أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جلبير الأشقر - أبو ظبي… رأس حربة الرجعية الإقليمية














المزيد.....

أبو ظبي… رأس حربة الرجعية الإقليمية


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7080 - 2021 / 11 / 17 - 01:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


شكّلت المملكة السعودية منذ منتصف القرن العشرين وحتى العقد الأول من القرن الراهن قلعة الرجعية العربية الرئيسية. وكان ذلك متناسباً مع حجم المملكة من حيث مساحتها وموقعها الجغرافي في قلب الجزيرة العربية وإشرافها على الأماكن المقدسة وتعدادها السكاني وبالطبع ثروتها النفطية. وقد ارتبط ذلك الدور ارتباطاً وثيقاً بالعلاقة الاستراتيجية التي نسجتها المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية عند نهاية الحرب العالمية الثانية، بحيث كانت المملكة حليف واشنطن الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط خلال حقبة الحرب الباردة، بمواجهة الحركة القومية العربية مدعومة من الاتحاد السوفييتي. وقد يسّر قيام المملكة بذلك الدور الاستقطاب السياسي الحاد الذي ميّز تلك المرحلة التاريخية والذي جعل واشنطن تنهج نهجاً محافظاً للغاية، توافقَ مع الطابع المحافظ للغاية الذي ميّز المملكة منذ نشأتها.
هذا وقد شهدت المنطقة تحوّلاً خطيراً خلال السنوات الأخيرة، لم يحز بعد على ما يستحق من اهتمام وتحليل. يقوم هذا التحوّل على صعود دور إمارة أبو ظبي ووليّ عهدها، محمد بن زايد، في زعامة الرجعية العربية. فيكفي النظر إلى الدور الخطير الذي تلعبه أبو ظبي في شتى ساحات المنطقة الساخنة، في اليمن والسودان وليبيا وتونس وسوريا، بدون أن ننسى الساحة الفلسطينية واحتضان أبو ظبي لمحمد دحلان، ناهيكم بالطبع من العلاقة الاستراتيجية التي حاكتها الإمارة مع الدولة الصهيونية والتي باتت الآن مكشوفة إلى حد الوقاحة.
وصفنا قبل سنة تحديداً على هذه الصفحات ما أسميناه «الحلف الثلاثي الرجعي» مكوّناً من أبو ظبي ومصر السيسي وروسيا («الحلف الثلاثي الرجعي: موسكو وأبو ظبي والقاهرة» 17/11/2020). وقد اتّضح مع الزمن دور أبو ظبي الريادي في هذا التحالف، الذي تؤازره المملكة السعودية أحياناً بدون أن تشارك على الدوام في نشاطاته، مثلما هي الحال في ليبيا على سبيل المثال، ومثلما بيّنه بقاء الرياض حتى الآن خارج دائرة التطبيع، بل التحالف المكشوف، مع إسرائيل الذي تخوض فيه أبو ظبي والقاهرة، وبقاء الرياض كذلك خارج دائرة التطبيع مع نظام آل الأسد، آخر حلقات هجمة أبو ظبي الإقليمية الرجعية. فما هي الظروف الدولية والإقليمية التي تكمن وراء هذا التحوّل المهم، فضلاً عن الطموح الشخصي لوليّ عهد أبو ظبي وموقفه الشخصي الغارق في الرجعية؟

أهم الظروف المُشار إليها هو بالتأكيد خروج العالم من حقبة الحرب الباردة والتغيّرات التي طرأت على موقف الولايات المتحدة، لاسيما إثر إخفاق مشروعها في الهيمنة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط من خلال الحرب التي شنّتها على العراق في عام 1991، عند نهاية الحرب الباردة، ومن ثم احتلالها لبلاد ما بين النهرين الذي انتهى بفشل ذريع إذ اضطرّت إلى الانسحاب منها وقد باتت حكومتها خاضعة للوصاية الإيرانية. تنضاف إلى هذه المعطيات السيرورة الثورية التي اندلعت في المنطقة العربية قبل عشر سنوات والتي كانت بالطبع مصدر ذعر شديد لدى القوى المحافظة الإقليمية.
وما أذعر هذه القوى بصورة رئيسية هو أن واشنطن تحت رئاسة باراك أوباما آثرت أن تجاري «الربيع العربي» حفظاً لمصالحها وتماشياً مع ادعاءاتها الأيديولوجية الديمقراطية، وقد اتكلت في ذلك على وساطة دولة قطر.
امتعضت من ذلك كافة أطراف القطب العربي المحافظ، بيد أن المملكة السعودية استمرت بمسايرة واشنطن، لاسيما بسبب ذعرها الأكبر من جارتها الإيرانية. أما أبو ظبي فليس لديها هاجس إيران بمثل ما لدى المملكة، بل غدت الانتفاضات الإقليمية هاجس بن زايد الرئيسي. كما أن أبو ظبي أقل ارتهاناً بأمريكا بكثير مما هي المملكة. لذلك رأينا الإمارة تبدأ بنسج علاقة وطيدة مع موسكو، التي باتت تحتل بامتياز مكانة القوة العظمى المدافعة عن النظام العربي القديم بشتى مكوناته، مثلما أثبتت أولاً من خلال تدخلها لإنقاذ نظام آل الأسد. بل أخذت أبو ظبي تتدخّل في السياسة الأمريكية الداخلية، بما يشبه تدخّل بنيامين نتنياهو الذي تعدّى كل ما فعلته الحكومات الصهيونية قبله. فقد دعمت أبو ظبي بالتعاون مع روسيا حملة دونالد ترامب الرئاسية في عام 2016، بحيث خوّل ترامب إليها إدارة سياسته الإقليمية بعد فوزه، وقد جعلته يحثّ الرياض على مقاطعة قطر التي بدأت بعد أيام من زيارته للمملكة، أولى زياراته الخارجية بعد توليه الرئاسة. أما وقد خسر ترامب معركة تجديد رئاسته، فقد توطّدت العلاقة بين أبو ظبي وموسكو، التي كانت أواصرها قد اشتدت من خلال تدخلهما المشترك مع القاهرة في الساحة الليبية. ونرى اليوم تحوّل الحلف الثلاثي المذكور أعلاه إلى حلف رباعي مع انضمام الدولة الصهيونية إليه، وقد جعل ذلك ممكناً انتقال أبو ظبي إلى علاقة سافرة مع هذه الأخيرة. ومن المرجّح أن تشهد سوريا في الأشهر القادمة تبعات ذاك التحول، لاسيما في ما يتعلق بالدورين الإيراني والتركي على أرضها.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى الديمقراطية السودانية أمام نهجين
- بعد الانقلاب الأرعن: السودان إلى أين؟
- «وقائع انقلاب مُعلَن» في السودان
- لبنان و«الحسابات الخاطئة»
- تأمل أولي في عِبَر الانتخابات العراقية
- شبكة فساد أكبر من شبكة الصرف الصحّي
- قوى تونس التقدمية أمام مسؤوليتها التاريخية
- أمريكا والصين على رقعة الشطرنج الدولية
- إسقاط التيار الإخواني واستكمال هجمة النظام القديم
- أيهما أخطر 11/9 أم 1991؟
- أفغانستان وأسطورة العجز الأمريكي
- من المقبور في «مقبرة الإمبراطوريات»؟
- من المسؤول عن إخفاق التجربة التونسية؟
- ميداليات لبنان غير الرياضية
- قيس سعيّد يستوحي من عبد الفتّاح السيسي
- «بيغاسوس» وحلف الصهيونية والاستبداد العربي
- ترشيح بشّار الأسد لجائزة نوبِل للسلام
- في مغزى استشهاد نزار بنات
- رجلٌ خارج المألوف: علي أكبر محتشمي ومصير النظام الإيراني
- لا بدّ من مواصلة الانتفاضة الفلسطينية


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جلبير الأشقر - أبو ظبي… رأس حربة الرجعية الإقليمية