أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ميخائيل ممو - وآسفاه على رحيلك المباغت رفيقنا محمد البندر















المزيد.....

وآسفاه على رحيلك المباغت رفيقنا محمد البندر


ميخائيل ممو

الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 01:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


رحل الزميل الدكتور محمد جواد البندر بصمت وسكوت بعيداً عن مرتع سحر طفولته وريعان شبابه بمنطقة البجاري في البصرة الفيحاء وهو في قمة عطائه الفكري بين خلانه ممن التحفوا حياة الغربة وعلى وجه خاص من بني آشور في ديار الشتات، وبغربة أليمة في منطقة أورهوس الدنمركية، تاركاً وراءه ابنته سعاد من زوجته الروسية التي انفصل عنها، ليعيش حياته الخاصة مع البحوث والدراسات التي كان متعلقاً بها منذ تعارفنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم ملتقانا في الدنمرك ومن بعدها في ستوكهولم عام 1998 من خلال المهرجان الأدبي والثقافي لنادي آشور بمنطقة فيتيا، وبمشاركة العديد من الأدباء والباحثين والفنانين من أمريكا وسويسرا وبريطانيا وكندا والسويد وفقاً للصورة المرفقة أدناه.
زميلنا الراحل.. لقد ترك لنا اسمه المستعار "سالم حسون" في الفيسبوك متيمناً بهيبة صورة الفيلسوف الخالد جبران خليل جبران بتعليقاته المتوالية مع أقرب المقربين له فكراً وموقفاً بالمبادئ التي اختمرت في مخيلته حينما كان يحدثني بها، وعلى وفق خاص تآخيه مع أبناء جلدتنا منذ أن كان في البصرة بذكرياته الجميلة في منطقة البجارية ونادي الجنوب البصري وتواصلاً في موقع سكناه في الدنمرك بين خلانه الذين رافقهم على مدى سنين طوال . ومن أجل معرفة المزيد عن الخبر المفجع سعيت كثيراً من خلال صفحته الالكترونية لمخاطبات رفاقه في النضال ولم يكن بوسعي التوصل للمزيد من المعلومات لنوفيه حقه من الحدث المباغت بعد الرحيل الى مثواه الأخير والمجهول. وبالتالي باغتنا الدكتور عدنان الأعسم بتاريخ الثاني من نوفمبر 2021 بمرثية كأقرب دليل لما عرضناه بوصف تأبيني دلالة الأخوة والزمالة بينهما وهو يقول في موقع الفيسبوك: (محمد جواد البندر خالد لن تزول ذكراه.. شاء القدر أن نفقد النبيل الأطهر والكريم الأجود، رمز السمو والرفعة، ذلك الذي تميز بما يندر لدى الكثيرين.. الأخلاق الرفيعة والسلوك السليم في التعامل مع الآخرين. الثقافة العميقة الى حد الجذور في الأدب والعلم والمعارف العامة.. الخبرة النظرية والعملية في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية .. لم نعرف مثيلاً له في هذه الدنيا).
وعلى أثرها خاطبني الزميل جبرائيل مركو بتدوين مرثية مشتركة، وهذا ما فعلناه معاً، ولاقت العديد من المداخلات التأسفية المؤلمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما دونه الدكتور ميخائيل عبدالله من بولونيا: ( كان وفياً، أصيلاً، مدافعاً عن شعبنا بالقلم والكلمة. سيبقى حياً في ذاكرتنا. نحن له مدينون إزاء الجهود التي بذلها خلال سنين طويلة من حياته العلمية الأكاديمية والاجتماعية في التعريف بنا وبقضيتنا. السلام بروحه).

ولكي نرسم الصورة القلمية الموجزة للراحل محمد جواد البندر بالرتوش التي وُفرت لنا ـ وفاءً لروحه الطاهرة ـ نحصرها في النقاط التالية:
• ولد في محافظة البصرة في بداية الخمسينات.
• بعد أن أكمل المرحلة الثانوية، وبانتمائه للحزب الشيوعي منذ شبابه حضر مع رفاقه في آخر احتفال سري خارج مركز المدينة لاتحاد الطلبة العام للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس الاتحاد عام 1972 في البصرة. وعلى أثر الأوضاع المجحفة سافر في نفس العام الى الاتحاد السوفيتي لإكمال دراسته الجامعية.
• في عام 1982 نال شهادة الدكتوراه من جامعة ليننغراد (سانت بطرسبورغ) وذلك في علم الانثروبولوجيا والتاريخ بأطروحته الموسومة "التركيبة الاثنية لمدينة كركوك".
• بعد ذلك انتقل الى الجزائر وعمل استاذاً محاضراً في الجامعات الجزائرية لغاية عام 1985.
• ومن ثم حطت به الأقدار في الدنمرك ليقضي فيها عدة سنوات في التعلم اللغوي، وبالتالي مباشرته العمل في معهد الانثروبولوجيا بجامعة اورهوس ـ الدنمرك.
• ومنذ عام 1991 عمل باحثاً علمياً في قسم الآثار والدراسات الشرقية التابع لمتحف موسغورد في مدينة اورهوس.
• له العديد من المساهمات والبحوث والتراجم في مجال التاريخ الاجتماعي والثقافي العراقي، إضافة الى تاريخ المسيحية في بلاد الرافدين.
• في السنوات الأخيرة ركز اهتمامه بشكل رئيسي على المسألة الآشورية، رغم ما نشر في مجلة حويودو السويدية.
• عام 2008 ترجم كتاباً بعنوان (كفاح الآشوريين من أجل الحكم الذاتي) للكاتب الروسي البرت ميخايلوفج منتشاشفيلي من الروسية الى العربية، وتم إصداره عن دار المشرق الثقافية في دهوك ـ العراق. متحدثاً عن الإساءات والجرائم اللاإنسانية التي مورست بحق الآشوريين وقضيتهم القومية على أراضيه الشرعية في العراق.
• وفي نهاية المطاف من هذا العرض الموجز ننقل فيما يلي فقرة من مقدمة المرحوم البندر التي يقول فيها: (نجحت الدولة العراقية في تشويه مطالب الآشوريين العادلة في أعوام 1920 ـ 1933 في الحصول على شكل بسيط ومقبول من الحكم الذاتي في شمال العراق.
لم تصل مجزرة سميلي البشعة الى مسامع الرأي العام العالمي بكل تفاصيلها المرعية بفضل الدعم والاسناد الذي لقيته الحكومة العراقية من قبل الحكومة البريطانية والصحافة البريطانية اللتان عتمتا على حقائق المجزرة واسدلتا ستاراً ثقيلاً لحجب تسرب المعلومات، وألقتا اللوم على الضحايا الآشوريين وتركت الجاني حراً).
في مقدمته للكتاب كدراسة اكاديمية، يسترسل في اثنتين واربعين صفحة مستعرضاً آراء العديد ممن عالجوا القضية الآشورية ومسلطاً الضوء على آرائهم ومواقفهم. ومن ص 43 لغاية 109 متضمنة النص المترجم للكتاب المذكور. ومن المجدي أيضاً أن نفيد القارئ بأن كتاب (كفاح الآشوريين من أجل الحكم الذاتي) كان قد نشر بحلّة أخرى عام 1978 في بغداد بعنوان ( العراق في سنوات الانتداب البريطاني) من ترجمة الدكتور هاشم صالح التكريتي، ولأهمية مضامينه عمد البندر الى ترجمته ثانية والتعليق على أهميته في الدفاع عن حقوق الآشوريين.
• بالرغم من أن الدكتور البندر كان متمسكاً بمبادئه السياسية الحزبية اليسارية بالحزب الشيوعي، التزم بمواقفه الخاصة من جراء سلوكيات القيادات التي أدت به مخاطباً أحد أقرانه بمقولة: ( ان التافه يتسلق السلم الحزبي سريعاً، فيما يوصف الفنان الشيوعي انه مجنون أو شبه معتوه).
ومما قاله أيضاً: (الطائفية وكل الأسماء المقدسة أوهام اخترعها العقل الغيبي). وكذلك أفاد بأن: ( الشعراء العرب يتغزلون بالذكور نيابة عن الاناث، والعهد على ما رواه أبا الفرج الاصفهاني).
وعن رأيه بالآشوريين، كان قد أبان وجهة نظره قائلاً: ( فإن ظلماً كبيراً قد حاق بالآشوريين وبقضيتهم بسبب عوامل كثيرة متداخلة) ويقصد بذلك مواقف الدولة العراقية المتعاقبة صنيعة الاحتلال البريطاني كما هي نظرتهم اليوم الى حكومة بغداد.
• بقي أن يعلم القارئ بأن الدكتور الراحل كان قد القى الأضواء على محتويات الكتاب في محاضرة له في ستوكهولم بتاريخ 1998.10.26، كنت قد سجلتها فديوياً، آملاً أن يتسنى لي نشرها مستقبلاً بذكراه الاربعينية او السنوية، بعد توفر المعلومات اللازمة من أقرب أصدقائه ومعارفه، مع جزيل الشكر سلفاً. والرحمة الأبدية للمأسوف على رحيله.



#ميخائيل_ممو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ميخائيل ممو - وآسفاه على رحيلك المباغت رفيقنا محمد البندر