أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ايليا أرومي كوكو - البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة .















المزيد.....

البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة .


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 09:43
المحور: سيرة ذاتية
    


اليوم البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة . تخيلوا معي معركة بين طائرة الانتينوف الروسية المحملة بالقنابل الكيميائية فوق تحلق فوق سماء كاودا الصمود . معركة الانتينوف كانت مع اطفال مدرسة ابرياء احالتهم الشظايا الي اشلاء محترقه ثم رماد تحت ركام مدرسة كانت هنا . هذا من جانب و من الجانب الاخر شاب مغامر في ريعيان شبابه او هو صبي اعلامي هاوي اسمه استيفن أمين ارنو . كان هذا الارنو يحمل بيده كاميرة تصور فيديو ليجد نفسه في قلب المشهد و الحدث . سماء الانتينوف المهوس تمطر المدرسة و البطل بقلب الاسد يصور . ثوان قلائل من معركة الخرطوم مع أطفال مدرسة كاودا خلفت ورائها من خمسة عشر تلميذاً و معلم لتلوذ بعدها فراراً و هرباً الي اخرطومها . لكن كاميرا بطلنا الشجاع استيفن كانت حاضرة لا تخشي مواجهة الانتينوف و لا الموت فنقلت خبر الجرائم الانسانية و ممارسات الخرطوم الوحشية ضد شعب جبال النوبة الي كل العالم . و كانت تلك المحطة الاولي للفت نظر العالم تجاوباً مع الابرياء و قضاياهم العادلة واستنكاراً و تنديداً بالمجرمين القتلة الظالمين .
في صبيحة هذا اليوم الاربعاء الذي يوافق الثامن من سبتمبر ايلول 2021 م . سيتم تشييع جثمان هذا البطل الراحل استيفن أمين ارنو في رحلته الاخيرة الطويلة التي عبرت به الاجواء الدولية من كينيا نيروبي الي جوبا جنوب لسودان من ثم الي كاودا جبال النوبة في السودان . تلك الروح البارة التي سكنت هذا الجسد المسجي عادت الي باريها و ها الجسد الذي عشق هذه الديار تعود اليها .نعم رجع الجسد المادي المخلوق من تراب هذه الارض الابية لتعود الي أصلها كما لتستقر في مقرها . اليوم الي كاودا عاد استيفن ليقول في صمت مريب كلمة الوداع لأناس أحبهم و اخلص متفانيا ً في عمله لأجلهم . فكما احبهم هاهم اليوم يبادلونه الوفاء صدقاً و الحب وداً و الاخلاص وعداً و اقداماً حتي النصر و النصر اكيد . ها هو اليوم اقرب اليهم من أي زمن مضي و سيبقي معهم الي الابد راقداً في مثواه الاخير بقلعة الرجال الاشاوس من ابطال جبال النوبة و السودان . سيرقد استيفن أرنو هنا جوار هؤلاء الذين سبقوه الي المجد و الامجاد ليستريحوا معاً من اتعابهم و اعمالهم تتبعهم . سيرقد استيفن بالقرب من قائد النوبة و السودان الفذ العظيم يوسف كوه مكي و كل من سبقوا الي هنالك . منهم علي سبيل المثال لا الحصر الاستاذ التجاني تيمه الجمري ، رمضان حامد ، سايمون كالو ، المحبوب ، كارلو ترلي كوكو و اخرين كثيرين لا يسع المجال لذكرهم و بالاحري لايسع ذاكرتي الضعيفة علي تذكر قائمة اسمائهم الخالدة في لوحة الشرف الكبير للمناضلين و الابطال الشهداء الابرار من سقوا و روا تراب أرض السودان بدمائهم الطاهرة فحلقت أرواحهم النقية الي سماء السموات و المجد في الخلود .
عليه عندما نتذكر استيفن أمين ارنو هذا البطل المغوار رغم عمره القصير الذي كان عامراً بالبذل الكثير و التضحيات الجسام التي لا تضاهي . فهو من جيل العطاء لمشرئب الباذخ ليعتلي صدر السماء . كان مفردة متناغمة مع ذاتها او كان جوهرة فريدة في التألق و التلألي . كان انساناً استثنائياً في نكران الذات و الاستعداد الدائم لبذل النفس و الروح فداء المبدأ و القضية و الوطن . هو صاحب المواقف الحاسمة القاطعة التي لا تعترف بالانهزام و التراجع و لا بمنطق خير الامور اوسطها و لم يمسك يوماً العصي من الوسط . و من مبادئه دائماً ان نكون او لا نكون و قد كان كما اراد ان يكون . سنتذكر معاً ما قام به من الاعمال الجليلة التي ستكتب أسمه في سفر اسفار ابطال جبال النوبة الخالدين بحبر و مداد من الدماء القانية . تلك الدماء التي أريقت و غطت ثري الجبال الشامخة . ففي اوقات الشدة من الظلم و الظلام الدامس و الحرب المستعرة في جبال النوبة تدك شعبها بالقنابل المسمومة دكاً مسعوراً كان استيفن نوراً و نار فلا غرابة ان مهر ذاك الشبل ذاته كبش فداء حتي يكون للأطفال قبس من نور العلم او ضوء خافت في دياجير الظلام و الظلمات المهلكة و الهالكة . قطع مشوار تعليمه الشخصي ليعمل في مجال التعليم العام للأطفال هنالك مكرساً نفسه في عمل دؤوب كما لو كان شمعة في مهب لا تأبي بالعواصف لكنها تشتعل و تحترق و تذوب ليكون نوراً في نهاية النفق . عليه سيذكر هذا الجيل الذي تعلم من هذا القنديل كم كان الامر صعباً بل كان مستحيلاً و غير ممكن . لكن بعزم الرجال وقوة شكيمة الرفاق جميعاً يداً بيد خطوة بخطوه أثبتوا للعالم كله ان لا مستحيل تحت الشمس . تعلم طفال جبال و استناروا ابدعوا و تفوقوا أثبتوا وجودهم و كانوا عندما اراد لهم عدو الخير الشر المستطير و سعي سعياً حثيثاً بأن يمحوهم من سطح الكرة الارضة كتب لهم الله النصر المأزر بان يكونوا او يكونوا . و بفضلهم شقت الجبال طريقها مستقلة بذاتها لتصنع مجد نفسها التليد بنفسها فما حك ظهرك مثل ظفرك .فتولي كل أمرك
في هذا اليوم الاغر من الاربعاء الاخير لجثمان استيفن أمين ارنو فوق ثري تراب كاودا و جبال النوبة و السودان سيتذكره القوم هنا و سيفتقدونه في ساعات الشدة و الكرب كما قال احد الشعراء :
سَيَذكُرُني قومي إذا جد جِدُّهُم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
كيف لا و قد كان استيفن أمين بدر اً بل كان قمر اربعطاشر في تمامه و كماله . كلما تذكر هذا العالم مع أهل جبال النوبة كلها ذاك اليوم الاسود من ذاك التاريخ المظلم من الحرب السودانية اللعينة الشنعاء و تلك الحروب الكريهة بروائح العنصرية البغيضة لا اعادها الله ابداً . و كانت الخرطوم وقتها في أوج جنونها و عنتاظياتها ترفل زهواً و كبريائها الزائف تتبختر بجبروتها المفرط لا تأبئ و لا ترعي بقيدها حتي ترمي بهمم بركينها من الغضب و السخط علي الاطفال و العجائز من البشر و الشجر و الحجر . لم تكن هذه الخرطوم تتورع من ان تسمم ابار المياه و تقصف الاسواق و المعابد من الجوامع المساجد و الكنائس علي حد سواء . كانت تشعل النيران في بيوت قطاطي القش بساكنيها . الخرطوم المجنونة ظلت ماضية في غيها تضرب المدارس بالانتينوفات الروسية بوعي او بدونه لتحيل الفصول انقاض ركام و مقابر جماعية تحترق تحتها جثث و جثامين الاطفال الابرياء كما اسلفنا في المقدمة .
فلا حول و لا قوة الا بالله العليالقدير . و العياذة بالله من هذا الانسان فهو الشيطان الرجيم .
لترقد روحك بسلام علي الرجاء ايها العزيز استيفن امين ارنو ... فقد كنت أميناً في القليلفأحب الرب بلأن يقيمك علي الكثير فأدخل الي ديار الرب بفرح عظيم لتنعم بالحياة الابدية مع زمرة الاباء و القديسين
التعزية الروحية للأسرة الكريمة و لكل الاهل في كاودا و ريفي هيبان و كل اقليم جبال النوبة و السودان
الرب اعطي و الرب اخذ فليكن اسم الرب مباركاً ... أميييييييييييييييييييييييييييييييييين
1 فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ.
2 اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ،
3 لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ.
4 مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ. كولوسي 3 : 1 - 4



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة
- في انتظار قرار اقالة والي شمال كردفان
- ملف مناهج التربية المسيحية علي طاولة وزارتي التربية و الشئون ...
- التربية المسيحية في السودان ما لها و ما عليها
- الجنيه السوداني المنهار و حتمية تغييره
- الراحل استيفن أمين ارنو : لن اكون وزيراً غير شرعياً
- امبروطوريات الاتصالات السيئة من يكبح جماحها ؟
- لمرضي السكري جربوا عصير الدوم بنفعكم ... !
- القتل و الموت سمبلا في الابيض عروس الرمال !
- أوسلو : وطَني لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ راودتني اليه !
- مبادرة حمدوك تتلقي ثمانية ضربات مقابل صفر !
- علاء الدين عمر ( زول من الزمن الجميل )
- عواطف عبدالنبي كودي ( بطيخ ) انا تمام زي الحمام .
- عشرون نقطة تكشف مؤامرات تلفون كوكو ضد مصالح جبال النوبة
- الجنرال تلفون كوكو في متاهته الاخيرة !
- الثعبان عدو الانسان الاول
- من وحي مدرسة كاودا ؟ 2
- وداعاً عملاق القصة السودانية عيسي الحلو
- من وحي مدرسة كاودا !!!
- التحية و المجد للشرطة السودانية العين الثورة الساهرة و اليد ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ايليا أرومي كوكو - البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة .