أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العراف العياشي - الوردة الحمراء














المزيد.....

الوردة الحمراء


احمد العراف العياشي

الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


اقتحمت على مكتبتي وأنا منهمك أرتب بعض الأوراق التي بعثرتها لجنة من اللجن يقال إنها للتفتيش، تفتش عن "جو المنجل" استحوذ على منطق الترتيب مما جعلني لا أرد التحية وبالأحرى بأحسن منها، استوت على الكرسي المخصص للزوار يفوح من أًصحاب عطر الجنة، وتساءلت قبل أن أفاتحها بالكلام أهي الملائكة، جاءت لتطهر المكان وتنسيني شطحات أعضاء اللجنة أم هي توهمات وتوجسات طيف امرأة دفنت في الذات منذ زمن غابر، قسمات وجهها تختلف عن اللواتي تزخر بها الشوارع، أرادت أن تخرجني من الذهول الذي أصبت به عند رؤيتها فتناولتني باقة ورد قطفتها من إحدى حدائق الجنة، أمسكت الباقة ولامست يدها يدي وأخذني ما يأخذ كل عاشق ولهان تصفحت جغرافية وجهها، وأحسست بدوران حتى كاد يغمى علي لولا العطر المنبعث من الباقة، لأن جسدي المهترئ لا يقوى على الصمود.ملك من ملائكة الحب ترفرف بجناحيها حولي، حاولت المقاومة ولم أستطع تمنيت أن تفك أزرار قميصها المذهب لأسيح بين هضاب جسدها الطري وأتدثر بضفائر شعرها المسربل فوق كتفيها، أما هي فلا أدري ما كان يروج بداخلها، ربما هي الأخرى دخلت إلى جثتي تستطلع خباياها وأسرارها، جسد مجعد أثخنته جراح الزمن الرديء، وحاصرته مخالب المكان الموحش، أخالها تلتهمني بشراهة ،أيقظت عواطف جياشة، أعلنت الحداد مند أن غابت عني حبيبة القلب، في صمت وبمشاعر لا أكاد أسيطر عليها تمنيت قبلة ارتوي بها واشفي الغليل وأموت فيها عشقا واستحم بأنفاسها استعداد لمواجهة الحلم، رجعت إلى جادة صوابي بعد أن رأيت ملامح واسر ير وجهها تتبدل لان بنات حواء لا يعترفن بما يمزقن قلوهن، فهي تريد أن تتكلم وأنا أريدها صامتة، لا أريد كلاما و لا اعترافا بل اشتهي رقصة على إيقاع سمفونية العشق، يعزفها قلب مكلوم بأوتار قيثارة انتشلتها من ركن الزمن المنسي لألحن لها رحيق كلام موزون مقفى وأحكي لها معاناتي وأنا على مقربة من شط الجنون، سأحاول مرة ثانية أن أفك أزرار قميصها لأقطف وردة من جسدها المرمي فطوفان العشق تسرب إلى جسدي دون استئذان وأنا الذي نسيته أو تناسيته، لكن ازميل الحب ينهش قلبي، بعد أن هدمت هذه المخلوقة أسوار قلب جريح لا يقوى على الصداقات، مدت يدها البضتين إلى وردة حمراء ومدتها إلى بعد أن اغرورقت عيناها بالدموع، وقالت:جئت لأشارك عيدك الخمسين وهذه وردة الحب عربونا على ما جمعنا في الماضي،ولا تسألني من أكون، وأين أسكن وهل سأزورك ثانية ؟ أخذت الوردة وأناملي ترتجف واستحلفتها باسم اله الحب أن تمنحني وقتا لأتملك جسدها، لكنها انصرفت بعد أن غلقت الباب ولم تقل هيت لك، عم السواد مكتبي بعد أن أرخى ستائره، وأصبح المكان موحش تطوف به الأشباح، سندي هو تلك الوردة الحمراء التي أستأنس بها فقد قررت أن أضع مشتل وأقوم بغرسها في كل مكان تنفيدا لوصيتها وفي انتظار عودتها وسأعد لكم متكأ لتخرج عليكم وتقطعوا يديكم وأرجلكم وتفقدوا بصركم ولد فلنسق المشتل لتكبر الوردة وتكون لنا عندها شفيعة وعودتها ستنعش روحي وأخرج من شرنقة الجنون والضياع.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار عودة المختفى
- الشاعر
- الغريبة
- حكيمة


المزيد.....




- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العراف العياشي - الوردة الحمراء