أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عمر قنديل - في فشل الماركسية العربية














المزيد.....

في فشل الماركسية العربية


عمر قنديل
كاتب وباحث

(Omar Kandil)


الحوار المتمدن-العدد: 6901 - 2021 / 5 / 17 - 00:25
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


قد يُفاجئ البعض إذا ما رأوا صورة كارل ماركس مُجاورةً لصورةِ أفلاطون ويفصل بينهما هيغل ويشرعون بالسؤالِ: ما دخل مثالية أفلاطون وماورائيته بمادية ماركس؟
إن السؤال هنا نفسه يحوي الإجابة فالمثالية لا تنطبق مع المادية وهذا لا لبس فيه لكن الإجماع بينهم كان بأنّهم الثلاثة ماركس وهيغل وأفلاطون رواد الجدلية؛ فأفلاطون كان الرائد الأول إذ حاجج السفسطائين الفكرة بالفكرة وأنشأ الجدل معهم وكان أوّل من اكتشف هذا المفهوم وصاغه بعصره، ومن جدلية أفلاطون انبثقت أفكار تلميذه أرسطو ورغم أنّ أرسطو لم يستخدم المجادلة بذات الأُسلوب الأفلاطوني إلاّ أنّه جادل فلسفة معلمه بتفسير أفكاراه بواقعٍ أقرب للمادية، ومن هنا كانت بدايةُ العلمِ الجدلي فلم يتوقف الفلاسفةُ من مجادلة أفكارِ بعضهم راسمين بذلك تطور المجتمعات بل وإن القول بأنّ تطور علاقاتِ الإنتاج في كلِّ مرحلةٍ ناشئٌ من المجادلة بين طريقةِ تفكيرٍ قديمةٍ في الإنتاج مع أفكارٍ جديدة مُنتجةً للبشريةِ تركيباً أرقى من العلاقات الإنتاجية.
والجدلية نفسها كانت سبب ظهور الماركسية فقد جادل ماركس بأفكار هيجل وقلب فلسفته رأسًا على عقب موصلاً إلينا تركيبًا جديدًا من الأفكار نشأ من جُرأته على مجادلةِ الفكرةِ بالفكرة مستعيناً بسنينٍ طوال قضاها في مكتبة لندن ليدرس أدبياتٍ سابقة ويكامل العلم في كُتبه ليصل لمّا نُعرِّفه اليوم بـِ"المادية الجدلية"، ووالماديةُ الجدليةُ هنا كانت سابقة للمصطلح فماركس نفسه لم يستخدم مصطلح المادية الجدلية أو مُرادف الجدليةِ اليوناني "الديالكتيك"[1] بالطريقة التي نعرفها اليوم ويبقى تركيب المصطلح في العصر الحديث يعود للفيلسوف الإشتراكي جوزيف ديتزجين.[2]
اليوم يُلقي هذه المُصطلح بظلاله على حركات الماركسية العالمية عموماً والعربية بشكلٍ خاص؛ فكلُّ هذا الإرث من العلم والحكمة لم يعني لأحزاب اليسار شيئًا ولم يأخذوا من تاريخِ ماركس إلاّ إسمه وبدل أن يُتابعوا ما قام ماركس بتطويره في الجدلية فقد اتخذوا موقفاً إثنيًا من مادية ماركس واكتفوا بعبادة جدليته وبذلك توقف الجدل ومعه توقف العلم فتجدهم اليوم مُتشرذمين بين من قررّ عبادة ماركس ومن تربى على عبادة لينين ومن رآى في تروتسكي إلاهًا آخر وهنا ليس القصدُ التقليل من أهمية هذه القامات التي غيرت البشرية، بل الغاية هي الدفاعُ عن الجدلية فكما جادل أفلاطون الفكرة بالفكرة مع السفسطائين جادله أرسطو حتى وصلنا لماركس ليُجادل هيغل ويُجادل كلاسيكي الإقتصاد وهكذا فإن توقف الجدلية عند شخصٍ واحد هو إغلاقٌ للتاريخ بعد موته؛ ولذا تجد اليوم الحركات الشيوعية العربية اليوم تُناجي الموتى في كلِّ أزمةٍ؛ عاجزةً عن مجادلة أفكار العصر.



[1] الديالكتبك كما يُكتب بأصله اليوناني διαλεκτική

[2] جوزيف ديترجن فيلسوف اشتراكي ألمانيJoseph Dietzgen



#عمر_قنديل (هاشتاغ)       Omar_Kandil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تفكيك بعض المصطلحات العلمية
- امرسون وإعادة بناء البراغماتية
- دفاعاً عن الماركسية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عمر قنديل - في فشل الماركسية العربية