أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مشرق جبار - الوعي والابعاد الفيزيائية














المزيد.....

الوعي والابعاد الفيزيائية


مشرق جبار

الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 20:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين تبتعد عن الأرض أميالاً لن ترى الكائنات؛ لأن البعد يتناسب عكسياً مع قوة النظر! حيث يمتزج كل شيء في البعد حتى يحيل دون رؤية تلك الاشياء. البعد ايضاً يقلل من المعرفة الحسية والعقلية لان كلاهما يحتاجان الى التلامس عن قرب بالأشياء للأستدلال؛ لذلك صنع المجهر والمقراب، والعدسات الضخمة التي تجمع الكثير من صور الكون..
نعلم بأن الوجود الذي نعيش فيه يتكون من ثلاث أبعاد، والبعد الرابع هو الزمكان. اذن ماذا عن الوعي الذي نمتلكهُ وما اقرب شيء له ليتطابق معه؟ وماذا عن الوعي الاخر للكائنات الاخرى وللمادة؟

لو نأتي الى المادة العضوية التي تكوننا هي حية، لكن بالمقابل هناك مواد عضوية غير حية، اذن ما الذي يميز ما هو حي وما غير ذلك، ممكن العمليات الحيوية هي من تحدد ذلك، لكن وحدها ليست كافية. فهل الوعي كافٍ لحل المسألة؟!

الفيزياء ترصد الذرات والالكترونات، بينما الكيمياء ترصد التفاعلات والتكوينات، لكن كلا العلمين لا يعطينا رصداً خاصاً لجوهر المادة! فهذا يحتاج وعياً غير ما نمتلكه لفهم ما يحدث! بما أننا والكون والموجودات عبارة عن شبكة عنكبوتية مجهولة المركز التي منها ابتدأ العنكبوت نسجها، وهذا العنكبوت ان وصلنا له وعرفنا سلوكه وتكوينه سيتم التوصل الى Panpsychism و Theory of everything.
من الممكن ان الوجود الذي يحتوي على كل شيء، مادته تمتلك وعياً خاصاً بها؛ لان حين ترى تفاعلات الطبيعة مثل تكون مواد الصهارة بتدرج، او جريان الانهر وعمل الجاذبية دون تدخل خارجي، وحتى اسلوك الالكترون موجي ومادي، حيث يكون مادياً اذا تم رصده في التجربة. فهذا يدل على انها تمتلك وعياً، وهذا الوعي يمكننا ان نشير اليه بأنه وعي خاص بذاتها، بينما الكائنات المتمثلة بالنباتات والحيوانات التي يمكنها ان تدرك احتياجاتها من مأكل وغريزة تكاثر ووبقاء دون عمل على تذكر الماضي وتخيل المستقبل ووضع اهداف فهذا وعي آخر لها. وبالنسبةً للأنسان من خلال عقليتهِ يمكن ان له ان يحدد الاهداف والغايات لحياتهِ؛ وبذلك نمتلك ماضي للتذكر، وحاضر للعمل به، ومستقبل يمكن تخيله واستنتاجه. وبهذا ندعي ذلك انه وعياً، وهذا الوعي ما يجعلنا نتقدم بالمعرفة والعمل.

بالاستناد الى تجربة كارل ساغان: "فرضاً وجود أرض مسطحة ولدينا ملصقات تتكون من بعدين طول وعرض فقط دون ارتفاع مطلقاً، هذي الملصقات هي الكائنات التي تعيش على هذي الأرض المسطحة. يتحركون يمين ويسار والى الامام والخلف، لكن اطلاقا ليس للأعلى او للأسفل. وفي هذا الأثناء اتى كائن ثلاثي الأبعاد الذي تمثل بتفاحة. هذا الكائن ترى مربعاً جذاباً ذو مظهر متجانس. للتفاحة تقترب من الارض المسطحة فيلقي التحية على الكائنات المربعة ذات البعدين، لكن هذي الكائنات المسطحة لا ترى احداً، لكن يسمع صوت ترحيب يأتي من داخله، حتما سيقلق! الكائن الثلاثي سيرى الكائن ذا البعدين منحرف نفسياً فيقرر ان يدخل الى الارض المسطحة. الان وجود الكائن ثلاثي الابعاد ضمن الارض المسطحة هو جزئي فقط، سطح مستوٍ مقطع عرضي يمكن رؤيته، لذلك عند بدء وصول المخلوق ثلاثي الابعاد للأرض المسطحة ستظهر فقط نقاط التلامس التي يمكن رؤيتها. وفرضاً طائر المربع ذو البعدين أتى من الخارج، يرى مخلوقاته والأرض المسطحة ويهبط فتراه مجموعته انه اتى من العدم! سيسألونه اين كنت؟ فيجيبهم: كنت في بعد ثالث! فيربتون على كتفه ويقولون له:هذا جنون، اين هذا البعد؟ -انه في الاعلى!
هذا عن الثلاث ابعاد فما عن البعد الرابع والابعاد الاخرى؟!

نرى في هذي التجربة الفيزائية النظرية بأن الوعي ممكن أن يكون كذلك، حيث وعينا مطابق لوجودنا ذا الثلاث الابعاد الفيزيائية، الذي به لا يمكننا ادراك جوهر المادة وانما نرصد تفاعلاتها وتكونها والنتائج المحصلة منها فقط. لذلك نحتاج الى وعي ذا ابعاد كثيرة لكي ندرك ما هو أبعد من خلال تقريب الوعي لها.

لهذا استنتج بأن الوعي يقسم الى قسمين:
1- وعي نسبي
2-ووعي مطلق.
-الوعي النسبي الذي يتمثل: وعي ذا اتجاه واحد وهو الذي تمتلكه الجمادات التي تكون مسيرة من ذاتها بخط مستقيم، ووعي ذو اتجاهين وهو الذي تمتلكه الكائنات الحية مثل النباتات والحيوانات والمجهريات التي تكون مسيرة من غريزتها وتكوينها بخطين مستقيمين بأتجاهين، ووعي ذو ابعاد ثلاثة وهو الذي يمتلكه الانسان وحده! حيث ادراك الماضي البعد الاول والحاضر هو البعد الثاني والمستقبل البعد الثالث، يجتمعن معا ليكونن الوعي الانساني النسبي ذو الثلاث محاور من تكوينه العقلي.

-اما الوعي المطلق والذي يتمثل في كل الاتجاهات.
هذا ما يحتاج ان يمتلك الكائن الى قوة عقلية خارقة ليس فيها قصور او تأثر بأنعكاسات ذاته والواقع، وكذلك ابعاد فيزيائية اخرى حتى يتلائم العيش فيه من ناحية الادراك والتفاعل، اذ لا يصح منطقياً ان يمتلك الكائن وعي مطلق في وجود محدود ذو ابعاد ثلاثية! هناك فقط ادراك الاعلى بعداً الى الادنى بعد. واما العكس سيكون فرض احتمالات.



#مشرق_جبار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل السياسة عن العلم
- هل يتعارض الله مع الأخلاق


المزيد.....




- ألمانيا تعلن ترحيل سوري الى بلاده للمرة الأولى منذ العام 201 ...
- صوامع وصواريخ عابرة للقارات.. تحذير أمريكي من توسّع متسارع ل ...
- فنادق فاخرة ويخوت وامتيازات.. كيف يعيش رموز النظام السابق في ...
- دلّل كليتك بهذه الأطعمة وجنبها هذه المرهقات!
- -لن تتحول إلى منتجع سياحي-.. تفاعل واسع مع تصريحات بطريرك ال ...
- من قاعة المحاضرات إلى مكب النفايات.. معيد جامعي تطيح به الحر ...
- 5 درجات لنضج الموز.. إليك الدرجة الأفضل لإنقاص الوزن
- عودة اليابان لتشغيل مفاعل نووي يثير غضبا محليا وتفاعلا على ا ...
- لقاء الملك وويجز.. -كلام فرسان- جسر فني بين جيلين متباعدين
- شاهد.. انفعال لاعب مغربي على زميله يتصدر الترند.. ما القصة؟ ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مشرق جبار - الوعي والابعاد الفيزيائية