أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - «بيغاسوس» وحلف الصهيونية والاستبداد العربي














المزيد.....

«بيغاسوس» وحلف الصهيونية والاستبداد العربي


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6965 - 2021 / 7 / 21 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالما ادّعت الدولة الصهيونية أنها واحة ديمقراطية وسط صحراء الاستبداد العربي، بل تصوّر الدولة الصهيونية ذاتها على أنها جزء من النخبة العالمية التي تشكّلها منظومة الدول الغربية القائمة على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي إحدى حججها الرئيسية في استدرار عطف حكومات تلك الدول وشعوبها. وبالطبع، ليس نفاق هذا الادّعاء سرّاً على كل من يدرك أن الديمقراطية الصهيونية تقتصر على اليهود، أي أن إسرائيل دولة «إثنوقراطية» (حكم جماعة إثنية على سواها) كما يصنفّها بعض دارسيها الأكاديميين العرب واليهود. كما أنه من المعلوم أن الدول الغربية ذاتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، طالما ساندت حكومات استبدادية في شتى ربوع العالم، ولاسيما في ربوعنا العربية، عندما ينسجم ذلك مع مصلحتها.
كل هذا معلوم. ومع ذلك فإن الدولة الصهيونية قد أثبتت أنها قادرة على الذهاب إلى أبعد من أي دولة أخرى تدّعي القيام على حقوق الإنسان في مساهمتها في الطعن بهذه الحقوق، كما بيّنته قصة برنامج «بيغاسوس» التجسّسي الذي أنتجته «مجموعة إن إس أو للتكنولوجيات»، وهي شركة سمّيت بالحرف الأول للاسم الأول بالأحرف اللاتينية لكل من مؤسسيها الإسرائيليين الثلاثة، وهم نيف كارمي (إن)، وشاليف هوليو (إس) وأومري لافي (أو)، وجميعهم أعضاء سابقون في «الوحدة 8200» من سلاح الاستخبارات الإسرائيلي (هامان)، وهي الوحدة المتخصّصة بالاستخبارات الإشاراتيّة (أي كل ما يتعلّق برصد الإشارات الإلكترونية).
ولا تظنّن أن الأمر يتعلّق بشركة خاصة فضّلت الربح على المبادئ أياً كانت، كما هو مألوف في بحيرة القروش التي تُطلق عليها تسميتا اقتصاد السوق والقطاع الخاص، بل يتعلّق الأمر هنا بالحكم الصهيوني مباشرة، وهو صاحب القرار في كل ما يخصّ الصادرات التكنولوجية المتقدمة، إذ تخضع هذه الصادرات لترخيص تمنحه وزارة الدفاع الإسرائيلية. فإن كافة الفضائح التي ضجّ بها الإعلام العالمي في الأشهر الأخيرة، وفي الأيام الأخيرة على الأخص بعد كشف 17 صحيفة في شتى البلدان واللغات عن التحقيق الذي أنجزته منظمتا «العفو الدولية» و«القصص الممنوعة» والذي رصد أكثر من خمسين ألف رقم هاتف خليوي جرى التجسّس عليها من قِبَل مختلف الحكومات التي اشترت برنامج «بيغاسوس» التجسّسي من الشركة الإسرائيلية بترخيص من حكومتها، كافة هذه الفضائح إنما هي في المقام الأول إدانات صارخة لنفاق الدولة الصهيونية التي تفوق مسؤوليتها بكثير مسؤولية «مجموعة إن إس أو للتكنولوجيات».

فإن قائمة زبائن المجموعة الإسرائيلية ومحرّماتها في منطقتنا من العالم خير دليل على رؤية الدولة الصهيونية لعلاقاتها الإقليمية، حيث نجد بين زبائن الشركة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة المغربية، وقد انضمت الدول الثلاث مؤخراً إلى قافلة «التطبيع» العربي الرسمي مع إسرائيل، كما نجد المملكة السعودية بالرغم من استمرارها الرسمي بالالتزام بالمقاطعة العربية، بينما لا نجد إيران وحسب بين الدول التي حُرّم على الشركة بيعها تكنولوجياتها، بل أيضاً قطر وتركيا وفقاً لما جاء في تحقيق نشرته مجلة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو» في عددها الصادر في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
ومن المعلوم أن الفضائح المتعلقة ببرنامج «بيغاسوس» بدأت تنتشر إثر مقتل جمال خاشقجي في عام 2018 وقد جرى اتهام «مجموعة إن إس أو» بتزويد الذين دبّروا ذاك الاغتيال الآثم بما ساعدهم على رصد تحرّكات الصحافي السعودي. وتدّعي الشركة الإسرائيلية أنها أرادت بعد ذلك أن تقطع تعاونها مع مدبّري الاغتيال، لكنّ الحكومة الصهيونية «شجّعتها بقوة» على المضي في تعاونها معهم، حسبما جاء في تحقيق نشرته صحيفة «نيويورك تايمس» يوم السبت الماضي. بل كشفت الصحيفة أن هذا التعاون التكنولوجي لا يقتصر على «مجموعة إن إس أو» وبرنامجها التجسّسي، وقد جاء في التحقيق الذي نشرته ما يلي:
«رخّصت وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضاً شركة تُدعى «كانديرو» للعمل في السعودية، وهي شركة اتهمتها «مايكروسوفت» في الأسبوع الماضي بأنها ساعدت زبوناتها من الحكومات على التجسّس على أكثر من مئة صحافي وسياسي ومعارض ومدافع عن حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم … وقد منحت إسرائيل أيضاً ترخيصاً لشركتين أخريين على الأقل، هما «فيرينت» التي تم ترخيصها قبل مقتل خاشقجي و«كوادريم» التي وقعت عقداً بعد المقتل.»
خلاصة الحديث أن «واحة الديمقراطية» الصهيونية ليست في الحقيقة سوى سراب في صحراء الاستبداد الإقليمي، لا تختلف جفافاً عن الصحراء، بل تشكّل في الواقع سبباً هاماً من أسباب تجفيفها.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترشيح بشّار الأسد لجائزة نوبِل للسلام
- في مغزى استشهاد نزار بنات
- رجلٌ خارج المألوف: علي أكبر محتشمي ومصير النظام الإيراني
- لا بدّ من مواصلة الانتفاضة الفلسطينية
- في تفوّق الديمقراطية العربية
- آفاق النضال الفلسطيني في ضوء المستجدات
- في الاستراتيجية وتشريح «النصر الإلهي»
- استراتيجية بنيامين نتنياهو وكيفية التصدي لها
- كيف يُهزَم وجه القوّة في زهرة المدائن؟
- جورج إبراهيم عبد الله وحسن دياب ومرض القضاء في وطن دريفوس
- الانتخابات الفلسطينية والنفاق الديمقراطي
- تحية لنائبة الكونغرس بيتي ماكولوم
- «الأخبار» تهاجم موقف حسن نصر الله!
- كيف تكون المناهضة التقدمية للإمبريالية
- الأردن بين الأساطير الانقلابية والحقائق الثورية
- في أسطورة الصين «الممانِعة»
- وهْم قبطان يُنقذ سفينة لبنان من الغرق
- تركيا عدواً رئيسياً: وسواس المحور الرجعي العربي
- مناورات ساخنة بين طهران وواشنطن
- أسياد الحرب لا يستسيغون السلام


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - «بيغاسوس» وحلف الصهيونية والاستبداد العربي