أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - عن الفن والمواطنة في قطاع غزة














المزيد.....

عن الفن والمواطنة في قطاع غزة


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 13:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



يعاني قطاع غزة منذ حوالي 15 عامًا من حالة من الحصار المشدد المفروض عليه وذلك عبر اعتباره منطقة معادية من قبل دولة الاحتلال بما يشمل حظر ادخال العديد من المواد اللازمة لعمليات التنمية والاعمار بحجة أنها مزدوجة الاستخدام وقد تمأسس ذلك عبر الية الرقابة (GRM) والتي نتجت عن عدوان 2014.
صاحب الحصار أربعة عمليات عسكرية عدوانية واسعة (2008، 2012، 2014، 2021) قامت بها دولة الاحتلال بتدمير البنية التحتية والمرافق الإنتاجية وتقليص التصدير بالحد الأدنى وتعطيل المشاريع التنموية وعرقلة عملية إعادة الاعمار.
تزامن الحصار والعدوان مع حالة الانقسام بين حركتي فتح وحماس الأمر الذي عمق من تداعيات الانقسام على قطاع غزة وأدخله في أزمات إنسانية جديدة خاصة مع تقليص التوظيف في الوظيفة العمومية والخصم على رواتب الموظفين العموميين والتقاعد المبكر وغيرها من الإجراءات التي عمقت من حالة التدهور في مستوى المعيشة.
داهمت الكورونا قطاع غزة وهو يعج بالعديد من الأزمات الأمر الذي عمقها بسبب هذه الجائحة من حيث اغلاق العديد من المشاريع الإنتاجية الرسمية وغير الرسمية سواء كانت سياحية أو زراعية أو صناعية أو مشاريع صغيرة أو متناهية الصغر حيث تضررت قطاعات اجتماعية عريضة وواسعة جراء هذه الجائحة.
في قطاع غزة تصل نسبة البطالة من حجم القوى العاملة حوالي 48% ونسبة الفقر العام 65% والفقر الشديد 34% وانعدام الأمن الغذائي 60% وتراجع نصيب الفرد السنوي ليصل الي حوالي 800 دولار كما سجل الناتج القومي الإجمالي تراجعًا ليصل الي -6% وذلك لعام 2020.
ترافقت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في قطاع غزة مع تعطل عمل المؤسسات التمثيلية الفلسطينية وانحياز البعض منها لصالح الحزب السياسي الحاكم في هذه المنطقة أو تلك.
لقد تم اصدار سلسلة من القوانين من قبل كتلة الإصلاح والتغيير في غزة دون مصادقة الرئيس عليها، كما أصدر الرئيس سلسلة من القرارات بقانون دون مصادقة المجلس التشريعي عليه، حيث أصبحنا أمام بنيتين قانونيتين مختلفتين عن بعضهما البعض في ظل تحيز جهاز القضاء للسلطة التنفيذية كل في منطقته.
لقد تم حل المجلس التشريعي ولم تمض الانتخابات التي تم الإعلان عنها في يناير 2021 الى مآلها الطبيعي حيث تجمدت تحت اسباب ومبررات مختلفة.
أدت حالة النظام السياسي الفلسطيني بسبب الانقسام وتعطل الانتخابات وغياب المؤسسات التمثيلية الجامعة الى تراجع في حالة الحريات العامة بما يشمل حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي والحق في الوصول الى المعلومات وتكوين الجمعيات وغيرها من الحقوق المكفولة وفق القانون الأساسي الفلسطيني.
أفرز حال قطاع غزة مظاهر اجتماعية الى جانب المظاهر الاقتصادية أبرزها الانكفاء على الذات والرغبة في الهجرة وارتفاع معدلات الطلاق وغيرها من المظاهر.
أخطر المظاهر التي تواجه الشباب تكمن بظاهرة الهجرة حيث تشير الاستطلاعات الى استعداد حوالي 46% من المستطلعين للهجرة فوراً حينما تتاح الظروف لهم علمًا بأنه جرت احداث مروعة مست بحياة الشباب الفلسطيني من قطاع غزة في رحلة الهجرة التعيسة والمتعبة.
واذا كان الفن انعكاسا للواقع بوصفه أداة للتعبير ووسيلة للتغيير فقد برزت بعض الأنشطة والفعاليات الملفتة للنظر والتي تعكس واقع ومأساة شعبنا في القطاع وذلك من خلال أعمال فنية عديدة كالرسم على الجدران والتصوير الفوتوغرافي والمسرحيات والأفلام القصيرة والفن التشكيلي والرسم على اللوحات وغيرها من وسائل التعبير الفنية والتي عكست حالة من ابداع الجيل الصاعد من الشباب علمًا بأن البعض من هذه الأشكال التعبيرية كانت تهدف الى ارسال رسائل قيمية ومعرفية محددة مثل المشاركة والحق بالانتخاب وتعزيز تمثيل الشباب والنساء والمساءلة واستقلالية القضاء والحق بالرأي والتعبير وغيرها من الأمور.
وحتى يتم التعبير فنيًا عن معاناة الشعب الفلسطيني ودمجها بمفهوم المواطنية يجب ان يكون هناك نظام فلسطيني ديمقراطي تعددي وموحد مبني على الانتخابات الدورية تتحقق به مبادئ سيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء واحترام الحريات العامة.
لقد كانت واحدة من تداعيات الانقسام تكمن في تعزيز النزعة الفئوية السياسية والعشائرية والقبلية والجهوية التي تنطوي على عناصر تمييزية في المجتمع بما يتناقض مع المرجعيات القانونية للشعب الفلسطيني وأبرزها اعلان الاستقلال والقانون الأساسي الفلسطيني.
ان تحقيق المواطنة المتساوية والمتكافئة على أرضية أن الجميع أمام القانون سواء بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللغة أو العرق أو الأصل الاجتماعي يتطلب وحدة النظام السياسي وتحقيق السيادة الوطنية كما يتطلب تعزيز الثقافة الحقوقية والمدنية وترسيخها بقوانين وتشريعات ضابطة لها لتحقيق مجتمع متحرر من الاحتلال وقادر على تحقيق قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى الانطلاقة والمراجعة المطلوبة
- دولة الاحتلال تريد تجريم كفاح الشعب الفلسطيني
- المنظمات الأهلية بين التهديدات والفرص
- المفاوضات بين مدريد واوسلو
- لكي يثمر اجتماع فصائل المنظمة
- أهداف دولة الاحتلال وراء عضوياتها بالاتحادات الاقليمية
- من اجل استثمار مهلة العام
- الانتخابات البلدية والنقابية واحياء المسار الديمقراطي
- ما بعد معركة القدس ترتيب البيت الداخلي اولاً
- في تأصيل مفهوم إعادة الاعمار
- في ازمة اليسار الفلسطيني
- في مواجهة الابارتهايد ام الاحتلال؟
- العمل الاهلي ومعركة القدس
- الانتخابات وارباك الحالة الفلسطينية الداخلية
- التمويل والانتخابات
- بخصوص كثافة القوائم الانتخابية
- قراءة بالمشهد الانتخابي الراهن
- من سيشكل التيار الثالث بالانتخابات القادمة ؟
- لكي ينجح التحالف الديمقراطي هذه المرة
- قراءة أولية في نتائج حوارات القاهرة


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - عن الفن والمواطنة في قطاع غزة