|
هموم وأوجاع وأحزان في -أكثر من حب-
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 23:16
المحور:
الادب والفن
هموم الكتابة بين الطموح والأمل والجدوى ، وأوجاع الحياة من متطلبات يومية مملة ومناسبات اجتماعية لا بد من القيام بها أو المشاركة فيها ، وأحزان لا بد من المرور بها في الحياة العائلية ، وسفرات ورحلات وأسفار وندوات ومؤتمرات ، وسهر وقلق ، وآراء متبادلة في بعض كتابات الأديبين ، ومثابرة على الكتابة رغم كل المنغصات والظروف ، وغير ذلك من هموم الكتابة وآلامها ، نجده في مراسلات محمود شقير وحزامة حبايب ، فلا مجال للغزل ، أو الوله ، أو العشق ، كما نجد في بعض مراسلات الأدباء .. ثمة معاناة حقيقية من الكتابة وآلامها ،والحياة الأسرية ومشاكلها، والتخلف الاجتماعي الديني.. وغير ذلك من الهموم . لم أشعر خلال قراءة الكتاب بأي ملل بل بمتعة وتشوق للمتابعة .. حالات كثيرة يعبر عنها الكاتبان ليس في الامكان التوقف عندها في عجالة كهذه . يقول محمود عن جدوى الكتابة " وأحياناً يعتريني يأس خفيف من جدوى كل ما أفعله ، خصوصا حينما أرى التفاهة تستبد بكل شيء من حولنا ، لكنني أسارع على الفور إلى محاصرة هذا اليأس وإقصائه بعيد . إذ يكفي وجود قلة من الناس الصادقين لكي يستأنف المرء دوره دون تردد في الحياة " ( ص 196) وعن رأية في في رواية " أصل الهوى" لحزامة يقول : " كم أعجبتني جرأتك وأنت تكسرين محرمات الجنس والسياسة ! كم أعجبتني لغتك السردية المتقنة ، اللغة الحسية المجبولة بعرق الناس ومشاعرهم وهمومهم وأشيائهم . في الرواية ذهاب ممتع إلى مساحة جديدة من مساحات المأساة الفلسطينية " ( ص 197) وعن هموم الكتابة تقول حزامة : " ثم ها هو السؤال المرعب ينبت أمام عيني، يحاصرني في الليل والنهار، في حضور الأفكار وفي غيابها ، في ساعات الحزن الكثيرة ، وفي وقت الفرح الشحيح جدا : ماذا بعد؟ نعتقد يا صديقي أثناء العمل على خلق أدبي ما ، أننا أخيرا اكتشفنا ما لم يكتشف ،وها هي الكلمات تقودنا كما نأمل . إلى الخلاص الأخير ، لعلنا سنتنفس الراحة اخيرا ، وسوف ينزاح ثقل العالم عن كاهلنا " ( ص201) وعن الحزن في حياة حزامة ولواعج نفسها، أشعرتني أنها كتبت ما لم يكتبه كاتب عن الحزن في حياته " أعيش يا صديقي حزنا عظيما ..... حزينة جدا وبعمق وبمرارة لأقول لك أنا حزينة منذ شهور.. والحزن متجذر في قلبي ليقتات من روحي وجسدي ، أحاول أن أخرج منه فيحاصرني اكثر... يستولي على كل تفكيري.. إنه يمشي في كل كياني.. حتى كأن الحزن استحال الأساس .... أصحو بالحزن وأتحرك بالحزن وأعمل بالحزن ، وأفكر بالحزن ، وأنام بالحزن ، كأني أنا الحزن .. وقد لبسته بدل أن يلبسني " ( ص 209 بتصرف ) ورغم كل هذا الحزن تضحكني حزامة من أعماقي حين تتحدث عن جلالتها وأكل الخرا ، فقد سبق لعرافة أيرلندية أن أطلعتها على حياة سابقة لها ( تناسخية ) ، كانت فيها ملكة ولها خدم وحشم تحت امرتها.. فأحبت الفكرة وفضلتها على أن تكون نعجة في حياة سابقة . وحين أخبرت زوجها أنها كانت في حياتها الماضية ملكة " حرص على أن لا أنجرف إلى ذاك الزمان السحري وقال لي : " كلي خرا وقومي جلالتك سويلي فنجان قهوة "! كتاب ممتع وجميل لا غنى عنه لمن يعشق القراءة ويريد أن يعرف هموم الكتابة وأحزان الكتاب . ***** *الكتاب صادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نار البراءة * رواية قصيرة
-
حين يسقط الأدب والفكر قد ينجح الطبخ !
-
شاهينيات صادمة جدا!
-
كمال الخالق بكمال خلقه !
-
قصة الخلق . رواية فلسفية.
-
رسالة مفتوحة إلى السيد مارك زوكيربيرج.
-
كورونا يطور نفسه !
-
القيم الإنسانية واهية !
-
للأسف لست فرحا!
-
القوة لا تكفي لبقاء كيان غاصب إلى الأبد !
-
جليات يقوم من الموت ليواجه شمشون !
-
الله خير مطلق ومحبة مطلقة!
-
بعيدا عن الفلسفة !
-
إذا لم يكن الخالق طاقة عقلانية!
-
(قصة الخلق) رواية تكمل رواية (زمن الخراب)
-
الفكر المختلف في العقل المختلف!
-
نحو خالق محب وجميل وخيراني وعادل!
-
الأمراض والموت قدر إلهي ومع ذلك يكرههما المؤمنون!
-
الوجود عقل!
-
قصة الخلق الحديثة!
المزيد.....
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|