أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طلال الربيعي - البرجوازية العراقية وانقلاب -شيوعي- ضد الماركسية!














المزيد.....

البرجوازية العراقية وانقلاب -شيوعي- ضد الماركسية!


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 18:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


البرجوازية (الوسطى) في العراق هي من احقر وأحط برجوازيات العالم قاطبة واكثرها خنوعا ودوغماتية وتحجرا في الفكر وتكلسا في السلوك. انها العدو اللدود للبهجة والسعادة والتلقائية, ومباهجها تنحصر في كيفية إشباع غرائزها الحيوانية ونزواتها الفجة. وهي مستعدة لمسايرة كل شياطين العالم ومداهنة كل جبابرته من اجل تحقيق طموحاتها التافهة وإشباع نزواتها النرجسية. ويتملكها قلق وجودي عارم يحيلها الى مستنقع راكد وارض خصبة لكل انواع الانتهازية والخداع والمكر كوسائل لكبح جماح القلق الذي هو نتيجة نفوس متفتتة تستطيع ابسط هبة ريح الإطاحة بها واحالتها الى عدم. وثقافتها هي ثقافة القلوب الميتة والعقول المتصدئة والأرواح الشريرة. وهي ليست طبقة حتى. إنها سراب وخداع بصري ولذا تنسب الى نفسها فضائلا ومناقب هي آخر من يتحلى بها. وهي عدوة الفكر الأولى والأخيرة على الرغْم من تأبط العديد من افرادها الميامين الكتب السميكة وامتلاكهم لمكتبات متضخمة كتضخم السرطان تلامس السماء وفقط من اجل الكشخة والأبهة, كمحاولة فجة لتجميل قباحاتها التي تفوق قباحات مسخ كافكا وتقزم في بلاهتها ابله دستويفسكي. إنها مرتع الرثاثة وصانعة طغم الظلم والطغيان وتتظاهر بالطيبة والنعومة كالحية الرقطاء بملمسها الناعم. وهي تتحرك كما تفعل زومبيات الخيال العلمي, فليس لها من هم سوى امتصاص دماء البشر وسلبهم عقولهم وقبرهم وهم أحياء! وخطابها هو خطاب الموت Thanatos وليس خطاب الحياة Eros.

الطبقة البرجوازية قد تكون صغيرة ومتوسطة وكبيرة. الاولى تطمح الى تسلق الهرم الاجتماعي لتصبح طبقة وسطى فتنقل لها كل امراضها من قلق ورغبة في التساوم. الطبقة الوسطى في العراق ليست نتاج دولة صناعية منتجة, بل دولة ريعية, وهمهما, لكونها جبانة ويلاحقها هوس الربح السريع, الإبقاء على الوضع الراهن بتخلفه وتكلسه, وهي أصبحت في العقود الأخيرة حبيسة قيم نيو ليبرالية لا تشيع سوى الفردانية وتكرس قانون شريعة الغاب. الطبقة الوسطى هي ظاهرة ديكورية لتمييزها اصطناعيا عن الصغرى والكومبرادورية. ولبث الحياة في نقسها عليها أن تتفسخ وتتحلل اكثر بامتصاصها كل علل البرجوازية الصغيرة وتبنيها شرعيا او لا شرعيا شريعة غاب الكومبرادورية.

والأغلبية فيها لا تريد التغيير نحو الأفضل لأنها تجهد فقط في البقاء على قيد الحياة survival mode وعدم استهلاك طاقة كبيرة في تشغيل الدماغ على حساب العضلات للهروب او الهجوم. أغلبيتها تتحكم فيها غريزة الموت لأنها منسجمة مع قانون نيوتن الأول في القصور الذاتي. التغيير يتطلب طاقة هائلة وانضباط عال واخلاقية كانطية, وكل هذه المواصفات يتم تطويعها وتدجينها ليل نهار من اجل الاستهلاكية وإحالة الإنسان وكل شئ الى بضاعة!

والدلائل في كل مكان والاحصائيات العالمية والمحلية والوقائع هي نفسها الدلائل. أليست الحروب العبثية زمن صدام دليلا؟ اليس القمع الصدامي وقمع خلفاءه دليلا؟ أليس انتشار الفقر والتشرد والأمية وتزوير الشهادات بمقاييس هائلة دليلا؟ أليس غزو العراق ونصب قرقوزات لحكم العراق دليلا؟ أليس التمييز بين البشر على اسس طائفية او أثنية خرقا فظا لحقوق الإنسان وقيم العدالة ومبادئ الحداثة؟ أليس كون العراق في المرتبة المتقدمة في الفساد دليلا؟ أليس تحطيم الصناعة والزراعة والبنية التحتية دليلا؟ انه الجرح النرجسي لهذه الكتلة البشرية الذي لم يندمل ولن يندمل لان البرجوازية العراقية مخصية ومدمنة على الذل والاهانة وتعتقد ان التلاعب الاكروباتيكي بالكلمات هو الحل. إنها تستخدم وسائلا دفاعية بدائية يتميز بها الأطفال والمصابون بالبارانويا وجنون العظمة, وهذا هو احد مظاهر احتضارها وتعفنها. وليس هنالك من كلمات ملطفة تغير من واقعها قيد شعرة.

لذا ان تحالفات وسياسات ما يسمى الحزب الشيوعي العراقي, وهو يمكن أن يكون كل شئ عدا أن يكون شيوعيا, مع جحافل هذه البرجوازية-الرأسمالية من صدر وعلاوي او دخوله في مجلس حكم البول بريمر هو مشروع موت وليس مشروع حياة. انه انقلاب على الماركسية ويشكل أطروحتها النقيضة!



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس وانجلز والعلوم -السرية-!
- الاشتراكية و(احتفالات) رأس السنة الميلادية - انطونيو غرامشي
- -شيوعيون- ابدلوا لغة لينين بلغة المافيات!
- اعتراف ماركس (لابنتيه)!
- النيوليبرالية تشلنا وتلومنا!
- الماركسية وتنظير الجنسانية والسياسة الجنسية 2
- جوليان اسانج- اطباء وشعب وحكومة العراق!
- العلم والخرافة او الأساطير!
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 25
- الماركسية وتنظير الجنسانية والسياسة الجنسية 1
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 24
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 23
- ‎ قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 22
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 21
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 20
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 19
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 18
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 17
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 16
- قائمة بالفظائع التي ارتكبتها السلطات الأمريكية 15


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طلال الربيعي - البرجوازية العراقية وانقلاب -شيوعي- ضد الماركسية!