أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل خليل خضر - -العرضحالجي- وظيفة عثمانية قديمة تم إحيائها مجدداً في فلسطين














المزيد.....

-العرضحالجي- وظيفة عثمانية قديمة تم إحيائها مجدداً في فلسطين


باسل خليل خضر

الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 17:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


"العرضحالجي" هو أحد الأفندية، الذين يجيدون القراءة والكتابة، من أجل مخاطبة المسؤولين. يلجأ إليه الناس كي يكتب شكواهم، ويعرض أحوالهم للسلطات العليا. على أمل أن تلقى مظالمهم ومعاناتهم تعاطف الولاة والمسؤولين.
تلك الوظيفة كانت في عهد الإحتلال التركي لفلسطين، وهي تعبر عن مدى ظلم وقساوة هذا الإحتلال، حيث وصل الناس إلى مرحلة من التسليم والخضوع، وأصبحوا في إنتظار عطف هذا المحتل ليعطيهم أبسط حقوقهم...
الأخطر من الخضوع والتسليم هو قناعتهم بأنهم لا يستطيعوا تغير واقعهم، وبالتالي لا يمكن تضيع الوقت والجهد في محاولات التغيير، والحل الوحيد من وجهة نظرهم هو إنتظار عطف المسؤولين بعد أن يقرأ رسائلهم التي يكتبها ويرسلها "العرضحالجي".
والحل الثوري في تلك الفترة هو قتل "العرضحالجي" وذلك لعدة أسباب أهمها وقف بيع الأمل للناس، وإعادة الأمور الى نصابها الصحيح حيث يصبح الناس يعملون على تغير واقعهم بأيديهم.
انتهت تلك الوظيفة بانتهاء الحكم العثماني.
...
لكن في الفترة الأخيرة بدأ الناس في فلسطين يخضعون لنفس الظروف التي تعرضوا لها فترة الاحتلال العثماني، حيث أن الناس حالياً تعاني من ظروف معيشية صعبة ومعقدة، ووصلوا الى قناعة بعدم قدرتهم على التغيير، وفي نفس الوقت لديهم مظالم ومشكلات كثيرة ومتنوعة، مما أوصلهم الى نتيجة مفادها التسليم والخضوع وعدم المبادرة للتغير، وفي المقابل ان يعتمدوا في حل مشكلاتهم على الاستجداء والمناشدة عل وعسى ان يتكرم عليهم المسؤولين ويحلوا مشاكلهم.
مما أدى الى استحضار وظيفة "العرضحالجي" كي يشرح معاناتهم إلى المسؤولين من أجل النظر في حلها.
وهذا ما حدث بالفعل انتشرت وظيفة "العرضحالجي" بعدة أشكال مختلفة، أهمها:
1. مناشدة المسؤولين: عندما تقرأ الصحف والمواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، لا بد وان تصادف عناوين مثل مناشدة عاجلة لسيادة الرئيس او لمعالي الوزير أو لأي مسؤول آخر، وغالباً تكون لحل مشكلات حياتية مهمة وهي بالاصل حق لهؤلاء المواطنين لم يستطيعوا الحصول عليه، فلا يوجد شخص يناشد المسؤولين بإعطاءه شيء ليس من حقه، وهنا تكمن المشكلة وهي ان الحقوق اصبحت تحتاج الى مناشدات كي يحصلوا عليها، والخطير في الموضوع أن المسؤولين يستجيبوا بسرعة لتلك المناشدات، وهذا ما يعزز ثقافة "العرضحالجي" التي تهدف الى تدمير أي فكرة ثورية نحو التغير.
2. مناشدة فاعلين الخير: انتشرت في فلسطين المناشدات الإنسانية، فكثيراً ما تجد الجمعيات الخيرية تستغل المحتاجين والفقراء لكسب تعاطف الأغنياء وجمع الأموال لحل مشكلاتهم، وهذه الطريقة خطيرة جداً فهي تجعل من الفقير إنسان عاطل وغير مؤمن بقدرته على تغير واقعة، وبالتالي يصبح في انتظار دائم لعطف الاخرين عليه، وهذه هي ما تسمى ثقافة "العرضحالجي".
2. وضع الملف على الطاولة: في كثير من المظالم والمطالب التي يحتاجها المواطنين الغلابة يفشلون في إيجاد حل لها، فيقترح عليهم الخبراء بإيجاد طريقة لوضع ملفهم على طاولة المسؤول، وبذلك يكون هناك فرصة أكبر أن يعرف المسؤول حاجتة، وعليه ان ينتظر عطفه وتكرمه لحل تلك المشكلة.
3. التسحيج: إن انتشار ظاهرة التسحيج هي مرحلة متطورة من مراحل ثقافة "العرضحالجي"، حيث كانت في السابق الثقافة تقوم على إرسال رسالة للمسؤول تحتوي على عبارات مدح منمقة ومصاغة جيداً، وتحتوي على طلب لحل مشكلة ما، أما الآن في عصر التسحيج اختلفت الثقافة فاصبحت تعتمد على المدح المستمر والتأييد والدعم للمسؤولين، ومن ثم يبقى ذلك التسحيج في رصيد المواطن في حال احتياجة لمساعدة، وبذلك تكون هناك سرعة في الاستجابة لطلبه.
وهنا نستطيع القول ان التسحيج و "العرضحالجي"، يتشابهان في ظروفهما ويلتقيان في هدفهما ويخرجان بنفس النتائج.
4. اعمل كتاب: عندما ذهب الغلابة لحل مشكلة في المؤسسات الفلسطينية، لا يجد استجابة من قبل المسؤولين بسهولة، فيرد عليه أحد الموظفين بعبارة "أعمل كتاب للمسؤول" واحنا بنوصله له، واذا أراد حل مشكلتك سيكون من حظك، وهنا يكون المواطن قد خضع وسلم للمسؤول ويكون على قناعة بأن ظروفه لن تتغير إلا بعطف ذلك المسؤول بعد أن يقرأ كتابه، وهذه الحالة هي أقرب بكثير لحالة "العرضحالجي".
5. شوف حد يحكي معه: في كثير من الحالات يصل المواطن الى فقدان الأمل في حل مشكلته، فينصحه أحداً ما بقوله "شوف حد يحكي مع المسؤول" وفي حال اقتناع المواطن بهذه الفكرة يكون فقد الثقة بنفسه وبقدرته على التغير، ويبقى يبحث عن "العرضحالجي" من أجل ان يحكي مع المسؤول لحل مشكلته.
...
وأخيراً أود القول بأننا بحاجة لقتل "العرضحالجي" المتغلغل في كافة تفاصيل حياتنا، ومحاربة ثقافة استجداء واستعطاف المسؤولين وانتظار تكرمهم علينا، وان نكون مؤمنين بقدرتنا على تغير واقعنا وتغير المسؤولين.



#باسل_خليل_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مصر هي الحاكم الفعلي في قطاع غزة!؟
- صفقة القرن: مصالحة ودولة على حدود 67
- قمع العقول أخطر من قمع المظاهرات
- ازدواجية العمل: سرقة محرمة شرعاً وقانوناً
- لقرار الاستيطان مخاطر جمه: فما العمل؟
- الرئيس ودحلان: نهاية مرة أم بقاء مشترك
- الانهيار المحتوم: عندما تصبح الصفوة السياسية في تصادم مع الر ...
- مجلس الامن.. وظيفة شاغرة لوفود المصالحة
- حماس الخاسر الوحيد من سقوط المشروع الاسلامي
- ابو مازن يبدع في استغلال تعاطف وتأييد المجتمع الدولي


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل خليل خضر - -العرضحالجي- وظيفة عثمانية قديمة تم إحيائها مجدداً في فلسطين