حتمية الهجرة في مسقبل دول الإتحاد الأوروبي

عزيز اليوسفي

الحوار المتمدن-العدد: 6957 - 2021 / 7 / 13 - 17:12
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

هناك تقارير إقتصادية و اجتماعية ، أعدت حول مستقبل أوروبا على المدى القريب ، خلصت أغلبيتها إلى أن الإتحاد الأوروبي سيحتاج إلى ما يقارب سبعين مليون مهاجر جديد، إن أراد البقاء على مستوى "الرفاهية" التي تعيشها أغلبية بلدانه .
و الحل الوحيد الذي أقرته هذه التقارير لن يكون إلا الهجرة من بلدان العالم المتخلف بالخصوص أفريقيا ، حيث وفرة الشباب و فائض اليد العاملة . هناك من يقول أن هذه المسألة مبالغ فيها، خاصة و ان هناك بلدان أوروبية فيها نسبة البطالة مرتفعة و أزمة اقتصادية خانقة ، يمكنها سداد هذا النقص من خلال العاطلين المتواجدين حاليا ، الأمر ليس هكذا، فنسبة عدد السكان الأوروبيين سيتناقص و هو بالفعل في انخفاض ملحوظ ، حيث الشيخوخة في إزدياد و نسبة الولادات في تدني خطير ، في هذه المسألة الأخيرة ، يرى القوميون أن هناك بدائل اخرى لتشجيع الأنديجين على الولادة ، هذا خوفا من اضمحلال الجنس الأبيض طبعا ، و سيتم تحقيق هذا إذا ما أبدت الحكومات رغبتها في ذلك، و خاصة المساعدات الإجتماعية و رفع مستوى الدخل للأفراد ، هذا الأمر بالفعل هو قائم في عديد من دول الإتحاد ، لكنه لم يعطي أكله ، حيث الثقافة الجديدة لشعوب المنطقة لم تعد كما كانت في العقود الماضية ، النساء يرفضن بأن تضل المرأة مجرد ماكينة للإنجاب ، و ثقافة حرية التحول الجنسي متزايدة بشكل قوي ، التحرر من أعباء الأسرة هو السائد عند أغلبية الشباب ....
من ثم ، لا وسيلة للإنقاذ ، غير استيراد البريكاريا من أفريقيا الفقيرة ، بالتالي و من خلال هذه المسألة بإمكان المرء أن يفهم أن الرفاه الرأسمالي لن يتم و لن يكون إلا على حساب الشعوب الفقيرة و بها يستمر في الحياة .بمعنى المسألة تتعلق بنهب كولونيالي للطبقة العاملة البريكارية من أفريقيا ، و بشكل رهيب، و بمبررات اقتصادية بذيئة ، تتم على حساب إفراغ إفريقيا من ساكنتها، بالتالي سيستمر البؤس و الفقر في مجتمعات القارة العذراء إلى أن تستيقض شعوبها من الغفلة الطويلة التي أصيبت بها منذ الإستعمار القديم .

#عزيز_اليوسفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل