أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة البياتي - أصحاب.. ولا أعزّ














المزيد.....

أصحاب.. ولا أعزّ


أسامة البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 00:26
المحور: الادب والفن
    


شهدت السينما العالمية في تأريخها أفلام أثارت الجدل ولعل تلك الأفلام التي جسدت شخصيات سياسية ودينية (خاصة الأنبياء) أخذت نصيب الأسد منها كذلك الأفلام التي تناولت سير الرؤساء والمشاهير بالإضافة إلى الأفلام التي تضمنت إشارات أو إيحاءات جنسية وتحدثت عن سلوكيات المغازلة دون وعي , وربما الجدل هنا لا يرتبط بحب أو انتقاد بعض الجمهور للأفلام لكن الصدمة قد تكون مما شاهدوه من محتوى جريء في الطرح ولعل الفيلم العربي الأول الذي أنتجته شركة نتفليكس الأمريكية والموجه للجمهور العربي أثار حفيظة الكثيرين في العالم العربي خاصة في مصر حيث اتهمه أحد السياسيين بالتحريض على الشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية ووصفه الكثير بأنه خادش للحياء والذوق العالم.
الفيلم مأخوذ من الفيلم الإيطالي (الغرباء المثاليون) Perfect Strangers لكن أداء الممثلين مختلف عن النسخة الأصلية فقد بدى بارداً ثقيلاً في بعض المشاهد باستثناء النجمة المصرية منى زكي التي لعبت دوراً خفيفاً بطابع كوميدي قدمته باحترافية خاصة كذلك الجانب التراجيدي الذي تتقنه وتجيده دائماً أحداث الفيلم تدور في لبنان حول مجموعة من الأصدقاء اللبنانيين يشاركهم أصدقاء مصريين (الزوج والزوجة) يجتمع الجميع على العشاء وتقرر إحدى الزوجات التي أدت دورها (نادين لبكي) أن يلعبوا لعبة ترك الهواتف المحمولة على الطاولة ويقرأون جميع الرسائل الواردة ويستمعون إلى جميع المكالمات التي تصلهم في محاولة لاقتحام الخصوصية.
الحبكة والحوار كان عادياً وثرثرة غير مدروسة وحشو كلام و (تملق) وأساليب التعبير كانت ضعيفة لا سيما في المجالات الاجتماعية والعاطفية التي تطرق لها الفيلم ناهيك عن القبلات والأحضان المتبادلة بين الأزواج وزوجات أصدقائهم ووضع اليد على كتف زوجة صديقه ( كأن الموضوع عادي في مجتمعنا ) والألفاظ الخادشة التي لم تضف أي قيمة للفيلم بل جعلتنا مذهولين أمام ما نشاهده.
قد يرى البعض أن الواقعية التي اتسم بها فيلم أصحاب ولا أعزّ هي من جعلته ناجحاً بل مميزاً لكن هذا التعالي والانتفاخ من بعض المبهورين بالعمل وممن يدافعون عليه بشراسة لن يدركوا حجم وخطورة ذلك إلا إذا طارد أبنائهم شبح التفكير بالمثلية أو التفكير بالأمور الجنسية خارج الإطار المعروف فالمشاهد العربي لم يعتاد على سماع تفاصيل صريحة لتلك العلاقات الشاذة حتى وإن وجدت في المجتمع أو الاستماع لحديث الأب ( اللبناني صاحب العزومة) الذي سمح لأبنته بممارسة الجنس مع صديقها والآخر سمح لزوجته بالكلام عن أمور جنسية مع عشيقها السابق والزوجة التي تتكلم عن ملابسها الداخلية مع شخص عبر تطبيق ميتا (فيسبوك سابقاً) والآخر تصله صورة عارية لفتاة ويصفه صديقه مشجعاً (بالضبع) والكل تقبل الموضوع بروح رياضية ناهيك عن فكرة علاقة جنسية شاذة بين رجلين وكأن الأمر طبيعي بل جعل المشاهد يتعاطف مع الفكرة عبر الموسيقى والقطعات الفنية ومع تلك العلاقة الحميمية واختيار ممثل بشوش الوجه طيب القلب , محب ومحبوب للآخرين ولا يخون مثل النساء , تلك المشاهد والإسقاطات دائماً ما تنطبع في ذهن المتلقي وهذا من شأنه التأثير على سلوكيات المجتمع وهنا يتضح الدور الكبير الذي تلعبه السينما في تشكيل الوعي.
إن تلك الظاهرة كانت محل جدل في التعامل مع الدراما والأفلام ومع المجتمع بصورة خاصة فنحن مجتمع شرقي إنساني محافظ له عاداته وتقاليده ولسنا بحاجة إلى غزو ثقافي وتبعية فنية بغض النظر عن السلبيات والمساوئ الموجودة في المجتمع وربما تفوق ما طرحه الفيلم , لكن كنا نتمنى عملاً فنياً يعالج تلك السلبيات والأزمات المجتمعية عن طريق نشر ثقافة التسامح بطريقة فنية صحيحة تعالج الهموم الكبيرة والكثيرة التي تواجهنا فهي أهم من إضاعة ملايين من الدولارات على فيلم مقلد وأحاديث فارغة , تلك الجهود لصناع الفيلم خسارة للزمن وإضاعة لوقت نحن بأمس الحاجة إليه في بناء جيل واعي قادر على مواجهة التحديات, فهو لم يقدم إضافة أو تميز فثقافة التكرار تبقينا في حالة من الجمود والتخلف ومن لا يأتي بجديد في المضمون والشكل والقيمة فليس بجديد على الحياة وعلينا أن نكتسب من الآخر ما يتلاءم معنا ومع ثقافتنا ومحيطنا وتنوعنا الديني والطائفي والثقافي لا أن نتبنى أفكاراً مستنسخة لا تواءم عالمنا.
www.ossamaalbayati.net



#أسامة_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصحاب.. ولا أعزّ


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة البياتي - أصحاب.. ولا أعزّ