أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قصة بييرا 1983 (ماركو فيريري):مسار تطوري غريب














المزيد.....

قصة بييرا 1983 (ماركو فيريري):مسار تطوري غريب


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6994 - 2021 / 8 / 20 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


يتعاون ماركو فيريري لأول مرة مع ملهمة فاسبندر الأولى (هانا شيغولا)،ومع الممثلة الصاعدة-في ذلك الوقت-ايزابيل هبرت،بالاضافة الى حضور باهت جدا للايطالي الكبير مارسيلو ماستروياني.
يبدا الفيلم بالفكرة الجحيمية التي عبر عنها فيريري في فيلم (البحث عن ملجأ) مع ولادة بييرا نفسها،ويبدو –من وجهة نظر مناقضة-بأنه هو الشيء النافع الوحيد الذي فعلته أوجينا في حياتها-الممثلة الألمانية هانا شيغولا-لأنها تقضي حياتها بالتسكع والتشرد وممارسة الجنس مع اول عابر طريق،بينما الزوج لورنزو،منتمى الى الحزب الشيوعي –مارسيلو ماستروياني-ويحمل طابع البرود الشديد لكل ما يجري من حوله حتى اتجاه زوجته التي تعاني شيئا من جنون ايضا.
انتماء لورنزو الى الحزب الشيوعي لم يجعلنا نحكم على الفيلم بأنه ذو طابع اجتماعي سياسي-حتى لو ظهرت بعض لقطات احتجاج هنا وهناك-بل هو يحمل الصفة الفردية ذات الطابع الشخصي لتطور شخصية بمفردها وهي بييرا،ومن الممكن القول ان مسار الحكاية البارد والبليد يروي قصة الأم ذات الهوس الجنسي الجنوني،ومع ذلك فهو لا يحمل أي صفة ذات بعد نفسي واضح سوى الجنون.
نلاحظ أن بييرا تطالع المشاهد الجنسية دائما بقبول وباستغراب...قبول علاقات واضحة ومطروحة للعيان لوالدتها،ومع شيء من العنف الأسري غير المبالغ فيه نقول ان الموضوع يحمل الصفة الفردية للتشكل الجنسي غير السوي أو الطبيعي لفرد معين وهي بييرا التي لازالت في سن المراهقة.
هناك لقطة في الفيلم ملفتة للنظر:بييرا تحاكي عراء والدتها وتقلدها بلباسها وتوقف صفا من الصبيان في امتحان عن كيفية تنفيذ القبلة،وكانت بييرا هي التي تعطي الحكم،بحيث اعطى ماركو فيريري انطباعا أن التطور الشخصي لهذه الشخصية مشوق وملفت للنظر،خاصة بأنه يؤرخ ايضا لحظة الطمث الأولى،فكانت كل المعطيات تشير بأن هناك شبق قادم على نمط الفريدة يلنيك...ولكن الحبكة تحركت بشكل مخالف للتوقعات؟،فهذا الماضي من الاعتلال النفسي سيخلق شخصية على درجة كبيرة من التوازن والقسوة المحفوفة بشيء من الهشاشة،على خلاف والدتها المحكوم عليها اصلا بعدم التوازن.
تكبر بييرا بهدوء،وربما ببلادة أيضا
وكأن ماركو فيريري يحاول الانتقال الى حيز أكثر ضيقا....حيز انفعالي داخلي ولكنه غير قادر على الوصول الى اي شيء على الأقل مقنع،وحتى لو كان مسار هذه الحبكة واضح الى حد ما،إلا أن المغزى لهذه القصة يبقى غير واضح حتى النهاية...
إن كانت بييرا تحن الى الثدي أو الى الرضاعة كفعل ناتج عن افتقاد الأمومة،فإن كان ماركو فيريري يريد ان يقول ذلك فهذا حكم يبدو سيئا جدا حتى لو كان خاضعا لنظريات التحليل النفسي.
يقول لورنزو:عندما كنت اعمل في الحزب،كنت أملك حبين،العلم الأحمر واوجينا،إلا ان العلم الأحمر أحالني للتقاعد وأوجينا دمرت حياتي.
بالتأكيد،الجملة السابقة لا تحمل أي نوع من الكناية أو تورية سياسية،فلن يكون عنوان المقال-على سبيل المثال-ماذا حقق لنا العلم الأحمر؟!
إذا هناك بعض العناصر،او المعطيات:
العاب جنسية وزنا محارم،حرمان جنسي وشبقية،واشارات الى سحاق،مع شيء من حنين الى الأمومة،وايضا شيئا من فيتشية مع تراجيديا رومانية قديمة ومسرح ميديا
ولكن كل ذلك يحوم حول السطح،باختصار اكثر تعبيرية عن حالة الفيلم:الفيلم غير مقنع
أن يكون هدف بييرا أن تحقق شيئا من انتقام لوالدها من والدتها فهذا يعني شيء من خرافة في هذا المسار التطوري الغريب...
الفيلم هو من كتابة ماركو فيريري،وحصلت هانا شيغولا على جائزة افضل ممثلة من مهرجان كان عام 1983.
16/6/2021



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم مارا 2015(يوميات الباصق في وجه الأدب)
- البحث عن ملجأ 1979: هدوء نسبي
- وداعا أيها القرد1978(ماركو فيريري):كل شيء ممكن حتى نحكي فيلم
- المنحى الكانيبالي عند ماركو فيريري
- المرأة الأخيرة 1976(ماركو فيري):هستيريا العلاقة
- لا تلمس المرأة البيضاء 1974(ماركو فيري):لمحة سوداء عن التاري ...
- الوليمة الكبيرة 1973(ماركو فيري):المحرك الديونيسي المعاكس
- ليزا 1972(ماركو فيري):من المرأة القردة الى المرأة الكلب
- الجمهور (المقابلة) 1971-ماركو فيري: الدلالة اللغوية والموقف ...
- (ماركو فيري):The Seed Man 1969 ما هو الممكن المختلف في هذه ا ...
- ديلنجر قد مات1969 (ماركو فيري):جلوكو وحديث الليلة الأخيرة
- حريمها 1967(ماركو فيري):نكوص الواقع القبلي
- زفة العرس 1965(ماركو فيري):نظريات في طبيعة العلاقة
- الانفصال 1969(ماركو فيري):الحقيقة المختفية خلف حقيقة مقتضبة
- اليوم،والغد،وبعد الغد 1965(ماركو فيري ومجموعة مخرجين):حفريات ...
- (ضد الجنس)-ماركو فيري:Counter Sex1964
- المرأة القردة 1964(ماركو فيري): ليس لأضفاء أي لمسة على نظرية ...
- العش الزوجي 1963(ماركو فيري):قصة ملكة النحل
- ماركو فيري:أفلام المرحلة الاسبانية الأولى
- عن المخرج الايطالي ماركو فيري(1928-1997) وفيلم اللحم 1991


المزيد.....




- موت إيجه إعلان حصري ح 36.. مسلسل المتوحش الحلقة 36 والأخيرة ...
- هتتفرج بدون اشتراك… رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 ب ...
- “باقة من البرامج والمسلسلات وأفلام السينما”عبر تردد قناة CBC ...
- “ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج ...
- مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكي ...
- بتهمة -الفعل الفاضح-.. إحالة سائق -أوبر- بواقعة التحرش بفنان ...
- عز وفهمي وإمام نجوم الشباك في موسم أفلام عيد الأضحى 2024
- فرويد ولندن.. أتاها نجماً هارباً فجعلته أسطورة خالدة
- الروسي بيفول يهزم الليبي مالك الزناد بالضربة الفنية القاضية ...
- وزير الثقافة اللبناني يزور منزل الشهيد عبد اللهيان


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قصة بييرا 1983 (ماركو فيريري):مسار تطوري غريب