أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - في يوم مولدي: عملت جهدي لأن يكون لوجودي ضرورة !














المزيد.....

في يوم مولدي: عملت جهدي لأن يكون لوجودي ضرورة !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


مرت سنوات كان يُحتفل بيوم مولدي من قبل زوجة أو صديقة أو مجموعة أصدقاء. أذكر أن آخر احتفال كان عام 991 أقامته زوجتى الألمانية ( إلهي يسهل أمرها ويرضى عنها) وحضره قرابة عشرين من الأصدقاء والصديقات. ولا أذكر أنني احتفلت بعيد ميلادي بعد ذلك بوجود أصدقاء. منذ ذلك التاريخ وأنا أحتفل وحدي أو لا أحتفل . أنا أعشق الوحدة دون معظم الناس الذين لا يطيقونها ..
بدأت طفولتي راعيا بعد أن أخرجني أبي من المدرسة لأرعى أغنامنا .. أصبحت راعياً ما هراً خلال ما يقرب من ثلاثة أعوام، كنت أطوع الأغنام على ألحان شبابتي أو أرغولي أو مجوزي . وكان علي أن أواجه مصاعب الحياة بعد أن هجرت القطيع .. عملت في مهن كثيرة دون أن أقتنع بأي منها .. وتابعت الدراسة في معاهد مختلفة ودورات . سكرتاريا وإدارة أعمال . صحافة . سيناريو سينمائي. الانكليزية. الألمانية. الفرنسية . الرسم. وقبل ذلك هندسة المتفجرات حين انتميت لحركة فتح عام 1968 كمقاتل.
وإذا استثنينا الصحافة والرسم فإنني لم أجن من هذه الدراسات ما هو مهم .. ربما اللغة الانكليزية قليلا .. تركت كل شيء ورحت أغرق في الأدب والنقد والأسطورة والفلسفة والمعتقدات ، واللغة العربية. وعلم النفس قليلا. وتاريخ الأساطير والديانات وتطورها ..
كنت أتساءل دوما عما إذا كان لوجودي في هذه الحياة ضرورة ، لأصل إلى نتيجة ، أن لا ضرورة لوجودي ، فأنا لست أكثر من رقم ، ومع ذلك بدأت الكتابة في محاولة لإيجاد ضرورة ما لهذا الوجود الرقمي .. كتبت في ظروف سيئة ورغم ذلك بدأت بعد مجموعة كتب، أشعر أنني حققت شيئا من ذاتي .. لأتبين لاحقا أن هذا ليس ما أريده .
لا أريد أن أكتب ما هو معتاد كالآخرين .. لا بد من تحطيم هذا الحاجز .. أول اسطورة انطبعت في مخيلتي دون أن أنساها، هي أسطورة صعود الصخرة خلف النبي محمد حين عرج إلى السماء ، فأمرها النبي قائلا " توقفي يا مباركة " فتوقفت بين السماء والأرض وما تزال واقفة .. هذا ما قاله لي أبي حين اصطحبني في طفولتي إلى القدس لأرى المعجزة .. ورغم أنني لم أر الصخرة طائرة وأنا أدور حولها مع أبي ، إلا أنني لم أشك اطلاقاً في قوله ، ويبدو أن تاريخنا كله قد كتب بهذه العقلية. لكن، وبعد قرابة ثلاثين عاما بدأت أشعر أنه لا بد من الشك في قول أبي : فالصخرة لم تكن طائرة يا أبي وينبغي علينا أن نراها على حقيقتها . وهكذا شرعت في كتابة ملحمة الملك لقمان . الملحمة التي أفتخر بكتابتها، رغم أنها لم تلق أي رواج على الإطلاق ، ربما لخوف الكتاب من التطرق إلى موضوعها ، وهو البحث عن الله . وربما لكبر حجمها( 614 صفحة حرف صغير) ، وربما للنسخ المحدودة التي طبعت منها ( 500 نسخة حسب قول الناشر ).
في " الملك لقمان" يعثر الملك على الله . تبعتها ب " غوايات شيطانية " التي يعيد الله فيها الأديب ( البطل ) إلى طفولته ويتخذه ابنا له ، وتقيم له الكائنات معراجاً احتفالياً في السماء، أقصى ما يمكن للخيال أن يتصوره .
تابعت رحلة الملك لقمان في " أديب في الجنة " حيث قدمت مفهوما للألوهة وصعدت بالملك إلى السماء !
وتابعت تعميق مفهوم الألوهة في " عديقي اليهودي" و" زمن الخراب" إلى أن توجته بما هو أعمق " قصة الخلق " التي يبدو أنها ستلاقي قدرا ما من الرواج الممكن بعد أن نفدت نسخها من المعرض الأخير في عمان ..
المهم أنني ومنذ الملك لقمان وسبعة كتب أخرى صدرت بعدها ، عدا مئات المقالات والمقولات والأبحاث الأخرى المنشورة على النت، وأنا أشعر أنه كان لوجودي ضرورة ، وأنني عملت ما أستطيع رغم ظروفي الصعبة، لتحقيق ذلك .ولا شك أن هذا الحافز كان أهم الحوافز التي دفعت بي إلى الكتابة ، والاستمرار بها .. وما زال لدي ما أقوله رغم أن قوله صعب للغاية . حلمي الأخير أن أكتب رواية أكون فيها مع الله بعد موتي . لا أعرف إن كنت قادراً على تخيل هذا العالم في حضرة خالق طاقوي عقلاني ( حسب فهمي ) سأصبح جزءاً يسيراً جداً من وجوده بعد موتي ، ولا أعرف إلى أي مدى سأرى نفسي متجلياً في الوجود ، كما يرى الخالق نفسه . أو أنني سأرى نفسي متجلياً في كائن بعينه أو كائنات .. رواية كهذه تحتاج إلى قدر هائل من طاقة وقدرة الخالق نفسه لكي تكتب ، وآمل أن يعينني الله على ذلك ! ويبدو أنني سأشرع قريباً جداً في هذا الأمر ، فهو يجثم على روحي منذ أعوام ، وبه سأختتم مسيرتي الطويلة في معرفة الله جل جلاله السامي !!

30/10/2021



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب العربي غيرمثقف !
- حالة احباط !!
- لا لمحاكمة زليخة أبو ريشة ووفاء الخضراء وزيد النابلسي.
- أليس هناك مفهوم مختلف للقائم بالخلق؟
- الطفولة المنتهكة !
- من أين يأتي الشر؟
- الحكمة من الحياة والموت!
- إجابات في صفحة الوجودية على سؤال لملحد يغضب أمه وأباه:
- أصعب المعارف الإنسانية
- لا خير في فجر يرسم بالقنابل!!
- بقاء الخالق !
- قصة النهر المقدس إلى لغة هندية !
- هموم وأوجاع وأحزان في -أكثر من حب-
- نار البراءة * رواية قصيرة
- حين يسقط الأدب والفكر قد ينجح الطبخ !
- شاهينيات صادمة جدا!
- كمال الخالق بكمال خلقه !
- قصة الخلق . رواية فلسفية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد مارك زوكيربيرج.
- كورونا يطور نفسه !


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - في يوم مولدي: عملت جهدي لأن يكون لوجودي ضرورة !