عزيز اليوسفي
الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 22:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في زمن تعاني منه الرأسمالية من أزمات دورية عميقة , تطرح مشكلة المهاجرين بقوة على الساحة السياسية لما يسمى بالمجتمع الغربي . المثير للاستغراب في هذه المسألة , هو اعتبارمعظم الأحزاب اليمينية , فاشية كانت أم برجوازية نيوليبرالية ,هذه القضية محور دعاياتها السياسوية . و الملاحظ أن أي موعد إنتخابي في هذه الدول ,تتسابق التيارات اليمينية بشكل بذيء نحو هذه المادة الدسمة من أجل إثارة عواطف الكراهية و الحقد لدى الناس , الذين لديهم حساسية مفرطة اتجاه المغتربين , لاستمالتهم و تأليب عقليتهم و تظليلهم . ليس من الغرابة و لا من الصدفة أن يحدث تضعضع عميق في البنية الاجتماعية للمجتمعات الغربية المتطورة , خاصة و أن التناقضات في النظام الرأسمالي حاليا , وصلت حدود الانفجار . لم تكن الأزمات الإقتصادية إلا عاملا محوريا في انتاج مثل هذه الأفكار العنصرية البغيضة و العمل على إعادة التاريخ الأسود إلى الواجهة , و دفعه للركون في زوايا الضمير الجمعي الإنساني , و لكن هذه المرة يتم إنتاجه بشكل أكثر مأساوية و فضاعة بتعبير ماركس . هكذا قلت , تصير فئة المغتربين كرة تتقاذفها متاهات الرأسمالية و هول مشروع اليمين و اليمين الفاشي العنصري اللابشري , الطامح للوصول إلى السلطة و الحالم بسيادة الدم النقي و تفوق البيض على الملونين .انها أزمة أخلاقية تعيشها البشرية برمتها , أزمة الفكر الرأسمالي , الذي أصيب بشلل تقديم الأفضل لكل المجتمعات و للطبقات النقيضة , ازمة الفوارق المهولة بين الشمال الغني و الجنوب الفقير الغارق في البؤس .السؤال المشروع إلى متى سيظل المغتربين على هذه الدرجة من التحامل اليميني الغيض , و هل سيظل اليسار صامتا على هذا الهجوم , الذي يمس اليسار نفسه قبل المغتربين . الجواب لن يكون إلا على شكل الشروع في العمل الملموس من أجل إنقاذ هذه الطبقة المغلوب على أمرها و كذلك إنقاذ المشروع الإنساني لليسار في هذه المجتمعات وفي العالم بأسره .طبعا ليست الأمور تتم على نحو من السهولة , خاصة في حركة تاريخية كهذه لكن الإمكانيات قد تكون متوفرة .
#عزيز_اليوسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟