أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم عاقل - الوَجه الآخَر لِلعُملَة ما بَينَ الشَيطان والرَحمن















المزيد.....

الوَجه الآخَر لِلعُملَة ما بَينَ الشَيطان والرَحمن


سالم عاقل

الحوار المتمدن-العدد: 7045 - 2021 / 10 / 12 - 02:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ الطفولة يسمع الطفل المسلم عن الديان الرحمن الرحيم، وعن الوجه الآخر للديان المتمثل في الشيطان ، فيجعلوه يراه ويتصوره لعينا شريرا، ويعلموه أن طعامهم لن يكون مباركا إلا اذا لعنوه كل لحظة وحين، ويصورون له إن ذِكرَ الرحمن كاف لطرد ابليس، وعليه ان يقوم بالبسملة والحوقلة كل لحظة وحين وهو يطارد ويحارب ابليس اللعين، المخلوق الذي ورثوه عن خيال جدودهم ساكني وادي عبقر، وعندما يكبر هذا الطفل يكون رأسه نظيفا جدا من ادران وميكروب العقل، فيمضي وراء الوهم حينا، وأحيانا يطارد دونكيشوتات صغيرة طواحين الهواء، تدعى الشياطين والجان، هكذا علمه الأب والإمام وتعلم عنه آباءه ليرشدوا الصبي لتيه يدعى الإسلام، وان البركة تحل حين يرحل ذلك اللعين الشرير، وبينما كنت أحاول ان أرى ثنائية الخير والشر، البناء والهدم في ثنائية الرحمن والشيطان في كتاب سجع الكهان، وجدت ان صفاتهما تكاد تتطابق أحيانا كثيرة ما بين البناء والهدم، فكلاهما يساعد من يتبعه، وكلاهما ينتقم من الخصم، فلا الشيطان شر مطلق، ولا الرحمن خير مطلق، فرحمة الرحمن الرحيم محصورة في جزء من الناس (اتباعه) وليس كل الناس، كما ان كلاهما يحمل في ذاته الخير والشر، كلاهما عكس وجه الاخر، المظلم او المنير، أي اذا غاب احدهما ظهر الاخر (غاب القط العب يا فأر)، ولو راجعت الإسلام من خلال الاحاديث والقران بتأني، لأدركت أمرا واحدا وهو وحدة الشيطان والديان الرحمن، فكلاهما الوجه الدال على الآخر، لان هناك الكثير جدا من الصفات المشتركة بين الله اكبر (الخير) والشيطان (الشر)، ولو اردنا معرفة الخير والشر، يجب البدء من تعريف الخير والشر في الإسلام، فنجد ان تعريف أحدهما يغني عن تعريف الاخر، وينطبق عليهما قانون نيوتن الثالث:{أن لكل فعل (الخير) رد فعل (الشر) مساوياً له في المقدار ومعاكساً له في الاتجاه، ويعملان على الخط نفسه (الانسان)}، وهذا القانون ينطبق حرفيا على الله اكبر (هبل) ورديفه الشيطان، لان هناك الكثير جدا من الصفات المشتركة بين الله اكبر (الخير) والشيطان (الشر)، وطبعا مصدر المشابهة من القران حصرا، ليس فقط تشابه بل تعاون استراتيجي{أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} (مريم 83)،{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ، إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (ابراهيم22) {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}(الحشر16) ،{قَالَ (الله) فَاخْرُجْ مِنْهَا (الشيطان) فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ … قَالَ (الشيطان) رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، قَالَ (الله) هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}، فيا سادة انه حوار وعهد بين الله أكبر والشيطان، والشيطان يقول لله اكبر بما انك أغويتني سأضل أبناء أدم وأغويهم، والله اكبر يؤكد بأن هذا هو صراطه المستقيم، فيا لبراءة الشيطان، فالمسكين ينفذ صراط الله اكبر المستقيم ليس الا، والأغرب من هذا ان كلاهما كلي الوجود، أي يتواجدان في كل مكان وزمان، فالله اكبر في كل مكان وكل زمان، والشيطان أيضا يستطيع ان يوسوس في كل مكان وكل زمان، والله اكبر لم يترك صفة للشيطان الا واتصف بها، كالمتكبر والمخادع والغاوي والمضل والمكيد والفتان ونشر الرجس وينسى ويجمل عمل السوء اسوة بالشيطان، ولقد جاء في كتاب سجع الكهان صفات فريدة لله اكبر، لدرجة انه حتى شيطان او ابليس في كتاب سجع الكهان لم يتصف بها، ولم يُتهم بها ولو بآية واحدة على ما اظن، مثل صفة المخادع{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}(النساء142) ، وخير الماكرين، وهي كافية لأنه يعترف بانه احسن الماكرين، وله المكر جميعا واسرعهم، يعني تفوق بمكره على الشيطان ولم يترك له شيئا ليمكر به على الناس:
{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران 54)، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الانفال30)،{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا} (الرعد42)،{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا} (يونس21)،{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(الانعام123)،{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (الأعراف: 99)، فلو بحثنا في كتاب سجع الكهان فربما لا نجد آية واحدة تصف الشيطان بالماكر(الثعلب)، الى درجة ان احد المبشرين بالجنة (بيت الدعارة) أبا بكر الزنديق لم يأمن نفسه من مكر الله اكبر{والله! لو أن إحدى قدمي في الجنة، والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله}، ليس أبا بكر فقط بل المسكينان جبريل وميكائيل بجلال قدرهما ورغم خدماتهما الجليلة، أيضا لم يأمنا مكر الله اكبر{لما ظهر على إبليس ما ظهر طفق جبريل وميكائيل عليهما السلام يبكيان فأوحى الله أليهما ما لكما تبكيان كل هذا البكاء؟ فقالا يا رب ما نأمن مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري}( الموسوعة الشاملة - الرسالة القشيرية (islamport.com))
ولا داعي لسرد الصفات المشتركة بين الله اكبر والشيطان، فهي معروفة ومعلومة عند الداني والقاصي، لأنها تحتاج الى مجلد وليس مقالة!!!
وأخيرا:
بحسب ما ادعاه الكاهن صلعم بان الله اكبر قد قال {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، طيب اذا كان الامر كذلك، فلماذا خلقت او أبقيت على الشيطان ليصدهم عن عبادتك ويعرضهم عنها يا الله اكبر، ثم هل الآية صحيحة ام ناسخة للآية التي لم يبقى حرفها وباقي حكمها وهي:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَقتلهُم مُحَمَّد}، والشواهد على هذه الآية المنسوخة اكثر من الشواهد على الآية الناسخة، بدليل ان محمد بإرهابه وقتله للأنس بمعية عصابته لم يبقي ولم يذر، بينما الآية الناسخة فيها كذب مبين فاضح ومكشوف، بدليل ان 5/4 البشرية لا يعبدونه، لا بل لا يعترفون به أصلا، ومع كل هذا التطابق والتشابه بين الله اكبر والشيطان واساطير وخرافات الله اكبر في كتاب سجع الكهان، يدوشنا ويزعجنا أصحاب كتاب {قَالَتْ نَمْلَةٌ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}، بان كتاب الكاهن صلعم هو المعجزة الخالدة، وهو أحسن الحديث، وهو في أعلى درجة من الفصاحة، وأرفع رتبة في البلاغة، باعتراف المشركين والكفار، بينما الحقيقة هي ان جميع آيات القرآن التي جاء بها وصف القرآن من قبل المشركين والكفار، لم نجد بانهم وصفوه ولا مره بما يفيد الانبهار والاعجاب من تراكيبه او بلاغته او من فصيح القول، بل قالوا عنه اساطير الأولين، والأيه الوحيدة التي ترشدنا الى فئه من الكائنات الخرافية، والتي أبدت اعجابها بالقرآن هي- الجن- الذين لا نستطيع التواصل معهم او اليهم {قُل أوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا.....}، لذلك أليس الأولى تعديل شعار رايه بني صلعم (القرآن للعرب ابهر) الى (القرآن للجن ابهر)، أريد دليلا واضحا على ان العرب او قريش قد ابهرها واذهلها القران، ولكن هل اذهل وابهر القرآن العرب حاليا؟؟ والجواب- نعم أذهلهم وأبهرهم لدرجة أنهم لا يعاملونه كما يليق أن تعامل الكتب، بل هم يعاملونه كما تعامل اصنام الحفريات والتحف النادرة، هذا لأنهم يقدسونه إلى درجة انه لا يتجرأ الواحد منهم على لمسه إن لم يكن على طهارة، وإن تطهر ولمسه، فهو لن يقرأه ليفهمه كما تقرأ الكتب- لا- بل هو في أحسن الحالات سيجتره، كما لو أنه لا يصلح لشيء آخر غير هذا، والسلام عليكم!!!!



#سالم_عاقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرَوضُ الأنِيق فِي إثباتِ خِلافَة عُمر وأبي بَكر الصدّيق
- الإله عاطِل عَنْ العَمَل وخارِج نِطاق الخِدمَة
- الأركانُ الخَمسَة الرَبانِيَة - وتَقوِيمها لِأخلاقِ الرَعِيَ ...
- قالَ الكاهِنُ الأعظَم: تَناكَحوا تَناسَلوا أُباهي بِكُم الأم ...


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم عاقل - الوَجه الآخَر لِلعُملَة ما بَينَ الشَيطان والرَحمن