أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال الشريف - نحتاج .. أدب إنساني (1/10)














المزيد.....

نحتاج .. أدب إنساني (1/10)


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 7064 - 2021 / 11 / 1 - 08:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نحتاج أدباً يعيد العلاقات الانسانية
يجلي العواطف التي تدهنت بفعل عقود الجفاف العاطفي والإنساني.

عندما هربت من حياتنا الابتسامة والصدق ارتفع منسوب الهموم التي صاحبت عالمنا الذي تغير بعد انتصار الرأسمالية وتضخم الأنا وما شاب حياتنا من جشع وشراسة بعد تعولم المشاعر كالماديات فوجهت العقول والشعور في اتجاه قبح غير إنساني..

كنت أحسب أن كورونا العصر وانتهاكاتها المتواصلة وعزلها العالم أجمع ولمدة طويلة ستعيد لنا الإنسان الجميل فتذكره وتقدم له العبر بأن يبتعد عن العنف ضد أخيه الإنسان ولكن على ما يبدو أنها أي الكورونا هي من صناعته لأدوات الموت وتطوير أسلوب الفتك به أقوى من الصاروخ والقنبلة.

فقد سبق تلك الكورونا ميات السنين تيبست فيها العلاقات وتكلست النظرات واحتدت ردات الفعل وغلب العنف بكل مستوياته على إنسانية الإنسان وبعد أن فشلت القيم المعهودة زمنا والقوانين والأنظمة السارية في كبح توحش الإنسان حلت مفاهيم القوة والكذب والأنانية واستخدام العنف وحب الذات الانتحاري أحياناً أو حتى غالباُ دون شعور بصفاء الأذهان وغياب الندم والعبرة هي في حالة ضغط نفسي شرس ومتواصل.

إنها مفاهيم العولمة التي تركتنا نتحدث مع قطعة مصمطة من الحديد أو الألمنيوم أو النيكل تسمى الموبايل أو الجوال هو كل عالمنا اليوم ونسينا العلاقات المباشرة وتبادل الزيارات وحتى الخروج للطبيعة والهواء الطلق وتهربنا من المناسبات الاجتماعية السابقة للعقود الثلاثة الماضية.

جرائم تهز أركان الدنيا وسباق متلهف لسفك الدماء وسباق تسلح لقتل أكبر عدد من البشر بصواريخ ضخمة باستخدام التكنولوجيا الحديثة يتفاخر صناعها بدقة الاطلاق واصابة الهدف ..

كيف تحول الإنسان لمفترس لأخيه الإنسان وأصبح من السخرية أن قيم العالم الجديد تخدرنا وتتلاعب بالألفاظ فتدعي التتمييز بين قتل وقتل وبين مناسيب استخدام القوة أي العنف بين استخدام مفرط للقوة واستخدام غير مفرط رغم أن الضحية هو الانسان بقوة ناعمة أم قوة مفرطة.

جرائم إنسانية وقتل جماعي متصاعد الأعداد والأخطر ألا يتوقف الكتاب والأدباء عند تلك الجرائم كثيرا لتوالي الجريمة المتسارع فتطوى أخبارها سريعا لنصحو على جرائم أكبر .. نحن في عصر العنف الأكبر .

الأدب بطيء والقتل سربع، الأدب شحيح وأدوات القتل متعددة وفي تسارع لتوسيع فاعليتها.

مشاعر الحب والغرام والرومانسية والود أصبحت أقل منسوباُ وقلت جريمته وحل محلها الجنس المنفلت وارتفع منسوب جرائم قتله وفضائحه بشكل أكبر.

المال السياسي والمغسول أصبح أكبر وجرائم قتله أكبر.

الإيمان الحقيقي أصبح أقل وولكن جرائم قتله أفظع، فالشيخ والمطران والحاخام ارتفعت بشكل غير مسبوق فتاوييهم بالقتل.
المِحولون بصيرة والممسوسون شيطانيا من متيدني العصر يصارعون الزمن في القتل على العقيدة.

السياسيون أصبحوا أكثر جهلا وتحملهم أموالهم ومؤامراتهم وعصاباتهم لمواقع المسؤولية فيدمرون كل القيم الإنسانية في كل مجتمع ويفسدن حياة البشر دون ترقي أنظمة وقوانين رادعة فيهربون من العدالة بالتزوير وصناعة الفوضى ولا مانع لديهم من استخدام القتل لأجل المنصب.

الطبيب يٌضرب في مستشفاه وخلال عمله والعالِم يٌغتال بسبب إرتقاء علمه والطيب يؤكل حقه والنايم ملوش نايب والمسالم يمشي جنب الحيط والزعلطتي والبلطجي يمشي متفاخرا في عالم فقد كل القيم وأصبحنا في غابة.

الإعلامي والمخرج والسيناريست والأديب والكاتب والسياسي والشيخ والحاخام والمطران مسؤولون عما يقدمونه للبشر من عنف أفكارهم فيولدون الجريمة ويقتلون الإنسان..

نحتاج أدب إنساني وإعلام مسؤول وسياسي ليس رئيس عصابة ودعاة وولاة رحماء بالبشر يخافون الله الأول وليس الآلهة الحزبية والورق الأخضر، فهؤلاء هم المتسببون للعنف في عصرنا وهؤلاء هم من قيل فيهم " اللهم لا تولي علينا من لا يخافك ولا يرحمنا" ... أين الأدب الإنساني وأين الأدباء ؟؟!!



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غطيني يا سويلم وصوت زي صفية
- المناعة السياسية الفلسطينية
- منظمة التحرير الإسلامية
- الحكام الفلسطينيون ينتحرون ذاتيا بعد أن تم عزلهم سياسياً
- هل ننقذ قضيتنا وأرضنا وشعبنا؟
- هل يشرع الفلسطينيون بتقديم مبادرة للسلام ؟
- عملية -الملعقة- هل هي طبول الحرب؟
- الأرض تضيع والمعادلات تتغير والشعارات تتراجع ..كيف ننقذ ما ي ...
- لنبني حزبا للوطن وليس لقادته وأعضائه .. فنحن تحت الإحتلال
- القيادي الفلسطيني محمد دحلان: لا شيء مستحيل  من أجل أن ننقذ ...
- هناك خلل بنيوي في استطلاع ال GMCC بشأن انتخابات التشريعي وال ...
- دحلان .. لقاء التحدي
- رداً على مقال هاني العقاد -اتفاق أبراهام والانتخابات الفلسطي ...
- السنوار
- رسالة من تحت ااماء
- دحلان في قلب وقلوب غزة والضفة .. 40000 لقاح
- أنا سلطان قانون الوجود
- إقلبها امبراطورية وكن شاهنشاه يا ريس
- الدور العربي وليس الإماراتي في الانتخابات الفلسطينية المقبلة
- صراع الانتخابات الثلاثة -على فتح- وليس -في فتح-


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال الشريف - نحتاج .. أدب إنساني (1/10)