أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - حين صنعت المقاومة دولة في العراق














المزيد.....

حين صنعت المقاومة دولة في العراق


سلام عادل
كاتب وصحافي

(Salam Adel)


الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نبحث في صفحات تأسيس الدولة العراقية قبل 100 سنة نجد ان مشروع تأسيس دولة عراقية لم يكن في حسابات الدول التي خرجتمنتصرة من الحرب العالمية الاولى، وهي الدول التي اغتنمت ممتلكات وإرث الخلافة العثمانية المهزومة، إلا ان متغيراً كبيراً ظهر ليفرض علىهذه الدول، على رأسها بريطانيا وفرنسا، ما جعلها تفهم ومن ثم تخضع لحقيقة وجود اصحاب أصليين لهذه الارض كان لهم الدور الاكبروالأساسي في هزيمة العثمانيين ونهاية حكمهم، وليس بفضل زحف الجنود الهنود الذين وصلوا منهكين الى شواطئ الخليج، ولا بفضل(الطوب) الذي كان يعد سلاح الحسم في تلك الاوقات، وهو ما تكشف لاحقاً حين انكسر هؤلاء الجنود الدخلاء وتلك الاسلحة على الارض فيثورة العشرين.

ويعود الفضل في انتزاع اعتراف، كأمر واقع، بحق الشعوب العربية تأسيس دول مستقلة تمثلهم الى (المقاومة) التي قادها الامراء اشرافمكة، والتي أدت أولاً الى إقامة مملكة سورية العربية، قبل ان تتفكك وتصبح جمهورية، وكانت تشمل بلاد الشام عموماً من ضمنها لبنانوفلسطين، ومن ثم مملكة العراق التي امتدت جنوباً لتشمل الكويت وشواطئ الخليج حتى البحرين.

ولعل الغدر الواضح الذي أبداه (الانگليز) في بداية الأمر حين تنكروا لاتفاقات ماكماهون مع الشريف حسين، الذي كان ينص على منحالعرب دولة عربية واحدة تضم العراق وبلاد الشام والجزيرة، مقابل عدم مساندة العرب للدولة العثمانية المريضة وتركها تنهار، هذا الغدر يبدومن الواضح انه كان مبيتاً، واتضح ذلك اكثر حين اصرت بريطانيا وفرنسا في مؤتمر فرساي 1919 على تقاسم تركة الدولة العثمانية وعدمالاعتراف لا ضمنياً ولا شكلياً بحق الشعوب العربية إقامة دولة مستقلة لهم، وهو ما جعل المقاومة تشتعل من عدة ثغور تحت رؤية سياسيةاطلقها الأمير فيصل الأول الهاشمي، عرفت انذاك بسياسة (خذ وطالب)، وهي السياسة التي كان عمادها على الارض رجال مقاومونيضربون في كل مكان، وعلى الطاولات رجال يفاوضون.

ومن خلال تلك الظروف المعقدة ولدت دولة عراقية تم الاعتراف بها في عصبة الأمم المتحدة، صارت فيما بعد مناراً وقدوة للطامحين بالسيادةعلى ارضهم، وفعلاً، وخلال سنوات قليلة، حصلت الدولة العراقية على اعتراف عالمي وباتت عضواً في عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة، بل وباتتمصدر إلهام لدول الجوار في إطار سعيها نحو الاستقلال.

إن ما يتضح لنا من خلال سيرة تأسيس الدولة العراقية، التي نحتفل هذه الأيام بذكرى مرور 100 سنة على ولادتها، هو دور المقاومة كموقفوكفعل، فالتأسيس لهذه الدولة عام 1921 كان قد بدأ فعلياً قبل هذا التاريخ بسنة واحدة على الأقل، وذلك منذ اندلاع ثورة العشرين التياسقطت قيمة (الطوب) وافزعت الجنود الهنود مع الجنرالات الكبار الذين كانوا يقودونهم، ولعل (فتاوى جهادية العشرين) التي كتبها المرجعالشيعي (الميرزا محمد تقي الشيرازي) من كربلاء تعد أحد العوامل المؤثرة التي جاءت متناسقة مع حراك وتحركات المقاومة في بلاد الشامالتي قادها فيصل الاول ورجاله من الضباط الشريفيين.

وتكشف بعض المخطوطات المحفوظة في مكتبة الحضرة الكاظمية في بغداد عن مخاطبات ورسائل مباشرة كتبها المرجع الشيرازي الىالشريف حسين في مكة وابنه الامير فيصل في دمشق يطلب منهما تقديم الدعم والارتباط معهم ضمن (محور مقاومة واحد)، ولعل هذهالرسائل والمخاطبات هي التي ولدت من داخلها فكرة دعوة الامير فيصل لتولي عرش العراق، لكونه أميراً مقاوماً يمكن الوثوق به فيمفاوضات انتزاع الاستقلال والسيادة، وهو ما حصل بالفعل.

المقاومة وأدوار المقاومين العراقيين الاوائل في ثورة العشرين، مع وجود مراجع مقاومين وقيادة وأمير مقاوم، هي التي فرضت على بريطانياومعها فرنسا الخضوع لفكرة الاعتراف بقيام دولة عراقية مستقلة ذات سيادة، فالدولة العراقية الملكية الهاشمية التي تأسست عام 1921 ليست منحة من باريس ولندن، وإنما انتزاع.



#سلام_عادل (هاشتاغ)       Salam_Adel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين خسر الحزب الشيوعي العراقي طليعيته
- بعد فشل (الإصلاحيين) في العراق وإيران
- السياسة في زمن المقاومة .. ‏‎هل يُصلح الكتائبيون ما أفسده ال ...
- مدينة الثورة .. دعابل يلونها القحط


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام عادل - حين صنعت المقاومة دولة في العراق