عمر قنديل
كاتب وباحث
(Omar Kandil)
الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 00:28
المحور:
الادارة و الاقتصاد
للاقتصاد الكنزي تفرعات كثيرة، لكن بالعموم فإن المبدأ أن تُنظم الدولة الاقتصاد دون أن تتدخل فيه بشكل مباشر ودون أن تُسيطر عليه بالمبدأ الكلاسيكي، بعبارة أوضح فالدّولة غير قادرة على تأمين السِّلع الأساسية لكن السِّلع نفسها متوفرة خارج الدولة وبذلك تُحرر الدولة السوق بحيث يحق لأي مواطن شراء المادة لكن وفق سعرها في السوق العالمية والدولة تنظم العملية فقط.
بهذه الحالة تعجز الدولة عن إعطاء المواطن دخل "مقبول" وفق الأسعار العالمية وهنا ندخل في إحدى صور "اليد الخفية" لآدم سميث، حيث يُساعد تحرير السوق بجذب الشركات العملاقة للبلد والشركات تُريد عمال بذلك تُساعد في حل مشكلة البطالة وتدفع ضرائب عالية جداً للدولة فتستطيع الدولة تمويل موظفيها بدخل مقبول.
قد يقول قائل بأنّ هذه اللّعبة الكنزية شبيهة جداً بشروط صندوق النقد الدولي؛ في الواقع هي ليست شبيهة فصندوق النقد الدولي أصلاً كان فكرة جون مينارد كينز وُعرِّف حينها بـ"اتحاد المقاصة الدولي" وبتفسير كينز (سيطرة الرأسمالية على العالم وفق سياسة منظمة تجعل من النظام الرأسمالي نظام إنساني)
في التفاصيل السوريّة فإن تصريح المبعوث الأممّي بسعي العالم للانفتاح على دمشق ما كان ليكون لولا تطميناتٍ برفع الدّعم وتأكيد بقرار رفعه جُزئياً الذي صدر يوم وصوله لدمشق، وفي التفاصيل أيضاً فقرارات الدّولةِ السوريّة دوّلية أكثر من كونِّها محليّة ففي الغالب هُناك صفقة تُدار من أحدٍ ما لتحرير الاقتصاد السوري مقابل الانفتاح الغربي والشرقي عليه. الكارثة أنّ هذه اللّعبة وبخلاف محموداتها ومذموماتها لا تبدأ إلاّ بعد رفع الدّعم وتعويم العملّة.
#عمر_قنديل (هاشتاغ)
Omar_Kandil#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟