أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سياسات الغرب في أفغانستان أعادت طالبان إلى الحكم ؟














المزيد.....

هل سياسات الغرب في أفغانستان أعادت طالبان إلى الحكم ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين هاجم تنظيم القاعدة التكفيري الولايات المتحدة بطائرات مدنية وأسقط ما يقرب من 2500 قتيل وكثرة من الجرحى والمعوقين في 11 أيلول/سبتمبر 2001 ، أقسم جورج دبليو بوش ، بغضب جامح وهستيريا ، اليمين بأخذ "الثأر!" من الدولة الثيوقراطية المتشددة في أفغانستان التي احتضنت تنظيم القاعدة ووفرت له إمكانيات التحرك عالمياً. فكانت الحرب في أكتوبر، تشرين الأول 2001 ، التي أدت إلى إسقاط حكم طالبان واحتلال أفغانستان بتحالف دولي شاركت فيه 43 دولة إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية . ودام وجود هذه القوات طوال عشرين عاماً تحت شعار "محاربة الإرهاب وبناء أفغانستان!". والسؤال هل حقق الغرب هذا الشعار الكبير؟ لم أكن ، وكثيرون غيري ، مع هذه الحرب لأنها لم تكن حرباً عادلة ولا مقبولة ، إذ كان المفروض قيام المجتمع الدولي بمطاردة القاعدة في كل مكان ، ومحاصرة وعزل طالبان ودولته الثيوقراطية الأفغانية وتنشيط المعارضة في أفغانستان للوصول إلى نتائج إيجابية لصالح الشعب الأفغاني ومحارية الإرهاب دولياً ، تفوق العواقب الوخيمة التي انتهت إليها هذه الحرب بعد عشرين عاماً ووقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة تحملها الشعب الأفغاني والدول التي شاركت في تلك الحرب بوجودها العسكري في أفغانستان .
إن تجربتنا في العراق مع الحرب التي أقدمت عليها الولايات المتحدة بتحالف دولي وعربي واسع إسقاط دكتاتورية البعث والدكتاتور صدام حسين في عام 2003 تشير إلى أن همَّ الغرب لا يتوجه صوب تحقيق إرادة الشعب ومصالحه وضمان الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية بأي حال ، بل يتوجه صوب مصالحه في العراق والمنطقة مباشرة ، مع إشاعة "الفوضى الخلاقة!" وتشديد الصراعات ونشر واسع للفساد بين النخب والقوى الحاكمة والمجتمع والمشاركة فيه ، مما يجعل شعارات الغرب في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كلها يافطات كاذبة ومزرية وذات عواقب وخيمة .
وهكذا كان الأمر في أفغانستان. لقد عمل الغرب طوال عشرين عاماً ونسى أن عليه أن يبني دولة عقلانية تحقق مصالح الشعب الأفغاني ، بل عمل بإصرار شديد على إقامة سلطة غير عقلانية ، سلطة شبه دينية شبه مدنية فوقية مشوهة ومتصارعة وفاسدة حتى النخاع ، ومهتمة أولاً وقبل كل شيء بتوفير أقصى ما يمكن لكل من هؤلاء الحكام من أموال ونفوذ على حساب مصالح الشعب واستنزاف ما وردت لأفغانستان عبر طرق شتى من إعانات ومساعدات مالية وعينية . كما صرفت نسبة عالية من تلك الأموال لاقتناء الأسلحة والمعدات العسكرية التي وقع كلها أخيراً في أيدي طالبان. لم تسهم الولايات المتحدة وعموم الغرب ، ولا المسؤولون الأفغان ، في إقامة إدارة حكومية رشيدة ونظيفة ومسؤولة وذات انتماء للشعب كله ، ولا في بناء جيشٍ وطنيٍ مدربٍ جيداً وعقيدته الدفاع عن الإنسان والمجتمع وسيادة الوطن. والدور الأبرز والمحدود كان لمجموعات من منظمات المجتمع المدني الغربية التي اهتمت بتنوير مجموعات من النساء في المدن الكبيرة ودفع الصبية والشبيبة ، إناثاً وذكوراً ، للدراسة في المدارس الحديثة التي اقترنت أيضاً بقضايا دينية ، بسبب طبيعة المساومة مع شيوخ الدين الذين لم يلتحقوا بقوات طالبان وحربها ضد الحكم الجديد .
الولايات المتحدة الأمريكية لم تبدِ أي اهتمام بتغيير البنية الاقتصادية للاقتصاد الأفغاني ، وبالتالي لم تسهم في تغيير البنية الاجتماعية للمجتمع وحافظت على الأوضاع كما كانت عليه قبل ذاك ، وبالتالي استمرت البطالة واسعة جداً ، وجرت محاولة استيعابها في القوات المسلحة أو في الخدمات وفي جيش جرار من البطالة المقنعة في الإدارة الحكومية واستنزاف نسبة عالية من أموال الخزينة . كما استمرت حالة الفقر المدقع في الريف والمدن البعيدة عن كابل ، واعتماد المزارعين على زراعة الخشخاش والحشيشة لإنتاج الأفيون والمخدرات الأخرى ، ثم السقوط التدرجي في أحضان قوات طالبان وتنظيماته السياسية التي استولت تدريجاً على مساحات واسعة من أرياف وجبال ومناطق في أفغانستان. إن غياب التنمية الاقتصادية والتعليم المهني والتقدم الاقتصادي أعاق فعلياً تحقيق التغيير المطلوب في وعي الفرد والمجتمع وتنشيط التنوير في صفوف غالبية الشعب.
إن الدرس الكبير والأساسي الذي مرّت به البشرية على امتداد القرون المنصرمة يؤكد بأن الحرب لم ولن تحل أي مشكلة في العالم ، بل تلد حروباً أخرى وتخلق مشكلات أخرى وتزيدها تعقيداً. وهو ما قدمته تجربة أفغانستان ، وما تشير إليه حتى الآن تجربة الحرب ضد الدكتاتورية الغاشمة في العراق والتي لم تكن قوى المجتمع على استعداد فكري وسياسي في قيادة البلاد صوب مجتمع حر وديمقراطي ومستقل ، بل أقام المحتلون نظاماً سياسياً طائفياً محاصصياً ومشوهاً وفاسداً ومتصارعاً في أفغانستان والعراق. وما حصل في أفغانستان يجد تعبيره بصيغة أخرى في هيمنة الدولة الثيوقراطية المتشددة والمستبدة الإيرانية على الوضع السياسي والاقتصادي والطائفي في العراق. لقد شاركت الولايات المتحدة وإيران وتركيا مجتمعة بمنع عملية التنمية الاقتصادية في العراق بمساعدة ودعم مباشرين من جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بين 2003 -2021 ، ومنع تغيير بنيته الريعية النفطية وطبيعة علاقات الإنتاج وإبقاء المستوى المتخلف للقوى المنتجة وبنية المجتمع الطبقية المتخلفة. إنها عملية مقصودة وهادفة ومناهضة لإرادة ومصالح الشعب واستقلال وسيادة الوطن. إن تشخيص ذلك يتطلب معه العمل على تغييره بتغيير النظام السياسي الطائفي الفاسد قبل أن يحصل في العراق ما حصل بشكل تام وكامل في العراق من خلال الهيمنة التامة لولاية الفقه الإيراني والدولة العميقة على العراق ، كل العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من ملامح أساسية تميز الوضع السياسي والاجتماعي الراهن في ا ...
- نوري المالكي : أمس: الطبقة السياسية فشلت فشلاً ذريعا ، وأنا ...
- هل من مهمات رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي تهنئة رئيسي ، أم ...
- هيمنة الحشد الشعبي على القوات المسلحة العراقية ، هذا ما تسعى ...
- أينما تمتد الأصابع الإيرانية يرتفع الدخان !
- محاولات الأحزاب الطائفية الشيعية ترميم -بيتها الخرب- في العر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر وأتباعه - أين أنتم وأتباع ...
- كتاب: فهد والحركة الوطنية في العراق
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
- أين يكمن الخلل : في منظمات حقوق الإنسان ، أم في كثرتها وعلاق ...
- مقاطعة الحزب الشيوعي العراقي للانتخابات المبكرة ... فما العم ...
- شعب العراق في مواجهة الفقر والحرمان والإرهاب والموت!!!
- هل من جديد في تصريحات الكاظمي حول اعتقال قتلة هشام الهاشمي ؟
- ماذا يراد من الفوضى -الخلاقة القاتلة- الجارية في العراق المس ...
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 8 - 11 العهد الجمهوري
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ...
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ...
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ...
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 العراق في العهد ...
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سياسات الغرب في أفغانستان أعادت طالبان إلى الحكم ؟