مجتمع إرهابي يحارب الإرهاب

غفران الرحموني
كاتبة
(Ghofrane Rahmouni)

الحوار المتمدن-العدد: 7014 - 2021 / 9 / 9 - 19:37
المحور: المجتمع المدني
    

لو أردنا شرح كلمة "المجتمع" لاجتمعت جميع المعاجم على أنه مجموعة من الأفراد تشكل نسيج اجتماعي و يمكن أن يختلف تعريفه حسب المنظور نفسي كان أو سياسي ، و لكن من منظور واقعي يعرف على أنه "كتلة من الأفكار الإرهابية ".ترمى هذه الأفكار على عاتق الفرد منذ ولادته و لا تموت الا بموته .فمنذ اللحظة التي بعث فيها أنفاسه الأولى تُقيّد هذه الأنفاس بما يسمى ب"العادات و التقاليد" فإن كان ذكر فيتجرعّ بسموم السّيادة و أنه المميّز بصوته الخشن الذي لا يُعلى الا
لاطلاق الأوامر و عضلاته التي تُستخدم  لتعنيف كائن ثانوي يدعى "المرأة" . يبلغ هذا الذكر سنا معينا يبدأ معه بقذف شهواته الجنسية و إن لم يستطع كبح جماحه يسلك "طريق النجاة " و هو إلقاء اللوم على المرأة فإن كانت محجبة سيقول انها لم تلتزم بالجلوس في المنزل و إن كانت ترتدي لباس اخر سيرجمها بأبشع العبارات و قد تكون أرحمها (متبرجة عاهرة) فالعيب ليس عيبه بل الرجل لا يعيبه شيء على حد عبارة الإرهابي الذي علّم  بنفسه الرجل  أنه
راعي العائلة و يجب أن يكون صاحب عمل و الا قلت رجولته و كأن الرجولة تساوي المال عندهم ( ان غاب المال غاب وجودك).و لكن ماوضع المرأة في ظل الإرهاب المقدس؟
هي التي تُزوج قاصر لأنها خُلقت للزواج و للإنجاب " المرأة ماكينة إنجاب و الحل تزويجها في سن أربعة عشر سنة كي تُستغل طاقة هذه الماكينة و لا تنفذ عبثا " هكذا صرح سعيد الجزيري إحدى تجار الدين التونسيين.
تولد المرأة و يقع تلقينها على أن تأله الرجل اب كان أو اخ او زوج فهذا البطل سيكون صاحب السلطة على انثاه و كأنه مالكها و هي لا حول لها و لا قوة أمام طغيانه الذي اتحد باستبداد المجتمع .إن لم تتزوج سيقولون عنها عانس و للرجل عازب.و ان تزوجت سيقولون "هني على روحك" و للرجل سيقولون "كن رجل"(بمفهوم المجتمع للرجولة )
أن تطلقت سينعتونها بالعاهرة و ستصبح حديث الجميع اما هو فلا بأس لقد أراحه الله من عاهرة مثلها.
و ان بُثّ خبر استشاهد افرادا اثر عملية إرهابية تفاجأ هذا المجتمع البريئ و يستنكر لمثل هذه الممارسات و ماذا عن النساء اللاتي استشهدن على أيادي عاداتكم؟
أليس هذا المفهوم الأساسي للإرهاب الذي قتل آلاف النساء؟ أليس الظلم و اكل حقوق الناس من الارهاب؟
أليس أن تساوي قيمة العبد بماله ارهابا؟
أليس قتل النساء من أجل شرف وهمي ارهابا؟
أليس وجودكم هو الإرهاب؟.

#غفران_الرحموني (هاشتاغ)       Ghofrane_Rahmouni#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل