب ومناضل .
- قراءة في كتاب 3 . والأخيرة .
- قراءة في كتاب 2 .


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - حسين حجي كنجي ” أبو عمشه.