أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عثمان - لا للشمولية و تسقط بس!!















المزيد.....

لا للشمولية و تسقط بس!!


أحمد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7057 - 2021 / 10 / 25 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هوي يا بنية إن صابك مس
العصيان المدني و بس
(1)
ضاق صدر اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ و لم تطق صبراً، فأسفرت عن وجه إنقلابها العسكري المستمر منذ 19/4/2019م، و قررت الإعلان عن إستلامها السلطة في 25/10/2021م ، بعد أن دفعها طوفان الجماهير في 21/10/2021م إلى الحائط، و حشرها حيث أرادها و أجبرها على كشف عورتها و السير عارية في الشوارع دون غطاء مدني محلل تتستر من خلفه. فحراك الجماهير في ذكرى أكتوبر كان قوياً و فاعلاً و حاسماً، حدد للمكون العسكري الإنقلابي حجمه الفعلي في الشارع، و هدد سلطته بشكل واضح و تحدى إرادته، و فتح الطريق أمام إعادة توازن القوى و صياغة خارطة سياسية جديدة اليد العليا فيها لقوى الثورة و السفلى للقوى المضادة للثورة و أنشط قطاعاتها المتمثلة في اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ و الحركات المسلحة و بقايا جماهير نظام الإنقاذ المتحالفة معها. و لكن بكل أسف لم تلتقط قوى التيار التسووي في قوى الحرية و التغيير زمام المبادرة لتسقط شراكة الدم و ترسمل الحراك الجماهيري في إتجاه إجتثاث نظام اللجنة الأمنية لمرة و إلى الأبد، و خرجت في مؤتمرها في "سونا" الذي حاولت القوى المضادة للثورة أن تمنعها من إقامته، مصرة على الشراكة التي لفظها عسكر اللجنة الأمنية ، وعلى الوثيقة الدستورية المهترئة التي شبعت خرقاً و تمزيقاً.
(2)
موقف التيار التسووي الذي حاول كما توقعنا توظيف حراك الشارع لتحسين موقفه في الشراكة و المساومة به لتثبيت أقدامه فيها، أكد للجنة الأمنية ضعف هذا التيار و عزلته عن الشارع، مثلما أكد لها أنه أصبح عديم الفائدة في إستخدامه لتضليل الشارع، و أن الشارع المصمم على تحقيق أهداف ثورته سيتجاوزه حتماً و نذر ذلك كانت واضحة في حراك أكتوبر المزلزل، فقررت الإفصاح عن وجهها القبيح و الكشف عن إنقلابها بسفور لقطع الطريق أمام قوى الثورة الحقيقية مجدداً و منع اللحظة الثورية الجديدة من التخلق، تماماً مثلما فعلت حين قامت بإنقلابها الأصلي إنقلاب القصر في 19/4/2021م. و لعله من المفيد أن ننوه إلى أننا قد حذرنا من القوى المضادة للثورة في مقالنا المنشور في 21/10/2021م، حين ذكرنا بالحرف الواحد ما يلي: " كذلك على الجماهير الا تستهين بتكتل الشموليين المعتصمين أمام القصر لضعف حجمه الجماهيري، لأنه يملك السلاح و التنظيم المستدام ذو الطابع العسكري، و يسيطر على اقتصاد البلاد، و له دعم إقليمي و دولي، مما يحتم اليقظة و الاستعداد الدائم في الصراع معه حتى تتم هزيمته الكاملة و هي قادمة لا محالة".
و أعقب ذلك تحذيرنا للأصدقاء في الداخل عبر رسالة إلى صديق أوردنا فيها ما يلي:" مساكم سعادة يا صديقي
مزيداً من اليقظة و الحذر. القوى المضادة للثورة مصرة على فرض إرادتها على الشعب بقوة السلاح و البلطجة، و هي في عجلة من أمرها بعد أن دفعتها مواكب ٢١ اكتوبر ٢٠٢١م إلى الزاوية. مودتي
(3)
إعلان إنقلاب اللجنة الأمنية الذي يكرس هيمنة الإنقاذ على السلطة مجدداً و يمكنها من سلطة تنفيذية خالصة بعد أن كانت تعتمد على حكومة شبه المدنية كواجهة تواري خلفها إنقلاب القصر، سوف يمكنها أيضاً من مزيد من السيطرة على السلطة التشريعية، لتضيفهما إلى سيطرتها على السلطة القضائية المسيسة و غير المستقلة التي تم إستخدامها في إلغاء قرارات لجنة إزالة التمكين لتحييدها و من ثم حلها الذي هو آت لا ريب فيه. و هذا الأمر على سوئه، الإيجابي فيه أنه أعاد الصفاء للإصطفاف و الفرز، و وضع خارطة صراع سياسي واضحة فيها فريقين و اضحين هما: فريق دولة التمكين المستمرة، و فريق الإنتقال و التحول الديمقراطي (أي فريق الإنقلاب و القوى المضادة للثورة ، و فريق الدولة المدنية و قوى الثورة). و على جميع القوى الوطنية بما فيها عناصر التيار التسووي أن تعلن إنضمامها علناً لمعسكر الثورة، و أن يقوم التيار التسووي بإنتقاد موقفه الخاطئ الذي قاد لشراكة الدم و إنتهى بأن يسفر الإنقلاب المستمر عن نفسه بشجاعة و دون مواربة، لأن الوقت ليس وقت تبرير أو تلاوم بل وقت تصحيح و إستعادة للموقف الوطني السليم.


(4)
و حدة معسكر الدولة المدنية و الإنتقال و التحول الديمقراطي فريضة وطنية على الجميع، على أن تتم على قاعدة إسقاط إنقلاب اللجنة الأمنية للإنقاذ، و إقامة دولة إنتقال مدنية شرعيتها بالأساس ثورية للتفكيك و الإزالة، و ديمقراطية للبناء، ليس فيها أي شراكة مع العسكريين بل إشراك للوطنيين منهم بصورة رمزية دون أن تكون لهم سلطة فعلية. دولة تستعيد سلطتها على إقتصادها، و تخرج العسكريين و الأمنيين من دائرة النشاط الإقتصادي تماماً، و تعيد هيكلة الجيش و القوى النظامية الأخرى بعد حل جهاز المخابرات و إعادة تكوينه، و تستعيد سيادتها المنتهكة و تخرج من سياسة المحاور في سياستها الخارجية.
(5)
الأداة المجربة لشعبنا في إزالة الطواغيت هي الإضراب العام و العصيان المدني ، و هي الأداة الصالحة مجدداً لإسقاط اللجنة الأمنية و إنقلابها المستمر، و ليبدأ العمل عليها منذ اللحظة. فليس من المطلوب أن تنجح المحاولة لفرضه و تعميمه من اللحظة الأولى، لأن رد الفعل الطبيعي هو الخروج إلى الشارع رداً على الإنقلاب و محاولة هزيمته بسيادة الجماهير على شوارعها، و هو أمر لا منص منه. لكن عدم نجاحه في إسقاط الإنقلاب – إن حدث- لأسباب ذاتية أو موضوعية، يجب ألا يقود إلى الإحباط. فمسيرة التراكم في إتجاه إضراب عام و عصيان مدني شامل لا بد أن تتشكل من مظاهرات و إضرابات متدحرجة و عصيان تتطور وسائله حتى يصبح شاملاً. الكل طبعاً يأمل في عصيان مدني شامل و سريع يهزم الإنقلاب بشكل فوري، و لكن عدم حدوث مثل هذا العصيان الشامل وارد أيضاً. لذلك يجب الأخذ بمأثرة الثورة السودانية التي خلاصتها و جوهر نظريتها الثورية هي أن الثورة السودانية لا بد أن توضع سلطتها في يد الجماهير التي تنجز الثورة لا في يد التحالفات الفوقية و أن تكون التحالفات الأخيرة داعمة لا قائدة للثورة. و الجماهير الثورية ممثلة في تنظيماتها القاعدية (لجان المقاومة و تجمع المهنيين و لجان تسيير النقابات و منظمة أسر الشهداء و منظمات المجتمع المدني الأخرى)، عليها أن تحافظ على تنظيماتها و تعزز وحدتها و إلتصاقها بحركة الجماهير، حتى تقود الجماهير إلى إسقاط الإنقلاب و تشكيل سلطة الجماهير هذه المرة ليستقيم طريق الثورة السودانية و تنجز أهدافها.
(6)
طريق الجماهير واضح و نصرها أكيد، و هزيمة هذا الإنقلاب المستمر حتمية، لأن مشروعه السياسي هزم هزيمة ماحقة و سقط بثورة ديسمبر المجيدة، و لأنه لا يملك مشروعاً سياسياً بديلاً، فهو يظل ممثلاً لشريحة الرأسمالية الطفيلية غير المنتجة ، التي لا سبيل أمامها سوى إستغلال الشعب، و التبعية للخارج و تطبيع علاقتها معه لتفتح الطريق أمام إستغلال مزدوج. و هذا المشروع المهزوم المكشوف ساسياً، قد دخل الآن في صدام مباشر مع الشعب لفرض إرادته عليه بالقوة العسكرية، و هذه معادلة نتيجتها معلومة و مصيرها الفشل الحتمي طال الزمن أو قصر لأن إرادة الشعب غلابة. فالإنقلاب الذي يعيد إنتاج نفسه اليوم و يسفر عن وجهه القبيح، لا فرصة له في الإستمرار سواء أعلن عن نفسه كإنقلاب عسكري خالص، أو تدثر بدثار الثورة بخطاب دفاعي من مواقع سلطة لن تمكنه من استحداث خطاب هجومي على الثورة بل سيزعم حمايتها و الإستمرار في تحقيق أهدافها ، أو تمكن من إبتزاز التيار التسووي أو بعض رموزه أو رئيس الوزراء و أعادهم كواجهة أو قدم واجهته التي تشبهه تماماً من حلفائه في القوى المضادة للثورة .
اليوم هو يوم حزين في تاريخ شعبنا لإستمرار الحلقة الشريرة في تاريخه الحديث، و لكنه أيضاً يوم جلاء البصر و وضوح الرؤية، لشعب نصره حتمي و إرادته لا تلين. ثقتنا كبيرة في شعبنا و في إنتصار ثورته، و في قدرته على هزيمة الطغاة.
و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله.
25/10/2021م



#أحمد_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سترفع الولايات المتحدة الأمريكية الحظر عن النظام السوداني ...
- نهب المغتربين أم تشجيعهم على الإستثمار؟
- هل سينجح حوار الوثبة؟
- فليستعد الغرب للمزيد من موجات الهجرة!
- لا لإعدام قادة الأخوان بمصر
- كيف نواجه الفكر المتطرف؟
- ماهي تداعيات الفكر المتطرف؟
- ماذا يميز الفكر المتطرف؟
- لماذا يتطرف أبناؤنا؟
- في تحويل الفضيحة إلى فتح رباني - ملاحظات حول ما جرى في جنوب ...
- في السودان (إنتخابات الإستمرارية لا إنتخابات الشرعية الديمقر ...
- النظام السوداني ( تحول إستراتيجي أم تموضع تكتيكي؟)
- لماذا انتشر الإسلام السياسي؟
- دلالات إيجابية في السياسة السودانية!!
- الحوار تحت أسنة رماح الجنجويد !
- عقبات في سبيل تأسيس أحزاب سياسية سودانية جديدة
- جنوب السودان - مضمون النزاع وآفاق الحلول
- الأخوان المسلمون والفشل الإستراتيجي
- سيناريو الخراب المحتمل -إتهام جديد لحزب الله!-
- ما لاتريد الحركة الشعبية أن تراه!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عثمان - لا للشمولية و تسقط بس!!