أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عباس أمين - الى علماء المسلمين اين أنتم مما يقوله أبو حمزة القريشي؟













المزيد.....

الى علماء المسلمين اين أنتم مما يقوله أبو حمزة القريشي؟


عصام عباس أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6710 - 2020 / 10 / 21 - 21:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد خمسة أشهر من الانقطاع... بثت مؤسسة الفرقان كلمة صوتية للمتحدث الرسمي لداعش (أبو حمزة القرشي) بعنوان (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وهذا العنوان مقتطع من الآية 176 سورة الأعراف (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) والآية تخص كل منافق. وكل من يقرأ الكتاب ولا يعمل بما فيه. والتشبيه بالكلب اللاهث ابدا هو شر تمثيل، فالكلب سواء حمل عليه أو لم يحمل عليه، فهو لا يملك لنفسه ترك اللهثان.
اختيار العنوان والمقدمة جاءا اعتمادا على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وهذا يدفع لضرورة ان تكون قراءتنا لهكذا نص قراءة صحيحة او نقدية على أقل تقدير، لنقف على التأثيرات المتوقعة لتوظيف النص المقدس في ادبيات التنظيم، وتحديد مدى النجاح في التلاعب بالعقول والقلوب، فالمتحدث الرسمي لداعش ينطلق من الدعوة الى النظر في سير الاولين لمعرفة حال ومآل من أعرض عن أمر الله تعالى وأصر على كفره فكان من الهالكين. وان الطواغيت ما كانوا ليصبحوا ولاة أمر المسلمين لولا تضليل علماء السلاطين للناس. فالله يأمر باجتناب الطاغوت، لكن العلماء فتنوا الناس بفتاويهم، فتلبس الامر على الناس في دينهم، وإنها سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق. لكن كيف يمكن لعوام المسلمين معرفة الحقيقة إذا كان التضليل يجري على ايدي علماء الدين او علماء الطاغوت حسب وصف المتحدث؟ كيف ومتى يعرف المسلمون الحقيقة ويهتدون لها؟ وبدلا من أن يكشف القرشي الحقيقة هنا، وجدناه يقوم بمكر واضح من تحويل ذهن القارئ الى يوم البعث والوقوف بين يدي الله العظيم، ليدرك الناس الحقيقة بعد فوات الأوان بأنهم خدعوا بالطاغوت وبعلماء السوء (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) "67". ولولا سحرة العصر علماء الطواغيت، لكان ممكنا معرفة الحقيقة هنا في الدنيا قبل الاخرة. وإنها لفرصة مناسبة لداعش استغلال أجواء تطبيع الإمارات والبحرين مع اليهود (ويقصد إسرائيل) للرد على الاتهامات السابقة بأن دولة الإسلام أحد أذرع "دويلة اليهود" في المنطقة لتنفيذ مخططاتهم وتدمير بلاد المسلمين. فيؤكد القرشي بحسب فقه داعش بأن اليهود أعداء ابديين للإسلام استنادا الى الآية 82 من سورة المائدة (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).
وواضح بأن العنوان والمقدمة يستلزمان ان نسمع ردا من علماء المسلمين لتوضيح الحقائق للناس ليعرفوا دينهم من جديد هنا في الدنيا، بدلا من الوقوف بين يدي الله تعالي نادمين مستغفرين بأنهم تعرضوا لتضليل فكري.
أبو حمزة القريشي الذي أكد في كلمته بان دين داعش هو دين الحق، اطلق رسائل عديدة للمسلمين ولأجناد الخلافة وآسادها في مختلف الولايات للقيام بعمليات إرهابية مبتدأ من دعوة شباب جزيرة العرب (إن استعينوا بالله على قتل وسحق وحرق وخنق رعايا دول الصليب وضرب اقتصاد آل سلول) والى عامة المسلمين في نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو والكونغو وكينيا وتشاد بأن (الحر يجري الدماء انهارا لأجل الدين مع الدعوة للالتحاق بأجناد الخلافة، وحرق شركات الصليبيين)، والى آساد الخلافة في خراسان (اثلجتم صدورنا بفكاك أسرى المسلمين من سجن الطواغيت في جلال آباد) والى اجناد الخلافة في العراق وسيناء واليمن والشام وغرب ووسط افريقية بأن (احمدوا الله تعالى على كل حال، ولابد من تقديم الدماء والاشلاء والارواح رخيصة لإعلاء كلمة التوحيد فان الابتلاءات سنة المولى العظيم في خلقه، وأن الابتلاءات على قدر الايمان، والجنة تحت ظلال السيوف). وفكرة الابتلاءات لوحدها تحتاج لإعادة النظر بهذه المنظومة الفكرية التي تثقل الحياة وتشوهها بالدماء والاشلاء وفقدان الاحبة والاهل والأصدقاء إضافة الى تدمير الأوطان والنفوس والوجدان.
القرشي أكد لأجناد ومناصري واتباع داعش بأن مجرى الاحداث والمتغيرات كانت في السابق تدور حول العراق والشام وبعض المناطق الأخرى، فوفقنا المولى الجليل ومكننا بفضله من تطبيق شرعة سبحانه بها، واليوم يشهد العالم باسره كثيرا من المتغيرات فان الله الكريم يهيئ لأمر عظيم هو أعلم به منا جل جلاله، فكونوا على اتم استعدادكم لاغتنام الفرص والظهور من جديد، فان القادم على أعداء الله تعالى عظيم شديد. وان دولة الإسلام باقية.
فهل نسمع للعلماء ردا بعد كل هذا؟!



#عصام_عباس_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب استجواب الرئيس
- شظية في مكان حساس
- الرجع البعيد قراءة اخرى لاستحالة العودة
- محاضرة الدكتور فالح عبد الجبار بناء أو تفكك العراق في إطار ن ...
- قراءة أولية في كتاب عالم داعش لهشام الهاشمي


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عباس أمين - الى علماء المسلمين اين أنتم مما يقوله أبو حمزة القريشي؟