أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - ظاهرة التحريض














المزيد.....

ظاهرة التحريض


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 22:14
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


حينما نتحدث عن الآفات التي تنخر الجسم المهني للمحامين، تتبادر إلى الذهن لأول وهلة، ظاهرة السمسرة والترامي على الملفات والرشوة وتبديد الودائع، حيث تحتل هذه الظواهر أعلى اللائحة. إلا أن معظمنا يتفادى الكلام دائما على ظاهرة أخرى من أخطر الظواهر، ألا وهي ظاهرة تحريض موكل المحامي على دفاعه من قبل إحدى زميلاته أو أحد زملائه.

ويكفي أن يصادف موكلك واحد من هذا الصنف من البشر الذين "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا"، سواء في مناسبة عائلية أو في إطار العمل أو في مقهى أو في أي مكان آخر، إلا وسودوا له صورتك وكفاءتك وعملك ومجهودك لا لشيء إلا لأنهم تربوا على الحقد والبغض، وعلى هاته السلوكيات في أوساطهم الى درجة أصبح الامر عاديا بالنسبة إليهم..

والزميل أو الزميلة الذين "يتميزون" بهذا المرض ليسوا على علم بما عانيته أنت كمحامية أو كمحام في هذا الملف أو ذاك، من استقبالات ومكالمات هاتفية وبحوث وكتابات وإجراءات وجلسات ومصاريف الخ؛ وليسوا على علم بما تطلبه الملف من سنوات وسنوات أحيانا، ليضرب لك زميلك أو زميلتك في المهنة كل هذه الجهود وهذه المعاناة في الصفر ببعض الجمل المبتذلة المخبثة، لتصبح بين عشية وضحاها عدوا لموكلك بسبب هذا الزميل ( ة) الذي لم يتشبع في يوم من الأيام بقيم وبأخلاقيات رسالة المحاماة لعدم تأهيله للمهنة منذ بداية ولوجه اليها.

والأدهى من ذلك، فقد تجد من بين هؤلاء "الزميلات والزملاء" من يحرر لموكلك شكايات كيدية ضدك إما في اسم موكلك مباشرة أو في رأسية مكتب زميل خارج هيئتك، - وهي أو هو مختبأ في مكتبه - ويوجهها للنقيب أو للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، الذي يحيلها على نقيبك، لتبدأ معاناتك الأخرى انطلاقا من الرجوع لملفك منذ فتحه بمكتبك، لتقدم أجوبة مقنعة ليتم حفظ الشكاية أو الشكايات غالبا بقرار من النقيب أو بمقرر من المجلس، قد يستأنفه الوكيل العام لتجد نفسك أمام غرفة المشورة لمحكمة الاستئناف وربما أمام محكمة النقض لاحقا، لا لشيء إلا لأن أحد الزملاء الذي لا يعرف للزمالة طريقا خلق لك – عن قصد في غالب الاحيان أو عن غير قصد في أحيان أخرى - متاعب أنت في غنى عنها لأنك غارق في مهنة هي أصلا للمتاعب.

وأعتقد بأن المسؤولية لهذه الظاهرة الخطيرة ترجع الينا جميعا، لأننا لم نوفق في تأهيل بعض الزميلات والزملاء لممارسة مهنة المحاماة طبقا لقوانينها وأخلاقياتها أمام رصيدهم السلبي من انعدام الاخلاق والسلوكيات المشينة التي راكموها قبل تسجيلهم في لوائه التمرين أو في جداول الهيئات.
وإذ نطرح هنا مرة أخرى وبإلحاح ضرورة إخراج معاهد تكوين المحامين للوجود التي انتظرناها وننتظرها منذ ظهير 1993 والتي لم تستطع أن ترى النور الى يومنا هذا لأسباب تطرقنا اليها في كتابات سابقة ولا نريد الدخول فيها مجددا.

وهذه الظاهرة لا تقتصر على مهنة المحاماة فحسب بل هي متفشية مع الأسف في جميع المهن كمهنة الطب بين بعض الأطباء والهندسة بجميع فروعها عند بعض المهندسين والصيدلة عند بعض الصيادلة والقضاء عند بعض القضاة والتوثيق العصري والتقليدي عند بعض الموثقين وبعض العدول ومهنة التدريس عند بعض المدرسين الخ؛ دون الحديث عن بعض الصناعات والحرف وقد تصادف الكثير ممن يؤمن بالمقولة المغربية القديمة السلبية "خوك في الحرفة عدوك" ويطبقها حرفيا حيث تجدهم يقتتلون فيما بينهم لمجرد أنهم يمارسون نفس المهنة أو نفس الحرفة بعيدا عن المنافسة الشريفة وبعيدا عن التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة التي تدفع بالجميع الى التطور والنجاح والرقي.

وإذ نثير انتباه المواطنين عامة، وموكلي وزبناء المهنيين والحرفيين والصناع وغيرهم خاصة، لكي يحترسوا من هذا الصنف من "الحاقدين"، الذي ينفثون السموم أينما حلوا وارتحلوا والذين يصعب على أي كان تغيير عقليتهم التي تعتمد الغيبة والنميمة لأن نجاحهم لا يتعدى تغيير ضحاياهم وزرع الشك والتفرقة بين المهنيين وزبنائهم والكراهية المجانية داخل المجتمع.



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قفص الاتهام
- تخليق مهنة المحاماة كمدخل لتكافؤ الفرص
- مدرسة جسوس
- النقيب عبد السلام البقيوي
- القضاء المستعجل
- الشعبوية
- المحامي والوقار
- ين حرية التعبير ومسؤولية التعبير
- قسم المحامي بين الماضي والحاضر والمستقبل
- هرطقات عابر سبيل
- فيك لولة يا سلطان
- المراكز والمسؤولية
- كلام عن الكلام
- كوفيد 19 والعقوبات البديلة
- ماشطة بنت فرعون
- دفاعا عن السيد شكيب بنموسى
- انت عيدي
- مناجاة
- ثقافة التبخيس
- إليك أشتكيهم يا إلهي


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - ظاهرة التحريض