أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض النسق الفكري لدى شوبنهاور















المزيد.....



نقض النسق الفكري لدى شوبنهاور


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 09:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من لايعرف الفيلسوف الألماني شوبنهاور ، لايعرف من المرأة سوى أظافرها ، ولايعلم من الشمس إلا ظلامها في الليل ، ومن لم يقرأ مؤلفه ، العالم إرادة وتمثلاٌ ، فلم يعرف من مفردتي الأحاسيس والأفكار سوى لفظيهما ، ولم يعرف من الفكر الفلسفي سوى الجانب الأعرج منه . يقول شوبنهاور في مستوى الوجود : إن الوحش راض ، بمجرد الوجود ، أكثر بكثير من الإنسان ، والنبتة راضية بشكل تام وكامل ، ويجد الإنسان الرضى في ذلك بمقدار مايكون بليداٌ وغبياٌ . وبالنتيجة فإن حياة الوحش تتضمن معاناة أقل لكنها تتضمن بالمقابل لذة أقل إذا ماقورنت بمقدار اللذة والألم في حياة الإنسان . والسبب في كل هذه المقاربات والمباعدات ، إذا ما وضعنا الإكتراث جانباٌ ، فإن الوحش يجهل الأمل في معانيه الفعلية ويغيب عن حياته ذلك التوقع الفكري لمستقبل سعيد وتغيب عنها حركة الخيال المشجعة والمحرضة ، فهذا الجهل وذلك الغياب وفقدان الإكتراث ترجع في أصولها ومنبعها إلى محدودية وعيه ، إلى حدود وعيه . ويستطرد : إن الوحش يجسد البواعث الآنية ، يجسدها بشكل تماثلي تطابقي ، فطبيعته لاتتضمن من عناصر الخوف والأمل إلا بمقدار مايتفق ذلك مع الأشياء التي تحيط به وتمس حياته ، ولهذا هو لايعرف القلق ولا الشعور باللحظة القادمة ، بينما مجال رؤية الإنسان تمتد إلى مجالات لاحصر لها ، إلى آفاق في الماضي ، إلى المستقبل الإفتراضي ، وكإن اللحظة الآنية غائبة ، وهكذا يوجد مجال واحد تتفوق فيه الوحوش بالحكمة على الإنسان هو إستمتاعها الهادىء والمطمئن بتلك اللحظة الراهنة ، بتلك الآن . ويردف : كما إن النبتة تمارس ذاتها وخواصها من خلال إحساسها، والطبيعة تمارس ذاتها وقوانينها ، الجاذبية مثلاٌ ، فإن الحيوان يمارس نفسه وغريزته وإرادته ، ولاشيء يمنع من تحقيق إرادته الغريزية تمهلاٌ أو إلغاءاٌ إلا إذا وجدت إرادة أخرى تفرض نفسها بقوة أكبر ، وأما الإنسان ، فإذا ما وضعنا قضية الأخلاق جانباٌ وبعضاٌ من الخير والإيجاب ، فإنه يشكل حالة مليئة بالتناقض ، وطافحة بالسلب وبالشر . ترجمنا ذلك بشيء من التصرف للإختصار والوضوح .
المقدمة الأولى : في موضوع حالة الوجود ، وفي موضوع حالة الآن ، ينتقل الإنسان من حالة قد تحققت إلى حالة قد لاتتحقق ، ويبحث عن شيء غير محدد ، شيء لايستطيع أن يحدده ، شيء قابع ماوراء تلك الرابية التي لن تتمظهر له أبداٌ ، والغريب في الأمر إنه لايتوقف عن البحث ولايستطيع أن يتوقف . وكما إن النبتة تبحث عن الشمس وعن الكلوروفيل ، وتمدد أغصانها في كل السمتات ، وتعمق جذورها العديدة في الأرض وتكثر من فروع جذورها كما لو إنها تبحث عن المعادن ، المنغنيز والصوديوم والحديد والزنك . فإن الطبيعة لاتكف عن الحركة وعن التفاعل الكيميائي ، وعن ممارسة قوانينها في الفيزياء والرياضيات ، فلو توقفت لهلكت . وهكذا فإن الوحش ، أيضاٌ مثل النبتة والطبيعة ، هو سيد الآن ، سيد تلك اللحظة ، سواء سلباٌ أم إيجاباٌ ، لكنه مثلهما لايعرف موضوع الحالة ، موضوع الإنتقال من الحالة إلى حالة أخرى ، بينما الإنسان يضحي بالآن ، باللحظة الراهنة غباءاٌ وجهلاٌ وبلادة ، ولايدرك ما حدث له ، لكنه في نهاية المطاف يدرك إن ماكان يبحث عنه كان متحققاٌ في كل تلك الآن ، في كل تلك اللحظة ، دون أن يستمتع بها ، فالآن هي هي هي ، بينما اللا آن هي غياب وإنعدام ، ولاتعرفها النبتة ولا الطبيعة ولا الوحش .
المقدمة الثانية : في موضوع إشكالية ما يسمى بتشاؤمية شوبنهاور ، تلك الإشكالية التي زعم بعضهم إنها تقترب من سوسيولوجية الوجود ، وزعم البعض الآخر إنها تقترب من ميتافيزيقية الوجود ، وفي الأصل هي لاهذه ولاتلك لإنها غير موجودة ، ولكي تتضح الفكرة لابد من النقاط الثلاثة التالية : النقطة الأولى ينبغي أن نميز لدى شوبنهاور مابين مضمونين ، الحديث في الوجود والحديث عن الوجود ، الحديث في الإنسان والحديث عن الإنسان ، وفي الفعل لايتحدث شوبنهاور في الوجود ولا في الإنسان إنما يتحدث عن الوجود وعن الإنسان . لذلك حينما يتحدث عن موضوعات الوجود وموضوعات الإنسان فإنه لايعالج الأفكار الفلسفية لها ، أي لايعالج الوجود من خلال فكرة الوجود ، ولايعالج الإنسان من خلال سوسيولوجيته الإجتماعية ، فهو لايعالج الميتافيزيقيا ولا العلاقات السوسيولوجية ، بل يعالج المبنى البنائي في طبيعة هذه الموضوعات ، وهذا ما كان واضحاٌ في المقدمة الأولى ، حيث حالة الوجود وحالة الآن وليس فكرة الوجود وليس فكرة الآن . النقطة الثانية حينما يتحدث شوبنهاور عن علاقة الإنسان بموضوع المكان وموضوع الزمان وموضوع العلة الكافية ، فإنه لايتحدث عن ذلك لإنها أفكار ، بل لإن الإنسان لايستطيع أن يكون صاحب نفسه إن لم يتعامل مع تلك المقولات الثلاثة ، فلايوجد إنسان خارج المكان ولا إنسان خارج الزمان ولا إنسان يستغني عن العلة الكافية ، وهكذا يكون جزءاٌ من تلك المقولات التي تحدد أساس المعرفة البشرية . وهنا أسمح لنفسي ، لأجل التقريب ما بين المبنى والمعنى ، إن الإنسان من حيث هكذا إنسان هو يخضع بالضرورة ويشارك بنفس الضرورة في شروط البنية الأساسية للكون ، للعالم ، للأرض ، فنحن لايمكن أن نكون خارج سياق الأرض من خلال شروطها الإئتلافية فيها ، المكان والزمان والعلة الكافية . النقطة الثالثة وحينما يتحدث شوبنهاور عن الشقاء البشري فهو لايقصد إمكانية الأخطاء وإنما يقصد إمكانية السلب ، ولايقصد أسباب الشقاء إنما يقصد حالة الشقاء ، لذلك فإن الشقاء لديه يمثل الأصل والقاعدة ، وهو يمتد من إلى إلى بلا إنقطاع ، وعندما تتحقق السعادة فهي تجسد وضعاٌ مؤقتاٌ وتتراكب إستثنائياٌ على منحنيات الشقاء لتزول مباشرة بزوال أسبابها المؤقتة ، فالسعادة تمثل تلك الغيوم التي تطغى على إشراقات الشمس التي تمثل ديمومة الشقاء ، أي كما إن الغيوم تحجب تلك الإشراقات دون أن تؤثر البتة في ديمومة وجود الشمس ودون أن تلغي تلك الإشراقات ، تحجب السعادة رؤية الشقاء دون أن تلغي وجودها الدائم والديمومي والأصيل .
المقدمة الثالثة : في مؤلفه ، العالم إرادة وتمثلاٌ ، أو العالم كإرادة وتمثلاٌ ، يرى شوبنهاور العالم من وجهتين متمايزتين ومتناظرتين ، الإرادة والتمثلات . والتمثلات هي العالم المعطى في الوجود ، العالم الظاهري ، العالم الذي يخضع للمكان والزمان والعلة الكافية ضمن شرط لابديل له ولابد منه وهو شرط وجود الذات العارفة ، أي لكي يكون هناك تمثل من الضروري أن تحتضنها الذات العارفة ، ومن هنا ندرك كيف يميز شوبنهاور مابين الذاتي والموضوعي ، مع إدراك أمرين أثنين . الأمر الأول إن شوبنهاور لايعالج موضوعات الفلسفة والفكر من الناحية المجردة أي من ناحية إنها فكرة . والأمر الثاني إن الشيء قد ينتمي من زاوية إلى ما هو موضوعي ، وقد ينتمي من زاوية أخرى إلى ما هو ذاتي ، مع التذكر دائماٌ إن التمثلات مرهونة بشرطها ، الذات العارفة . وأما فيما يخص الإرادة فهي العالم الخفي الباطني الكامنة في الأشياء وهي إرادة الحياة فقط ، وفقط فقط ، وهي إرادة البحث عن الحياة جملة وتفصيلاٌ ، وتمتاز بالآتي : من جهة هي دافع باطني أو رغبة خفية أو إرادة عمياء ، لايحدها حد ، ولايشرط عليها شرط . ومن جهة هي إرادة ليست عاقلة ، بل هي التي تقود العقل ، ويمكن القول إن شوبنهاور يرفض وجود الإرادة العاقلة لإنها ، في الفعل ، تدمر أسس كافة إطروحاته ، وتحطم نسقه الفكري ، وتهشم أفكاره التي أوردناها في المقدمتين السابقتين . ومن جهة إن الإرادة مرتبطة بنيوياٌ ، دون إنحراف أو زوغان أو ميلان ، بالإنتخاب الجنسي ، وبالغريزة الجنسية ، وكإنها تبحث ، من حيث لاندري ، إلى تجديد ذاتها . ومن جهة هي ليست إرادة تريد إنما إرادة تفعل ، لذلك هي ، حسب شوبنهاور ، موجودة في الطبيعة ، في النبات ، في الحيوان ، في الإنسان . مع الإدراك إن إرادة الحياة في الطبيعة هي في ممارسة ذاتها كما هي ، ولاتسطيع الطبيعة أن تمارس ذاتها إلا من خلال تلك الإرادة . وإن النبات تفعل المستحيل ، من خلال هذه الإرادة ، لتحصل على الحياة . وإن الحيوان المفترس حينما يجوع لابد من أن يفترس . وأما بالنسبة للإنسان فإن المكر بدأ يغزو مجال الإرادة وينغمس معها لتعبر هي عن حقيقتها الأصيلة ، وكإن الإرادة ، هنا ، تستغل مفهوم المكر لتكشف عن حقيقتها اللاواعية الأصلية .
المقدمة الرابعة : في علاقة إرادة الحياة ورغباتها الدفينة بالشقاء الأبدي وكيفية التخلص منه ، يؤكد شوبنهاور إن إرادة الحياة هي أساس وأصل الشقاء ، أي في الوقت الذي تبحث فيه عن الحياة والحفاظ على الذات والدفاع عن النفس تولد حالة الشقاء المواكبة لها ، ولايمكن التخلص منه إلا بإحدى طريقتين ، الأولى بالفن والإبداع والموسيقى ، الثانية بإماتة الإرادة من خلال محتوى الزهد والتزهد والأخلاق . بالإبداع تسمو الإرادة وتكتمل ، وتبلغ الرغبات الحد الأقصى ، وكإن الرغبات التي تليها لم تعد تسبب حالة الشقاء ، وكإننا إزاء حالة المنرفا في الديانة البوذية . وأما التزهد فإنه بقراره الباطني الداخلي قد ألغى مجال الإرادة والرغبات ، وكإن الإرادة جهاز تعطلت آليته ، فلم تعد الأجزاء الأخرى قادرة على التشغيل . وهكذا فإن الشقاء الأبدي مرهون بالإرادة حينما لاتكون هذه الأخيرة معدومة الأثر ، وحينما لم تبلغ بعد نقطة الذروة . وهذا يفضي بنا إلى نتيجة في غاية الأهمية : وهي إن الشقاء الأبدي لايتمظهر وجودياٌ إلا حينما تكون الإرادة موجودة لكنها ناقصة .
المقدمة الخامسة : لكي ندرك أصول تلك المقدمات الأربعة ، من الضروري أن ندرك تأصيل فكرة هذه المقدمة ، يؤكد شوبنهاور : إن الخطيئة الأصلية هي جريمة الوجود نفسه ، أي إن الوجود لايمكن إلا أن يكون شراٌ ، ومن هذه الإطروحة تتحقق الدلالات الثمانية التالية :
الدلالة الأولى : إن المعاناة والشقاء توآمان للوجود ، فهما القاعدة والأصل والتوازي الفعلي له ، في حين السعادة والغبطة ليستا إلا أستثناءاٌ ، وحالة مؤقتة تزول بزوال مسوغاتها ، لذلك يؤكد شوبنهاور إن الحياة مليئة بالمعاناة ، وهو يخطىء في التعبير ، والأصح والأدق إن الحياة كلها شقاء متجدد ، وما المعاناة إلا تمظهراٌ إجتماعياٌ لذلك الشقاء الأبدي . فالأعم والأشمل هو الذي يتضمن الأقل شمولية ويفضي عليه معناه الخاص ، في مجاله الخاص ، في حده الخاص .
الدلالة الثانية : إن كل وجود ، والوجود نفسه ، يبحث عن الحياة ، في الأصل هو يهرب من الموت ، من الزوال . وبحسب تعبيره الخاص لايمكن للوجود ، ولايمكن لأي شيء ، لأي وجود ، إلا أن يبحث عن الحياة ، فالتعبيرات المتجسدة سواء في الطبيعة أو الجماد أو النبتة أو المفترس أو الإنسان لاتفسر إلا من خلال فكرة البحث عن الحياة ، فحتى مكر الإنسان هو جزء من ذلك .
الدلالة الثالثة : إن كل إرادة ، والإرادة نفسها ، هي سبب الشقاء وهي التي تبحث عن الحياة ، وما الإرادات الفردية ليست إلا تمظهراٌ للإرادة الدفينة المتجذرة في الوجود نفسه ، وهنا ينبغي أن نميز ، نحن ، ومن الزاوية الإدراكية فقط ، مابين تلك الإرادة العميقة التي هي مغروسة بشكل ما في حدود ماهية الطبيعة والمادة ، ومابين الإرادات الفردية التي تتصارع فيما بينها ، فكلتا الإرادتين تبحثان عن الحياة ، لكن الأولى هي قانون الوجود العام ، والثانية هي قاعدة الوجود الخاص ، والخاص يتصارع مع الخاص والعام لايمكنه ذلك .
الدلالة الرابعة : يرى شوبنهاور الوجود خارج حدود موضوع العلة ، وخارج حدود موضوع الغاية ، والقصد هنا يخص العلة الأولية ، والغاية الأصيلة ، في بنيوية الوجود . وهنا أن ندقق في تعبيرين مختلفين متباينين ، الأول العلة التي سببت الوجود وتسيطر عليه في قوانينها الخاصة وهذه لاقيمة لها لدى شوبنهاور ، والثاني العلة لابد منها في الربط مابين الأشياء وهي أساس المعرفة البشرية وهي مايسميها شوبنهاور بالعلة الكافية ، ومن خلال هذين التعبيرين ، لاغاية حقيقية في التعبير الأول ولايمكن أن تكون لإنها عندها يتغير النسق الفكري كله لدى شوبنهاور ، في حين إن الغاية الفعلية تكمن في عملية البحث عن الحياة .
الدلالة الخامسة : لذلك هو لايعالج موضوع المكان ، ولا موضوع الزمان ، ولاخواص العلة الكافية ، إنما يراها في بنية الوجود ، فهو لايتصور إنساناٌ خارج المكان أو خارج الزمان أو مستغنياٌ عن العلة الكافية ، ومن هنا تحديداٌ تتفارق العلة الكافية عن مفهوم العلة لدى الفلاسفة التقليديين والفلاسفة الإلهيين ، وكذلك المكان ، وكذلك الزمان .
الدلالة السادسة : إن الإرادة في رغبتها الغامضة للحفاظ على الذات ، وفي خلق أسباب ذلك ، صاغت مسوغاٌ باطنيا ، في التكاثر ، في اللذة الجنسية ، في اللذة الجسدية ، في الغريزة . وهذه المقاربة دقيقة وخطيرة لإنها تخص مضمون مايسميه شوبنهاور إن الوجود يبحث عن الحياة . وهكذا فإن النسق الفكري العام لشوبنهاور لايتعلق بالميتفيزيقيا وما هو غيبي ، إنما هو يغوص ويغرق في حيثيات ماهو معطى في العلاقة مابين الإرادة والوجود والموت والبحث عن الحياة ، فخارج مفهوم البحث عن الحياة بكل صوره لايمكن أن ندرك الإرادة والوجود والموت .
الدلالة السابعة : إن الوجود يختزل في الوجود الإنساني ، ورغم إنه يتحدث عن الطبيعة والجماد ، عن النبات ، عن الحيوان ، إلا إن الإنسان هو معيار الحركة الفكرية الحقيقية لديه ، فهو نفسه يؤكد إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقاسي ، ويعاني ، ويقلق في موضوع العلاقة نحو المستقبل ، ويدمج بأسى مابين الماضي والحاضر ، في حين إن الحيوان حينما يجوع يفترس ، فإفتراسه ، حسب شوبنهاور يماثل ممارسة الطبيعة والجماد لخواصها وقوانينها .
الدلالة الثامنة : في موضوع علاقة الوجود الإنساني بالخير والشر ، فإن الشر هو أصل وأساس الحركة الوجودية ويرسم المعادلات الفعلية لأسسها ، في حين إن الخير ليس إلا عاملاٌ خارجياٌ لايمت ، مطلقاٌ ، لمضمون مايسمى عادة بالعلة الكافية .
نكتفي بهذا القدر ، ونبدي إعتراضاتنا على النحو التالي :
أولاٌ : من يعبد الإله فإن الإله لم يكن ولن يكون وقد مات ، ومن يبحث في النسق القكري لدى شوبنهاور ، فإنه قد سلك سبيل إمكانية المعرفة النسبية لهذا الكون ، بداية البدايات للفهم الصحيح . ومن يبحث في الإله ، فإنه يبحث في الفراغ والمقدمات الخاطئة المميتة ، ومن يبحث في شوبنهاور ، فإنه يبحث في المجال الصحيح . ومن يدعي ، قديماٌ أو حديثاٌ ، إنه قد أدرك الحقيقة ، أو حقيقة الكون أو حقيقة الوجود ، وزعم عدة فرضيات ميتافيزيقية بهذا الخصوص ، فإنه قد كذب . وهنا لابد من الملاحظات التالية لندرك حقيقة مانرمي إليه :
الملاحظة الأولى في هذه الحلقة نستخدم مفردة الكون ، هذا الكون الذي نعيش فيه ، ونتجنب إستخدام مفردتي الوجود والطبيعة لإنها قد تفضي إلى إساءة الفهم لموضوعنا هذا ، فالوجود قد أصبح له تعريفات وتفسيرات وكلها من حيث المبدأ تافهة وسخيفة وهي التي أشكلت على المعرفة البشرية ، وكذلك الطبيعة فالبعض يفسرها ككتلة جامدة ، والبعض يفسرها خارج مفهوم الوعي ، وكلها تفسيرات قبيحة ، لذلك نود أن ننطلق من ، هذا الكون ، الذي نحن فيه .
الملاحظة الثانية في موضوع ماسمي خطاٌ بالمسألة الفلسفية الأولى ، أيهما سبق الآخر الوعي أم المادة ، فهي مسألة بليدة بالمطلق ، فلاهذا يخلق هذه أو يسبقها ، و لاهذه تخلق هذا أو تسبقه ، ومن هنا نلتزم بموضوع ، هذا الكون الذي نحن فيه .
الملاحظة الثالثة إن موضوع الغائية والعلة الغائية والعلة والمعلول ، موضوع لاقيمة له أبداٌ ، ويحدث إشكال في عملية التحليل للمنطق ، هذا الكون الذي نحن فيه ، لذا فإن موضوع الخلق والخالق والمخلوق ، والعلة والغائية ، إطروحات آمن بها الحمقى ، وأرخت لفلسفة عاقرة ، ولازلنا نقاسي من نتائجها البغيضة .
الملاحظة الرابعة إن موضوع النظام في الطبيعة بالشكل المطروح من قبل معظم الفلاسفة هو نظام إفتراضي متأصل على أساس غير دقيق ، سنرى دلالة هذه الملاحظة الآن ، أذ لايوجد ، نظام ، على أساس غائي مرصود له منذ الأزل .
الملاحظة الخامسة قد نتفق مع شوبنهاور في إستخدام نفس المفردات ، الشقاء والمعاناة ، لكننا نختلف معه راديكالياٌ في موضوع تأصيل هذه الأفكار .
والآن ، ماهو هذا الكون ؟ ، الكون ثم الأرض ثم نحن ، ماهو هذا الكون الماثل أمام أعيننا في هذه اللحظة والذي نعيش على كوكب منه سميناه بالأرض ، لكي ندرك عمق هذا السؤال دعونا نتقدم بمثال توضيحي في هذا الخصوص : لو كانت لدينا زهرة النرد وكان له وجه واحد فإننا مهما فعلنا سوف نحصل على ذات النتيجة بعينها ، ماذا لو كانت له ستة أوجه ، ومرقمة كالعادة من واحد إلى ستة ، لحصلنا على قانون إحتمالات بنسبة السدس لكل وجه ، وإذا كانت لدينا مليون وجه أو مليار ، ومرقمة ، فإن النتيجة سوف تخضع لقانون الإحتمالات ، في المحاولة الأولى والثانية والثالثة ومهما كانت النتيجة فإنها ومجرد تحققها تلغي إمكانية تحقق نتيجة أخرى مشاركة معها وتفرض شروطها الخاصة وتقصي كل شرط خارجي . لكن لو كانت لدينا زهرة النرد بمليار أو بليار وجه دون ترقيم لحصلنا رغم ذلك على وجه ضمن تلك الأوجه حتى لو كان مجهولاٌ من حيث الأساس والمبنى ، لكن لن نحصل على وجه خارج تلك الأوجه ، وماذا لو كانت زهرة النرد لاتملك ولا وجهاٌ ، والمفروض علينا أن نرمي هذه الزهرة ، فعلى ماذا سنحصل ؟ سنحصل على وجه جديد ، لا علاقة له بالإحتمالات السابقة ، ولاعلاقة له بالعبث ، ولاعلاقة له بالصدفة ولا بالضرورة ولا بالغائية ولابالخلق ، ولاعلاقة له ب وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ولا علاقة له بدورة الكمال التاريخي ، ولاعلاقة له بالمادة والروح تلك المفردات السخيفة ، ولاعلاقة له بالعلة الغائية ، هكذا ظهر الكون .
والآن ماهي الإشكالية لدى شوبنهاور ؟ إن شوبنهاور يؤصل لفكرة الشقاء والمعاناة من خلال الواقع وليس من خلال مفهوم ظهور الكون ، والفرق كبير ، فالكون لم يرد الشقاء والمعاناة في حد ذاتهما إنما حدث ذلك نتيجة أمرين أثنين : الأمر الأول إن الكون لم يستطع إن ينشىء كائنات مجهرية دقيقة ، وكائنات كبيرة ، ونباتات ، دون أن تموت ، ولقد أنقرضت الديناصورات وكانت تجربة فاشلة ، فشل فيها الكون ، وعلى الأرجح إن الكون سوف يفشل في التجربة البشرية ، وحينما يعاني الإنسان من الموت أو من مرض ما أو من عاهة أبدية فهذا أمر خارج نطاق إمكانية قدرات هذا الكون . هذا من حيث هو معيار إنساني ، أما من حيث هو معيار الكون ، فإن ولادة الأشياء ثم موتها وفنائها وتفسخها تمثل حالة صحية في بنية الكون ، فالكون سعيد بهذه الولادة وبذلك الموت . الأمر الثاني إن المعاناة التي يراها شوبنهاور في واقعنا ، في الواقع نفسه ، فإنها تعود من ناحية إلى ظلم الإنسان للإنسان من خلال تنازع الإرادات ومبدأ القوة بمفهومها المطلق ، ومن ناحية أخرى إلى ضعف الفرد جثمانياٌ وعدم قدرته على مجاراة صعائب الحياة .
ثانياٌ : لنعد إلى مؤلفه ، العالم إرادة وتمثلاٌ ، أو الكون إرادة وتمثلاٌ ، ولو وضعنا موضوع الإرادة جانباٌ ، أي إن الكون إرادة ، سواءاٌ أكانت إرادة الحياة ، أم إرادة البقاء ، أم إرادة الدفاع عن الذات ، أم إرادة القوة ، أم إرادة الغريزة ، أم إرادة الصراع على الوجود ، فكلها تفضي إلى نتائج متقاربة لاتتفارق كثيراٌ . لكن بالمقابل إن الكون هو تمثلاٌ يثير إشكالية لدى شوبنهاور ، فمن شرط التمثل لديه هو وجود الذات العارفة ، والذات العارفة إما أن تكون متعلقة بوجود منفرد ، وإما أن تكون متعلقة بالذات الإلهية ، وإما أن تكون متعلقة بالذات الكونية . ولاتوجد فرضية رابعة بالمطلق ، مع إدراكنا التام : ثمة مفارقة قاتلة مابين ، إن الذات العارفة تدرك التمثل والأشياء ، ومابين إن الذات العارفة شرط للتمثل . ومع إدراكنا التام إن الذات العارفة شرط مستقل عن التمثل نفسه ، كما إنها منبثقة من طرف مستقل عن التمثل ، أي طرف آخر .
وهكذا لو رجعنا إلى محتوى إن الذات العارفة إلهية ، كما في الفرضية الثانية ، لأنبثقت إشكاليات يرفضها شوبنهاور بنفسه لإنها حينها تقصي مفهوم إرادة الحياة كما أرادها شوبنهاور ، ولغدا إشكال الشقاء والمعاناة موضوعاٌ إلهياٌ .
وفي الفرضية الثالثة أي أن تكون الذات العارفة كونية ، أي إنها منبثقة من الكون عند ظهوره ، ونكون آنئذ إزاء إحتمالين ، إما إن الذات العارفة كانت تامة وكاملة منذ البدايات ومنذ المنذ ، وإما إنها تطورت وإرتقت بتطور وإرتقاء الكون نفسه . في الإحتمال الأول تبدو الدلالات واهية جداٌ وحتى لاقيمة لها وتبقى نوعاٌ من الفرضية التخمينية لذلك لايمكن التعويل عليها ، إضافة إنها تثير نفس الإشكاليات كما في الفرضية السابقة ، أي الفرضية الثانية . مع العلم إنها تنسجم أكثر مع مفهوم إرادة الحياة وموضوع الشقاء لدى شوبنهاور من زاوية واحدة فقط ، كونها تجسد حالة الكون . وفي الإحتمال الثاني والذي نحن من إنصاره من حيث المبدأ العام شريطة أن تتحول الذات العارفة إلى الوعي الخاص الكامن في الكون مع علمنا إننا نسميها ، بالمادة المدركة الواعية ، سواء في الوجود الخاص أو في الوجود العام ، والذي لم يدركه شوبنهاور في خواصه ، فلو أدرك ذلك لأبدع أبداعاٌ مميزاٌ ، ولأدرك المفارقة مابين تأصيل حالة الشقاء في الوجود البشري وتأصيل حالته في الكون .
وفي الفرضية الأولى إن شوبنهاور لم يميز مابين الذات العارفة لدى الإنسان الفرد ، ومابين ماسميناه بالوعي الخاص الكامن في الكون ، فالذات العارفة لدى الإنسان لايمكن أن تكون شرطاٌ للتمثل لسبب بسيط هو إن الوجود البشري حديث العهد في الكون ، ولقد قلنا سابقاٌ إن الكون قد مر بعدة مراحل ، ربما مراحل عديدة جداٌ ، وكانت آخرى مرحلة الديناصورات ، والآن هو أي الكون في مرحلة الإنسان ، وحتى هذه اللحظة لاندري متى بدأت مرحلة الكائنات المجهرية الدقيقة التي ربما شملت ، هي بنفسها ، مراحلاٌ عديدة . أي إن الإنسان ليس شرطاٌ للتمثل ، كما إنه ليس شرطاٌ للكون ، كما إنه ليس شرطاٌ للوجود ، فثمة مراحل قبله وستكون حتماٌ مراحل بعده . لذلك لا إله ولانبي ولامرسل ، إنما تداعيات بشرية .
ثالثاٌ : ثمة خلل وتناقض رهيب لدى شوبنهاور في علاقة الإرادة ، إرادة الحياة ، وموضوع الشقاء وكيفية التخلص منه ، فإذا كانت الإرادة هي إرادة الحياة ، فإذاٌ هي ترفض الشقاء مطلقاٌ من حيث المبدأ ، وتسعى حتماٌ إلى خلق أسباب الغبطة والحبور والسعادة ، سيما وإن ، وحسب النسق الفكري العام له ، إرادة الحياة هي سابقة بالضرورة لحتمية الشقاء . ولايمكن لهكذا إرادة أن تقبل بالشقاء إلا من خلال أسباب عرضية ومسوغات مؤقتة ، حالة الموت إذا كان الموت شقاءاٌ وهو ليس كذلك من منظور الكون ، حالة المرض وهو شر لايستطيع الكون أن يتخلص من أسبابه فالنبتة تمد بجذورها نحو الأعماق لتحصل على المعادن اللازمة لها ، وتبحث عن الشمس لتحصل على الكلوروفيل فإن لم تجد سوف تذبل وهذا مايحدث تماماٌ للجسد البشري، وأما حالة ظلم الإنسان للإنسان فهي تنتمي إلى قضية أخرى وأساس متباين .
رابعاٌ : ثمة خلل وتناقض رهيب لدى شوبنهاور ، سواء في موضوع الإرادة بحد ذاتها ، سواء في العلاقة مابين الإرادة ومسوغات التخلص من الشقاء .
وفي الأصل ، أي في موضوع الإرادة نفسها ، لم نود أن نشير إن شوبنهاور يمزج مابين الإرادة في البحث عن الحياة والإرادة في تحقيق ماهو أبعد من المتحقق الراهن ، فالإرادة بنوعها الأول هي تابعة للكون ، للطبيعة والجماد والنبات والحيوان والإنسان ، والإرادة بنوعها الثاني تخص الإنسان وتقتضي دائماٌ المزيد من التحقيق لذلك هي تجلب الشقاء ، ومن هنا يقول شوبنهاور إن الإرادة هي سبب الشقاء . هذا قول وتفسير سخيف لإن الإرادة في هذه الحالة ، وهي ممزوجة بالطموح وأسباب النجاح وأسباب الفشل ، قد تجلب سعادة ليس بعدها سعادة ، وليس من الضروري أن تؤدي إلى المعاناة . ثم على فرض إنها تجلب الشقاء ، فإن الشقاء مرتبط بأسبابها المؤقتة ولايمثل حالة الشقاء التي يعتقد بها شوبنهاور ، فالشقاء هنا نسبي ومقيد بشروطه الخاصة .
وأما في موضوع العلاقة مابين الإرادة ومسوغات التخلص من الشقاء ، ولقد قلنا إن شوبنهاور يؤكد على طريقتين للتخلص من الشقاء ، من خلال الفن والإبداع والموسيقى ، ومن خلال إماتة الإرادة عبر التزهد والأخلاق . وهنا لامندوحة من تدوين الملاحظات التالية : الملاحظة الأولى إن تحقيق هاتين الطريقتين لايمكن أن يتم إلا عبر الإرادة نفسها ، إذاٌ إن الإرادة لاتجلب الشقاء كما زعم شوبنهاور ، هذا من ناحية ومن ناحية إن الشقاء لايمثل حالة الضرورة . الملاحظة الثانية من الصعب القبول بفكرة إن الإرادة التي هي سبب الشقاء تبحث في نفس الوقت عن موتها عبر التزهد والأخلاق . الملاحظة الثالثة إن الأخلاق ليست إلا قضايا نسبية فماهو مقبول في مجتمع ما قد يكون مرفوضاٌ في مجتمع آخر، ثم إن الأخلاق تنتمي في جذورها إلى السوسيولوجيا وليس إلى الحركة البنوية للكون ، ثم إن المتزهد قد يجلب الكثير من المعاناة لأناس آخرين . الملاحظة الرابعة قد يعتقد البعض إن شوبنهاور يرمي من خلال هاتين الطريقتين إن الشخص نفسه سيكون سعيداٌ إذا ما أبدع في الفن والموسيقى والأدب وأمات الإرادة ، نقول بكل بساطة إن هذا القول غير دقيق فثمة من أبدع إبداعاٌ مميزاٌ وكان ، رغم ذلك ، من أتعس المخلوقات ، ليو تولوستوي ، كافكا ، أبو العلاء المعري . نكتفي بهذا ، وإلى اللقاء في الحلقة الثامنة عشر بعد المائة .



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقض الأحكام القبلية لدى كانط
- نقض الروح الكلية لدى هيجل
- نقض مفهوم الخلق الإلهي
- نقض مفهوم التأويل في النص الإلهي
- نقض محتوى العقل لدى أبو بكر الرازي
- نقض مفهوم النص لدى نصر حامد أبو زيد
- نقض مفهوم السببية لدى الغزالي
- نقض وحدة الوجود الشخصية لدى كمال الحيدري
- النص الإلهي لايحرم الخمر
- نقض المنظومة الفكرية لدى جون لوك
- نقض النظرة الإيمانية لدى بيركلي
- نقض مفهوم الجدل لدى محمد شحرور
- نقض مفهوم الحق لدى محمد شحرور
- نقض نظرية المعرفة لدى أفلاطون
- نقض قدم النص الإلهي لدى أحمد بن حنبل
- نقض نظرية المعرفة لدى إبن تيمية
- نقض اللاتعارض مابين العقل والنقل لدى إبن تيمية
- نقض الكمال الإلهي لدى ديكارت
- نقض إشكالية الناسخ والمنسوخ في النص الإلهي
- نقض مفهوم الخلود لدى ابن رشد


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيبت بافي حلبجة - نقض النسق الفكري لدى شوبنهاور