أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - نص زعزعة الزير سالم في اوروك العسير














المزيد.....

نص زعزعة الزير سالم في اوروك العسير


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


عمدتُ أن أرى صفحة الوجه على طريق المرسلات
وقلتُ في نفسي هنيئاً
فالسالم الزير لم يسلم من الشطحاتْ
وعرفتُ أن الحربَ باقيةٌ
وأن الآفة الاخرى ستُكثر من صهيل النادباتْ
ومرتْ اركان الهروب من باب الصلاة معفراتْ
رأيتُ السيف منقاراً لنسرٍ جناحه من الشمع الرخيص
ومخلب لبقٍ طائرٍ في حماية السلالاتْ
وكان الزيرُ يركب من البغال مُسَيّرةُ الحوافر من زحير الموبقاتْ
أعْرافُها شوكٌ وطينْ
ومن الشمالِ إلى الشمالِ مسيرهُ الشوك والجبس في الطامحاتْ
حاملاً رمحاً ً صدئ الجوانب من المطرِ الصيفي في عزِّ الشتاء
وما دخل الخفافيش إلا مُحملينْ
بالكاتم حتى ضجت الساحات
فانكسر اللهيبُ بسالم الزير المهلهل بالرياح
هَلْهَلتْ خواتم مفعمات بالنَجس الجديد المُركب من نجسٍ قديم
وصاحت قحطان بني ذيبان يا ويلتاها من السمومِ القاذفات
يا ويلتاه صاحت عدنان عبس عنترة السفود
وصاحت قبائل من مأرب السد هاربات من السديم
ومن الاراذل في انحاء اوروك الضحايا
وضاع الذنب في الذيب ومن بين اقاويل الدُعاء الانتماء
بعد قراءة الله أكبر كل من يريد من الله انتقاما من دماءِ الابرياء
وناحت الخنساء نواح الحانيات على ذكرى البكاء *
وقالتْ فرح العار لن يركب قامتي إلا بسم القابلات
وتغنى الشعر في إرهاصاتها عبر الأثير
وتنوعتْ نوتة الهزج ببقاءِ اللحن حتى سرى إلى رملِ البحار
واجازتْ عبقريات الوحوش إلى العقاب
عن الأجساد من لدنٍ وزبد بحار في الشمال
فكم مليون لمليار خنساء تَطَهّر رحمها من الرجس الخبيث
وخنساء جَثت على الركبةِ العرجاء
من القهرِ الكظيم؟
وانقطع الرجاء
والحرب ما هبطت أسعارها من الرجال
وتخطى الخصي آلاف مخصيين من الرعبِ والعزل المحسن بالدعاء
وتقطيع الرؤوس في جوٍ من الورعِ الزنيمْ
أما النساء القبائل في الحرم القديم
فقد بلنَ من الخوف على ثيابهن متحسرات
ومن زمن فيه الجرابيع سلالم قائمات تموجُ بالعاثرات
والداحس والغبراء صارت مدافناً لحبر الموجعات *
ومن أفانين التلونِ والسباء
وما ابتلت فيها من الإرث المغلف براياتٍ عن الناسِ من ماءٍ وطين
إذا كنتَ من طينٍ فكيف التفاخر بالنارِ وبالدمِ الوليد؟!
كيف التفاخر بتعويم الفؤوس؟
ودارت الحرب على بلوى الرؤوس
وسالمُ الزير إلى الوراءِ دار يفكرُ لا رجوع
أهي الهزيمة هذهِ ؟
أنطقْ بلا خجلٍ من الهزائمِ والفرارْ!!
في زمنِ الهزيمة مبتلاة بالوجع المسير
في حضن الحواضن من انكسار الانتصار؟
أهو المثال؟
أم أنهُ ثلث المراجل في الهزيمة وفي فنّ الأخير
ثلث الهضيمة كالغزال.
وتشقق قلبُ خنساء الخيام من البكاءِ والحزنِ المنمقِ بالرتوش
وتجمع الأطفال تحت راية الخيماتْ
كم مليار طفلٍ رضيع فقد الصراخ ؟
ومن قبائل هلوساتٍ فرت من لهيب في الرموش
هرب الغنيمة والتباهي " بالنصر المبين"
كيف التباهي وأرض اوروك تشكو من ظلام الظالمين؟
سمةٌ من العارِ المخبأ في الفصول
وتفرقتْ سننُ القديم تلبستْ سننُ الجديد
بضمائرٍ سودٍ مقنعةٍ بالدينِ والاسماء
أهي القديمة يا سالم الزير
بعد سنينٍ من الأملِ الدؤوب؟
أهي الفجيعة في اوروك بعد تاريخ خصيب؟
أين الشعارات عن الاعرابِ والاقوام والرايات منابع المجد التليد
يا سالم الزير عنتريات التقدم في اختبارات المراجع والمثل
كفى التباهي والتفاخر بالجدود
كفى الهزيمة حلوة في شعاراتِ الهروب من الحدود
يا سالم الزير إنها قد أفلست في شهوةِ القتل قباب من حديد
وتحسرتْ فيها قوائم من مصباتِ الحريق
أهي الهزيمة أم أنها نصرٌ مبين؟!
أهي الملايين المشردة من جوعٍ ومن نجاسةِ الزعماء والحكام؟!
يا سالم الزير بالله عجل صدرك لا تفاخر في قفاك
فقفاكَ مكشوفُ الدوائر من على رأسِ البغال الهاربات من القيود
بفعلِ سيفك المُعّوج في ضبعِ الخباء
هو انتصارٌ بالهزائمِ والخداع!
أهو أوروك الضياع على اليدينِ وفي دينٍ جديد؟
يا سالم الزير بغداد تموءُ من قملٍ مديد
بغداد عطشى من وباءٍ
اوروك تدميهُ سيوف الجبناء
وانت هربانٌ طريد
هربان كالخرفان من ذبحِ الوريد إلى الوريد
هربان عريان بين المنافس والجزعِ المرير
والقابعينَ على القبورِ
هربان من حكمِ الناسخين أفواهَ الحقيقة بالرياء!
قمْ واترك الأطلال والنفخ بالبوق
فساعة الوقت تدقُ بلا إنقطاع..
مستعجلون بلا ضياع
حتى التخلص من عسير.
----
* الخنساء هي تماضر بنت عمرو بن الحرب بن الشريد السلمي شاعرة رقيقة مرهفة، أشهر شواعر الجاهلية والإسلام، هي التي لم يجف لها دمع منذ أن قتل أخوها صخر، فنظمت في رثائه ورثاء أخيها معاوية من الأبيات ما تدمع له العين.
* داحس والغبراء : هما اسم فرسين شاركا في السباق "داحس" حصان اصيل ومشهور لقيس بن زهير العبسي ، "والغبراء" فرس شهيرة لحمل بن بدر الذبياني ، حرب معروفة استمرت نحو أربعين عاماً ، وأشترك فيها العديد من القبائل العربية من بني ذبيان مثل هوازن وقبيلة طيء التي كان لها ثأر لإغارة عبس عليهم ، ولاعتقاد عبس بأنهم سبب مقتل زعيمهم زهير ومن قبله ابنه شاس بن زهير ، فقد قامت الحرب التي ظهرت فيها قدرات عنترة بن شداد القتالية.
25 / 8 / 2021



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو التاريخ يعيد نفسه هذه المرة في كابول
- استمرار هروب العراقيين بهدف اللجوء والهجرة
- الجريمة الكبرى بحق المكون الأيزيدي والمكونات الأخرى
- هدف تعليق المشاركة ليس هدف تأجيل الانتخابات
- العطش اليعسوب
- تعليق المشاركة عام2021 ام مقاطعة العملية الانتخابية والعملية ...
- الوعي الصحي المتدني في رفض جانحة كوفيد 19 كورونا
- هل تتكررثورة 14 تموز في الشكل والمضمون؟
- استغلال الموارد المائية لإعلان حرب المياه على العراق
- صواريخ الميليشيات وما أدراك ما الميليشيات؟!
- ماذا تعني مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق؟
- مشكلة الإضرابات العمالية والبرنامج النووي الإيراني
- السلاح والمحاصصة ومستقبل الانتخابات لمجلس النواب
- الطائرات المسيرة ليست لعبة الطائرات الورقية
- الرحيل.. سعدي يوسف
- الى متى صواريخ الميليشيات على مطار بغداد والقوات العراقية
- جفاف دجلة والفرات والنواظم جفاف الحياة
- الانتخابات وما أدراك ما الانتخابات في العراق!
- الانتخابات الإيرانية ومستقبل العلاقات وعدم التدخل
- نص عراقٌ يا فلسطين!


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - نص زعزعة الزير سالم في اوروك العسير