أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - من ثورة نيسان الى الاحتلال الامريكي لافغانستان















المزيد.....

من ثورة نيسان الى الاحتلال الامريكي لافغانستان


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ثورة نيسان إلى الإحتلال الأمريكي لأفغانستان
من جعل أفغانستان دولة إسلامية؟
بقلم سيرغيه جيرنياخوفسكي
المصدر:"صندوق الثقافة الستراتيجية"
ترجمة عادل حبه

لم يأت الإسلاميون لحكم أفغانستان اليوم مع انسحاب القوات الأمريكية، ولا حتى في عام 1996 عندما استولت طالبان على كابول لأول مرة.
كان الطريق جارياً في أفغانستان بالتحول من دولة إسلامية تقليدية إلى دولة علمانية منذ عام 1926، فعندما بدأ الأمير أمان الله بتحديث البلاد، ألغى الإمارة وأعلن نفسه ملكاً والبلاد ملكية. وساد القانون العلماني على الشريعة الإسلامية في عام 1973، بعد الإطاحة بالسلطة الملكية وإعلان جمهورية بقيادة محمد داود خان ابن عم الملك. وتأسس حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني(PDPA) في منتصف الستينيات، وأعلن تبني المبادئ الماركسية اللينينية، وأضحى أبرز أقوى في البلاد. وبحلول نيسان 1978 ، كان عدد أعضاء حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني يقترب فليلاً من عدد أعضاء الحزب البلشفي في بداية عام 1917. وكان حزب الشعب الأفغاني يتألف من المثقفين المثقفين والجيش الذين يسيطرون على العديد من وحدات الجيش.

لم يستطع محمد داود خان التعامل مع مؤشرات الأزمة الاقتصادية، وبحلول بداية عام 1978، كان التدهور في مستويات المعيشة لدرجة أن أكثر من مليون أفغاني هاجروا إلى إيران.
في السابع عشر من نيسان عام 1978، قُتل رمياً بالرصاص أكبر خيبر، أحد قادة كتلة "پرچم"( الراية) في حزب الشعب الديمقراطي. وتحول تشييع جثمانه إلى مسيرة مناهضة للحكومة واجتذبت عشرات الآلاف من الناس. وإعتقل محمد داود خان قادة الحزب الديمقراطي الشعبي الأفغانيوهم كلا من نور محمد ترقي وأمين (قادة كتلة "خلق" الأكثر تطرفاً)( الشعب) وببرك كرمل (كتلة "پرچم" الأكثر اعتدالاً)(الراية). وأصبح الحزب مهدداً بالقمع والحظر. مما دفع قادة حزب الشعب الديمقراطي إلى إصدار الأمر لأنصارهم في الجيش بالإطاحة بداود. كانت ثورة نيسان حلاً طبيعياً في سياق الأزمة المتفاقمة والنضال السياسي المتصاعد.
لقد كانت أفغانستان جاهزة للإطاحة بالحكومة السابقة، لكنها ليست ناضجة للتحولات الثورية التي أراد نور محمد ترقي أن يخطو في المسار الذي استغرق ستة عقود من الاتحاد السوفيتي. وكلما كانت التحولات أكثر جذرية، زادت شراسة المقاومة لها. وكلما اشتدت معارضي الثورة المدعومين من الخارج، كان رد فعل الثورة أكثر شدة. ويضاف إلى ذلك الصراع بين المعتدلين (الراية) والراديكاليين (الشعب) في قيادة حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، الذي إنتهى بإزالة الجناح المعتدل من قيادة الحزب والبلد.

بحلول نهاية عام 1979، بعد توجيه عشرين نداء لموسكو من قبل نور محمد تراقي وحفيظ أمين، وبعد الإطاحة بترقي وقتله، دخلت القوات السوفيتية أفغانستان. وتمت إزاحة كتلة الشعب من السلطة، وأصبح زعيم الراية، بابرك كارمل، رئيساً لأفغانستان.
بنى كارمل سياسته على قاعدة الحفاظ الأبدي لبقاء الوحدات العسكرية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في البلاد، والقيادة المستمرة للمدربين السوفييت. لقد بنى الأخصائيون السوفييت المرافق الإنتاجية والاجتماعية؛ ومن جانب آخر دعمت الولايات المتحدة وإيران وباكستان والمملكة العربية السعودية والصين القبائل التي حاربت الثورة ولم تتعاطف أبداً مع الحكومة المركزية، لا مع الأمير ولا الملك ولا داود ولا حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني.
ثم بدأت "البريسترويكا" في الاتحاد السوفياتي. وشاعت فكرة في أذهان أصحاب البيريسترويكا: بما أن القبائل تحارب الثورة الأفغانية تحت راية الإسلام، فمن الضروري إعلان أفغانستان دولة إسلامية، وإستعادة الراية الخضراء من المجاهدين، وإعلان سياسة المصالحة الوطنية، والعفو عن قادة المجاهدين ودعوتهم للمشاركة في الحكومة.
ومن أجل دعم هذا المنعطف من خلال تغيير وجه قيادة الدولة، تم استبدال ببرك كارمل، وهو أيضاً من كتلة الراية (پرچم) ،بنجيب الله الأكثر مرونة. ومن نفس الكتلة.
أعلن نجيب الله وقف إطلاق النار، ودعا المجاهدين إلى المشاركة في الحكومة، وأدرج الإسلام في الدستور الأفغاني كدين للدولة، وألغى الشعارات الاشتراكية من برنامج الحزب. وتم تغيير اسم جمهورية أفغانستان الديمقراطية إلى جمهورية أفغانستان، وحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني إلى حزب وطن (الوطن). وأعلن العفو عن أحمد شاه مسعود وحقاني وإسماعيل خان، وهم أشهر القادة الميدانيين بين المجاهدين.
من الصعب القول ما إذا كانت هذه هي فكرته، لكنها جاءت تتماشياً مع عظة "البيريسترويكا" ...
في الواقع ، لم تكن طالبان ولا المجاهدون هم من جعل أفغانستان دولة إسلامية، بل نجيب الله هو الذي جعلها على هذا النحو في 1986-1987، بناء على اقتراح القيادة السوفيتية وأولئك الذين دفعوه إلى القيام بذلك من موسكو.
الآن وبعد أن استولى الطالبان على كابول وأعلنوا تشكيل حكومتهم، أخذ الكثيرون يعيدون النظر في ترتيب الأمور. وراحوا يتحدثون أن طالبان ليست محظورة في روسيا، بل أن الحظر على "القاعدة". ويجب أن نمد يد الصداقة لطالبان ، وأنهم لن يتجاوزوا حدود أفغانستان في الشمال. يقولون إنهم إرهابيون، لكن بعد استيلائهم على السلطة سيستقرون . ولكن في مطلع عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، ردد الكثيرون في الغرب نفس الشيء عن الاشتراكيين القوميين الألمان(النازي) .
وفي أفغانستان، وعند الإعلان السخيف في عهد غورباتشوف عن "سياسة المصالحة الوطنية"، رأى المجاهدون بحق إنها الخطوات الأولى لتراجع نجيب الله والاتحاد السوفياتي. وهذا الاستسلام لم يسفر عن أي نتائج. أدى وجود الجانب السوفيتي إلى تراجع جزئي عن الصراع بين كتلة "الشعب" وكتلة "الراية)، ولكن عندما انسحبت القوات السوفيتية، بدأ هجوم مكثف من قبل المجاهدين. وردت هياكل حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني والجيش الأفغاني بضربات قوية، وتراجع الإسلاميون. وكانت كتلة "الشعب" على استعداد للقتال ، ولكن في ربيع عام 1990 التالي، بدأ نجيب الله، بالاتفاق مع الكرملين، بإعتقال العسكريين المنتمين إلى كتلة "الشعب" الذين كانوا على استعداد للقتال.
ونتيجة لذلك ، لحقت الهزيمة بأنصار كتلة "الشعب"، لكن نجيب الله فقد ثقة جزء من الحزب والجيش ، وبدأوا بالتقدم إلى جانب معارضي نجيب الله. ورفضت قيادة غورباتشوف، التي كانت في مراحل من الإختفاء في طي النسيان، تزويد نجيب الله بالأسلحة والذخيرة والوقود وزيوت التشحيم.
بحلول بداية عام 1992 ، لم يكن المجاهدون وحدهم من قاتلوا ضد الحكومة، بل تلك الوحدات والجنرالات الذين هزموا المجاهدين في عام 1989 ومن خاضوا الحرب ضده.م
استولى المجاهدون على كابول، وأطاحوا بنجيب الله بقوات القوات الأوزبكية للجنرال دوستم ، الذي ذبح قبل ذلك بعام عوائل أنصار كتلة "الشعب" الذين ظلوا موالين للثورة. ونفذت المؤامرة من قبل حليف نجيب الله، وزير الخارجية عبد الوكيل.
كان موت نجيب الله نفسه فظيعاً: فقد ربطه "محاربو الجهاد" بحبل في سيارة جيب وجروه في جميع أنحاء كابول، ولم تعد جمهورية أفغانستان قائمة. وبدلاً من ذلك ظهرت دولة أفغانستان الإسلامية، التي صمدت حتى بعد انفجار البرجين التوأمين في نيويورك، ثم احتلها الأمريكيون عقدين من الزمن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سيرغييه فيليكسوفيتش جيرنياخوفسكي فليسوف سياسي سوفييتي-روسي وصحفي. حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، برفسور في قسم التاريخ والنظرية السياسية في قسم السياسة في جامعة لومونوسوف في موسكو. عضو أكاديمية العلوم السياسية الروسية.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيكل التملق في العالم الثالث
- هل ستنجو دولة المخدرات في افغانستان
- أمريكا و -الهزيمة- في أفغانستان
- ايران وافغانستان في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمري ...
- افغانستان والمشروع الامبراطوري الأمريكي
- طالبان في أسئلة وأجوبة
- أفغانستان: مسيرة انتصار طالبان ولغز لعبة الصين الكبرى
- ظام جديد في أفغانستان. لماذا استولت حركة طالبان على أفغانستا ...
- لماذا تقدم الطالبان بسرعة؟
- دور -الخداع والتدليس- في تشكيل نظام ولاية الفقيه!
- -الثوار الملتحون يغادرون الميدان -. هل تبتعد أمريكا اللاتيني ...
- سياسة الولايات المتحدة الخارجية في الشرق الأوسط
- ثورة 14 تموز، ثورة وطية سياسية اجتماعية بحق
- النساء اليهوديات في الحزب الشيوعي العراقي
- الانتخابات الايرانية: مؤشر على تقلص القاعدة الاجتماعية للنظا ...
- تنبأ ألبرت نشتاين يالسقوط -النهائي- لإسرائيل
- فشل بايدن في الشرق الأوسط
- الحكم الاسلامي و -الانتخابات- في ايران
- الذكرى العاشرة -للربيع العربي-: نتائج محزنة
- اليهود مدينون لستالين


المزيد.....




- بلينكن: لو توفرت معلومات عن مكان السنوار سنمررها إلى إسرائيل ...
- زيلينسكي يتهم الدول الغربية بترك الباب مواربا في علاقاتها مع ...
- خطة أمريكية للتطبيع بين الرياض وتل أبيب
- بلينكن يعرب عن رغبة الغرب في استخدام الأصول الروسية كضمان لق ...
- سحب السفيرة وتصريحات نارية.. ما وراء الخلاف الدبلوماسي الحاد ...
- تساقطت من الأشجار -مثل التفاح-.. العثور على 83 قردا نافقا في ...
- القدر المحتوم لقادة إيران... موت أو عزل أو صراعات
- الغارديان: مهاجمو شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة يتلقون مع ...
- شولتس: لا يمكن المقارنة بين فظائع الإرهابيين وإدارة إسرائيل ...
- الرئيس التونسي: سياسة الدولة لا يجب أن تقوم على الرتق وعلى م ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - من ثورة نيسان الى الاحتلال الامريكي لافغانستان