دفاعاً عن الماركسية

عمر قنديل
كاتب وباحث
(Omar Kandil)

الحوار المتمدن-العدد: 6341 - 2019 / 9 / 4 - 23:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

دفاعاً عن الماركسية
إن مادية ماركس التاريخية ترى وبشكل واضح أن كل نظام يحوي بداخله العوامل التي ستؤدي لانهياره وبالعبارة الماركسة المُتعارف عليها يقول ماركس:
"تنشأ في كل نظام قوى تناهضه حتى تقضي عليه وتزيله وتُنشأ مكانه نظاماً جديداً وهكذا تستمر جدلية التاريخ بتقديم نظم اجتماعية جديدة"
لم تكن المادية التاريخية إلا تطبيقاً للمادية الجدلية وقوانينها الثلاث :
1- قانون نفي النفي
2- وحدة صراع الأضداد
3- الانتقال من التراكم الكمي إلى التراكم الكيفي
وستكون هذه المساحة من الكلمات لإلقاء نظرة على قانون نفي النفي ومحاولة رسمه على واقعنا الحالي.
حسب ماركس فإن نفي النفي هو الانتقال من القديم إلى الجديد مع الحفاظ على الجوانب القابلة للعمل من النظام القديم وتطويرها لتُناسب الواقع الجديد فقد قامت الحضارة الانسانية على التطور من الشيوعية البدائية التي تم نفيها عن طريق مجتمع الرقيق لينتفي الأخير بظهور المجتمع الإقطاعي وينتهي منفياً على يد النظام الرأسمالي حتى الوصول إلى الاشتراكية ،وهنا لا أنوي مجادلة ماركس بطريقته في اغلاق التاريخ بل أنوي المجادلة في الطريقة المتبعة لقراءة أفكار ماركس.
كان ماركس نبياً للفسلفة لكن الأنبياء الفلاسفة ليسوا معصومين عن الخطأ بل معرضين له كأي نبيٍ آخر، وبإجراء اسقاط لقانون ماركس على الواقع الجديد وبتطبيق لقانون ماركس فإن ما حدث من انهيارات في الأنظمة الشمولية كان نابعاً من عدم قدرة هذه الأنظمة على التأقلم مع العالم الجديد القائم بعد الحرب العالمية الثانية وإن محاولة تبرير هذا الانهيار بنظريات عدة لا يعكس إلا سهولة اختراق هذه التنظيمات نتيجة لتصدعها من الداخل وبالتالي عدم صلاحيتها للتقدم نحو الاشتراكية،أما بقاء هذه الايدلوجيات مزدهرة في أماكن أُخرى من العالم نابع من التطور المتناسب مع العالم الجديد أي من خلال تطوير ما يمكن تطويره من النظام القديم ورمي ما لم يعد يستقبل هذا التطور.
ما حدث هو ما قاله ماركس حرفياً إنّه "نفي النفي"

#عمر_قنديل (هاشتاغ)       Omar_Kandil#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات