أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين خضراوي - فيلم رضا السحلية، حين تعانق السينما الإيرانية رداءة الواقع














المزيد.....

فيلم رضا السحلية، حين تعانق السينما الإيرانية رداءة الواقع


ياسين خضراوي
كاتب وخبير لغوي تونسي


الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


سنة 2004 صدر فيلم "السحلية" أو كما يسمى بالفارسية "مارمولك" من إخراج كمال تبريزي وأحدث زلزالا في إيران للسنوات المقبلة.

الفيلم، مع بطولة مطلقة للمثل العبقري الإيراني "برفيز باراستوي"، في دور "رضا مارمولك" أو رضا السحلية، يصور قصة لص سجين بأحد أشد سجون طهران حراسة، حيث تم إيداعه هناك عقب سلسلة من عمليات السرقة، النصب والإحتيال عبر سنوات عديدة.

رضا، نموذج للإنسان الإنتهازي الذي لا يفقه شيئا آخر غير النقود، إن كان ذلك عبر سطو مسلح ترويع أو غيرهم، رجل بلا مبادئ ويعيش على الهامش. عند دخوله السجن، كان لقاؤه مع المدير مثيرا، حيث لم يستطع مدير السجن أن يكبح فرحته بالقبض على رضا، وإيداعه المسكن الذي يستحقه، ثم نصحه إن كان يريد يوما أن يصير إنسانا بحق، أن "يلتزم" و"يسير في الصراط المستقيم" من خلال "تطهير نفسه من الآثام".

إثر حادثة معزولة بالسجن، طُعِن رضا وتم إيداعه بمصحة السجن وهناك في غرفة مشتركة، كان أحد الأئمة يقوم بالقاء درس في السجن، تعكرت حالته الصحية وأودع المصحة أيضا، وبينما كان يهم بالوضوء داخل الحمام للصلاة، سرق رضا ثيابه "عمامته وثوبه"، لبسها، ثم وضع نظارة شمسية وخرج بكل أريحية من الباب الأنامي من السجن، مع تحيات الحراس، لم يتعرفوا عليه طبعا وظنوا أنه الإمام.

المهم الفيلم طويل ومليء بأحداث عظيمة، إحداها عندما قرر رضا المضي صوب الحدود للهرب من إيران بمعية مزور جوازات سفر في أحد القرى الحدودية، وهناك أقام معتقدا أنه سيرتحل صباحا، لكن أهل تلك المنطقة ظنوا أنه الإمام المنشود الذي عينته الدولة حديثا للقيام بشأن مسجد المنطقة المعروف والذي ظل شاغرا لمدة طويلة.

لم يعجب رضا بداية بما مصل وظل يحاول التملص للهرب، لكنه اكتشف أنه الناس يقدرون الأئمة هناك ويعتبرونهم معلمين روحانيين يستلهمون منهم المبادئ والأفكار العبقرية، أِعجِب رضا بالحياة وظل مدة طويلة هناك متخفيا في ثوب الإمام إلى أن ألقي عليه القبض في النهاية، كأروع نهاية صورها وأخرجها مخرج هذا العمل العظيم.

يصور الفيلم، الجاذبية المخيفة للأئمة وطريقة تعاملهم مع باقي أفراد المجتمع، ويصور بدقة كيفية عبادة الناس لهم تقريبا ووضعهم في مرتبة القداسة تقريبا، ويصور أيضا كيف أن الناس تنطلي عليهم أي حيلة ملفوفة في رداء الدين مهما كان مصدرها، وفي جلسة فقهية مع أهالي القرية، سأله أحد الشبان فيما إن صعد مجموعة من رواد الفضاء إلى الفضاء الخارجي، فما حكم الإختلاط هناك؟ وهل يجب على الزملاء الزواج في الفضاء حتى لا يقعوا في "الحرام" والعديد من الفتاوي الأخرى التي تصور تقريبا حال هذه الأمة حتى في يومنا هذا وكيف إن الدين يلغي وحود العقل تماما …

فيلم عبقري فعلا جدير بالمشاهدة، بالتأمل، وأهم شيء، استخلاص فكرته العظيمة …



#ياسين_خضراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة اليمين
- إقطع الرقاب فالشريعة قالت
- إنما الشيطان ملاك
- مملكة السوط
- داعش و الوجه الآخر للإسلام
- العرب و النفاق : مقاربة سوسيولوجية
- داعشيات
- سطور في المحظور


المزيد.....




- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين خضراوي - فيلم رضا السحلية، حين تعانق السينما الإيرانية رداءة الواقع