أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مروان مجادي - صفاقس زمن الانقلاب : قتل بالجملة وقتل بالتفصيل القمامة أمامكم والبوليس ورائكم














المزيد.....

صفاقس زمن الانقلاب : قتل بالجملة وقتل بالتفصيل القمامة أمامكم والبوليس ورائكم


مروان مجادي

الحوار المتمدن-العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 00:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



تعيش صفاقس على وقع أزمة بيئية وصحية مفتعلة منذ ما يقارب الشهرين ..أطنان من الفضلات المنزلية والصناعية والطبية الخطرة، دخان حرق القمامة والروائح والغازات السامة صارت سمة هذه المدينة المنكوبة .
أزمة خلقها وأبدها الائتلاف الطبقي الحاكم مرة حين تغلف بالدين وأخرى حين تزين بالانقلابات والشعبوية في محاولة منه لمزيد التنكيل بأبناء هذا الشعب.
ولعل اللافت في أزمة صفاقس أنها تأبى أن تكون مجرد أزمة بيئية عابرة قد تجد لها بدل الحل آلاف الحلول بل كونها أزمة سياسية بامتياز ..أزمة حكم وبلغة أكثر صرامة ووضوح “من يحكم من؟” وبيد من يتمركز الحكم ؟
وبالفعل فما تشهده شوارع المدينة المنكوبة من مشاهد شبيهة بزمن الأوبئة في القرون الوسطى من جهة وما عرفته جهة عقارب من تطورات خطيرة ومن انتهاج لسياسة قمعية تنكيلية بأبناء الجهة أودت بحياة شاب لحد اللحظة يؤكد أن جوهر الحكم هو ذاته رغم التغيير الشكلي الذي طرأ عليه ورغم الدعاية والتحشيد لفائدته ورغم نتيجة الصراع التي حسمت الأمر لفائدة شق من شقوقه.. جوهر معادي للغالبية الساحقة من أبناء هذا الشعب لا يرجى منه أن يحس بمأساة المدينة المنكوبة وأبنائها ولا ينتظر منه غير مزيد من الاعتداء على حق الناس في الحياة بل إن الوقاحة بلغت معه درجة أن صار يمن علينا بهذا الحق إذ يعتبره امتيازا ونافلة ..
وما الحلول التي يجدها سوى مزيدا من تأبيد الأزمة أو نقلها من مكان لآخر وكأن البلاد بها مواطنون درجة أولى وآخرون ثانية وثالثة.. وكأن الحق في الحياة قابل للقسمة والتفاوض والتشكيل وإعادة التركيب حسب الأهواء والمصالح.
إن الحق في الحياة لا يقبل التجزئة مطلقا فمن حق أهالي صفاقس العيش أما أن يقع مساومتهم إما الموت بالقمامة والسموم في كل ربوع المدينة أو الموت تحت الرصاص والرش وقنابل الغاز الخانقة والحلول الأمنية وتحت الأحذية الصلبة لبوليس السلطة فهذا جريمة أخرى من جرائم السلسلة الغذائية التي يديرها رأس المال وخدمه .
ولئن كان الغنوشي قد ابتدع نظريته المتمثلة في ” التدافع الاجتماعي” فإن سلطة الانقلاب المتمثلة في قيس سعيد ومن معه أبدعت في تنفيذها فهاهو التدافع المناطقي والأهلي ينجز على أرض الواقع ويتقدم أشواطا ..
هنا في صفاقس إما الموت بالجملة وإما الموت بالتفصيل في مشهد تقول لنا فيه الشعبوية المنقلبة “القمامة أمامكم والبوليس ورائكم”
فمحاولة ردم منطقة عقارب مرة أخرى بالنفايات والسموم باستخدام القمع والرصاص والقتل العمد في مواجهة أهالي عزل عانوا من ويلات التلوث لسنوات ليس إلا تكملة من طرف سلطة الانقلاب لمشروع بدأته النهضة وحلفائها..

إنهم يذكروننا دوما بأمور ضرورية يتناساها بعضنا ويحاول تزويقها البعض الآخر (تنسيقيات البيئة ومن على شاكلتهم..) لعل أهمها أن هذه المدينة محكومة بالموت مثلها مثل سائر المدن وأن جوهر الحكم لازال هو ذاته طالما أن الائتلاف الحاكم هو ائتلاف طبقي لأعداء الشعب مهما تغير شكله وتحورت شعاراته وأنه لا فرق بين إخواني ولا شعبوي إلا بالشكل وبالمقابل فإن دماء شهيد عقارب تذكرنا جميعا أن العيش يستوجب النضال ومزيد من النضال وتبدد أوهام” تصحيح المسار” وشعارات الانقلاب الجوفاء والمغرقة في الشعبوية.



#مروان_مجادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية سوسة والمسكوت عنه
- تونس بعد عملية باردو لن تكون تونس ما قبل هذا التاريخ
- هاتف
- مناخوليا
- شهوة رجل ميت
- خريف آذار الفصل الأول (1)
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (2) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (1) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- حمى ..
- في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين الم ...
- وهم اشكال الموضوعية في العلوم الإنسانية .. أو حتى لا تقتل ال ...


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مروان مجادي - صفاقس زمن الانقلاب : قتل بالجملة وقتل بالتفصيل القمامة أمامكم والبوليس ورائكم