أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - من عشقته .. قتلته ؛ القصة الكاملة














المزيد.....

من عشقته .. قتلته ؛ القصة الكاملة


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 485 - 2003 / 5 / 12 - 03:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


صدى السنين - 4

من عشقته .. قتلته ؛ القصة الكاملة

 

[email protected]

في فترينة شاهد قبره ، تلك المؤطرة والمبطنة بالإيمان بكل ما هو نبيل ، في هذا الكون ، بدء من الله وانتهاء إلى الله ، تقرأ العبارة الموجزة : من عشقته قتلته !
من العاشق ومن المعشوق ؟ من القاتل ومن القتيل ؟
هو حديث قدسي ، لعل قارئا قرأه في بعض الكتب ، فخطه بمداد من نور : من دعاني أجبته ، ومن أجبته أحببته ، و من أحببته عشقته ، ومن عشقته قتلته ، ومن قتلته فعلي ديته ، ومن علي ديته فأنا ديته !
على واجهة قبر من كل هذا النور الوهاج ؟
شاب بعمر الورد ، طواه الردى عنا فأضحى مزاره / بعيدا على قرب ، قريبا على بعد . ما اسمه ؟ ميثم عبد الرسول الفياض . ما قصته ؟
المجاهد العراقي أبو محمد الشاكري . هكذا تقرأ على قبره الغريب كنيته . فالغرباء في | جنة الزهراء | وهي جبانة بطهران ، مجاهدون ، وعراقيون ، فحسب . قاتلوا ببسالة نظام الإجرام البعثي المنهار كل بقدر استطاعته . حفروا بأظفارهم تحت بنيانه فقوضوه بدمائهم من القواعد ، ولو بعد حين . لم تسقطه أميركا إذ أسقطته ، بل هم من وضعه بين يديها منهكا مترنحا خائر القوى ، بعد حرب حامية الوطيس منذ يوم محمد باقر الصدر ، خضيب اللحية المنسي ، وحتى يومك . أرأيت كيف تحفر قطرات المياه في الصخر أخاديد ؟
لميثم الفياض ، أو أبي محمد الشاكري قصة :
في يوم نيساني حزين من عام 1980، أقتيد أخواه ، رياض وفياض إلى المجهول ، بتهمة الإسلام . قيل أنهما عضوان في تنظيم إسلامي معارض . اعتقلت معهما أمهما ، لمجرد أنها زارت رياض في مخبئه ، حاملة إليه طعاما . اختفت هي الأخرى . تركت وراءها طفلا معوقا لا يعرف أحد سواها كيف يرعاه ، وبنتا ، ويافعا ، و زوجا في العقد الخمسيني من العمر . ألقي هؤلاء الأربعة وراء الحدود مع إيران ، رغم جنسيتهم العثمانية !
كان فياض متزوجا من ابنة خالته . كانت عندهما طفلة . ظلت الطفلة طفلة . قالت عنها أمها : كأن عيني لذكراها إذا خطرت / فيض يسيل على الخدين مدرار ..
استشهد ميثم في يوم حزيراني قائظ من عام 1984، بجزر مجنون . تزوجت البنت قبل استشهاده . انتظر الأب الخمسيني الغائبين حتى تجاوز السبعين ولم يعودوا . انتظر الأسباط طويلا ولم يأتوا ، هم الآخرون . قال – ذات مرة – لو لم يكن حراما ، لألقيت بنفسي تحت سيارة مارقة . ممض ما أعاني ، كما السياب . عانى ما عانى ، بهاء ( أو حمودي ) المعلول ، لكنه عاش يثير الحنين في قلب أخته المكلوم ، إلى زمن غابر سعيد . يوم كانوا يتحلقون في بيتهم المنيف حول الأب والأم ، مبتهجين آملين فجرا أبهج . بيتهم باعه الأمن إلى جارهم الذي وشى بولديهم ! هكذا قيل والعهدة على من قال وروى ، لكن الأيام بيننا ، والله في علاه شاهد وشهيد .
آب الحاج عبد الرسول الفياض إلى ربه ، صباح عيد الأضحى منتصف التسعينات ، ولم تكتحل عيناه بمرأى الغائبين .
عاد الغائبان اليوم ، العاشر من أيار ( مايو ) من العام ألفين وثلاثة خبرا مقتضبا ، دون امهما العلوية سكينة السيد عبد السلام الموسوي :
اشتملت قوائم الأمن والمخابرات على اسمين لمعدومين هما :
1- رياض عبد الرسول الفياض
2- فياض عبد الرسول الفياض
جلس زوج شقيقتهما إلى لوحة مفاتيحه .. مستعرضا القصة .. في الهزيع الأخير من الليل .

--------------------------------------------

 



#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية تبعث على القشعريرة
- صدى السنين - 3
- هل يفعلها الجلبي ؟
- العراقيات لا يردن حريتهن !
- صدى السنين – 2 قصرت العقول بمقدار طول اللحى !
- ألف مبروك انتصرنا !
- هنيئا لنا هذا الفتح المبين ومريئا…
- مصداقية - أبو ظبي- و شاكر حامد ؛ شهادة دامغة !
- الفرحة التي يبدو أنها لن تتم
- القبائل العربية تطلق رصاصة الرحمة على عروبة العراق !
- الهم الأول : إعادة بناء شخصية العراقي
- إهانة العراقيين قنبلة موقوتة .. يا تحالف
- بلبل بغداد .. بشير يوم الخلاص
- أول أيام الحرب : الإعلام في خدمة صدام !
- بس ظلوا الماعدهم عشيرة …
- مواكب عرس بني وهاب في صبيحة الدم !
- كلمة حق إماراتية يراد بها باطل !
- ثانية .. العربية بائسة !
- تنكيت في زمن التبكيت !
- بؤس العربية …!


المزيد.....




- نديم شرفان فخور بمشاركة -ميّاس- اللبنانية في جولة بيونسيه ال ...
- بعد تحويله إلى متحف.. ترامب يوجه بإعادة تشغيل سجن مُغلق منذ ...
- إعلام: الجيش الباكستاني يواجه نقصا في الذخيرة بسبب مبيعاته إ ...
- احتجاجات في الولايات المتحدة حول قرار مثير للجدل لفرض عقوبا ...
- ليبيا.. الدبيبة يهاجم البرلمان قبيل جلسة تزكية الحكومة الجدي ...
- قلق أردني من التصعيد في الجنوب السوري
- بوشيلين: القوات الروسية تجري عمليات عسكرية مكثفة في محيط دزي ...
- إعلام: الاتحاد الأوروبي يمنع لندن من الوصول إلى قواعد البيان ...
- تحالف أسطول الحرية يؤكد تعاونه مع مالطا لإصلاح سفينة -الضمير ...
- عاجل | أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير: المجلس الوزاري المصغر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - من عشقته .. قتلته ؛ القصة الكاملة