ما هي البروغمائية ؟

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7090 - 2021 / 11 / 28 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أهل العلم والمعرفة لم يتركوا أو يهملوا حالة من الظواهر والسلوك والتصرفات إلا وتطرقوا لها بالتعليل وبالشرح والتحليل والظاهرة العراقية التي أفرزتها الانتخابات لتشرين عام/ 2021 تختلف من حيث النتائج السابقة التي اعتبرها البعض ملك طابو صرف عثماني ضاربين رأي الشعب ووعيه وإدراكه للواقع الذي قرر التغيير نتيجة السلبيات المتراكمة التي تعرض لها الشعب طيلة فترة الحكم التي استمرت منذ عام/ 2003 إلى عام/ 2021 وجاءت هذه النتائج كرد فعل لجماهير الشعب على المرحلة السابقة.
البروغمائية : هي حالة من الجمود الفكري حيث يتعصب فيها الشخص لأفكاره الخاصة لدرجة رفضه الإطلاع على الأفكار المخالفة وإن ظهرت له الدلائل التي تثبت له أن أفكاره خاطئة وسيحاربها بكل قوة ويصارع من أجل إثبات صحة أفكاره وهذه الظاهرة تعتبر حالة شديدة من التعصب للأفكار والمبادئ والقناعات لدرجة معاداة كل من يختلف معه عنها وتمثل الرأي غير المدعوم بأدلة واقعية وبراهين.
إن الكتل والأحزاب السياسية اتبعت سياسة تقوم على المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية مما جعلت السياسة في العراق للكتل والأحزاب السياسية تسير وفق قاعدة انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً مما جعلها تميز وتفرق بين أنصارها وخصومها حسب قاعدة ميكافيلي من ليس معي فهو ضدي مما جعلها لا تصدق بمنطق الآخرين وأصبح كل ما يقال عن نتائج الانتخابات هو كذب وتزوير لأنه لا يصب في صالحها وصادر عن جهات لا تثق بها لأنها من خصومها.
إن الديمقراطية لا تتمسك بالمطلق وإنما تسير وفق قانون النسبية إن ما يصح اليوم قد يصبح خطأ غداً وفي قانون السياسة اليوم لك وغداً عليك وهذه الظاهرة تلاحظ في جميع الدول الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية والديمقراطية تعني كيف تجلس مع إنسان آخر خصم لك ويختلف معك في الرأي وتتناقش معه وتتفاهم في رحابة صدر وشفافية ومن خلال الحوار يصبح الرأي صحيحاً أو خطأً ويقتنع كل واحد برأي الآخر ويتصافحا ويذهب كل واحد في طريقه.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل