أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - ديارمايد كيليهير - الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم















المزيد.....



الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم


ديارمايد كيليهير

الحوار المتمدن-العدد: 7125 - 2022 / 1 / 3 - 11:32
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


الفصل السادس من كتاب صناعة ثقافة التضامن، لندن وإضراب عمال المناجم 1984- 1985، روتلدج، 2021



في صيف العام 1984، قرر مارك أشتون ومايك جاكسون جمع التبرعات لعمال المناجم في مسيرة الفخر للمثليات والمثليين في لندن.(1) وبعدما تفاجآ بردة الفعل الإيجابية التي قوبلا بها، وبخطاب عامل منجم مضرب خلال اجتماع للمهمشين/ات، أسسا منظمة مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم (م.م.د.ع.م.). نظمت المنظمة الاجتماعات الأسبوعية التضامنية مع الإضراب، وجمع التبرعات لعمال المناجم، والمشاركة في التظاهرات، والزيارات المتبادلة، والمؤتمرات: كل أشكال النضال التضامني. بمسيرة الفخر في السنة المقبلة وتحت لافتات (م.م.د.ع.م.) والنقابة الوطنية لعمال المناجم (ن.و.ع.م) من مكتب بلاينانت سارت مجموعة من المثليات والمثليين مع حوالي 80 عامل منجم وعائلات وداعمين من مجتمعات مناجم الفحم الحجري في ساوث ويلز.(2) كان ذلك نتيجة إيجابية لحركة تبرز أهمية تبادل التضامن. كتب مايك جاكسون إلى أمين سر النقابة الوطنية لعمال المناجم (ن.و.ع.م) بلاينانت “حضورك في مسيرتنا شجع كل رفاقنا في مجموعتنا الذين رغبوا بذلك لأنه، منذ سنة، أسسنا المجموعة، وبالتالي حضورك يوم السبت سيمثل دعماً صلباً للثقة المتبادلة فيما بيننا، والتضامن والأمل بالمستقبل”.(3)

كدراسة حالة لمجموعة داعمة، التركيز على (م.م.د.ع.م.) يوفر الفرصة للنظر بعمق كيفية بناء علاقات التضامن بين لندن ومناجم الفحم. يستكشف الجزء الأول من الفصل نشوء العلاقات بين (م.م.د.ع.م.) ومجتمع عمال المناجم في ساوث ويلز. ويصف الفصل الشبكات والمساحات المتعددة التي اندمج فيها التضامن وطبيعة العلاقات الجديدة التي أقيمت. يساعدنا تاريخ دعم المثليات والمثليين لإضراب عمال المناجم على التفكير في تجسدات القواسم المشتركة، والاختلافات، وبناء علاقات التضامن.(4) في حين يتعمق القسمان الأخيران من الفصل في العلاقات المتشابكة بين المجتمع والطبقة والعرق والجندر، بناء على الموضوعات التي جرى تطويرها في الكتاب. تؤكد تجربة (م.م.د.ع.م.) على المساحة التي أتاحها إضراب عمال المناجم لتشكيل تضامنات جديدة، ولكن أيضاً إلى التوترات المحتملة في إنشاء ما سماه ستوارت هول “كتلة تاريخية جديدة.”(5)

تنظيم التضامن

على الرغم من مظهرها الجديد، تطورت (م.م.د.ع.م.) من نضال المثليات والمثليين في الحركة العمالية. من الواضح، أن أشتون وجاكسون كانا مقتنعين تماماً بقضية عمال المناجم حتى جمعا الأموال في مسيرة الفخر، ولكن كان اجتماعاً للهامشيين مع عامل منجم مضرب بعد المظاهرة، والذي نظمته الحملة العمالية لحقوق المثليات والمثليين، هي التي أعطت الدافع المباشر للبدء في بناء مجموعة التضامن. وصف أشتون دهشته من خطاب عامل المنجم: “في السابق كان لدي موقفاً شبه عدائي من الحركة العمالية المنظمة، الذكورية والمتنمرة، ففتح عينيّ على المواقف التي كانت لديهم، وأن الإضراب في تلك المرحلة قد أشعل الناس”.(6)

يمكن تفهم حذر أشتون، فهذا الشعور كان متبادلاً بين حركة تحرر المثليين وسياسات الحركة العمالية. (7) في بداية الـ 1970ات كتب أحد المناضلين في جريدة حركة تحرير المثليين “لنخرج معاً” أنهم شاركوا في مظاهرة مؤتمر الاتحاد النقابية عام 1971 ضد قانون العلاقات الصناعية ليس فقط لمعارضة تشريع الحكومة، “إنما أيضاً، في الواقع، معظم الأشخاص في المسيرة كانوا شوفينيين ذكورين بالتالي أعداءنا”.(8) الانقسام ذهب أبعد من الحركة النقابية. إذ كتب ديفيد فيرنباخ في الفترة نفسها في المجلة الهامشية تقريباً “الكتائب الغاضبة” أن “اليسار لن يكترث لحركة تحرير المثليين” (9) لم يتحسن الوضع كثيراً بحلول إضراب عمال المناجم. أشار راي غودسبيد من (م.م.د.ع.م.) مؤخراً أن “المحافظين كانوا معادين للمثليين ولكن كذلك حزب العمال… لم أكن أرى حزب المحافظين عدواً لي: لم أكن أرى الموضوع “تاتشر ضد المثليين”: إنما كنت أعلم أن الجميع لا يحبنا”.(10)

رغم ذلك، حصلت بعض التغييرات- البطيئة ولكن المهمة- خلال العقد الفاصل، أو نحو ذلك، بين حركة تحرير المثليين و(م.م.د.ع.م.). اعتبر بيتر بورتون أنه خلال الـ 1970ات، أدركت الحركة العمالية على نحو متزايد أن آفاقها كان يجب أن تتسع لما هو أبعد من الشروط والظروف والأجور. عام 1975، التقت مجموعة المثليين العماليين رسمياً لأول مرة، ولاحقاً خلال عقد من الزمن كان التنظيم الذاتي للمثليات والمثليين في النقابات رائداً داخل نالغو [جمعية مهنية لموظفي الحكومة].(11) عام 1982، أصدرت 10 نقابات نظاماً معارضاً للتمييز في العمل على أساس الجنسانية، في حين لم يكن ذلك موجوداً لدى أي منها قبل عام 1976. (12) كما بدأت أجزاء من حزب العمال، وخاصة تلك المحيطة بتوني بين، في دمج حقوق المثليين والمثليات ضمن سياساتها.(13) عام 1981، كان انتخاب كين ليفينغستون في الإدارة العمالية بمجلس لندن الكبرى لحظة مهمة في ظهور عدد من السلطات المحلية التي يديرها حزب العمال تطرح سياسات تقدمية نسبياً حيال الجنسانية، التي بحسب دايفيد رايسايد “أدت إلى وصف حزب العمال بأنه حزب المثليين”.(14)

كان ذلك مبالغة من دون شك، حتى أن مجلس لندن الكبرى اعترف في منتصف الـ 1980ات أنه كان بطيئا بالالتزام بقضايا الجنسانية.(15) أظهر مايك جاكسون من (م.م.د.ع.م.) ذلك يوم كتب: “لا أحد يمكنه القول أن تحرير المثليين والمثليات هو مسألة يتميز اليسار بها مقارنة بحزب المحافظين ولكن كان اليسار هو الذي يقدم لقضيتنا خطوات عرضية.(16) كان الرأي القائل إن اليسار هو الوسيلة الممكنة للتغيير فاعتنقه العديد من أولئك الذين أسسوا (م.م.د.ع.م.). أشتون نفسه كان ناشطاً في صفوف رابطة الشباب الشيوعي، الذي انتسب إليها عام 1982.(17) ومن دون شك أن المراحل الأولى من (م.م.د.ع.م.)، كان يهيمن على المنظمة أعضاء من أحزاب يسارية متنوعة.(18) ولكن، يبدو أن أحد نجاحاتها في تجاوزها القاعدة النضالية. لطالما تحدث مناضلو (م.م.د.ع.م.) عن تنوع المجموعة خلال نموها: “تضم المجموعة الشيوعيين والأناركيين والنسويات والتروتسكيين، والليبراليين، وعماليين [من حزب العمال]، وذكوريين وثنائيين، وأشخاص عاديين من الطبقة العاملة، شهدوا مأساة إغلاق المناجم”.(19)

بعد جمع الأموال بعمال المناجم في مسيرة الفخر، نظم أشتون اجتماعاً في بيته في إيليفنت أند كانس، حيث أعلن عنه في جريدة كابتيال غاي. جاء عشرات الأشخاص وقرروا الالتقاء أسبوعياً. أشار جاكسون بأن “المنظمة كانت تتزايد أعدادها بسرعة كبيرة جدا ولذلك كان علينا باستمرار تغيير أماكن اجتماعاتنا. فأصبحت مكتبة غاي زو ورد صغيرة جداً بالنسبة إلينا، وانتهى بنا الأمر بالاجتماع في فالين أنجيل في إيسلينغتون”.(20) في أفضل الأحوال، كان يشارك 50 شخصاً في الاجتماعات، والتي كانت تستمر لعدة ساعات.(21) صدر قراران في بداية شهر أيلول/سبتمبر جرى توضيح هدف (م.م.د.ع.م.) “قضية واحدة، مجموعة تضامن”، وذلك “يتطلب من أعضائها أن يكونوا مثليات أو مثليين- ويدعمون/ن نضال النقابة الوطنية لعمال المناجم ضد إغلاق المناجم وخسارة الوظائف والخصخصة”. كان المال يجمع من الأعضاء “ويرسل إلى مناطق المناجم بهدف مواجهة الظروف المعيشية الصعبة”. كان هناك احترام كبير لطريقة التعبير عن هذا التضامن “(م.م.د.ع.م.) ليست في موقع تحديد كيفية صرف الأموال- هذا الأمر يعود إلى مجتمعات مناطق المناجم”.(22)

كان التركيز العملي الأساسي لمنظمة (م.م.د.ع.م.)، كان جمع التبرعات لمجموعات دعم عمال المناجم في نيث ودولي وسوانسيا في مناجم الفحم بساوث ويلز، هو النشاط الذي اعتمدوه باكراً. (23) تقول منظمة (م.م.د.ع.م.) إنها ربع قيمة الفواتير خلال النزاع.(24) فقد بلغ مجموع التبرعات حوالي 20 ألف باوند من خلال جمعت في الشوارع، واليانصيب والمبيعات والنشاطات. إلى حد بعيد أكثر العروض نجاحاً كانت الحفلة للغاية “منجم وشواذ” في قاعة الرقص بكامدين في كانون الأول/ديسمبر عام 1984، شهدت أداءً لبرونسكي بيت، فجمعت الحفلة أكثر من 5 آلاف باوند لوحدها وجذبت جمهوراً أكبر بكثير من قاعدة اليسار المنظم.(25)

أجرى إريك بريسلاند مراجعة حيوية في الصفحة الأولى بمجلة كابيتال غاي. حيث وصف البهو عند المدخل “بأشبه بسوق الشارع، مع أكشاك لمنظمات مثل هاوسمان بوكشوب، وغاين ريكوردز”. بلغت الليلة ذروتها مع أداء برونسكي بيت- الذي كان يلعب الموسيقى أمام شاشة تعرض مشاهد من فيلم آينشتاين إضراب- بعد ظهور “تقريباً كل الفنانين الرئيسيين على منصة المثليين البديلة”. حفلة جمع التبرعات تضمنت توزيع جوائز من بينها أسطوانة مذهّبة من برونسكي وزو سبيشيالز، وفستان ماري ويلسون- الأكثر غرابة- الذي طبع عليه “صورة موقعة للينين (الذي للأسف لم يكن قادراً على الحضور بشكل شخصي)”.(26)

كان التمكن من استضافة برونسكي بيت دفعاً كبيرة. فقد اكتسبت الفرقة شهرة كبيرة في العام نفسه، حيث عكست كلمات الأغاني تجارب المثليين. بينما لعبت الفرقة في العديد من الحفلات دعماً لعمال المناجم، من ثم، بدا جمع تبرعات الذي نظمته (م.م.د.ع.م.) مناسباً جداً.(27) وكان مفيداً كذلك أن مغنيهم، جيمي سومرفيل، كان صديقاً مقرباً من مارك أشتون، وحدث أن ظهر الاثنان معاً في الفيلم الوثائقي المؤثر الشباب المؤطر: انتقام المراهقين المنحرفين. تؤكد هذه العلاقات على الشبكات المتنوعة التي يمكن أن تستند إليها منظمة (م.م.د.ع.م.). كما شارك آخرون في الفيلم مثل نيكولا فيلد وجيف كول- اللذان شاركا أيضا في نشاطات منظمة (م.م.د.ع.م.)، كما شاركت مجموعة الفيديو التي أنتجت الجميع خارجاً! الرقص في دولي، كان ذلك وثيقة أساسية للمنظمة.(28) كان النشاط الثقافي الذي نوقش سابقاً في [مكان آخر من هذا] الكتاب عنصراً مهماً في سياسات منظمة (م.م.د.ع.م.).

شاركت مجموعة جاءت من ساوث ويلز في الحفل الفني، ولكن كذلك شارك عمال مناجم مقيمون في لندن من أجل الإضراب- من اسكتلندا ويوركشاير على الأقل.(29) ألقيت خطابات في الحفل من قبل هيفينا هيدون وداي دونوفان من دولي. وبحسب مجلة كابيتال غاي، أشادت هيدون بالتجربة التحويلية لتجربة الإضراب قائلة: “لقد تحررت نساء ساوث ويلز. نحن لا نعلم مقدار القوة التي نملكها. أننا لن نضطهد. أننا لن نجلس في البيت من جديد”. وعلى ما يبدو كان عمال المناجم يشترون ملصقات مسيرة الفخر لعام 85، أكد دونوفان على علاقة الدعم المتبادلة. “لقد اشتريتم ملصقاتنا “فحم حجري وليس صدقة”، وأنتم تعلمون تماماً ماذا يعني التحرش، كما نحن نعلم. الآن سنلصق ملصقاتكم علينا، سندعمكم. لن تتغير الأمور بين ليلة وضحاها، ولكن اليوم بات أكثر من 140 ألف عامل منجم يعلم بوجود مشاكل وقضايا أخرى. نحن نعلم عن السود، والمثليين ونزع السلاح النووي، وبذلك لن نعود كما كنا عليه”.(30)

كانت الممارسة اليومية لجمع التبرعات، التي قامت بها المنظمة طيلة أشهر قبل الحفلة، بالغة الأهمية. انتقلت المنظمة إلى دولي مع الأموال المجمعة في حانات وخلال نشاطات المثليين والمثليات. وهذا الأمر أشرك المثليين والمثليات في النقاش حول الإضراب، وكان واضحاً لمجتمعات عمال المناجم أن المال الذي تلقوه لم يجمعه فقط المثليات والمثليون إنما كانوا/كن هم/هن من تبرعوا/ن به كذلك.(31) ادعى جاكسون أن المجموعات “حصلت على الكثير من الدعم وخاصة من حانة تدعى زو بيل، وهي حانة يستخدمها الشباب والعاطلون عن العمل، وكان الشباب يتقاضون رواتب منخفضة للغاية”.(32) ساهمت حانة زو بيل في كينغز كروس بحوالي 1500 باوند لمنظمة (م.م.د.ع.م.)، ضُعف المبلغ الذي جمع من أي حانة أخرى.(33) وصفت روب باتمان الحشد المعتاد بأنه يمكن معرفته ليس فقط من خلال “شبابه وحالته المادية” إنما أيضاً من السياسات اليسارية التي يتشاركها وأذواقه الموسيقى.(34)

المرتبة الثانية من التبرعات جاءت من مكتبة غايز زو ورد وحانة فالين أنجل، اللذين يستضيفان نشاطات لمنظمة (م.م.د.ع.م.). هذان المكانان كانا في صلب الشبكات السياسية والاجتماعية للمثليين والمثليات في العاصمة. مكتبة غايز زو ورد كانت في ذلك الوقت “مركزاً اجتماعياً” مع صلات واضحة مع اليسار. هناك كانت تجتمع مجموعة الشباب المثليين الاشتراكية بشكل دوري، على سبيل المثال، وصفها العضو في منظمة (م.م.د.ع.م.) مارتن غودسيل بأنها “كانت شديدة الترحيب بنا”.(35) كذلك، نقرأ مراجعة لحانة فالين أنجل في مجلة كابيتال غاي “نصف الحركة المثلية كنا نلتقي بها هناك- من مجموعة الشباب المثليين الاشتراكية، ومجموعة مراقبة الشرطة، ونالغاي”، كما أن مجموعات مثل أيس بريكيرز ومنظمة (م.م.د.ع.م.) كانت تلقى تشجيعاً لاستعمال هذه الحانة.(36) كما نظمت إدارة الحانة نشاطات جمع تبرعات لعمال المناجم.(37) فاشتكى أحد الزوار من أن موظفي الحانة كانوا يرتدون ملابس طبع عليها “احفر عميقاً من أجل عمال المناجم”: “فشعرت بالاستياء من زينة النقابة الوطنية لعمال المناجم من نشاط الليلة السابقة، فسارعت إلى السيارة حتى أضع شارة الحزب الاشتراكي الديمقراطي [البريطاني- كان معتدلاً للغاية] على ثيابي!”(38)

كان العديد من أعضاء منظمة (م.م.د.ع.م.) متجذرين في اليسار “المعياري”، وكذلك في الحركة النقابية، لكنهم كانوا أيضاً جزءاً من البيئة المحيطة بهذه الأماكن، على سبيل المثال، التقى جاكسون وأشتون عندما تطوعا في سويتشبورد للمثليين والمثليات، وهي واحدة من أهم المبادرات التي انتشرت من بعد حركة تحرير المثليين في أواسط الـ 1970ات، وكان مركزها في مكتب جبهة تحرير المثليين القديم فوق مكتبة هاوسمانز.(39) بينما كانوا يسعون إلى “إدخال الاشتراكية إلى أجندة السياسات الجنسانية لمجتمعات المثليين والمثليات في لندن، ومن ثم، كان واضحاً أن منظمة (م.م.د.ع.م.) كانت تعتمد بشكل جزئي على المساحات الجذرية الموجودة للمثليين والمثليات.(40) امتد ذلك إلى ما هو أبعد من الحانات والنوادي. من خلال نيغل يونغ، مثلا، يمكننا ملاحظة كيف حافظت سياسات المثليين على وجودها في تعاونية بريكستون للسكن، والتي تضمنت عدداً من الاحتلالات المثلية للبيوت في بداية الـ 1980ات.(41) فكتب يونغ في نشرة التعاونية حول زيارة منظمة (م.م.د.ع.م.) لويلز: “يرحبون بنا بأذرع مفتوحة… كنا نتحدث عن حياتنا… وننام معاً… ونناضل ضد العدو المشترك”.(42)

هذا لا يعني أن منظمة (م.م.د.ع.م.) قد أشركت أقلية كانت أصلاً مؤيدة ومسيسة. بوقوفها أمام مكتبة غايز زو ورد في بلومسبوري، على سبيل المثال، كانت المجموعة تسجل حضوراً مرئياً لكل من يمر في وسط لندن. حتى في الأماكن المخصصة للمثليات والمثليين حيث لطالما احتلت القضايا مكاناً بارزاً، لم يكن الجميع مؤيداً لإضراب عمال المناجم. كما أن منظمة (م.م.د.ع.م.) جمعت الأموال من أماكن بعيدة عن النشاطات. كان نادي هيفين إن شارينغ كروس بمثابة رمز الاستهلاك غير المسيّس في لندن. عندما عرف بخطط أشتون لجمع المال لمسيرة الفخر، حذره جوني أور “لن تجمع الكثير من المال من جماعة هذا النادي”.(43) بالنسبة لبعض أعضاء (م.م.د.ع.م.) جسّد هذا النادي معنى الفروقات الطبقية داخل مجتمعات المثليات والمثليين في لندن، على الرغم من كون جاكسون قد تحدى المبالغة في التركيز على انتقاد مثل هذه الأماكن.(44) فقامت منظمة (م.م.د.ع.م.) بتوزيع المنشورات في مناسبات معينة فضلاً عن جمع التبرعات من أمام النادي، منذ بداية تأسيس المنظمة، حتى لو أنها لم تُستقبل بحرارة.(45)

في وقت كانت هناك مشاركة كبيرة من المنخرطين أصلاً في السياسات اليسارية والمثلية، ساعدت هذه المنظمة على منح الثقة السياسية لعدد من أعضائها. تحدثت ستيفاني تشامبرز كيف أنه بعد الإضراب، كانت قد أصبحت “شخصاً مختلفاً… في البداية كنت أجلس بعيداً في الاجتماعات دون قول أي شيء. اليوم، صرت أكثر ثقة وأشعر بالقوة والقدرة للقول للناس ماذا أنجز عمال المناجم وعائلاتهم”.(46) لعبت الاجتماعات الأسبوعية دوراً في ذلك. وصف مايك جاكسون كيف أدمجوا عنصر “رفع الوعي حين كانت الاجتماعات تبدأ بتقرير عن الإضراب كان يقدمه أحد الأعضاء، يتبعه أسئلة…”(47) وهذا ما ذكّر باللغة المستعملة في بداية الـ 1970ات في حركات التحرير، على الرغم من أن الممارسة ضمن منظمة (م.م.د.ع.م.) كانت أقل تركيزاً على بناء معرفة ومهارات الناشطين مقارنة مع الأشكال السابقة لرفع الوعي.(48) بعيداً عن اجتماعات المنظمة، تحدث أعضاء منظمة (م.م.د.ع.م.) في مظاهرات عمال المناجم وفي فروع النقابة، وفي مجموعات الدعم الأخرى، واتحادات الطلاب وفي مجالس اتحادات النقابات.(49) بالطبع، كان بعض الأعضاء متمرساً في أداء هذا الدور. ولكن رواية ستيفاني تشامبرز تتلاقى مع القصة الشائعة أن نساء عمال المناجم قد وجدن صوتاً عاماً خلال الإضراب.(50) ما كان واضحاً أن منظمة (م.م.د.ع.م.) وغيرها من المجموعات الداعمة في لندن تألفت من مزيجٍ من الخبرة السياسية والنشاطية الجديدة والثقة المتنامية. كانت الخبرة التحويلية للإضراب متبادلة.

من المساحات الأخرى التي عززت من حضور منظمة (م.م.د.ع.م.) كانت مجلة كابيتال غاي، مع “تغطيتها المستمرة” للإضراب التي كانت سمة أساسية لأعداد المجلة تلك السنة.(51) وصلت رسائل عدائية إلى منظمة (م.م.د.ع.م.) ولتغطية الإضراب معتمدة لغة مشتركة مثل: عنف وتطرف وماركسية- ولكن حيال قضايا أكثر تحديداً: أثارت الرسائل رهاب المثلية بين عمال المناجم، وواقع أن العمال لا يدعمون قضايا المثليين، كما أثاروا مسألة توزيع المال على العمال بحيث رأت الرسائل أن صرفها “يجب أن يكون على الدفاع عن قضية المثليين، على المثليين كبار السن والوحيدين، أو ضحايا السيدا”.(52) رفضت منظمة (م.م.د.ع.م.) اتهامها بالسذاجة، وأصرت على أن “لم ندّعِ أن كل العمال يؤيدون المثليين أو غير متحيزين جندرياً، تماماً كما استعمال كلمة مثلي نعلم أن بعض المثليين هم فاشيين وعنصريين ومتحيزين جندرياً”. مع ذلك “نحن نعتقد أن دعم عمال المناجم كمثليين ومثليات بشكل علني، نكون بذلك نخلق الظروف التي تجعل من التغيير ممكناً. عُمق هذا التغيير متعلق بكمية الدعم الذي نلقاه من بقية المثليين والمثليات”(53) تتطلب احتمالات التغيير هذه بناء روابط مباشرة مع عمال المناجم.

شبكات التضامن

وافق الاجتماع الأول لمنظمة (م.م.د.ع.م.) على تبني أو توأمة مع دولي فالي في ساوث ويلز.(54) وهذا الأمر عنى في الدرجة الأولى تطوير علاقات قوية مع مجموعات دعم عمال المناجم في نيث ودولي وسوانسيا فاليز. وصفت لوسي روبنسون كيف أنه “بإنشاء جماعة لدعم أخرى أملت منظمة (م.م.د.ع.م.) بذلك تفادي القيود البيروقراطية وإمكانية التشارك في الخيار”.(55) ممارسة التوأمة كانت راسخة نسبياً خلال الإضراب في هذه المرحلة، على الرغم من أن سبب هذا الارتباط لم يكن واضحاً لحد ما. وعلى ما يبدو أن انتماء أحد أعضاء منظمة (م.م.د.ع.م.) إلى ساوث ويلز وبعض العلاقات مع الحزب الشيوعي قد لعبا دوراً. (56)

كما ناقشنا سلفاً في هذا الكتاب، عارضت نقابة عمال المناجم الوطنية عملية التوأمة لأسباب مالية. ولكن، لم تعتقد منظمة (م.م.د.ع.م.) أنها كانت تتحدى فعلياً النقابة. وعندما سئل عن سير الأمور خلال الإضراب بشكل عام، فسّر مارك أشتون “عندما بدأنا قلنا إننا سندعم نقابة عمال المناجم الوطنية، القيادة المنتخبة للنقابة نفسها، وسنأخذ إرشادات منها، ولن نكون في موقع نتحدث فيه بالنيابة عنهم أو إخبارهم ماذا عليهم فعله”.(57) وقد عَكَسَ ذلك بعض الخلافات داخل منظمة (م.م.د.ع.م.). أشارت روزي ليتش إلى أنه بعد مصادرة أموال النقابة الوطنية لعمال المناجم “لا يمكنك بعد ذلك إرسال المال إليها، حتى لو أردت ذلك. إنه نوع من العمل القاعدي، بغض النظر عن رأيك بالقيادة النقابية، بمعنى أن الحجة جرى تجاوزها”.(58)

على عكس بعض المنظمات الأخرى الشبيهة في مناجم الفحم، كانت مجموعة دعم دولي تتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية عن بنى النقابة الوطنية لعمال المناجم المحلية. مع ذلك، لم تكن عدائية مع النقابة حيث قالت نشرة المجموعة فاليز ستار “الدفاع بوجه كل الهجمات”.(60) مع ذلك، كان هناك خلافات حول تنظيم الإضراب بين ساوث ويلز والنقابة الوطنية. ولندن كانت نقطة خلاف أساسية. بعض الأعمال التي أقيمت في العاصمة من قبل دايفيد دونوفان وآخرين من دولي أجريت خلسة لأن عمال المناجم الويلزيين لم يكن يفترض بهم جمع المال هناك.(61) وكنتيجة لذلك، ومع الإشارات المتناقضة التي أرسلت من مجموعات عمال المناجم المتعددة، فكرة أن منظمة (م.م.د.ع.م.) أو غيرها يمكن أن تذعن لقيادة النقابة الوطنية لعمال المناجم لم يكن أمراً محبذاً.

كانت مجموعة دعم دولي، من خلال دونوفان وغيره، تسعى بشكل دائم إلى بناء شبكة متنوعة من الداعمين في لندن. حتى داخل العاصمة، حملة الدعم بنيت من خلال جهود مشتركة بين ناشطي المدينة وعمال المناجم.(62) وصف دونوفان كيف أن الداعمين من لندن قد دعوا لزيارتهم “لزيارة مجتمعنا ولاختبار ما الذي نعيشه ورؤية بشكل مباشر ماذا نناضل من أجله… لقد نظموا رحلاتهم الخاصة لزيارتنا وجرى الترحيب بهم في ما يسمى “قصر الثقافة”، قاعة أونلوين ماينرز ويلفير”.(63) أصلاً، كان مثليو ومثليات لندن قد زاروا دولي خلال الإضراب قبل منظمة (م.م.د.ع.م.)، من خلال برينت نالغو على الأقل، ولكن “كان مختلفاً أن يدخلوا باسمهم الخاص”.(64) كانت التجربة قوية بشكل واضح على المستوى الشخصي لعديد من المشاركين: كتب مايك إلى هيفينا هيدون أن “الزيارة إلى دولي كانت إحدى أسعد لحظات حياتي”.(65)

وقد علّق دونوفان: “شعرنا بالتوتر في مناسبات عديدة لمشاركة عشرات الأشخاص من مختلف نواحي الحياة، ومن أنواع مختلفة، ومن اتجاهات جندرية متعددة” في المجتمع المحلي. ولكن “رحبوا بالجميع. وهذا الأمر فاجأني شخصياً، يجب أن أكون صادقاً، لقد كنت شديد التوتر عندما شارك/ت المثليات والمثليين لأنني علمت بمدى توترهم/ن وتساءلت كيف سيتفاعل الناس هنا معهم/ن. لكن كان الأمر رائعاً”.(66) لم تكن زيارة (م.م.د.ع.م.) بالتأكيد من دون جدل وكان هناك خطر اتخاذ مواقف مشذبة حتى تحظى بموافقة شكلية.(67) رغم ذلك، من الملاحظ أن الاستقبال الإيجابي من المجتمع الأوسع بدا مفاجأة سعيدة حتى بالنسبة للبعض من مجموعة دعم دولي، كما لاحظ دونوفان بشكل واضح. كذلك، ضمن وثائقي أنتجته منظمة (م.م.د.ع.م.) خلال الإضراب، لاحظت شيان جايمس أنها فوجئت بحماسة جيرانها من زيارة المجموعة، الذين اعتقدت أنهم سيتقربون منها. “ولكن لم يكن الجميع كذلك. وكان رائعاً للغاية وقد تقبلوا وجود حياة بعيداً عن الوادي”.(68) وهذا يشكل الدعم الأكثر من المتوقع من الذي لاقته منظمة (م.م.د.ع.م.) بين مثليات ومثليين لندن لعمال المناجم. بهذا المعنى، بدلاً من أن تجتمع الجماعتان المشكلتان بشكل مسبق، تشكّل فهم عمال المناجم أو مثليات ومثليي لندن عبر هذه العلاقة.

كالعديد من عمليات التوأمة الأخرى، ساعدت هذه الزيارات في تكوين علاقات شخصية سمحت بدورها بتطوير محادثات هامة. وصفت المجلة اللندنية سيتي ليمتس الزيارة التي قامت بها منظمة (م.م.د.ع.م.) إلى دولي: “بعد الترحيب بمنازل عمال المناجم في نهاية الأسبوع، بدأت عائلات بكاملها بمناقشة حقوق المثليين/ات والجنسانية على طاولة الشاي”(69) ربما قد يكون ذلك مبالغاً فيه. المقابلات الحديثة التي أجريت مع أعضاء منظمة (م.م.د.ع.م.) تشير إلى تجارب متناقضة؛ كان للبعض تجربة قليلة أو حتى لم يصادف أن حصلت نقاشات حول الجنسانية خلال تلك الزيارات.(70) حتى لو كان ذلك مؤقتاً، دعم منظمة (م.م.د.ع.م.) وزياراتها فتحت بعض المساحة لتظهر المشكلات المغمورة. مرة جديدة، حدث كل ذلك لأن دعم منظمة (م.م.د.ع.م.) قدمه بشكل علني مثليات ومثليين، وتطورت العلاقة بينهم وبين دولي في تضامن صريح وعملي.

كذلك زار أشخاص من ساوث ويلز لندن، حضرت شيان جيمس اجتماعاً لمنظمة (م.م.د.ع.م.) خلال زيارة إلى العاصمة وأشارت إلى أن: “هذه الزيارات المتبادلة قد حققت الكثير مثل تحطيم الجهل والأحكام المسبقة وأقامت فهماً وثقة جديدين”.(71) كانت العلاقة الحميمة المتجذرة من مشاركة منزل شخص آخر بالغة الأهمية. وصف عامل المناجم، براين لوتون، التغييرات التي سببها الإضراب: “لقد عرفت أشخاصاً يعانون من رهاب المثلية للغاية وقد زاروا لندن، وأقاموا طيلة أسبوع في منازل المثليين”.(72)

تمكنت منظمة (م.م.د.ع.م.) من الذهاب أبعد من هذه اللقاءات الفردية، على الرغم من إتاحة المجال للوصول إلى الحياة الجماعية والعامة، وكذلك المحلية، للمثليات والمثليين في لندن. بالطبع، بعض أعضاء مجموعة دعم دولي كانوا قد ذهبوا إلى لندن ولكن من خلال منظمة (م.م.د.ع.م.) تعرفوا على جوانب عديدة من العاصمة، من بينها تمضية وقت داخل حانات المثليين والمثليات.(73) التسكع في حانات هيفن وستريغفيللوز، تذكر جيمس لاحقاً، “كان تغييراً كبيراً خلال ليلة خارج مناجم الفحم… كان هناك متحولو/ات الجنس. التقينا بأشخاص يرتدون ثيابا فنية وجذابة”.(74) بالنسبة للبعض في مجموعة دولي، هذه الزيارات إلى لندن فتحت بشكل طبيعي النقاشات حول المثليات والمثليين مقارنة بالوقت الذي أمضته منظمة (م.م.د.ع.م.) في ساوث ويلز.(75) كما نظمت ستيفاني تشامبرز زيارة مخصصة لنساء دولي بعد انتهاء الإضراب مباشرة، لإطلاعهن على المراكز النسائية والمكتبات وسوى ذلك، فضلاً عن اجتماع مسائي مختلط.(76) في هذا اليوم، الذي جرى تنظيمه من قبل منظمة مثليات ضد إقفال المناجم (م.ض.إ.م.)- التي تألفت من نساء منظمة (م.م.د.ع.م.)- يبدو أنه لم يمر من دون احتكاك. التوترات التي حصلت، سنناقشها أدناه، خاصة تلك المتعلقة بالجندر.

بالإضافة إلى تطوير علاقات التضامن مع دولي، خلقت منظمة (م.م.د.ع.م.) شبكة من العلاقات داخل وأبعد من لندن. على الرغم من النزاعات الكبيرة داخل المنظمة حول تكوينها الذي يغلب عليه البيض والذكور، جرت محاولات لشمول اجتماعاتها ممثلين/ات من مجموعات متنوعة. (77) على سبيل المثال، شاركت، ويلميت براون، الناشطة النسوية المثلية السوداء، في مركز كينغز كراوس للنساء والبعثة السوداء لمجتمعات عمال المناجم، كانت من بين الذين واللواتي دعتهم منظمة (م.م.د.ع.م.) للتحدث في الاجتماعات العامة.(78) وقد شارك في الاجتماع ممثلين من مجموعات مختلفة مثل: عمال قطاع الفحم، مثليات ومثليين، ناشطون سود ونسويات؛ مجموعة عمل نساء روديسيا من مناجم نوتينغامشير، حملة الحقوق الإنجابية، ومؤسسة تيرينس هيغينز، ومجموعة عاملات مثليات، والحملة العمالية من أجل حقوق المثليين والمثليات، بعثة السود إلى مجتمعات عمال المناجم، مثليات ومثليون ضد الامبريالية… (79) كما شاركت (م.م.د.ع.م.) في النشاط الداعم لعمال المناجم في لندن، وشاركت في الاعتصام أمام محطات الطاقة خلال يوم التحركات التي أطلقها المجلس الإقليمي في جنوبي شرق البلاد لمؤتمر اتحادات النقابات، كما شاركوا في لجنة الدفاع عن عمال المناجم، وقد أدخلوا النقاشات حول الجنسانية إلى الحملة الأوسع.(80)

العديد من المشاركين في منظمة (م.م.د.ع.م.) كانوا ناشطين في النشاطات الداعمة لعمال المناجم عبر الاتحادات النقابية والأحزاب السياسية وسوى ذلك.(81) تحركت المجموعات البيضاء بشكل مستقل، وحصل مزيج من التنسيق الرسمي أو غير الرسمي. وصف مايك جاكسون كيف حين استضافت إحدى النقابات الطلابية عمال مناجم فلم يكن لديها المساحة الكافية لتأمين منامتهم فاتصلت بمنظمة (م.م.د.ع.م.) لمساعدتها. وهذا أدى إلى اتصالهم بعمال مناجم من الشمال الشرقي، الذين كانوا مدعوين إلى الحفل:

“وافقنا على لقائهم عند منتصف الليل، في مستودع للنقل البري. وهو مكان واسع، خلال الشتاء، كانت المشاوي مشتعلة داخله، وكان الدخان يعم المكان وكانت شاحنات الفورد تبيع السلع بأسعار منخفضة. لقد ذهبنا إلى هناك وفي داخلنا شعور يميل بعض الشيء، لنكن صادقين، إلى الشعور بالخوف في حال ارتكب هؤلاء الرجال الآتين من جوردي أي خطأ، أو أياً يكن. ولكن، ما إن وصلنا إلى هناك، كان الجميع يرقص، حوالي 10 منهم، كانوا يستمتعون حقاً، رأونا قادمين، فلوحوا لنا، وأحاطونا وبدأوا بالرقص حولنا، كان الأمر رائعاً!(82)”

ساعدت منظمة (م.م.د.ع.م.) على تشجيع عدد من المنظمات الشبيهة. إذ أنشئت دزينة من منظمات المثليين والمثليات الداعمة لعمال المناجم من أحجام مختلفة في بريطانيا وإيرلندا.(83) شجعت مجموعة لندن على الأقل على تشكيل بعض هذه المنظمات. توقف بول كانييغ، على سبيل المثال، في كارديف بعد زيارة دولي للقاء بعض الناشطين الذين كانوا مهتمين بإنشاء منظمة شبيهة بـ (م.م.د.ع.م.) لدعم العمال.(84) العلاقة بين منظمة (م.م.د.ع.م.) في لندن وبقية المنظمات كانت فضفاضة نسبياً. تذكر جاكسون: “في تلك الأيام كانت الأجواء مؤيدة للسياسات التنظيمية الاستقلالية… لذلك لم يكن لدينا النية للتوسع والاستيلاء على تلك المجموعات. كنا سعيدين بأن تلك المنظمات كانت تتشكل”.(85)

اختلفت تجربة مجموعات المثليين والمثليات الداعمة خارج نطاق لندن في بعض النواحي. أقامت منظمة (م.م.د.ع.م.) نشاطاً كبيراً لجمع التبرعات في هاسيندا، جمعت فيه 3 آلاف باوند من أجل دعم الإضراب، فضلاً عن أصداء قوية في حفل “منجم وشواذ”. مع ذلك، على عكس لندن، يبدو أن الاستجابة كانت قليلة للمجموعات حوالي حانات ونوادي المثليين.(86) وصف كولن موريسون لردة الفعل في لوتيان الشبيهة، وكان تتناقض مع التجربة اللندنية: “كنا نذهب كل أسبوع مع الأموال من أجل مساعدة العمال وكنا نوزع بطاقات الميلاد في داخلها 10 باوند على الأولاد. كانت الأمهات تفتح البطاقات مع أولادهن ويقلن: “آه، إنها من منظمة المثليات والمثلين الداعمة لعمال المناجم”. كان الانتفاح من جهة واحدة ولكن في الوقت عينه لم تحدث نقاشات حقيقية حول ذلك وعندما انتهى الإضراب، كان هذا كل شيء”.(87) يحتاج هذا الأمر إلى مزيد من الأبحاث لفهم مثل تلك الاختلافات، ولكن على الأقل، مثل تلك الشهادات توضح أنه لم يكن هناك ما هو تلقائي في تطور الصلات القوية بين (م.م.د.ع.م.) ودولي.

شكلت هذه الروابط مع مجموعات المثليين والمثليات الداعمة جزءا من شبكة كبيرة من التضامن التي انخرطت منظمة (م.م.د.ع.م.) فيها وساعدت على بناء هذه الشبكات. مرت هذه الشبكة بعدة مراحل. لإعطاء معنى لعلاقاتهم المتجاوزة للمحلية، جمعت إحد اجتماعات (م.م.د.ع.م.) الأسبوعية خلال نهاية الإضراب مجموعات عمالية من حقول المناجم في ساوث ويلز، ومجموعة مانشتر في منظمة (م.م.د.ع.م.) ومجموعة دبلن للمثليين والمثليات.(88) كما أجريت صلات مع ناشطين من دول أخرى، مثل القسم الفينيتي من أركيغاي، ونشرت مقابلات في راديكال أميركا وأخبار جماعة المثليين في بوستون، والمانيفستو في إيطاليا.(89) كانت حملة (م.م.د.ع.م.) منشِئة لصلات جديدة بين الناشطين داخل لندن، وبين حملات المثليين والمثليات حول النزاع العمالي في بريطانيا وإيرلندا، وبشكل أقل مع دول أخرى. مع ذلك كان محور المجموعة، بالتأكيد، العلاقة مع دولي. بالنسبة لبعض أعضاء (م.م.د.ع.م.)، العلاقة كانت واضحة من خلال لغة المجتمع المحلي.

الدفاع عن المجتمعات

فسر مارك أشتون فهمه لـ(م.م.د.ع.م.) في الوثائقي: الجميع خارجاً!- الرقص في دولي.

من غير المنطقي القول: “حسناً أنا مثلي، وأدافع عن “مجتمع المثليين” ولكنني لا أهتم بأي شيء آخر”. إنه أمر سخيف. من المهم أنه إذا كنت تدافع عن المجتمعات فعليك أن تدافع عنها كلها، وليس واحدة منها فقط، هذا هو السبب الرئيسي لمشاركتي.(90)

ربما ليس مستغرباً، بالنظر إلى دور أشتون في رابطة الشباب الشيوعي، أن وجهة نظره تتناسب مع وجهات النظر الأوسع المؤثرة للحزب الشيوعي. أشارت سالي دافيسون، العضوة في الحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى والناشطة في حركة دعم عمال المناجم أن “الحزب لديه فكرة قوية عن إنشاء تحالف ديمقراطي واسع، ومحاولة رؤية الأشياء التي تجمع الناس بين أشكال متعددة من النضال”. خلال إضراب عمال المناجم، عنى ذلك “توسيع الحملة للحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم سيكون هو السبيل للانتصار”.(91)

أكدت العلاقة بين (م.م.د.ع.م.) وعمال المناجم في ساوث ويلز إمكانيات أشكال التضامن التي تعمل في الوقت نفسه على الربط بين الاختلافات وتوضيح القواسم المشتركة. جعلت مركزية المفاهيم ضمن المجتمعات خلال الإضراب ما قاله أشتون عن فهمه لـ(م.م.د.ع.م.) ودورها ذي صلة. في ساوث ويلز، بشكل خاص، كانت الحجة القائلة بإن إغلاق المناجم سيؤدي إلى قتل المجتمع كان مدروساً جيداً. جادل هيول فرانسيس بأن النضال حول منجم ديب دوفرين عامي 1978-1979 كان نقطة فاصلة في هذا الصدد. “للمرة الأولى، كان إنقاذ منجم مرتبط بشكل واضح بمصير المجتمع المتعلق به، ما حصل كان إنذاراً للحجج التي ستلعب دوراً أساسياً في إضراب عامي 1984-1985”.(92) رأت منظمة (م.م.د.ع.م.) أرضية مشتركة في إضراب الذي “لم يكن فقط عن الأجور والظروف، إنما أيضاً يتعلق بالوظائف والمجتمعات، وطريقة العيش”.(93)

على الرغم من أن الأمر ليس تماثلياً بشكل مباشر، إلا أنه كان هناك شعور أن بعض المساحات والمنظمات التي أنشئت لتشكيل أساس مجتمعات المثليين والمثليات كانت مهددة. حيث داهمت الجمارك مركز غايز زو ورد في نيسان/أبريل عام 1984 واستولت على ما اعتبرته كتباً فاحشة، وأدين العديد من الموظفين والمديرين بتهمة استيراد مواد غير لائقة.(94) أثار هذا الهجوم على مركز مجتمعي أساسي، حملة تضامن كبيرة، كان ذلك مثالاً بارزاً لما سماه جيفري ويكس “إغلاقاً واضحاً للمساحة الاجتماعية”.(95) وقد أوضح مقال في مجلة سيتي ليميتس بشكل واضح هذا الشعور: مع تدخل “الشرطة اللطيفة” في حانات ونوادي المثليين…، مع قمع الأدب المثلي الذي يدخل إلى البلاد وتأثير التحريض الإعلامي حول الإيدز الأمر الذي أدى إلى تفاقم المرض نفسه، تراجع نمط حياة المثليين في المناطق المُدُنية عن أن يكون ملاذاً عما كان عليه في السابق”.(96) الهجمات على السلطات المحلية العمالية والتي جرى التعبير عنها بعبارات تشير إلى سياساتها التقدمية بشأن الجنسانية، أدت إلى زيادة البيئة العدائية. (97)

يمكن رسم تشابه بين طبيعة الهجومات ضد مناجم الفحم ومجتمعات المثليين والمثليات. كما هو الحال مع مجموعات دعم السود التي ناقشناها في الفصل السابق من الكتاب، كثيراً ما وصفت سوء معاملة الشرطة على أنها تجربة مشتركة. في أواسط الـ 1980ات، واجه المثليون والمثليات فخ “الشرطي اللطيف” ومداهمات الشرطة لحاناتهم ونواديهم، في اقتحام واحد، اعتقل 12 رجلاً داخل فوكسهول تافيرن لأنهم كانوا ثملين.(98) كما اقتحم 70 شرطياً مركز زوبيل، مركز جمع التبرعات لمنظمة (م.م.د.ع.م.).(99) وصف أحد أعضاء (م.م.د.ع.م.) كيف أن “مجتمعات المناجم اكتشفت ربما لأول مرة تحرشات الشرطة بها، … الأمر الذي يعرفه المثليون منذ سنوات ماضية”.(100) وكما ناقشت في الكتاب سابقاً، في حين واجه عمال المناجم العنف في وقت سابق، كانت إجراءات الشرطة القمعية خلال إضراب عامي 1984-1985 تذكر بالإجراءات الزجرية التي كانت تشنها الشرطة خلال إضرابات ما قبل الحرب أكثر من تلك خلال الـ 1970ات. لقد تجاوز الأمر مسألة خطوط الاعتصام إلى ما اعتبره البعض في مناجم الفحم احتلالاً لمجتمعاتهم.(101) وكان صدى هذه التجربة واضحاً كتبت كيت توماس أن “تطويق قرى المناجم خلق قيوداً كانت مألوفة لمجتمعات المثليين والمثليات”.(102)

العدائية التي تلقاها عمال المناجم في الصحافة كانت مهمة أيضاً في بناء هذه الروابط. إذ أعلن روبرت كينكيد من منظمة (م.م.د.ع.م.) أن عاملاً في مجموعة دعم وادي دولي ونيث وسوانسيا قد أخبره أن الطبقة العاملة لم تفهم مشاكل المثليات والمثليين لأنها وافقت على ما كتب في جريدة زو صون. حاجج قائلاً: “إن كان عليهم الاستفادة من واقع أن “عائلات عمال المناجم تعرف أكاذيب زو صون، كما تعرف أن التلفزيون هو آلة الكذب، إذ اختبروا كيف استعمل كوسيلة حكومية للدعاية ضدهم. لذلك ربما كذب بما خص كل شيء آخر في الماضي”.(103) كما كان الحال مع معظم ما فعلته (م.م.د.ع.م.)، لم يكن الهدف فقط جذب انتباه الناس في مناجم الفحم إلى هذه الروابط، إنما أيضاً لبناء التضامن بين المثليات والمثليين. ادعت روزي ليتش أن هجمات وسائل الإعلام والشرطة على عمال المناجم “جعلت العديد من الناس يرون الرابط لأن هذا بالضبط ما حصل مع المثليين”.(104) اختلفت طرق التعبير عن العلاقة بين المثليات والمثليين في العاصمة والحياة في مناجم الفحم عن المفاهيم القائمة للحركة العمالية. بدلاً من دوافع الأغلبية في السياسات الطبقية، كان ذلك تجمعاً للأقليات المضطهدة.(105)

مع ذلك، كان هناك عقبات محتملة في سياسات المجتمع. وصف راي غودسبيد من منظمة (م.م.د.ع.م.) سياسات أشتون كـ”نوع من الشيوعية الأوروبية: لقد كان الأمر حقاً برمته “ربطاً للمجتمعات المستقلة” أنا حقا لم أفهم ذلك. لقد بدا أنه يعني أن الطبقة العاملة من جانب والمثليين من جانب آخر”؛ في حين أن الكثير من الطبقة العاملة- من ضمنهم عمال المناجم- كانوا مثليين.(106) كان التركيز على “عمال المناجم وعائلاتهم” في خطاب (م.م.د.ع.م.)، والحركة التضامنية الواسعة، أمراً مفهوماً.(107) فقد عكس، على سبيل المثال، الإصرار على مركزية النساء في مناجم الفحم خلال الإضراب. كان يتماشى أيضاً مع نهج متمايز من التضامن. وسواء تشارَكَ أعضاء (م.م.د.ع.م.) تحليل تحرير المثليين في الـ 1970ات أم لا، فإن الأسرة البطريركية، كأساس قمع المثليين، يجب إلغاؤها، وإبراز هذا الرأي، من المؤكد أنه أعاق التحالفات التي أنشئت في ساوث ويلز.(108) مع ذلك، فإن “دعم عمال المناجم وعائلاتهم” يمكن أن يترك المثليات والمثليين في مناجم الفحم في وضع غامض، بالإضافة إلى عمال المناجم الفرديين، الذين غالباً ما كانوا الأكثر عزلة وفي وضع هش مالياً.

مقاربة منظمة (م.م.د.ع.م.) للدعم غير المشروط لم تطرح أي مطالب من الناس في مناجم الفحم. بالنسبة لبعض النقاد من المثليين والمثليات في لندن، كان من الصعب قبول فكرة أن مجتمعات “عمال المناجم المتحيزة جندرياً والبطريركية والمعادية للمثلية” تستحق التضامن.(109) وهذا لا يعكس ببساطة الجهل بتلك الأجزاء من البلد. كان/ت المثليات والمثليون من مناطق المناجم من بين أولئك الذين جادلوا بشدة مع منظمة (م.م.د.ع.م.) في لندن. يتذكر راي غوودسبيد أن “الأشخاص الذين أتوا من هذه الخلفية انقسموا إلى جزئين؛ الأول يتبرع بمبلغ 20 باوند والثاني الذي يقول: “لقد جئت من قرية أو بلدة المنجم الفلاني- وأنا أكره هؤلاء الأوغاد المعادين للمثليين. لقد حطموا حياتي”.”(110) مع ذلك، في وقت لم يفرض أي شرط لتقديم التضامن، أمل بعض أعضاء منظمة (م.م.د.ع.م.) أن يكون للعلاقة تأثير على مجتمعات مناجم الفحم. كتب كينكايد أن منظمة (م.م.د.ع.م.) “أخذت صورة إيجابية عن المثليين والمثليات إلى مجتمعات مناجم الفحم، وآمل أن تقل العزلة التي ي/تشعر بها المثليات والمثليون الذين يقيمون هناك”.(111)

يميل مفهوم الجماعة، لا سيما ذاك المتعلق بمناطق المناجم، إلى تحمل آثار الثبات والقيود وضيق الأفق.(112) يقترح كينكيد، على العكس، أن فهم الجماعة تطور انطلاقاً من العلاقة بين عدة أمكنة.(113) مسارات التحول هذه كانت بالطبع معقدة. في مقابلة أجريت معه بعد الإضراب، فسّر داي دونوفان أنه فيما يتعلق بالسياسات الجنسانية، “لم يكن عليهم أن يكونوا أصدقائي، لقد كنت منفتحاً على ذلك على أي حال”.(114) مع ذلك، أشارت سيان جيمس، إلى أن مثل هذا التصرف ربما كان غير اعتيادي. وتذكرت أنه في المنطقة التي كانت تعيش فيها “كانوا يعلمون أن المثليين موجودون- كان والدي يعمل مع عامل منجم مثلي- ولكن لم يتحدث أي أحد بشأن ذلك؛ فقد كانت تعتبر مسألة شخصية. كان هناك عدم يقين بشأن كيف سيكون هؤلاء الأشخاص مختلفين وهل كان يتعين تعديل سلوكنا”.(115)

الأفراد الذين التقوا بمنظمة (م.م.د.ع.م.) وقتها أعطوا انطباعاً بأن دعمهم قد غيّر من بعض المواقف. إحدى النساء من مجموعة التضامن المحلية في دولي قالت أن زيارة (م.م.د.ع.م.) “قد بنت أمراً كبيراً…”لأننا لم نكن نعرف ما يمكن توقعه”، وبعد أن دُفعت للتحدث عن توقعاتها، على الرغم من تبادل الضحك، قالت “مجموعة من غريبي الأطوار”. وعندما سئلت عن رأيها بالمثليين والمثليات قبل الإضراب، علّقت امرأة أخرى بشكل شبيه “لا أحب أن أقول ذلك ولكن لقد كان علينا أن نُضرب حتى نصبح أصدقاء أكثر”.(116) يبدو أن ردة فعل مجموعة التضامن المحلية للقاء الأول مع منظمة (م.م.د.ع.م.) ما زالت محل خلاف.(117) مع ذلك، ما يبدو واضحاً أن (م.م.د.ع.م.) قد فتحت المجال للتساؤل عن الجنسانية التي- بغض النظر عن وجهات النظر الشخصية- كانت ستبقى مسألة شخصية من دونهم/ن.

كان ذلك عملية تبادلية أكثر مما يمكن اعتقاده. إذا كان أهالي دولي لا يعلمون ما يمكن توقعه من زيارة منظمة (م.م.د.ع.م.)، فقد كان الشعور متبادلاً. الأعضاء الذين زاروا ساوث ويلز عكسوا تجربتهم: “تخيّل أنه سنستقبل، حقاً، بحرارة. أقصد كل الأساطير وكل عوائق الأحكام المسبقة انكسرت عندما اتجهنا إلى الوادي”.(118) شرح دايف لويس مؤخراً أنه “لم أكن أتوقع ثقافتهم على عكس مظهرهم الخارجي. لكنهم كانوا على دراية بالعالم الخارجي: وكانوا سعداء بعالمهم ولكنهم طوروا وعياً لم أكن، في ذهني المتعصب، أقدرهم قبل وصولي”.(119)

كان دايفيد دوغلاس من النقابة الوطنية لعمال المناجم في هاتفيلد أكثر إصراراً على مدى أهمية التحول لدعم حقوق المثليين والمثليات في مجتمع المناجم بيوركشاير أكثر من أولئك الذين أجريت معهم المقابلات في دولي من جانب منظمة (م.م.د.ع.م.). فقد أقيمت الروابط بين مجموعة التضامن المحلية في منطقته مع منظمة أناركية للمثليين والمثليات كانت تسمى وولفيرين.(120) اعتقد دوغلاس أنه، قبل الإضراب، كان “مفهوم المثلية سيثير الاشمئزاز”. تضامن المثليات والمثليين، خاصة من لندن “فتح بعض العيون والكثير من القلوب. أن تكون من الجنوب كان عقبة كافية، وأن تكون كويرياً وكوكنياً كان نوعاً من العوائق التي يجب رؤيتها”. النتائج كانت شخصية وسياسية: فقد أخذت اللافتة الأساسية لنقابة الوطنية لعمال المناجم في هاتفيلد إلى مسيرة الفخر عام 1985، وذلك بعد أن أثيرت القضية ونوقشت وصوت عليها في اجتماع فرع النقابة، حيث أعلن ناشط من منطقة قريبة من منجم غولدثورب عن مثليته.(121)

تواصل عامل مثلي آخر، من ثورب ويلوغبي في يوركشاير، مع منظمة (م.م.د.ع.م.) خلال الإضراب وزار لندن.(122) وعندما كان في المدينة، أجرت مجلة كابيتال غاي مع لانس برودهيد وقد أوضح أن والديه كانا يعلمان أنه مثلي ولكن لم يريدا أن يعلم الجيران بذلك، ووصف حالة العزلة التي كان يعيشها. “كان والده قلقاً بشأن مثلية ابنه، ولكن أضاف لانس: لقد غيّر موقفه من المثليات والمثليين عندما عرف بدعمهم/ن لعمال المناجم”.(123) بالطبع هذه الشهادة تتماشى مع النقطة التي أرادت (م.م.د.ع.م.) تحقيقها، وعلى الأرجح أنهم من أقاموا الصلة بين هذا العامل ومجلة كابيتال غاي. مع ذلك، تشير شهادة برودهيد مرة أخرى أن دعم منظمة (م.م.د.ع.م.) طرح أسئلة حول الجنسانية علناً في وقت كانت مختبئة في السابق، وأن المثليين والمثليات قد حصلوا على تعاطف أكبر في سياق التضامن العملي.

أن تكون كوكنياً وكويرياً

أن تكون “كوكنياً وكويرياً”، بحسب تعبير دايفيد دوغلاس، لم يكن مجرد مزيج مؤسف إنما يعكس افتراضات عميقة عن الجنسانية في جنوبي إنكلترا. كتب تيري ساندرسون في الـ 1980ات- مثلي نشأ في قرية مناجم في جنوب يوركشاير خلال الـ 1950ات والـ 1960ات- متذكراً النائب المحلي بيتر هاردي الذي كان يصر على أن المثلية “لا علاقة لها بالناس هنا- كل ذلك يحصل في لندن”. لاحظ ساندرسون بما يتعلق بهاردي “كان مهتماً للقول إن المثلية لم تكن موجودة شمالي هامبستيد”.(124) الإشارة إلى هامبستيد، منطقة غنية في لندن، تُعزز كيف أن الافتراضات الطبقية، والمجتمعية والجنسانية تتقاطع. وكما لاحظت جاين ويلز: “غالباً ما تستعمل الجغرافيا كبديل عن الطبقة”.(125)

يمكن العثور عن هذه التعبيرات في أوساط الحركة العمالية، وفي الحركة النقابية والأحزاب السياسية. يصف العضو في منظمة (م.م.د.ع.م.) مارتن غودسيل كيف “أن الإعلان عن مثلية المرء تعني اجتياز الحدود الطبقية وكان هناك اعتقاد أن الطبقة العاملة لن تدعم مثل هذه الأشكال “المُدُنية”- أي المثليين”.(126) وعندما قدم زعيم مجلس النواب في نهاية الـ 1960ات- اقتراح قانون لإلغاء تجريم بعض الأفعال المثلية- ادعى النائب العمالي ريتشارد كروسمان في مذكراته “كيف سخر أشخاص من الطبقة العاملة من أعضاء المجلس خلال نهاية الأسبوع وسألوهم لماذا يريدون الاهتمام بالمتعهدين في وستمنستر بدلاً من الاهتمام بالعاطلين عن العمل في منازلهم”.(127) خلال الـ 1980ات، كان ينظر العديد من الأعضاء الاشتراكيين المجالس البلدية المحلية في حزب العمال إلى أعضاء المجلس البلدي في لندن على أنهم يهتمون بقضايا الجنسانية، أكثر من أعضاء المجالس البلدية في ليفربول وشيفيلد، هذه المواقف تعزز الآراء المشار إليها.(128) بعد خسارة انتخابات غرينيتش عام 1987، ألقت باتريسيا هيويت من حزب العمال بعض اللوم على “قضية المثليين والمثليات” لإبعادها الناخبين الأكبر سناً بشكل خاص، وكان هذا جزءاً مما سمته “تأثير لندن”.(129)

بحسب رافاييل صامويل، أصبح الإضراب يمثل “الجماعة أكثر من الطبقة”.(130) مع ذلك، لا يمكن فصل هذه المفاهيم بسهولة عن بعضها البعض. كتب العضو في منظمة (م.م.د.ع.م.) جيتين روبرتس في بداية عام 1985 أنه في حين “كان هناك فرص متزايدة للمثليين… بالنسبة لمعظم أبناء الطبقة العاملة الذين يحققون الفرص، يعني ذلك خسارة روابطهم بالطبقة العاملة وجماعتهم”.(131) بشكل ملحوظ، اعتبر جاكسون أن ذلك عنى ترك مناطق الطبقة العاملة والانتقال إلى “هذا الغيتو الصغير” في لندن. (132) كان حس الانسلاخ الطبقي هذا شديد التأثير.(133) من خلال منظمة (م.م.د.ع.م.) المحاولة أقيمت لتسييس العلاقة بين الجنسانية والنزوح عبر التحركات الجماعية والتضامن العابر للمناطق.(134) وهذا عنى تقويض رهاب المثلية في مناطق مناجم الفحم ومواجهة الاستبعاد لـ”هذا الغيتو الصغير”.

لاحظ جاكسون، وهو في الأصل من لانكشاير، أن “الأماكن التي يذهب إليها المثليون كانت في الغالب يزورها أبناء الطبقة الوسطى. فقط عبر الالتقاء بمثليين من الطبقة العاملة بدأت بالتفكير “كيف يجرؤ هؤلاء الناس من الطبقة الوسطى على السيطرة على نمط حياتي؟””(135) لم تكن مجتمعات المناجم وحدها من تفرض القواعد. تتلاقى شهادة جاكسون مع عمل ستيف فالوتشي “الطبيعة الطبقية المتغيرة للهوية المثلية” والذي- ضمن سياق مختلف- يصف كيف أن الناس من الطبقة الوسطى والمساحات والمنظمات تهيمن على كيفية فهم أن يكون المرء مثلياً. ومع ذلك، إن قضية الطبقة العاملة، يمكن أن تساعد منظمة (م.م.د.ع.م.) في تحدي ما اعتبروه هيمنة الطبقة الوسطى على المشهد المثلي في لندن.(137)

يمكن كذلك استعمال الموقع الطبقي لتفسير التضامن، بغض النظر عن المسافة الجغرافية والاجتماعية الظاهرية. فبحسب مقال كتب من منظمة (م.م.د.ع.م.) في سيتي ليمتس يفسر ذلك: “لم يأت دعمنا للإضراب حصراً لأننا مثليون/ات، إنما لأننا من طبقة واحدة”.(138) كان هذا التعبير الخاص عن القواسم المشتركة مهماً. على الرغم من بعض التوترات التي رافقت زيارة منظمة (م.م.د.ع.م.) إلى ساوث ويلز، طمأن دايفيد دونوفان اجتماعاً لمجموعة التضامن مع دولي أن “المثليات والمثليين ما زالوا أبناء الطبقة العاملة”.(139) وهذا كان، من جديد، دافعاً جديداً للعناصر الجديدة من حركة التضامن مع عمال المناجم لمحاولة التفكير، وليس إبعاد، بالسياسات الطبقية.

بحسب القياديين في منظمة (م.م.د.ع.م.) كانت الانقسامات الطبقية داخل “مجتمع المثليين” ضرورية لفهم الآراء حول إضراب عمال المناجم وحكومة تاتشر بشكل عام. يعتبر جاكسون أن البعض “كان سعيداً مع التاتشرية، خاصة أولئك المثليين والمثليات المستفيدين/ات من حكم المحافظين. كان لديهم القوة الاقتصادية للتمتع بأسلوب حياة وتحميهم من التحرش والقمع والخوف الذي يتعرض له العديد من المثليات والمثليات كل يوم”. (140) يلخص هوغ دايفيد في كتابه “كوير ستريت” (1997) المزاج الشهير حول ردة فعل بعض المثليات والمثليين حيال ولاية تاتشر الأولى: “بدا العام 1983 القمة، السنة الذهبية، فازت مارغريت تاتشر والمحافظون بولاية جديدة تلك السنة مع وعود بالمزيد والمزيد من تنفيذ الأمر نفسه. استمرت الحفلة”.(141) إذا كان الإيدز قد وضع حداً للحفلة- هنا يعترف دايفيد أن ردة فعل الحكومة للأزمة سبب اغتراباً للعديد من المثليين- لم يعنِ أن المثليين والمثليات المؤيدين للمحافظين سيرتمون خلف النقابة الوطنية لعمال المناجم. يدعي بيتر كامبل، من المجموعة المحافظة للمساواة المثلية، أن الربط بين حقوق المثليين وإضراب عمال المناجم كان مضراً للأوائل، مصراً على أن “القضيتين منفصلتين”.(142) مع ذلك لم تبقَ المجموعة المحافظة حيادية فقد تبرعت بالمال لمنظمة مناهضة لإضراب عمال المناجم.(143) سخرت من هذه اللفتة مجلة سيتي ليميتس: سنة 1984 “كانت السنة التي أعطت منظمة (م.م.د.ع.م.) آلاف البوندات لعمال المناجم المضربين (والذين ألصقوا ملصقاتنا) في حين أعطت المجموعة المثلية المحافظة 25 باوند لعمال مناجم غير مضربين (الذين لم يلصقوا أي شيء)”.(144)

لم يتحدث مارك أشتون من منظور جماعاتي. خلال مقابلة أجرتها معه مجلة سوشياليست أورغانايزر خلال الإضراب، حذر من “الدفاع” عن أنفسنا “بشروط المثليين والمثليات” وعدم الاعتراف بأن “المسألة طبقية. لأن المثليين والمثليات من الطبقة العاملة هم الذين يتعرضون للضرب لأنهم لا يستطيعون ركوب سيارة أجرة للذهاب إلى منازلهم، ولا يملكون سيارات خاصة بهم/ن أو لأنهم لا يسكنون في مناطق جميلة مثل بيلغرافيا”. وقد قلل من قيمة “الدفاع عن أقلية تمتلك الامتيازات من مثليي الطبقة الوسطى… أظهرت لي منظمة (م.م.د.ع.م.) أن لدي الكثير من القواسم المشتركة مع عمال المناجم أكثر بكثير من هؤلاء المثليين والمثليات”.(145) هذه المقاربة طبعت منظمة (م.م.د.ع.م.)، كما رأينا سابقاً، التي ركزت بشكل أكبر على أصحاب الأجور المنخفضة والعاطلين عن العمل في زو بيل، أكثر، على حد تعبير أشتون، من المستنسخين الذين يذهبون إلى نادي هيفن ويصرفون أكثر من 10 آلاف باوند بالسنة”.(146)

اعتبرت لوسي روبنسون أن الأمثلة الإيجابية لحملة نساء ضد إقفال المناجم ومنظمة (م.م.د.ع.م.) عنى “أنه على الأقل مسائل الجندر والجنسانية قد تداخلت مع رفاقية طبقية حتى ولو أن الإضراب فشل في النهاية”.(147) بعض القادة في منظمة (م.م.د.ع.م.) كان لديهم وجهة نظر مختلفة تماماً، مشددين على أنهم يفهمون المنظمة انطلاقا من التضامن الطبقي. مع ذلك، روبنسون بالتأكيد على حق عندما أشارت إلى أنه لا يمكن حصر منظمة (م.م.د.ع.م.) ضمن حدود السياسات الطبقية بشكل دقيق. لقد كان اضطهاد الـ(م.م.م.م.+)، ولا يزال، يحصل من خلال الطبقة، ولكنه ليس متشابهاً.(148) وفي حين أن منظمة (م.م.د.ع.م.) تلاقت مع جزء من مثليي ومثليات لندن الذين واللواتي أخذوا السياسات الطبقية على محمل الجد، إنما جذبت أيضاً بيئة مسيّسة أوسع.

على نفس القدر من الأهمية، لم تكن المسألة الطبقية لوحدها التي تخترق جماعات المثليين والمثليات. لاحظ أعضاء من منظمة (م.م.د.ع.م.) في كتيب قصير نشر بعد الإضراب أنه: “وجدت المجموعة في منطقتين من المستحيل التغلب على الأكثرية فيها: واقع غلبة البيض والذكورية”.(149) حيث ضمت إحدى الاجتماعات أكثر من 50 شخصاً حيث كانت النساء قلة قليلة.(150) اعتقدت إحدى النساء أن ذلك كان “جزئياً بسبب وجود مجموعة أساسية من الرجال الملتزمين بسياسات احزابهم وكانوا يحاولون دفع دفة الاجتماع باتجاه خط حزبهم. هذا التصرف أحبط من عزم العديد من النساء اللواتي لم ينخرطن بالسياسة بهذه الطريقة”.(151) ولامت أخرى تكوين المجموعة القائمة على القمع وتحبيط العزيمة، ورفضها الأخذ بعين الاعتبار اهتمامات النساء والسود.(152)

ونتيجة لذلك تأسست منظمة منفصلة هي مثليات ضد إقفال المناجم (م.ض.إ.م) التي تشكلت من بعض نساء منظمة (م.م.د.ع.م.). لم يكن انشقاقاً كاملاً: فقد نسقت المجموعتين النشاطات معاً، وبعض الرجال في منظمة (م.م.د.ع.م.) دعموا الخطوة وكانت بعض النساء ناشطات في المنظمتين في الوقت نفسه.(153) كما أن تشكيل منظمة (م.ض.إ.م) لم يكن نابعاً من قضايا محددة داخل منظمة (م.م.د.ع.م.)، لكن كان الأمل أن تستقطب هذه الخطوة المثليات اللواتي لا يعملن في منظمات مختلطة.(154) أشارت ستيفاني تشامبرز، رغم عدم مشاركتها في منظمة (م.ض.إ.م)، إلى أن “واقع الانقسامات بين المثليات والمثليين انعكس داخل منظمة (م.م.د.ع.م.). فكان هاماً بالنسبة لنا أن نكسر هذا الحاجز داخل مجتمعنا وذلك بهدف تحدي التحيز الجندري ككل”.(155)

هذه النزاعات لها جذورها في الحركة المثلية بين المثليات والمثليين، حيث ما زالت تتردد الانشقاقات وسط جبهة تحرير المثليين (ج.ت.م.)، التي أيضاً انشقت عنها مجموعة من النساء. وصفت جانيت ديكسون ما حصل بعدد النساء القليل في اجتماعات (ج.ت.م.) إضافة إلى “كراهية النساء المقنعة”.(156) كما جادلت عضوة أخرى من (ج.ت.م.)، سو وينتزر، لصالح البقاء في الجبهة “لا يمكنك محاربة التحيز الجندري عبر الهروب منه”.(157) هذا الشعور نجد مثيلا له في منظمة (م.م.د.ع.م.). كما جادلت نساء من حزب العمال الاشتراكي من المشاركات في المنظمة “أن منظمة (م.ض.إ.م) ليست فقط تقسيمية، ولكن النساء بدلاً من مواجهة التحيز الجندري خلال حصوله عزلن أنفسهن فعلياً عن تلك الحجج”.(158) كان يمكن توجيه هذه الأسئلة إلى منظمة (م.م.د.ع.م.): لماذا التنظم بشكل مستقل عن مجموعات التضامن مع عمال المناجم؟ تشكيل منظمة (م.ض.إ.م) يؤكد أنه لا يوجد ما هو تلقائي ضمن سياسات “المثليات والمثليين”. كان أساس انقسام (ج.ت.م.) هو الدور المتزايد للمثليات داخل الحركة النسائية(159). كذلك، ترى إحدى الناشطات في منظمة (م.ض.إ.م) أن المنظمة كانت جزءاً من “شبكة نسائية وطنية نشطت حول موضوع الإضراب”.(160) رأى جيل هومفريس أنه في حين شهدت الـ 1970ات نزوحاً جماعياً للمثليات من “سياسات المثليات والمثليين” إلى حملات تحرير النساء، خلال الـ 1980ات أدى ظهور الأيدز و”الحملة الحكومية الصليبية ضد المثليين” إلى محاولة إعادة بناء هذا التحالف.(161) تشير تجربة (م.ض.إ.م) و(م.م.د.ع.م.) إلى أن هذا التقارب كان لا يزال قيد التطور فقط في زمن إضراب عمال المناجم.

أكدت المقابلات التي أجراها تيم تايت مؤخراً مع العديد من أعضاء من منظمة (م.م.د.ع.م.) كيف أن التقاطعات بين الجندر والجنسانية والجغرافيا قد لعبت دوراً في التفاعل بين لندن ودولي. يعلق هيول فرانسيس “العلاقة الحقيقية لم تكن مع عمال المناجم. العلاقة المباشرة كانت بين المثليين والنساء في تلك المنطقة”.(162) أكثر من ذلك، ترى بعض الشهادات من نساء ساوث ويلز والمثليات في (م.م.د.ع.م.) و(م.ض.إ.م) أن التفاعل لم يكن سهلاً. تفسر تشامبرز كيف أنه في ويلز كان الرجال والنساء مرتاحين/ات في التعاطي مع المثليين. “أما مع المثليات؟ فكان الأمر صعباً. لم تكن المثليات جزءاً من العصابة الكبيرة”.(163) بدورها، تتذكر جاين فرانسيس-هيدون مشاركتها في يوم المرأة بلندن الذي نظمته (م.ض.إ.م) بعبارات سلبية: “لم تكن المرة الأولى التي ألتقي فيها بعدد كبير من المثليات، وحتى أكون صادقة، فقد صدموني باعتباري أكثر الناس غرابة في الحياة. لم أرَ أي واحدة منهن تبتسم؛ لا أحب ذلك، ولا أحبذ أن أكون في غرفة واحدة معهن”.(164) لا يمكن أن تكون كل التجربة بأكملها سلبية، إذ يبدو أنها ألهمت الكثير من التنظيمات النسائية للتنظيم في دولي.(165) مع ذلك، فهذا كان مثالاً آخر للعلاقات الصعبة أحياناً، التي ناقشتها في الفصل السابق، بين النساء في مناطق المناجم والنسويات اللندنيات. وقد تكون المشاكل قد ساهمت في تركيز عمل منظمة (م.ض.إ.م) بعيداً عن دولي بحيث عملت مع مجموعة دعم نساء روديسيا في نوتينغهامشير.(166)

تشير شهادات أخرى إلى حصول تفاعلات إيجابية إلى حد ما. علّقت زوجة عامل منجم من اللواتي قابلتهم بيتي هيثفيلد، والتي استشهدت بها في الفصل السابق- والتي توأمت مجموعة الدعم المحلية مع المتضامنين من كامدين- قائلة “قبل الإضراب، لو كنت أعلم أنني سأتحدث مع بعض المثليات، كنت سأموت. لكنهن مثلنا، هن أشخاص عاديات”.(167) قد تكون التغيرات في المواقف شجعت الطريقة التي طرحت فيها الناشطات في الإضراب تساؤلات حول جنسانيتهن وجندرهن. بحسب امرأة اعتقلت بسبب إضرابها في كالفيرتون في نوتينغهامشير، قالت الشرطة “لا تعامل هؤلاء مثل النساء، إنما كمعاملة الرجال. تركلهن وتعتقلهن”.(168) في حالة أخرى، وصفت امرأتان من يوركشاير لمجلة سبير ريب كيف تحدثت الشرطة مع مضربة اسمها بوبي: “سحاقية مأيرة عند خط الاعتصام”. وقد كانت قلقة في البداية من أن يعتقد ضابط الشرطة أن ذلك صحيح، ولكن عندما “تحدثت النسويات عن ذلك وقلن: لماذا تخافين، لا يوجد ما تخجلين بشأنه”، وقد طرحن وجهة نظرهن علينا وكان ذلك منطقياً”.(169) على الأقل في هذه الحالة، دور النساء عند خط الاعتصام، ردة فعل الشرطة، والعلاقات التضامنية بين النسويات سمح بإعادة التفكير بالافتراضات حول الجنسانية.

كانت القضايا حول العرق و(م.م.د.ع.م.) مطموسة أكثر، وتفقتر إلى صوت موازٍ لصوت (م.ض.إ.م). قد يكون هذا عكس تهميشاً أكبر للأقليات العرقية في مجتمعات المثليات والمثليين، واليسار بشكل عام الذي تأسست منه منظمة (م.م.د.ع.م.). يشير بحث مات كوك في لندن في الفترة نفسها إلى أن الرجال السود يمكن أن ينظروا إلى مشهد المثليين على أنه شديد البياض، وعنصرياً بالفعل.(170) كما وفرت الحركة النسوية بديلاً للمثليات، كذلك حصل الأمر لدى المثليين والمثليات السود، الذين واللواتي دعموا/ن بعثة السود إلى مجتمعات عمال المناجم بدلاً من منظمة (م.م.د.ع.م.)، أو إحدى مجموعات المثليين والمثليات السود في العاصمة التي كانت تتنامى أعدادها.(171) كما سبق ورأينا، النسوية السوداء المثلية ويلميت براون، على سبيل المثال، كانت ناشطة في دعم عمال المناجم من خلال عملها مع مركز النساء في كينغ كروس وبعثة السود إلى مجتمعات عمال المناجم.(172) تنظيم مجموعات الدعم حول الهويات المحددة تطلب إعطاء الأولوية من جانب واحد من جوانب حياتهم. لم يكن هناك ضمانة أن ذلك لن يولّد انقسامات جديدة كما أشكال تضامنية جديدة.

الخلاصة

تجسد منظمة (م.م.د.ع.م.) العديد من الموضوعات المركزية المترابطة من خلال تاريخ حركة دعم عمال المناجم: أهمية الجوانب العملية لتنظيم التضامن؛ تطوير علاقات جديدة تعبر عن الاختلافات والقواسم المشتركة في آن معاً؛ وعمليات التغيير المتبادل التي يمكن أن تسببها علاقات الدعم المباشر. بكلام آخر، يمكن للمجموعة أن تظهر مختلفة، كالعديد من الأمثلة غير المتوقعة للروابط التي تنامت خلال عامي 1984-1985. مع ذلك، دون التعتيم على ما كان جدياً في منظمة (م.م.د.ع.م.)، موضع هذا الفصل المنظمة في إطار التطور التاريخي للسياسات الجندرية والحركة العمالية واليسار بشكل عام. والجدير ذكره، أن نهاية المنظمة جرى من خلال تنظيم مسيرتَي فخر تؤشر إلى جذورها الآتية من حركة تحرير المثليين.(173)

كانت حركة تحرير المثليين محورية في تأسيس مساحة للمثليات والمثليين من اليسار حيث لم يتم تصنيف هويتهم/ن بالكامل. استمرت منظمة (م.م.د.ع.م.) بهذا التقليد: “أهمية منظمة (م.م.د.ع.م.) كانت بكل بساطة بدعمها عمال المناجم بشكل علني كمثليات ومثليين”.(174) في الوقت نفسه، كانت المنظمة واضحة في محاولتها ادماج هذا الصوت في الحركة بشكل أوسع. سنوات النشاطية للمنظمين المثليات والمثليين في الحركة العمالية، وكذلك تزايد الانفتاح على مفهوم أوسع للسياسات الطبقية لليسار، أمّنت مساحة من خلالها لم تبدُ فيها فكرة مجموعة دعم المثليات والمثليين لعمال المناجم غير معتادة بالنسبة للذين أسسوها. لم تعكس المنظمة فقط التغيير، إنما ساعدت على تحقيقه. امتدت العلاقة بين دولي و(م.م.د.ع.م.)، ونشاطية المجموعة وتأثير ما فعلوه خلال الإضراب، إلى ما بعد نهاية الإضراب في آذار عام 1985.

تعتبر منظمة (م.م.د.ع.م.) مهمة للتفكير في مرحلة ما بعد الإضراب وإرث حملة التضامن، كما سنرى لاحقاً في الكتاب. قوة العلاقات التي أقيمت خلال الإضراب، مقارنة بالعلاقة المحدودة نسبياً بين حركة تحرير المثليين والحركة العمالية، تشير بشكل جزئي إلى الاحتمالات التي أتاحتها مقاربة منظمة (م.م.د.ع.م.)، التي كانت واحدة منها تقوم على التضامن العملي. كما تعكس أيضاً القدرة على استدعاء الخبرات المشتركة بين مجتمعات عمال المناجم والمثليات والمثليين، فضلاً عن القواسم الطبقية المشتركة. في بعض الأوقات كانت أسئلة الطبقة والمجتمعات المتوترة تجاه بعضها البعض، وغيرها من الخطوط الفاصلة- الجندر والعرق- بقيت بلا حل. مع ذلك، يمكن فهم نجاحات وصعوبات منظمة (م.م.د.ع.م.)، من خلال النظر إلى فترة الـ 1980ات على أنها فترة ازدهار وإعادة تنظيم اليسار. إذا كانت منظمة (م.م.د.ع.م.) مثالاً هاماً للاحتمالات الجديدة التي فتحتها، في مناطق أخرى، كما سنرى، كان دعم الحركة العمالية، وعمال المناجم خاصة، يتناقص.


من المسيرات التضامنية مع اضراب عمال المناجم

Bronski Beat – Why
الهوامش:

1 Margot Farnham, ‘Mark Ashton (19 May 1960–11 February 1987) – Five Friends Remember’, in Walking after Midnight: Gay Men’s Life Stories, by Hall Carpenter Archives Gay Men’s Oral History Group (London: Routledge, 1989), 211–12.

2 ‘Pride Rally Breaks Records’, Capital Gay, 5 July 1985, 9.

3 Mike Jackson, letter to Blaenant Colliery NUM Lodge Secretary, 1985, LHASC/LGSM/2/2.

4 For the most part, I have stuck to the nomenclature of ‘lesbian and gay’ most common among activists at the time, including LGSM.

5 Stuart Hall, The Hard Road to Renewal: Thatcherism and the Crisis of the Left (London: Verso,1988), 198.

6 Brian Flynn, Larry Goldsmith, and Bob Sutcliffe, ‘We Danced in the Miners’ Hall: An Interview with “Lesbians and Gay Men Support the Miners 1984–1985″’, Radical America 19:2–3 (1985), 40 see also Farnham,‘Mark Ashton’, 212.

7 Lucy Robinson, Gay Men and the Left in Post-War Britain: How the Personal Got Political (Manchester: Manchester University Press, 2007).

8 Aubrey Walter, ed., Come Together: The Years of Gay Liberation (1970–73) (London: Gay Men’s Press, 1980), 70.

9 Lisa Power, No Bath but Plenty of Bubbles: An Oral History of the Gay Liberation Front, 1970–1973 (London: Cassell, 1995), 80.

10 Tim Tate and LGSM, Pride: The Unlikely Story of the True Heroes of the Miners’ Strike (London: John Blake, 2017), 87–88.

11 Peter Purton, Sodom, Gomorrah and the New Jerusalem: Labour and Lesbian and Gay Rights, from Edward Carpenter toToday (London: Labour Campaign for Lesbian and Gay Rights, 2006), 33–34 Jill Humphrey,‘Cracks in the Feminist Mirror? Research and Reflections on Lesbians and Gay Men Working Together’, Feminist Review 66 (2000), 95–130.

12 GLC, The London Labour Plan (London: GLC, 1986), 171.

13 Stephen Jeffery-Poulter, Peers, Queers and Commons: The Struggle for Gay Law Reform from 1950 to the Present (London: Routledge, 1991), 43 Sarah Roelofs and Paul Canning, ‘In Conversation with Tony Benn’, Lesbian and Gay Socialist, Spring 1985, 5–17.

14 Jeffrey Weeks, Coming Out: Homosexual Politics in Britain from the Nineteenth Century to the Present, revised edition (London: Quartet Books, 1990), 239 David Morton Rayside, On the Fringe: Gays and Lesbians in Politics (Ithaca, NY: Cornell University Press, 1998), 23 Colm Murphy,‘The “Rainbow Alliance”´-or-the Focus Group? Sexuality and Race in the Labour Party’s Electoral Strategy, 1985–7’, Twentieth Century British History 31:3 (2020), 291–315. 15 GLC, The London Labour Plan, 167.

16 Mike Jackson, letter to unnamed recipient (possibly Capital Gay), c. June 1984, LHASC/ LGSM/3/2. On the-limit-ations of sexual politics among the new urban left in Labour, see Daisy Payling,‘City-limit-s: Sexual Politics and the New Urban Left in 1980s Sheffield’, Contemporary British History 31:2 (2017), 256–73.

17 Farnham, ‘Mark Ashton’, 207 see also Evan Smith and Daryl Leeworthy, ‘Before Pride: The Struggle for the Recognition of Gay Rights in the British Communist Movement, 1973–85’, Twentieth Century British History 27:4 (2016), 621–642.

18 Mark Ashton, ‘Lesbians and Gays Support the Miners! A Short History of Lesbian and Gay Involvement in the Miners Strike 1984–5″ (Manchester, n.d.), LHASC/ LGSM/3/3.

19 Steve Browning et al., ‘Pits and Perverts: Lesbians and Gay Men Support the Miners 1984–1985’ (c. 1985), 2, LHASC/LGSM/2/4 Flynn, Goldsmith, and Sutcliffe, ‘We Danced in the Miners’ Hall’, 41.

20 London witness seminar, 28 April 2017 LGSM minutes, 15 July 1984, LHASC/ LGSM/1/1.

21 LGSM, attendance lists, 1984–85, LHASC/LGSM/1/3 Ashton, ‘Lesbians and Gays Support the Miners’, 3.

22 LGSM, ‘Resolutions Passed at the Meeting on 2nd September ’84’, LHASC/ LGSM/1/1.

23 LGSM minutes, 15 July 1984. LGSM did on occasion, though, give donations to other mining areas, including Kiveton Park and Hatfield Main in South Yorkshire see LGSM minutes, 16 December 1984, LHASC/LGSM/1/2.

24 Browning et al.,‘Pits and Perverts’, 3 Flynn, Goldsmith, and Sutcliffe,‘We Danced’, 40.

25 Tate and LGSM, Pride, 214.

26 Eric Presland, ‘Bronski Bash Nets £5,000 for Miners’, Capital Gay, 14 December

1984, 1.

27 ‘Action’, City-limit-s, 1–7 February 1985, 20–21 Mike Jackson, letter to John, 15 July 15 1984, LHASC/LGSM/2/1.

28 Ieuan Franklin, ‘Precursor of Pride: The Pleasures and Aesthetics of Framed Youth’, Open Library of Humanities 5:1 (2019), 34, https://doi.org/10.16995/olh.326.

29 Tate and LGSM, Pride, 215 Neath and District Miners’ Support Group minutes,

9 December 1984, RBA/SWCC/MND/25/1/4.

30 Presland,‘Bronski Bash’, 1.

31 LGSM, ‘Total Amounts Collected at Lesbian and Gay Men’s Pubs, Clubs Etc. during July and December 1984’, LHASC/LGSM/2/4 on solidarity and deference, see Avery Kolers, A Moral Theory of Solidarity (Oxford: Oxford University Press, 2016).

32 All Out! Dancing in Dulais (Converse Pictures, 1986).

33 LGSM,‘Total Amounts Collected.’

34 Rob Pateman, ‘Pub: The Bell, Kings Cross, London’, Gay in the 80s, 25 September 25,www.gayinthe80s.com/2017/09/pub-bell-kings-cross-london/.

35 Tate and LGSM, Pride, 85.

36 Eric Presland,‘Cruising 167: The Fallen Angel’, Capital Gay, 9 November 1984, 167.

37 LGSM minutes, 14 October1984, LHASC/LGSM/1/1.

38 Trevor Gordon, letter to the editor, Capital Gay, 16 November 1984, 2.

39 London witness seminarWeeks, Coming Out, 219.

40 Dancing in DulaisWeeks, Coming Out, 281–89.

41 Matt Cook, ‘‘Gay Times’: Identity, Locality, Memory, and the Brixton Squats in 1970’s

London’, Twentieth Century British History 24:1 (2013), 84–109.

42 Nigel Young, ‘An Appreciation: Chris Dobney, Rent Registrations and The Miners’,

Brixton Housing Co-Op Newsletter, 9 December 1984, LHASC/LGSM/3/3.

43 Farnham,‘MarkAshton’,211.

44 Clive Bradley, ‘Out of the Ghetto’, Socialist Organiser, 4 October 1984), 4–5 Jackson,

letter to unnamed recipient.

45 LGSM minutes, 15 July 1984 Ashton, ‘Lesbians and Gays Support the Miners’, 5 Tate and LGSM, Pride, 146–47.

46 ‘Lesbians and Gays Support the Miners Bid Farewell’, Capital Gay, 19 July 1985, 11.

47 Mike Jackson, ‘Solidarity with the Miners–Labour Research Department Survey

(London LGSM Return)’, n.d., LHASC/LGSM/3/6.

48 For example, see Walter, Come Together, 18 Sue Bruley, ‘Consciousness-Raising in Clapham Women’s Liberation as “Lived Experience” in South London in the 1970s’, Women’s History Review 22:5 (2013), 717–38.

49 ‘Lesbians and Gays Support the Miners’, Labour Briefing National Supplement, December 1984, 15 LGSM minutes for 22 July 1984, 4 November 1984, 14 October 1984, and 21 October 1984, LHASC/LGSM/1/1.

50 Vicky Seddon, ed., The Cutting Edge: Women and the Pit Strike (London: Lawrence & Wishart, 1986)Triona Holden, Queen Coal: Women of the Miners’ Strike (Stroud: Sutton, 2005) Carol Stephenson and Jean Spence,‘Pies and Essays: Women Writing through the British 1984–1985 Coal Miners’ Strike’, Gender, Place & Culture 20:2 (2013), 218–35.

51 London witness seminar.

52 Chris, letter to the editor, Capital Gay, 3 August 1984, 2 see also letters to Capital Gay from Pat Waller and Bob Ashkettle, 17 August 1984 and Clive Evans, 24 August 1984.

53 LGSM, letter to the editor, Capital Gay, 19 October 1984, 2.

54 LGSM minutes, 15 July 1984.

55 Robinson, Gay Men and the Left, 166.

56 Hywel Francis, History on Our Side: Wales and the 1984–85 Miners’ Strike, second edition

(London: Lawrence & Wishart, 2015), 110–11Tate and LGSM, Pride, 129.

57 Flynn, Goldsmith, and Sutcliffe,‘We Danced’, 43–44.

58 Ibid.,44.

59 Tate and LGSM, Pride, 146.

60 “Crunch Time – Official’, The Valleys’ Star, 23 January 1985, SWML.

61 David Donovan, interview by Hywel Francis, 10 March 1986, SWML/AUD/547Tate and LGSM, Pride, 116–17.

62 John Rose, ‘Sister, Brother and Twin’, New Statesman, 30 November 1984, 12.

63 David Donovan,‘London Became Home to Miners from All of the Coalfields of Britain’, in “There Was JustThis Enormous Sense of Solidarity”: London and the 1984–5 Miners’Strike, ed. David Featherstone and Diarmaid Kelliher (no publisher, 2018), 12.

64 Donovan,interview.

65 Mike Jackson, letter to Hefina Headon, 15 November 1984, LHASC/LGSM/2/1.

66 Donovan,interview.

67 Tate and LGSM, Pride, 171–72.

68 Dancing in Dulais.

69 ‘Out in the City’ undated City-limit-s cutting, LHASC/LGSM/4/1.

70 Tate and LGSM, Pride, 192–94.

71 LGSM minutes, 31 March 1985, LHASC/LGSM/1/2.

72 Brian Lawton, interview with author, 1 August 2017.

73 Flynn, Goldsmith, and Sutcliffe,‘We Danced’, 41.

74 Tate and LGSM, Pride, 206.

75 Ibid.,208.

76 LGSM minutes, 17 March 1985, LHASC/LGSM/1/2 LAPC and LGSM, ‘Wimmin’s

Weekend’ leaflet, 18–19 May 1985, LHASC/LGSM/3/5.

77 Browning et al.,‘Pits and Perverts’, 2.

78 Marla Bishop, ‘Black Delegation to Kent Miners’, Spare Rib 145, August 1984, 11 Mike Jackson, letter to Hefina Headon, 7 October 1984, LHASC/LGSM/2/1.

79 LAPC and LGSM, ‘Conference: Lesbians and Gays Support the Miners – The Way Forward’, 1985, LHASC/LGSM/5/2.

80 LGSM minutes, 10 February 1985, LHASC/LGSM/1/2.

81 Tate and LGSM, Pride, 106–7 139Terry Conway, interview with author, 2 August 2017.

82 London witness seminar.

83 Sources note groups in Huddersfield, Dublin, Swansea, Cork, Glasgow, Leicester, Southampton, Bournemouth, Brighton, Cardiff, Nottingham, Edinburgh/Lothian, York and Manchester. Paul Canning, letter to the Labour Campaign for Lesbian and Gay Rights, 27 November 1984, LHASC/LGSM/2/1 Bob Cant, ed., Footsteps and Witnesses: Lesbian and Gay Lifestories from Scotland (Edinburgh: Polygon, 1993) Mike Jackson, letter to Alan Dalton, 6 February 1985, LHASC/LGSM/2/2 Labour Research Department, Solidarity with the Miners: Actions and Lessons from the Labour Research Department’s Survey of over 300 Miners’ Solidarity Groups (London: Labour Research Department, 1985) Lesbians and Gays Support the Miners at The Hacienda (MCTV1, 1985).

84 LGSM, ‘Report from Secretary for Weeks 22nd October – 4th November’, 1984, LHASC/LGSM/1/1.

85 London witness seminar.

86 LGSM at the Hacienda.

87 Cant, Footsteps and Witnesses, 95.

88 LGSM minutes, 31 March 1985.

89 Flynn, Goldsmith, and Sutcliffe, ‘We Danced’ Martin Goodsell, ‘A Report from the LESBIAN & GAY MINERS SUPPORT GROUP (London)’,Black Dragon,18 January 1985, LHASC/LGSM/3/5 Andy Matheson, Il Manifesto translation, n.d., LHASC/ LGSM/3/2 Venetian ARCI/GAY, letter to Mike Jackson, 10 May 1985, LHASC/ LGSM/2/2 London witness seminar.

90 Dancing in Dulais.

91 London witness seminar.

92 Hywel Francis, ‘The Law, Oral Tradition and the Mining Community’, Journal of Law and Society 12:3 (1985), 268.

93 “Starting with Collections, Making the Connections: Lesbians and Gay Men Support the Miners’, Out: Irish Youth Magazine, February-March 1985, 7, LHASC/LGSM/4/2.

94 Weeks, Coming Out, 238.

95 Ibid.,238.

96 “Pounds, Pride and Politics’, City-limit-s, 21–27 June 1985, 9.

97 Murphy,‘The ‘Rainbow Alliance’´-or-the Focus Group?”

98 Matt Cook,‘From Gay Reform to Gaydar, 1967–2006’, in A Gay History of Britain: Love and Sex between Men since the Middle Ages, ed. Matt Cook (Oxford: Greenwood World, 2007), 206.

99 Gethin Roberts,‘Pits and Perverts’, Chartist 103, February-April 1985.

100 Dancing in Dulais.

101 Paul Gordon, ‘‘If They Come in the Morning…’ The Police, the Miners and Black People’’, in Policing the Miners’ Strike, ed. Bob Fine and Robert Millar (London: Lawrence & Wishart, 1985), 161–76.

102 Kate Thomas, ‘Fighting for Gay Liberation’, undated Socialist Worker cutting [1985], LHASC/LGSM/4/3.

103 Robert Kincaid, ‘Collections and Connections: Getting Our Message Across’, Square Peg, 1984, 13.

104 Matheson, ‘Il Manifesto Translation.’

105 For example, see Kincaid, ‘Collections and Connections’, 13 Dancing in Dulais.

106 Tate and LGSM, Pride, 153.

107 For example, see ‘LGSM Bid Farewell’ Kincaid, ‘Collections and Connections’, 13

LGSM,‘Opinion – City-limit-s’, undated draft, c. November 1984, LHASC/LGSM/3/

2 Jackson,‘LRD Survey (LGSM).’

108 GLF Manifesto Group, Gay Liberation Front Manifesto (London: Gay Liberation

Front, 1971).

109 Alex Weeks and Paul Davies, letter to the editor, Capital Gay, 7 December 1984, 2.

110 Tate and LGSM, Pride, 145.

111 Kincaid,‘Collections and Connections’, 12.

112 John Tomaney, ‘Parochialism–a Defence’, Progress in Human Geography 37:5 (2013), 658–72.

113 Doreen Massey, ‘A Global Sense of Place’, Marxism Today 38 (1991), 24–29.

114 Donovan,interview.

115 Kate Kellaway, ‘When Miners and Gay Activists United: The Real Story of the Film Pride’, The Observer, 31 August 2014, http://www.theguardian.com/film/2014/aug/31/pride-film-gay-activists-miners-strike-interview.

116 Dancing in Dulais.

117 Tate and LGSM, Pride, 131–32.

118 Dancing in Dulais.

119 Tate and LGSM, Pride, 195.

120 David Douglass, Ghost Dancers: The Miners’ Last Generation (Hastings: Read “n” Noir, 2010), 50.

121 Douglass,484–85,fn.105.

122 LGSM minutes, 16 December 1984, 6 January 1985, 20 January 1985, LHASC/LGSM/1/2.

123 ‘Lance Says Miners Are Being Starved Back’, Capital Gay, 25 January 1985, 4.

124 Bob Cant and Susan Hemmings, eds., Radical Records: Thirty Years of Lesbian and Gay History, 1957–1987 (London: Routledge, 1988), 85, 92.

125 Jane Wills, ‘Mapping Class and Its Political Possibilities’, Antipode 40: 1 (2008), 28.

126 Tate and LGSM, Pride, 89.

127 Robinson, Gay Men and the Left, 39.

128 Payling,‘City-limit-s’ Daisy Payling,‘”Socialist Republic of SouthYorkshire”: Grassroots Activism and Left-Wing Solidarity in 1980s Sheffield’, Twentieth Century British History 25:4 (2014), 602–27.

129 Murphy, ‘The “Rainbow Alliance”´-or-the Focus Group?’ see also Anna Marie Smith, New Right Discourse on Race and Sexuality: Britain, 1968–1990 (Cambridge: Cambridge University Press, 1994), 185 Ann Tobin, ‘Lesbianism and the Labour Party: The GLC Experience’, Feminist Review 34 (1990), 56–66.

130 Raphael Samuel,‘Friends and Outsiders’, New Statesman, 11 January 1985, 15.

131 Roberts,‘Pits and Perverts.’

132 Flynn, Goldsmith, and Sutcliffe,‘We Danced in the Miners’ Hall’, 45.

133 On issues of sexuality and migration, see Anne-Marie Fortier,‘”Coming Home”: Queer Migrations and Multiple Evocations of Home’, European Journal of Cultural Studies 4:4 (2001), 405–24 Gordon Waitt and Andrew Gorman-Murray, ‘”It’s About Time You Came Out”: Sexualities, Mobility and Home’, Antipode 43:4 (2011), 1380–1403.

134 Jan Willem Duyvendak and LoesVerplanke,‘Struggling to Belong: Social Movements and the Fight to Feel at Home’, in Spaces of Contention: Spatialities and Social Movements, ed.WNicholls, Justin Beaumont, and Byron Miller (Farnham: Ashgate, 2013), 69–83.

135 Bradley,‘Out of the Ghetto’, 4.

136 SteveValocchi,‘The Class-Inflected Nature of Gay Identity’, Social Problems 46:2 (1999), 207–24 see also Joanna Kadi, ‘Homophobic Workers´-or-Elitist Queers?’, in Queerly Classed, ed. Susan Raffo (Boston, MA: South End Press, 1997), 29–42Yvette Taylor, ‘Real Politik´-or-Real Politics? Working-Class Lesbians’ Political “Awareness” and Activism’, Women’s Studies International Forum 28:6 (2005), 484–94.

137 Jon Binnie, ‘Class, Sexuality and Space: A Comment’, Sexualities 14:1 (2011), 21–26.

138 LGSM,‘Opinion – City-limit-s.’

139 Neath and District Miners’ Support Group minutes, 21 October 1984, RBA/SWCC/MND/25/1/4.

140 Mike Jackson, transcript of speech at LGSM conference, 30 March 1985, LHASC/LGSM/3/2.

141 Hugh David, On Queer Street: A Social History of British Homosexuality, 1895–1995(London: HarperCollins, 1997), 255.

142 Peter Campbell, letter to Anna Durrell, Paul Cannning, Peter Ashman, Mike Foxwell,

Hugh Robertson and John McKay, 17 November 1984, LHASC/LGSM/2/3.

143 ‘Gay Tories Support the Miners’, Capital Gay, 14 December 1984, 10.

144 ‘Out in the City’, City-limit-s, 4–10 January 1985, 49.

145 Bradley,‘Out of the Ghetto’, 4.

146 Ibid.,4.

147 Robinson, Gay Men and the Left, 166.

148 Binnie, ‘Class, Sexuality and Space’ Michael Brown, ‘Gender and Sexuality

I: Intersectional Anxieties’, Progress in Human Geography 36:4 (2012), 541–50.

149 Browning et al.,‘Pits and Perverts’, 2.

150 LGSM,attendance lists.

151 Dancing in Dulais.

152 LGSM,‘Discussion of Involvement Black [Sic] and Lesbian People in Lesbians and Gays Support the Miners’, n.d., LHASC/LGSM/1/2.

153 Ashton, ‘Lesbians and Gays Support the Miners’, 3 LAPC and LGSM, ‘Conference’LGSM minutes, 16 December 1984 and 6 January 1985.

154 PollyVittorini, Nicola Field, and Caron Methol,‘Lesbians Against Pit Closures’, in The Cutting Edge: Women and the Pit Strike, ed.Vicky Seddon (London: Lawrence & Wishart, 1986), 146 LAPC, letter to LGSM, 10 December 1984, LHASC/LGSM/2/1 LGSM minutes, 2 December 1984, LHASC/LGSM/1/2.

155 Browning et al.,‘Pits and Perverts’, 4.

156 Janet Dixon, ‘Separatism: A Look Back at Anger’, in Radical Records, 74.

157 Power, No Bath, 239.

158 “Statement by Socialist Workers Party on Lesbians Against Pit Closures’, 1984, LHASC/LGSM/2/4.

159 Weeks, Coming Out, 200.

160 Dancing in Dulais.

161 Humphrey,‘Cracks in the Feminist Mirror?’, 106.

162 Tate and LGSM, Pride, 189.

163 Ibid.,210.

164 Ibid.,208.

165 Ibid.,209.

166 Dancing in Dulais ‘LGSM Bid Farewell’, Capital Gay, 11.

167 Betty Heathfield interviews, transcript 18, 1985, LSE/7BEH/1/1/18.

168 Dianne Hogg, interview, 14 January 1986, SA/SY689/V9/1.

169 Loretta Loach, ‘We’ll Be Right Here to the End… And After: Women in the Miners’ Strike’, in Digging Deeper: Issues in the Miners’ Strike, ed. Huw Beynon (London: Verso, 1985), 177.

170 Cook,‘From Gay Reform to Gaydar’, 187.

171 Weeks, Coming Out, 236.

172 ‘Agit Prop’, Time Out, 27 September-3 October 1984, 37 Bishop,‘Black Delegation’, 11.

173 Cook,‘From Gay Reform to Gaydar’, 186.

174 Mike Jackson, letter to Mark Ovendon, 25 October 1984, LHASC/LGSM/2/1.



#ديارمايد_كيليهير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - ديارمايد كيليهير - الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم