أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - جلبير الأشقر - شبكة فساد أكبر من شبكة الصرف الصحّي














المزيد.....

شبكة فساد أكبر من شبكة الصرف الصحّي


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 09:37
المحور: الفساد الإداري والمالي
    



بلغ عدد أبرز الحالات المشاركة في شبكة المعاملات المالية السرّية الفالتة من الرقابة القانونية، التي كشف عنها «الاتحاد الدولي للمحققين الصحافيين» يوم الأحد الماضي تحت تسمية «وثائق باندورا» بلغ عددها 57 حالة، هي معروضة على موقع الاتحاد (www.icij.org). ومن الملفت للنظر أن 13 حالة من هذه الحالات تنتمي إلى دول أعضاء في جامعة الدول العربية، أي أن 23 بالمئة من إجمالي الحالات تنتمي إلى منطقة يقل عدد سكانها عن 5 بالمئة من سكان المعمورة، بشملنا كافة سكان الدول الأعضاء في الجامعة العربية. هذا ونجد بين الحالات العربية ثلاثة رؤوس دولة وستة رؤساء للوزراء، حاليين أو سابقين، بما يشير إلى الصلة الوثيقة القائمة بين المال والسلطة في منطقتنا، تلك الصلة التي تشكّل مصدر الفساد الأول وفقاً للقول الشهير في أن «السلطة تُفسد، والسلطة المطلقة تُفسد بالمطلق».
فحيث أن منطقتنا تتميّز بأعلى تركّز عالمي لأنظمة السلطة المطلقة، لا عجب من أن يستشري فيها الفساد في صفوف الحكّام وذويهم ومحاسيبهم. وكلّنا يعلم أن الحالات الثلاث عشرة التي وردت على موقع اتحاد المحققين ما هي سوى ما كشفت عنه الوثائق المهرّبة التي حصل عليها الاتحاد وعددها 12 مليوناً، وأن ثمة ملايين، بل مليارات الوثائق الأخرى التي لا زالت تحت طي الكتمان والتي من شأنها، لو تمّ كشفها، أن تبيّن أن الحالات المذكورة ليست سوى جزء يسير من منظومة الفساد العربية. والحقيقة أن القول الشهير للكاتب الساخر المصري المأسوف عليه جلال عامر، في أن «شبكة الفساد في هذه البلاد أكبر من شبكة الصرف الصحي» إنما ينطبق على البلاد العربية بأسرها.
والحال أن يوم الإثنين الماضي ذاته الذي صدرت فيه الصحف البريطانية وعلى صفحاتها الأولى أنباء فضيحة «باندورا» نشرت الصحف ذاتها خبراً عن فضيحة أخرى، تشير إلى جانب آخر من شبكة الفساد والرشوة التي لمنطقتنا امتياز فيها. وتتعلّق الفضيحة الأخرى بشركة «بتروفاك» وهي شركة بريطانية عاملة في حقل النفط والغاز، سبق لها خلال السنوات القليلة الماضية أن خضعت لتحقيقات عدة أجراها «مكتب عمليات الاحتيال الخطيرة» (Serious Fraud Office) لدى الحكومة البريطانية.

وقد أسّس الشركة رجلان من منطقتنا، أحدهما لبناني الأصل توفي في عام 2017، والآخر سوري الأصل واسمه أيمن أصفري، اشتهر في الحقل السياسي بكونه أحد كبار ممولّي حزب المحافظين البريطاني. فقد منح أصفري (مع زوجته، وفق طريقة معهودة تقوم على مشاركة أفراد العائلة للالتفاف على الحدود المفروضة على الفرد) هبات لحزب المحافظين بلغت 800.000 جنيه إسترليني، أي ما يقارب مليون دولار.
ولا يسع المجال هنا لرواية تفاصيل ما جرى خلال السنوات الماضية من تحقيقات متعلقة بعمليات الرشوة التي اتُهمت الشركة المذكورة بارتكابها، وقد شملت مسؤولين في كل من العراق والمملكة السعودية والإمارات المتحدة والبحرين في أعلى مستويات الحكم، مع مشاركة مسؤولين بريطانيين بارزين في ترتيب الرشاوي. وقد انتهى التحقيق بتسوية اعترفت بموجبها شركة «بتروفاك» بذنبها في ارتكاب سبع عمليات رشوة بين عامي 2011 و2017 دفعت من خلالها 44 مليون دولار لحصولها على عقود في البلدان المذكورة بلغت قيمتها الإجمالية 3,7 مليارات من الدولارات. وقد فُرضت على الشركة غرامات تناهز مئة مليون دولار.
أما الطريف في الأمر فهو تعليق صحيفة «فايننشال تايمس» التي لاحظت «أن الغرامة جاءت أقل بكثير مما كان يُخشى، ولا تحظّر على الشركة المشاركة بمناقصات عامة. فقد ارتفع سعر أسهم شركة «بتروفاك» بنسبة 10 بالمئة في عمليات البورصة صباح الإثنين». حصل ذلك بينما كان حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا مشغولاً بتبرير نفسه من تهم القبول بتمويل من مصادر مشبوهة أخرى كشفتها «وثائق باندورا». ونستخلص من ملاحظة صحيفة الأعمال البريطانية العريقة أن حزب المحافظين قد أثبت للعيان أن تمويله إنما هو توظيفٌ مربح، إذ يصيب ما يبغي الممولون تحقيقه عادة من وراء تمويل الحكام. ولا عجب في أن تكون بريطانيا التي كان لها الدور الأكبر في توليد النظام العربي القائم هي ساحة غسل الأموال الرئيسية بين كافة الدول الغربية.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى تونس التقدمية أمام مسؤوليتها التاريخية
- أمريكا والصين على رقعة الشطرنج الدولية
- إسقاط التيار الإخواني واستكمال هجمة النظام القديم
- أيهما أخطر 11/9 أم 1991؟
- أفغانستان وأسطورة العجز الأمريكي
- من المقبور في «مقبرة الإمبراطوريات»؟
- من المسؤول عن إخفاق التجربة التونسية؟
- ميداليات لبنان غير الرياضية
- قيس سعيّد يستوحي من عبد الفتّاح السيسي
- «بيغاسوس» وحلف الصهيونية والاستبداد العربي
- ترشيح بشّار الأسد لجائزة نوبِل للسلام
- في مغزى استشهاد نزار بنات
- رجلٌ خارج المألوف: علي أكبر محتشمي ومصير النظام الإيراني
- لا بدّ من مواصلة الانتفاضة الفلسطينية
- في تفوّق الديمقراطية العربية
- آفاق النضال الفلسطيني في ضوء المستجدات
- في الاستراتيجية وتشريح «النصر الإلهي»
- استراتيجية بنيامين نتنياهو وكيفية التصدي لها
- كيف يُهزَم وجه القوّة في زهرة المدائن؟
- جورج إبراهيم عبد الله وحسن دياب ومرض القضاء في وطن دريفوس


المزيد.....




- -علامة على الحظ الجيد-.. مصورون يرصدون حيوان موظ أبيض نادر ف ...
- -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا ...
- آية قرآنية عن قوم موسى يستشهد بها إعلامي إسرائيلي لدخول الأر ...
- عن الموت.. تفاعل على آخر تدوينة من بدر بن عبدالمحسن قبل تداو ...
- آخر تحديث لعدد القتلى في غزة منذ 7 أكتوبر تكشفه الصحة في الق ...
- تقرير إسرائيلي يكشف: قطر مستعدة لإبعاد قادة حماس من الدوحة ف ...
- فوتشيتش يرى أن شي جين بينغ يمكنه المساعدة في إنهاء بعض الحرو ...
- عريس جزائري يحدث ضجة في مواقع التواصل بهدية غريبة لعروسه (في ...
- بالتأكيد لا.. وزير الدفاع الإيطالي حول احتمال تدخل جيشه في أ ...
- النشر الإلكتروني يزاحم طباعة الكتب


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - جلبير الأشقر - شبكة فساد أكبر من شبكة الصرف الصحّي