أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم ابراش - مظاهر تخلف وليس دين أو أصالة














المزيد.....

مظاهر تخلف وليس دين أو أصالة


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7112 - 2021 / 12 / 20 - 12:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التحضر أو المعاصرة على المستوى الفردي والمجتمعي لا يعني التشبه بالغرب أو بالدول المتقدمة واستنساخ نمط حياتها بحذافيرها، كما ان الأصالة والحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية لا يعني التمسك بكل العادات والتقاليد القديمة والانغلاق على الذات والنظر لكل ما يأتي من العالم المتقدم حضاريا كغزو ثقافي أو مؤامرة خارجية، فالآخرون من غير العرب والمسلمين ليسوا بالضرورة شياطين كما أن العرب والمسلمين ليسوا ملائكة، ومن الممكن التوفيق بين الأصالة والمعاصرة كما طالب ودعا علماؤنا ومفكرونا الأوائل وكما يقتضي العقل وتمليه مصلحة الشعوب.
عندما يقول علماء المسلمين بأن الإسلام صالح لكل عصر وزمان فهذا لا يعني ضرورة مطابقة وإخضاع كل جديد للنص القرآني والحديث النبوي وخصوصاً في ظل تعدد القراءات والمفسرين والمجتهدين، بل ضرورة إعادة تفسير وشرح النصوص المقدسة بما يتماشى مع مقاصد الشريعة ومقتضيات العصر دون المس بجوهر الدين، أو كما قال أحد علماء وفقهاء المسلمين أبن القيم "أينما يكون العدل فثمة شرع الله" أو كما قال آخرون أينما تكون مصلحة الأمة فثمة شرع الله.
في المجتمعات العربية كثير من السلوكيات وأنماط التفكير الخاطئة والمستفزة، وعندما يتم نقدها بسبب خطورتها المجتمعية وأضرارها الاقتصادية وما تنقله من صورة سلبية عن مجتمعاتنا العربية الإسلامية يقال إنها عاداتنا وثقافتنا وأصالتنا ويجب التعايش معها والحفاظ عليها، وإن تجاهلتها ولم تلتزم بها يُنظرُ إليك كشخص عديم الذوق وجاهل أو يتم نعتك بالتكَبُر والتعالي على المجتمع وتقاليده وربما بالكفر والمس بالمقدسات!!! .
كثير مما يعتبرها البعض بالعادات والتقاليد ما هي إلا مظاهر تخلف أو عادات وتقاليد وانماط تفكير سياسية واجتماعية كانت متناسبة مع زمن غير هذا الزمن، وبعضها يتم إضفاء القدسية عليها أو نسبتها للدين وهي ليست من الدين في شيء، ففي مجال السياسة مثلا : رفض التعددية السياسية والحزبية باسم وحدة الأمة ، رفض الديمقراطية بذريعة معارضتها مع مبدأ الشورى، رفض مبدأ الثورة لتعارضه مع إطاعة ولي الأمر والخوف من الفتنة، النظر للملك/ الرئيس كأب الأمة والشعب الأبناء، أو الشيخ والشعب مريدين، أو راع والشعب رعية.
وفي مجال الحياة الاجتماعية: الزواج المبكر وتعدد الزوجات، التفاخر بكثرة عدد الأبناء، التعصب للقبيلة والعشيرة، عدم احترام النظام والقانون، عدم احترام الوقت، عدم احترام المرأة والتقليل من قيمتها، النميمة وعدم احترام الخصوصية، علو الصوت أثناء الكلام، الزيارات حتى العائلية بدون موعد مسبق، عمل المعوذات والأحجبة والعلاج بالقرآن، ختان الفتيات، زيارة الأضرحة وأولياء الله الصالحين، التطرف أو التعصب الديني، الاعتقاد بأن لبس النساء للحجاب وإطلاق الرجال اللحي هي من صميم التدين وفيها صلاح للمجتمع في حين أن مظاهر التديِّن الشكلي غالبا ما تكون على حساب التحلي بالأخلاق الحميدة ومكارمها الخ.
كل هذه الأمور مجرد عادات وتقاليد وانماط تفكير تتناسب مع ظروف زمانها وليست من أصيل ثقافتنا وهويتنا وليست من جوهر الدين، إنها مظاهر تخلف يجب إعادة النظر فيها وتجاوزها.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة مهمة نضالية وليس ترف فكري أو مجرد ثرثرة
- اغتراب علم السياسة والتباس مفاهيمه ومصطلحاته
- قراءة في جولات الرئيس أبو مازن والمبادرة الجزائرية
- من خذلتهم أمريكا لن تنفعهم إسرائيل
- ماذا يعني يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؟
- ملاحظات على مقابلة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي مع قناة الم ...
- الكلاحة السياسية
- ما وراء اتهام بريطانيا لحركة حماس بالإرهاب؟ ولماذا الآن؟
- حول لقاءات الرئيس أبو مازن بشخصيات إسرائيلية
- مصر التي نخاف عليها ونخاف منها
- باغتيالها ياسر عرفات اغتالت إسرائيل السلام
- إسرائيل لا تتحدى أمريكا ولا تستطيع ذلك
- ضعف المعارضة البرلمانية تحدي للنظام السياسي المغربي
- امتداد حرب اليمن إلى لبنان
- التبشير بالخير القادم لغزة وعلاقته بمعادلة (الاقتصاد مقابل ا ...
- إرهاب دولة، استهداف إسرائيل مؤسسات المجتمع المدني في فلسطين
- الوجه الآخر للمشهد السياسي الفلسطيني
- المزاج السياسي الفلسطيني من خلال استطلاعات الرأي
- الحذر من تسطيح الفكر
- إسرائيل تجهر بأنها لا تريد تسوية سياسية مع الفلسطينيين ، فما ...


المزيد.....




- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...
- فرنسا وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات وسط ظروف جوية صعبة.. شا ...
- رصاص بالحذاء وطيار واجه الموت.. ما قصة أول اختطاف طائرة في ا ...
- هل مهاجمة ترامب لمؤيديه المطالبين بالكشف عن قائمة -عملاء إبس ...
- -محاولة للسيطرة على الدولة-.. اتهامات جديدة للرئيس الكوري ال ...
- مقتل 32 فلسطينياً بنيران إسرائيلية خلال تواجدهم قرب مركز توز ...
- الكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- توقعان اتفاق سلام في الدوحة ...
- غياب العين الأميركية في سيناء.. فجوة رقابية تربك إسرائيل
- مفاجأة بفضيحة كولدبلاي.. زوج السيدة الخائنة -رئيس تنفيذي-
- فيديو..-سيارة مجهولة- تصدم حشدا في لوس أنجلوس


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم ابراش - مظاهر تخلف وليس دين أو أصالة