أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مشرق جبار - الليتوست والعنف الأسري














المزيد.....

الليتوست والعنف الأسري


مشرق جبار

الحوار المتمدن-العدد: 6994 - 2021 / 8 / 20 - 23:10
المحور: حقوق الانسان
    


" كان طالب يستحم مع زميلته، وهي فتاة رياضية في حين هو لم يتقن السباحة. اذ كان يسبح ببطء وبمشقة. ولما كانت الطالبة تعشقهُ أخذت تسبح معه بنفس البطء. وقد شارفت الحصة على الأنتهاء، شأت أن تطلق العنان لغريزتها الرياضية، فانطلقت على الجهة الأخرى سباحة سريعة. بذل الطالب جهده لمجاراتها لكنه فشل وابتلعت رأته الماء، وشعر بالليتوست حين تراءت له طفولته المريضة من دون تمارين، مشمولا بعناية امه، فانتابه اليأس من نفسه وحياته. ولما صعدا الطريق معا ظلا صامتين، وغمرته رغبة لا تقاوم في ضربها. وعندما سألته "ما بك؟" اخذ يلومها! كانت تعلم أن التيار قوي قرب الضفة الاخرى، وأنه منعها من السباحة هناك؛ لأن في ذلك خطر على حياتها، ثم لطمها على وجهها. شرعت الفتاة تبكي، وعندما رأى دموعها اخذته الشفقة وضمها الى صدره، وهنا ذهبت عنهُ الليتوست!

يُعرف هنا ميلان كونديرا الليتوست في روايتهِ "الضحك والنسيان" وهي كلمة تشيكية ليس لها معنى مرادف في اللغات الأخرى، بأنها حالة من العذاب الناشئة عن مشهد بؤسنا الخاص المنكشف فجأة. ويشكل الحب أحد علاجات المألوفة من بؤسنا الخاص هذا، لأن الشخص المحبوب حباً تاماً لا يمكن أن يكون بئيساً..

اذ نرى هذي القصة والمصطلح تنطبق تماماً على ما يحدث في المجتمعات التي تعاني من العنف الأسري. حيث الأب او الاخ او الأم الذين تكون بيدهم السلطة الأبوية على غيرهم تنشأ لديهم حالة من الليتوست عند مواجهة حدث ما في العائلة؛ بسبب معاناتهم حين كانوا قاصرين. وبالتالي حين يتم فعل من احد ابناء العائلة وخاصة من قبل الفتاة ستعنف من احد ذويها! مع وضع تبرير للعنف بأن ما حدث هو لحمياتها من الأخطاء التي من الممكن ان تدمر حياتها! بينما في الحقيقة هم يعانون من الليتوست بسبب العنف الذي عانوه من قبل اهلهم، ومن قصورهم في الحياة التي كانوا يعيشونها في الماضي. ويجدون انفسهم في الوقت الحاضر ضعيفين لا يقدرون على المواجهة في الحياة امام ابنائهم. كل ذلك يوضع تحت تبرير بمسمى الحب والحماية!

وايضاً احد مسببات العنف هو الغيرة وعدم التكافئ، حيث يجد الاباء والأمهات او الاخوة البكر، انهم اقل مرتبة من الجيل الحديث، بسبب عدم توفر الامكانيات الحديثة في عدهم. او الزوج أقل مرتبة من الزوجة بسبب عدم توفر الفرص الحياة للتساوي بينهما، وهذا سوف يخلق نوع من الليتوست التي تسبب العنف مع من يعيشون ولنفس التبرير اعلاه.

يقول كونديرا "إن من خَبِرَ نقص الأنسان أمِن نسبياً من صدمات الليتوست، أذ يصبح مشهد بؤسه الخاص شيئاً مألوفاً لديه ولا قيمه له! الليتوست هو نقص الخبرة!"

اذن معرفة الأنسان بنفسه، ودفع ذلك للحصول على خبرات واكتشافات جديدة التي تؤهل الانسان ليكون متكافئ مع غيره في العائلة، وكذلك توفر الانظمة الجيدة والمساوية في الحقوق، وتوفر العمل وسبل العيش؛ ستقلل من العنف الاسري او الليتوست.



#مشرق_جبار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي والابعاد الفيزيائية
- فصل السياسة عن العلم
- هل يتعارض الله مع الأخلاق


المزيد.....




- الأونروا تحذر من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في غزة
- تواصل حرب الإبادة الجماعية في غزة بالتزامن مع مجازر المجاعة ...
- دعوة أممية لإغاثة الأفغان المرحلين من دول الجوار
- وزير أوغندي يدعو لوقف التعذيب واحترام حقوق الإنسان قبل انتخا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل عائلات شهداء بطوباس ويشن حملة ...
- السعودية.. إعدام مصري يشعل تفاعلا بعد كشف تفاصيل ما فعله داخ ...
- الاحتلال يفجر منازل عائلات شهداء بطوباس ويشن حملة اعتقالات ب ...
- مسؤولو الأمم المتحدة يحذرون من ظروف لا توصف في غزة وتحمل الأ ...
- جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع الإنساني في غزة
- كيف تفاعل اللاجئون السوريون ببريطانيا مع تجميد طلبات منح الإ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مشرق جبار - الليتوست والعنف الأسري