أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جيرمان غوزمان - كاميلو توريز: رمز وليس أسطورة















المزيد.....

كاميلو توريز: رمز وليس أسطورة


جيرمان غوزمان

الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 10:03
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


صورة غير مؤرخة للكاهن الكولومبي الثوري كاميلو توريس، الذي توفي في معركته الأولى بعد وقت قصير على انضمامه إلى صفوف الجيش التحرير الوطني أرشيف/EFE
الفصل الأول من كتاب جيرمان غوزمان، كاميلو توريز، ترجمة جون رينغ، نيويورك، شيد أند ورد، 1969



ولد خورخي كاميلو ريستريبو توريز في بوغوتا يوم 3 شباط/فبراير عام 1929. والده هو الطبيب كاليكستو توريز أومانا ووالدته هي إيزابيل ريستربيو غافيريا(1)، والاثنان من الطبقة المُدُنية العليا. خلال بحثي عن تفاصيل حياته، تحدثت مع أصدقائه وأقاربه وزملائه في الثانوية والجامعة وفي مدرسة الكهنة. ولكن من والدته يمكن الحصول على أفضل المعلومات عن ابنها:

“عندما كان في الثانية من عمره، أخذناه معنا إلى أوروبا، حيث عاش ثلاث سنوات في بلجيكا وبرشلونة. وخلال وجوده هناك أصيب بالحمى وكان والده خائفا على صحته، فاتخذ الكثير من الاحتياطات. لذلك وظف مدرساً ليعلمه القراءة والكتابة.

“عندما كان في الثامنة من عمره، التحق بالمدرسة الألمانية في بوغوتا، حيث تعلم في الصفوف الابتدائية إلى أن أقفلت المدرسة بسبب الحرب. في ذلك الوقت كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت، وأتذكر اليوم الأول في المدرسة، كان ولد ألماني يتحدث ضد كولومبيا أمام كاميلو، فما كان من هذا الأخير إلا أن ضربه بشدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح الصبي الأكثر احتراماً في صفه.

“عندما كان صغيراً، كان كثير المشاكل. عند دخوله الثانوية، بدأ في كوينتا موتيس، إحدى فروع ثانوية روزاريو، ولكن لأنه كان يشارك في الكثير من الأنشطة، رسب في السنة الرابعة. في ذلك الوقت كان يميل إلى التقارير الصحافية فكتب وحرر وموّل وأصدر مجلة دورية صغيرة لطيفة جداً طبعها على آلة نسخ كان قد أخذها من أحد أصدقائه. كان اسمها البوما، وكتب نبذة عنها: “صحيفة يومية أسبوعية تصدر كل شهر”. في المجلة، كان ينتقد الأساتذة بشدة، من وقتها، أصبح ثورياً.

“أعاد صفه الرابع في ثانوية سيرفانتس، التي كانت وقتها مؤسسة عادية، حيث استمر في إصدار البوما. مع بداية السنة السادسة في المدرسة وبمواجهة ملاحظات والده وملاحظاتي، وعدنا رسمياً بأن يكون طالباً أفضل، وفي الواقع تجاوز طموحاتنا بأشواط. فحصد كل الجوائز الأولى، من بينها كتاب تنويه قدمته له السفارة الفرنسية لأفضل طالب، نالها بإجماع اللجنة. نال تهنئة كل الأساتذة، من بينهم الدكتور مانويل موسكيرا غارسيز.

“كان دائماً رياضياً متميزاً؛ لا أعتقد أنه يوجد لعبة لم يمارسها. في المدرسة كان رئيس كل نوادي الرياضة. وانتسب أيضاً إلى الكشافة وشارك كذلك برحلات استكشافية لنهر ماغدالينا على عوامات من سعف الموز. في إحدى المرات وصل إلى هوندا في حالة يرثى لها لدرجة أنهم خلطوا بينه وبين المشتبه به.

“دخل الجامعة الوطنية لدراسة الحقوق، ولكنه بقي هناك لمدة فصل واحد فقط، في تلك الفترة عمل كمحرر في صحيفة لا رازون، دورية أدارها خوان لوزانو.

“أصبح مقرباً من عائلة الدكتور خوسيه أنطونيو موتالفو، حيث باتت ابنة الأخير حبيبته لفترة من الوقت. فعرّفوه إلى الآباء الدومينيكان، وقرر كاميلو أن يصبح عضواً معهم. في محطة القطار، أوقفْتُه عندما كان يتوجه إلى الدير في تشيكينكيرا، وكدْتُ أن أستعمل القوة لإرغامه على العودة. فضلت أن يدخل في مدرسة الأبرشية، وعلى الرغم من بدء الدروس، قبله المشرف، المطران خوسيه مانويل دياز. أعتقد أنني أخطأت بفعل ذلك، ولكن وقتها كان الشباب الذين يذهبون عند الآباء الدومينيكان كانوا يعودون في غضون 3 أشهر والوحيد الذي أصبح كاهناً كان كاميلو.

“في الدير كان طالباً مميزاً وقد اختير لثقافته لدرجة أن الكاردينال لوك قدّم وِسامَتَه حتى يستطيع الذهاب إلى لوفان لدراسة علم الاجتماع.

“عاش في لوفان معي لمدة سنة واحدة وكان نائباً للمشرف على كلية أميركا اللاتينية. عاش بعد ذلك في قرية صغيرة بسيطة جداً حيث كان عليه تحضير طعامه وغسل ملابسه بنفسه.

“خلال وجوده في لوفان، استغل الفرصة للسفر إلى كافة أنحاء أوروبا، حتى أنه سافر إلى براغ حيث أحيا قداساً. في باريس عمل مع الأب بيار في جمع الثياب القديمة مرتدياً ثياب العمال. عاش وقتها في حالة فقر شديد.

“عندما عاد إلى كولومبيا عين كاهناً على الجامعة الوطنية، حيث كان محبوباً من كل الطلاب. بنى كنيسة هناك وكان أحد مؤسسي قسم علم الاجتماع. ولكنه أعفي من مهامه الكهنوتية بعد أن دافع عن طالبين طردا ظلماً. ثم عمل مساعداً في أبرشية فيرا كروز وعميداً لكلية الإدارة العامة. بدأ بتأسيس التعاونيات في تونجوليتو وأصبح عضواً في مجلس إدارة إينكورا. وعندما كان في إيزاب أسس يوبال، مزرعة اختبارية لتدريب الفنيين.

“كان كثير القراءة. منذ طفولته أبدى تضامنه مع المستغلين. وعندما كان طفلا كان يأخذ أدوية من والده ويوزعها على الفقراء. حتى الأموال التي كان يحصل عليها لمشاهدة الأفلام كان يوزعها على الأطفال في الضواحي الفقيرة.”

“حبه هذا للفقراء أقنعه بأنه عبر الاستيلاء على السلطة وحده يمكن لعامة الناس تغيير أوضاعهم بشكل فعلي”(2).

من أجل كاميلو، من الضروري التعرف إلى أفكاره. وهذا الأمر يتطلب منا الأمانة التامة وعقلاً متخلياً عن الأحكام النمطية والمسبقة. ومن الضروري وضعه في السياق المناسب حتى لا نقطع الصلة بين أفكاره وشهادته.

بدءا من هذه الأماكن، سننتقل إلى عالم أنشطته العديدة. سنشعر بأنه لا يمكننا العودة دون الشعور بالقلق، لأنه سيثير فينا الحماسة والرحمة والارتباك والإعجاب والاحترام والعطف. بالنسبة لكثيرين سيكون مفعول التأثير كالندم. لقد كان رجلاً يظهر بمظهر المقنع والمتحدي لدرجة أن رسالته غير العادية أصبحت مهيمنة بشكل كبير. إنه لا يرسل مع الآخرين رسائله. إنما يواجهنا بها بنفسه.

لا يمكن فهم الوضع في كولومبيا أو اعتبار مشاكل أميركا اللاتينية أمراً عرضياً ومؤقتاً، لأنه في المكانين بعداً تاريخياً وأوضاعاً غير اعتيادية. يجب على الإنسان البدء من الحاضر حتى يتمكن من دخول المستقبل.

إنه لأمر بسيط قول إنه من الصعب تفسير رجل لديه كل هذه التناقضات- كاهن ومقاتل- لمثل هذه القرارات المفاجئة، والدوافع العنيدة، والصدق الرائع والولاء الدئم والعطاء بلا حدود. “إنه معروف بكرمه وحبه ونبل قلبه وشجاعته وإخلاصه وولائه وصراحته ونزاهته وبطولته ونبله وحسن ضيافته ومجاملته وانفتاحه وامتنانه وبساطته وثقافته وكل الصفات التي تجعل منه الرجل العادل والكامل”.(3)

هناك صعوبة بالغة لتحليل كاميلو لأن العديد من العوامل تظهر وتتداخل وبالتالي تشكل شخصيته. ونحن نفهم الشخصية بالمعنى الذي كتب عنه ريبو، فننظر إلى الإنسان بكليته واستمراريته ووحدته النفسية والجسدية.(4)

الوراثة والميول المؤسسة، وتأثير المحيط والتربية، والطاقة المتفجرة، والمتغيرات النفسية، والميول العاطفية النشطة- يمكن استعمالها كلها كنقاط استدلالية من أجل معرفة شخصية كاميلو. ورغم ذلك، أود فصل نفسي عن المعايير المحددة مسبقاً بهدف استكشاف الرجل، وعبر ذلك، دراسة ما كان عليه، وما كان يسعى إليه ويحلم به وما أراد تحقيقه. سيكون ادعاءً لا معنى له في فهمه أو معرفته، إذا استبعدنا بعده الإنساني. يجب أن نبدأ مع الرجل الحقيقي بهدف الكشف الكامل عن الخيط الخفي لانتصاره وحزنه.

كما هو الحال مع كل شخصية مركبة، فإننا نخاطر في إلقاء نظرة أحادية وبسيطة، وفي تجاهل أسباب التعاطف والنفور لما كان عليه حقاً من أجل تقديمه في توليفة صغيرة متقنة لأولئك الذين يودون التعرف إليه.

بالنسبة إلى البعض، يمكن أن يكون شهيداً، بطلاً لا يضاهى، فريداً، لا يمكن إدراكه، بعيداً عن أي محاولة للتحليل، بالنسبة لآخرين، يمكن أن يكون أحمقاً مثيراً للشفقة، مجنوناً مرعباً، ثائراً دون قضية، محبطاً، يجب ذكر اسمه همساً، كائناً غير اجتماعي تحول إلى نموذج شرير من المجرمين.

يمكن للمرء أن يقع في فخ قول أشياء لم يقلها كاميلو أو لم يفكر بها على الإطلاق، أو جعله يعبّر عن أمور كان يفكر فيها ولكن ليس بذات الطريقة.

لا ينبغي أن نغفر لمن يجسده كمثل بسيط ويعامله بشفقة ودموع ومراوغات، كـ”الجني التركي” الذي تضعف تضحياته لدرجة التبخر بالهواء حيث بالكاد تبقى ذكراه.

السؤال هو هنا، أين نصنفه؟ هل هو بطل أم أسطورة، إله أو تافه، عبقري أو غبي، عظيم تغلُّبي أو طائش طفولي، مقاتل حاسم أو محظوظ. أم تكمن مكانته بين الشهادة الأصيلة والردة المسيئة، الحقيقة في وضح النهار والهلوسة القاتلة، التمرد الفخور المستنير بالإخلاص والإيماءة الباطلة الأنانية.

كيف نفسره؟ حالم أم خالق، رؤيوي، مضحٍ مسيحي، لهب منتشر، إحباط مؤسف؟ محرض معياري، بطل جريء للمفقرين، رائع أو سخيف، معذب أو متوهم، الإجابة الكاملة لأمل الشعب الذي يتوّجه العار أو المجد؟

عشنا معاً لمدة 5 سنوات. لقد ساعدت في اندلاع تمرده المبكر، كنت أعرف كل أمزجته. رأيت كيف اندفع إلى الأهداف التي حددها لنفسه. استناداً إلى حالتي والعديد من الأسباب الوجيهة الأخرى أود تقديم كاميلو مطهراً من الخلطات التعسفية: كاميلو الحقيقي، كاميلو الواضح، كاميلو الإنساني، وكاميلو الأصلي.

كما ثرنا ضد قوافل المرتزقة من حفاري القبور ولصوصها التاريخيين. المحاولة الأولى لإخفائه وطمسه ومحوه من ضمير كولومبيا وأميركا، التي تقول إنه “قتل في الوقت المناسب”. المحاولة الثانية، تدعي أنها تريد تكريمه بواسطة النصب التذكارية الجميلة وغير المجدية. وهنا هو الخطأ: كل هؤلاء، حافرو القبور ولصوص القبور، مهووسون بجثة كاميلو: كاميلو المحبط، كاميلو العاطفي، الذي بقي في الجبال على أمل “أن يمتلئ فمه بالزهور والقمح”. (5)

أنا لا أوافق من يتبنى مواقف متطرفة: من إدانة دفنه بكل صمت، أو تمييعه بحجة أنه لا يجب حتى ذكره، أو تمجيده حتى يصبح بطلاً وشهيداً خارج السياق التاريخي، أو استغلاله وإخضاعه لمصالح شخصية أو جماعية، أو تحقيره، والإعلان أنه ديماغوجي ومختل ولص ومجرم.

نحن ندين لكل الأجيال التي تناضل في الأميركيتين من أجل الحرية والديمقراطية الحقيقية، بهدف تعريفهم بعمق عن معنى هدف وتضحية كاميلو.

بأي حق يدعي بعض الأنانيين أنهم يعتقدون بأنهم الوكلاء الحصريون لأفكاره وحياته؟ إنهم يثيرون فينا القرف. كاميلو لا يصنف ضمن الفئات السهلة.

احتراماً لكاميلو، أولئك الذين لا يريدون إزعاجهم يجب عليهم عدم قراءة الكتاب، ولا المنافقين ولا أصحاب الضمير المانوي أو أصحاب الشخصية الخبيثة. فضلاً عن أولئك الذين يجسدون أمام إله الخوف، إله الحسابات، وإله الراحة. لا! عليهم ألا يفتحوا صفحات هذا الكتاب! أسياد الانعطافات والتسويات، المشبوهون، الحكماء الذين يكشفون بسهولة، أصحاب العقلية البرجوازية، المسيحيون الذين لا يشهدون، جنود الشرف، النقاد المتطهرون، الانتهازيون الذين لا يلزمون أنفسهم على الإطلاق. لا تنظروا إلى الكتاب حتى، أنت من تتوق إلى عيش حياتك بطهارة ونظافة وهدوء ووداعة.

كاميلو لديه تراث فريد في أبعاد الزمان والتاريخ والشعب. سيتذكره الناس كما كان. هو للفقراء، والفلاح والعامل في أميركا، لأنه كان الرد ضد الجوع والعجز والمرض المنتشر، والضوضاء الآتية من الغابة. هو صوت الطبقة المستغلة، والخادم، والرجل المجهول المقدر له أن ينكسر بذكاء، وصوت الدم الذي يتهم، والتضحية الصامتة، والموتى المدنسين، والجسد غير المدفون، والجثة على الطريق. هو صرخة أمل ويقين لمصير بلا حَدّ.

حاول كاميلو القيام بأمور يفهمها الناس. نتيجة لذلك يمكن القول إنه جاء بالثورة للجميع. أعاد إحياء الإنشقاق وهزم الامتثال. لذلك يؤيده البعض في وقت يشتمه الآخرون.

لكن ثمة ما هو أكثر من ذلك: هناك التوليفة. هو يجسد تراث كل من ضحوا بأنفسهم من أجل الحرية الحقيقية لأميركا اللاتينية وكل أولئك الذين آمنوا بصدق بضرورة تحقيق التغيير الثوري. وبسبب ذلك، يمكن القول إنه يجسد قلق كل من قتلوا في معركة مع اقتناعهم أن النظام السياسي الذي ثاروا عليه كان ظالماً وقاسياً ووحشياً ومتعطشاً ولا يحتمل.

هذا الكتاب هو رسالة للشعب. كتبته بلغة سهلة حتى يفهمه كل الناس. إنه مباشر، مفاجئ، ومزعج وهجومي.

لا يمكنني الحديث عن كاميلو بأي طريقة أخرى. هذا الكتاب ليس علمياً ولا مكتوباً للمثقفين الزائفين، الذين وصفوه، في وقت سابق، بأنه عاطفي ومبني على الأحكام المسبقة، ويقدّر لقطاع الطرق، ويبيض صورة الكراهية والعنف، ويدافع عن الجريمة، ومخربي النظام العام والشيوعيين وغير المحترمين والمغرضين والزنادقة. أنا لا أستحق انتقادات المرتزقة ولا نفاقهم. ضمائرهم مرتعبة. كاميلو يخيفهم. هو حلم، عاش، ثار، حارب سقط بكل عظمة شخص لم يتراجع عن مبادئه على الإطلاق. هذا الإخلاص لمبادئه هو الذي حدد موته.

لقد راهن على كل شيء لأنه كان ملتزماً بالكامل. في كل الأوقات، حافظ على موقف حيوي من الالتزام تجاه الناس، ككاهن ومسيحي وثائر. كان يؤمن بأنه من واجبه الوقوف إلى جانب الفقراء، لذلك ضحى بحياته دون أن يرغب بثناء أو ينتظره.

لذلك سيدافع الناس عنه ضد كل هجوم وكل استغلال ممكن، مع وفاة كاميلو بدأ شيء ما. تضحيته تبعث الأمل في شعوب أميركا بيوم جديد. كاميلو هو الروح والحياة، الحركة والصدق والتهديد. هو المستقبل والمصير. كان قدره أن يكون نبياً عظيماً للعالم الجديد، رمزاً للأمل العميق لكل البشر في الأميركيتين الذين أرادوا التحرر- أمل ينمو ويترجم إلى حياة وتفكير وعمل من أجل الحرية. هو ضمانة الأصالة لأميركا من دون تأثيرات خارجية أو مختلطة، لأن ثورة هذه القارة هي ثورة أميركا أو لا شيء آخر. لن يتمكن أي أحد من الترويج لهذه الثورة إذا لم يكن في خدمة المقهورين. هنا تكمن الرمزية الدينامية لكاميلو. هو رمز وليس أسطورة. هو واقع وليس أسطورة.

يجب اعتبار هذا الكاهن الثوري المقاتل حالة غير عادية وفريدة من نوعها في الأميركيتين اليوم.

من أجل إكمال الدقة الديالكتيكية، من الضروري السؤال: ما هي العناصر المكوّنة لـ”فعل كاميلو توريز”؟ بحسب فهمي، ما يلي يمكن اعتباره مساعداً على ذلك، لأنه يعطينا مفتاحاً لحلّ هذا اللغز البشري ويقدّم تفسيراً متكاملاً قدر الإمكان:

1. اعتقدَ أن الوجود هو محبة وبحثَ عن ذلك في المسيحية، كان الكهنوت أفضل طريقة لتحقيق هذا الحب خدمةً للإنسان.

2. عرف مشاكل كولومبيا من خلال دراسته (العلمية) ومن خلال الاتصال بالواقع الاجتماعي والاقتصادي (تطبيقه للأساليب الموضوعية).

3. كمسيحي، وكاهن، وعالِم، توصّل إلى أن حلّ هذه المشاكل يكون في استيلاء الشعب على السلطة عبر الثورة.

٤. رأى أن الطريقة الوحيدة لتحقيق الثورة كان من خلال الانتفاضة المسلحة.

هذا هو برنامج عمله. حزين وممتاز. لقد أدرك ذلك من دون خلاصية ومن دون افتراضات عبثية ولكن بجزم وولاء لا يتزحزحان.

الهوامش:

(1): تزوجت إيزابيل ريستريبو غافيريا مرتين: المرة الأولى، المواطن الألماني كارل ويتيمدورف. ولها منه كارلوس إدغاردو (يعيش في الشيلي) وغيردا ماريا. من الزواج الثاني أنجبت لويس فرناندو (طبيب يعيش في إيلينوا) وخورخي كاميلو- الملاحظة من الكاتب.

(2). Frente Popular, organ of the Frente Unido (United Popular Front) movement, I, No. 1 (February 15, 1967), pp. 4, 5.

(3). Julian Motta Salas, Recuerdos del Ingenioso Hidalgo (Imprenta Departmental, Neiva, 1950), p. 115.

(4). A. Porot, Diccionario de Psiquiatria (Labor, Barcelona, 1962), p. 408.

(5). Carlos Castro Saavedra, “Despedida,” El Tiempo, February 1966.



#جيرمان_غوزمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاميلو توريز: رمز وليس أسطورة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جيرمان غوزمان - كاميلو توريز: رمز وليس أسطورة