أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير علي الكندي - ماذا يعني أن تكون شيوعياً














المزيد.....

ماذا يعني أن تكون شيوعياً


سمير علي الكندي

الحوار المتمدن-العدد: 7096 - 2021 / 12 / 4 - 00:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




لم يدر في خلدي أني سأختار هذا الطريق المليء بالشوك بنهاياته المستحيلة , فكل التيارات والأتجاهات والأفكار ربما قابلة للتحقق , ولكن الشيوعية يبدو بعد هذا المخاض العسير غير ممكنة أو صعبة التحقق , ولكن لماذا ؟؟
ومنذ ذلك الزمن أدركت أن الشيوعية ليست جمل ثورية نتقاسمها في اللقاءات الحزبية , أو نلوكها في المقاهي والمنتديات عندما نعيش البرجوازية الشيوعية , عندما تتحول الشيوعية الى جمل وليست ساعات عمل متواصلة من الجميع لتوفير القيمة , وعندما ننتقل من الكادر الأولي الى الكادر الوسطي فتتسلل ألينا البيروقراطية فنسترشق منها رحيق الرأسمالية لنخدر في تلافيفها .
منذ صغري أدركت أن الشيوعية هي فلسفة العمال والكادحين من أجل أن تكون السلطة بيدهم لأن السلطة للمنتجين وليس للعاطلين عن العمل , ومنذ تلك اللحظة عشقت العمل فكنت أعمل بعد الظهر وقت أنتهاء دوامي في المدرسة لأعود منهك في ساعة متأخرة من الليل وأدركت في حينها , أن من المعيب أن تأكل وتحيا وأنت لا تعمل , ومن هنا تناهي لفهمي معنى الشيوعية , الشيوعية هي فلسفة العمل , حيث العمل هو من أوجد هذا الكون وهو من أوجد الحياة وأدراكنا لها , ولولا العمل لما كان هناك كون ولم يكن هناك حياة ولكان العدم ينتشر في الأنحاء كما كان سابقاً قبل أن يوجد العمل الفضاء والزمن والكون والحياة .
العمل هو من أوجد كل هذا , والعمال والكادحين والشغيلة هم من يعملوا فيكون لدينا خبز ومواد غذائية ووقود لتستمر الحياة , وبالتالي كيف يسمح من يجعل الحياة تستمر للعاطلين عن العمل والبيروقراطيين والكوادر الوسطى والعليا من أقسام المجتمع والتيارات الحزبية والفئوية من تسلق القيادة لتقود العمال والشغيلة والكادحين وهم صناع الحياة .
هنا يبرز قول ماركس ( أنه عالم مقلوب ) .
من يصنع الحياة يقوده العاطل عن العمل وهنا المفارقة التي جاءت من أجلها نضالات الشيوعيين وكفاحهم من أجل غد أفضل تقوده الطبقة العاملة والشغيلة وليس جموع الطفيليين والبيروقراطيين والقادة وهم جميعاً عاطلين عن العمل .
أذن لكي تكون شيوعياً عليك أن تكون صانع للحياة وتتقدم الجموع لتعمل كأنك في أحد تجمعات الدود لتصنع وتنتج وتزرع القيمة لتكون كافية للجميع ولكي لا نتقاتل عليها كما يحدث في دوائر الرأسمالية القبيحة , حيث مازال الصراع مستمر حتى في داخل العائلة الواحدة , لذا الشيوعية تسعى لتحقيق الأكتفاء الذاتي من أجل أن ينعم الجميع بالقيمة التي أن توفرت سيجعل البشر تنتقل الى المراحل الأخرى من الرقي وهذا ما فهمته من الشيوعية .
ماذا لدينا في الأحزاب الشيوعية واليسار عموماً ؟؟
وهل هناك مثالية في أي بقعة أو مفردة في العالم ؟؟
التاريخ يخبرنا أن ليس هناك مثالية في أي شيء . فلم يكن هناك أنبياء في التأريخ من أجل ما يدعى الله , بل هناك أنبياء من أجل أن يكونوا أنبياء ! . وليس هناك قادة من أجل أن يقودوا التجمعات البشرية , بل هناك قادة من أجل أن يكونوا قادة . لذلك كانت التعاونية والتشاركية نوع من أنواع المثالية عبر التأريخ , لذا لم يشهد التأريخ تجمعات بشرية عاشت بتعاونيات وتشاركيات يعمل فيها الفرد للمجموع فيحقق المجموع صالح الفرد . وبدل من ذلك كان التوحش والصراع وحب التملك هو السائد تاريخياً , فهل يمكن القول أن الشيوعية هي ضرب من الخيال , أو مثالية مفرطة غير قابلة للتحقق ؟ .
والبديل الممكن لذلك هو عندما تكون الشيوعية سلوك لدى التجمعات , فكر ينتج سلوك يبدأ من الأفراد , وعندما تكون هناك تعاونيات تبدأ على مستوى الأسرة ثم على مستوى الشارع والمحلة والمدن , أن يكون هناك تعاونيات على مستوى أحزاب اليسار والحركات الماركسية , وأن لا نكرر تجارب الفئران في الدول التي حاولت أن تزرع الأشتراكية في أجساد الناس كما يتم زرع شريحة من المعلومات . لأن الأجساد المهووسة بحب التملك ظلت تقاوم هذه الشريحة الشيوعية حتى حطمت جدار برلين لتنطلق نحو دوائر الرأسمالية لتستعيد الصراع حول القيمة وعوالم التوحش وليكون لدينا مجتمعات تعيش حياة فضفاضة وأخرى تشكو ضنك العيش والسبب هو حب التملك والرأسمالية البغيضة , وعدم وجود مثالية في العالم .


اللحظات التي سجلت أنهيار النماذج الأشتراكية أمام الغول الرأسمالي


أذن لكي نكون شيوعيين ,, علينا أن نبدأ بأنفسنا , ونبتعد عن النرجسية , والفوقية , لنعيش التعاونيات والتشاركيات , والكل تعمل , بلا قادة , أو زعماء , أو أنبياء , ونرفع شعار .. أفقية .. أفقية .
كما علينا أن نسأل أنفسنا ؛ من منا كان شيوعياً بحق .. أو لازال ؟؟



#سمير_علي_الكندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهوريات الخوف والجوع .. الحفاة قادمون
- انا مع الحفاة


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير علي الكندي - ماذا يعني أن تكون شيوعياً