أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام عباس أمين - إمارة افغانستان الاسلامية انتصار أم وساوس وسراب؟













المزيد.....

إمارة افغانستان الاسلامية انتصار أم وساوس وسراب؟


عصام عباس أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 23:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما حصل في افغانستان حدث تاريخي سيلقي بظلاله على العالم وعلى منطقتنا بصورة خاصة. ورغم الفوضى العارمة التي تسود المشهد، الا أنها لم تستطع ان تحجب الحقائق التي بدأت بالظهور، واخطرها، أن القوى والحركات الجهادية الاسلامية باتت تشعر اليوم في كل مكان بالقوة وبثقة أكبر بقدراتها... يقابل ذلك تراجع ثقة القوى المدنية والليبرالية بالمستقبل، وكأن مسار التاريخ انقلب الى الخلف في تحدي واضح لمنطق الديالكتيك والتطور. فلم تنجح أمريكا بكل قوتها وعظمتها من بناء الامة في أفغانستان، ومنيت بهزيمة قاسية أمام حركة طالبان. وكل شيء الان يخضع لإعادة الترتيب وإعادة التقييم... ولعل مشهد الافغان الهاربون في مطار كابل وتشبثهم بأجنحة الطائرات المغادرة سيبقى عالقا في اذهاننا وسيذكرنا بخزينا وعار أمريكا.
في دوامة التفكير بتقليص الفرص وبمصيرنا المرتقب، نحن اليائسون من الغد ومن المستقبل، الضعفاء أمام قوة السلاح والعنف وتطبيق الحدود وفقا لفهم أهل العمائم واللحى والقلوب المتحجرة. لم يبق أمامنا سوى مراقبة شاشات الفضائيات الإخبارية ومتابعة التصريحات (الفقاعات) التي تطلقها الساسة والقادة عن حدوث الكارثة، رغم علمنا المسبق بانها لم تعد تسمن ولا تغني من جوع. وكان مهما أن نسمع ونعرف موقف داعش مما يجري... وطالبان على وشك ان تعلن امارتها الاسلامية، التي لن تكون في أحسن الاحوال جزءا من الدولة الاسلامية... فجاءت الإجابة في افتتاحية صحيفة النبأ العدد (300) بعنوان (أخيرا رفعوا الملا برادلي!) وهو عنوان مصاغ بعناية فائقة تختصر اشياء كثيرة، ولعل اولها السخرية من الملا (برادار) ورفعه الى مرتبة (برادلي).
الوقوف على جاء في متن الافتتاحية، مهم للغاية كمدخل للفهم والتأثير وتوقع الخطوة القادمة.
الملاحظة الاولى وجود خشية كبيرة لدى داعش مما حصل في افغانستان. وهي خشية مفهومة تستبطن فشل تجربة دولة الخلافة في الحفاظ على التمكين وتحولها الى سراب. امام نهج آخر جديد يبدو قادرا أكثر على تحقيق التمكين واعلان الامارة الاسلامية، من خلال التفاوض وعقد الاتفاق. كأننا أمام حالتين متناقضتين، فشل داعش ونجاح طالبان. ولذلك تم تخصيص هذا المقال لتأكيد سلامة نهج داعش عبر مسوغات ومبررات سنأتي على ذكرها.
لا جديد في افغانستان فما حصل كان باتفاق وبعلم ورضا من وقع على الاتفاقية، بالتالي جاءت العملية اشبه بانتقال سلمي للحكم (التسليم والاستلام) مقابل تعهد طالبان بعدم السماح لتكرار "خطيئة منهاتن". هذا الانتقال السلمي حسب تقدير داعش سيترك أثره في نفوس المقاتلين، فأمريكا عملت وارادت ترسيخ فكرة (ان جهود المفاوضات اعادت طالبان الى الحكم، بينما قتال 20 عاما لم يجلب لهم سوى الدمار والخراب). فهو انتصار اذن للمفاوضات على الجهاد. وأخطر ما يمكن ان ينجم عن هذا النوع من الانتصار، هو تحول المزيد من "المقاتلين" الى "مفاوضين" يحبون الفنادق ويكرهون الخنادق. وهذا الخوف مشروع لدى قادة داعش خاصة وان مشروعهم لم يقدم لحد الان لمقاتليهم سوى الموت والعيش في الانفاق والكهوف والخيم في الصحراء. والخشية ستزداد حتما إذا ما تم تسويق وتصوير عودة طالبان الى الحكم على أنه "فتح وتمكين". واذا ما رافق ذلك اعتراف دولي بطالبان كدولة فان في ذلك مقتل حقيقي لداعش.
لهذا لن يبقى لداعش سوى ثوابتها الفكرية المتعلقة بالشريعة وتطبيق الحدود لمواجهة التحولات الخطيرة التي تشهدها العالم وانسداد الافق يوما بعد يوم امام مشروعهم، نفس هذه الثوابت الفكرية ستقضي على داعش في النهاية. ولهذا يسأل كاتب المقال (هل سنرى حكما للشريعة الاسلامية قريبا في افغانستان؟) لتاتي الاجابة حازمة وقطعية بأن شريعة طالبان ستكون (الشريعة المنقوصة).
الخشية الاخرى لداعش من عودة طالبان الى الحكم في افغانستان، الحرب الفكرية التي ستتعرض لها داعش، فطالبان ضد نوعي ومدعوم لمواجهة داعش فكريا وعسكريا. ومؤشرات ذلك أن القاعدة والاخوان المسلمين سبق ووصفوا اتفاق طالبان مع امريكا بالـ (النصر والتمكين) ويبدو ان طالبان الجديدة لم تعد توصف بالإرهاب.
وبالتالي قد تحظى بفرصة نجاح حقيقية، وهذا أكثر ما يخيف داعش. واصفا ذلك بالوساوس والسراب.
لهذا فان اللجوء الى اثارة الشكوك في نفوس المسلمين حول نوايا الأمريكان وطالبان هو الخيار الأمثل لزعزعة القناعات وخلط المشهد ليصبح أكثر فوضوية... وترك الاخرين للاختيار بين مسلكين فقط (سبيل الله وسبيل الطاغوت) مسقطين عمدا السبيل الاخر (الهروب على اجنحة الطائرات من عالم فاسد).



#عصام_عباس_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلوكية وحرية الانسان / دايفد باتريك هوتون/ اعداد عصام عباس ...
- الى علماء المسلمين اين أنتم مما يقوله أبو حمزة القريشي؟
- قراءة في كتاب استجواب الرئيس
- شظية في مكان حساس
- الرجع البعيد قراءة اخرى لاستحالة العودة
- محاضرة الدكتور فالح عبد الجبار بناء أو تفكك العراق في إطار ن ...
- قراءة أولية في كتاب عالم داعش لهشام الهاشمي


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام عباس أمين - إمارة افغانستان الاسلامية انتصار أم وساوس وسراب؟