أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العراف العياشي - الغريبة














المزيد.....

الغريبة


احمد العراف العياشي

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 11:58
المحور: الادب والفن
    



انتشر خبر موتها بين الناس كانتشار النار في الهشيم وعند سماعه همت في غابة الذكريات التي تحول الإنسان المرتمي في أحضانها إلى معتوه يجتر الماضي الذي تكومت آلاف الهموم والأحزان في جرابه ماتت وخلفت وراءها أرشيف من الوقائع و الأحداث أسترجعه ويسترجعه معي أشخاص تنسموا الحماقة في مرحلة من مراحل حياتهم ، و عندما يطرق الموت أبواب أجسادنا ، يبدأ أكل النفوس ويلتهمنا الندم ونستحضر ضرع الليالي الملاح التي ارتوينا من حلمتها حتى الثمالة و نقول يا ليثنا لم نفعل. قبل أن تسلم روحها إلى الباري الخالق المصور وجسدها البض إلى التربة بأيام معدودات زرتها وهي طريحة الفراش ضعيفة البنية بعد أن كانت أيام العز تتبول على كل القيم المتهرئة بصوت مبحوح سمعتها تعطي الأوامر بالسماح بزيارتها فتحت نافدة غرفة نومها لتتسلل خيوط النور إلى فراشها المهجور الذي كان يتحول إلى نزا ل جسدي لا تسمع إلا الصهيل والزئير فالزمان نخر جسدها العاتي الذي أصبح لونه يشبه عرنوس الدرة الذي لوحته الشمس . يبدو من وضع الغرفة أنها أعيد ترتيبها وتنظيمها بذلك تريد أن تعيد الماضي. لبست كسوة بلون شقائق النعمان ولفت جسدها بشرشف لامع مذهب تبدو وكأنها تتنزه في روضة من رياض الجنة رائحة عطرها يفوح من المكان ، ابتسامة ملتاعة من فم أردد يغري بزم الشفتين رغم حالة الذبول و الاسترخاء ،جدائل شعرها تسربل على كتفيها تلاعب خصلاته بيدين بضتين موشومتين بوشم أطلسي يحمل رموزا من الزمن الامازيغي الغابر ضمتني إلى صدرها وأجهشت بالبكاء بدأت اشتم رائحة التربة من جسد ها ذلك ماعلمني إياه جدي عند زيارتنا لمريض على فراش الموت والاحتضار حاولت أن اخفف عنها ورفع من معنوياتها ربتت على كتفيها ساردا لبعض الذكريات لكنها كانت تقاطعني . الذكريات بقدر ما تسعد الإنسان فهي تحوله إلى شقي.قرفصت بجانب سريرها واجما ابحث عن طريقة تمكنني من انتشالها من هذا الجو الجنائزي الكئيب ولكن الهموم و المصير المحتوم استأسد ليموت التفاؤل الذي أحاول فرضه فجدار الصمت سيج المكان. أخرجت صندوقا خشبيا مزركشا برسوم تشكيلية مطلسمة هذا الصندوق يرجع تاريخه إلى آلاف السنين فيه بعض الوصايا مدونة على جلود وقصائد شعرية منحوتة على جلود وأحجار..فرغم محاولاتي فاني لم أتمكن من فك رموزها ،إن هذا الصندوق كما تقول.. الذي جلب إلي المشاكل فما تجاوزت الحدود يوما وجسدي لم أبعه في سوق نخاسة كما يضن البعض ،فما عرفته من حب هو الذي تجرعته معك واستعرضه الآن صوتا وصورة ،لحظاته تقفز كالجندب في ذهني فسأموت وأترك الصندوق وصية في عنقك ،ستجد خريطة بمتاح مبهم أستعمله للبحث عن قبر جدتي تنهنان وحفيدتها تيهيا ما في الصندوق حاولت جمعه على مرا لسنين فما مارست الدعارة ، راودوني عن نفسي فاستعصى الأمر على الحشاشين والقوادين .أما أنت فقد سحت في جسدي قطفت الثمار وتجولت في شارع نهداي وسدتني ووسدتك فتفسخ الجسدان وانحلا ليندمجا ويسقطا في شرا ك الصبابة سأتركك تواجه مصيرك لوحدك ورجائي أن لا تفتح الصندوق إلا بعد موتي . في الغرفة الأخرى الموسيقى خافتة تنعش النفس وتهدئ الأعصاب ،فالأطباء نصحوها بذلك كلما حلت لأزمة بها . استلقت على السرير بعد ان منحتني قبلة وداع ملتاعة و دموعها تنسكب على وجنتيها المحمرتين،غمرتني موجة حزن رهيب ،اصطنعت ابتسامة لأخرجها من الصمت المطبق لكنها بسبابتها أمرتني بالسكوت فهي تريد أن تودع صخب الدنيا بهدوء . أخذت الصندوق وغلقت الباب ولكن هذه المرة لم تقل هيت لك.لفراقها كسرت دن الحب والهوى،أما أشرعة زورق العشق فقد عتت بها رياح الموت التي عمت الكون موت و... موت و... موت...



#احمد_العراف_العياشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكيمة


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العراف العياشي - الغريبة