أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- زمن العطعطة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- زمن العطعطة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العَطْعَطَةُ لغة كما جاءت في لسان العرب: "تَتابُع الأَصوات واختلافُها فِي الْحَرْبِ" وفي بلادنا فلسطين التي تكالبت عليها قوى البغي والعدوان عبر أجيال متعاقبة طعطعة لا حدود لها، وتتداخل معها "عطعطات" محلية وإقليمة وعالمية. ومع أنّ لكل "عطعطة" أهداف تختلف عن الأخرى، إلا أنّها تتداخل مع بعضها البعض لتلحق الضّرر بقضيتنا العادلة وبحقوق شعبنا الطبيعيّة.
فعلى سبيل المثال وفي صلاة الجمعة يوم 21 أيّار -مايو- الماضي وأثناء الحرب على قطاع غزة والشيخ جراح في القدس، وعلى المسجد الأقصى "عطعط" أحدهم على خطيب المسجد الأقصى سماحة الشّيخ محمد حسين مفتي القدس والدّيار الفلسطينيّة، فانجرّ بعض المصلّين للعطعطة معه دون أن يعرفوا سببا لعطعطته، وانبرت أقلام على صفحات التّواصل الاجتماعي تهرف بما لا تعرف، وتعطعط مشيدة بذلك المعطعط الذي لا يعرفونه ولا يعرفون عنه شيئا!
وفي بداية تموز-يوليو- الماضي استولى المستوطنون على بيت في سلوان على بعد بضع مئات من الأمتار عن محراب المسجد الأقصى، وتبين أنّهم اشتروه من شخص باع كرامته وشرفه ودينه، ونشرت صورة البائع الذي هرب مع أسرته من البلاد تحت جنح الظلام، فتعرّف عليه من صلوا في المسجد الأقصى، وإذا به "العطعوط" نفسه الذي عطعط على سماحة المفتي يوم 21 أيار-مايو- الماضي! وهو معلم تربية إسلامية، اعتاد على الصلاة في الصف الأوّل في المسجد الأقصى؛ ليغطي على جريمته التي كان يخطط لها، لكن أحدا ممّن أشادوا "بغيرته الدّينيّة!" يوم إثارته للفوضى في المسجد الأقصى! لم يعتذر بعد انكشاف أمره عمّا فعل، ولم يعطعط على ذلك العطعوط الذي باع الدين والوطن!
• في المقابل فإنّ الاحتلال "يعطعط" كما يشاء في الأراضي العربية المحتلة، وازدادت عطعطته بعد خطيئة أوسلو، حيث تضاعفت مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات عليها وأعداد المستوطنين عشرات المرّات. وازداد المحتلون شراسة يوما بعد يوم، فأطلقوا أيدي المستوطنين المدججين بالسلاح تحت حماية ودعم جيش الاحتلال؛ لتعيث في الأراضي العربية المحتلة قتلا وتدميرا وتخريبا وحرقا للمزروعات والأشجار، دون أن يجدوا من يردعهم، بل إنّهم يلقون الدّعم العسكري والسّياسي والإقتصادي من أمريكا وحلفائها في النّاتو وغيره. وكلّما ازداد المحتلون وحلفاؤهم الإمبرياليون غطرسة وعدوانا، فإنّ كنوزهم الإستراتيجيّة في المنطقة العربيّة يزدادون انبطاحا وتذيّلا، ويعطعطون هم الآخرون في مراثون الهزيمة، وهذا ما آلت إليه أنظمة الإمارات، البحرين، المغرب، السودان وما خفي أعظم. والمضحك المبكي في معطعطي العربان تلك التي اعتبروا فيها العطعطة "قرارات سيادية"! لكنّهم جميعهم ارتضوا أن يكونوا جاهزين لحروب أمريكا بالوكالة بتحالفاتهم العسكرية والأمنية مع اسرائيل، بعد أن قرّرت الأخيرة "أمريكا" تقليص وجودها العسكري في المنطقة لأكثر من سبب.
• و"عطعطة" غالبية الأنظمة العربية ليست جديدة، فقد أخذت أبعادا كثيرة وبعيدة بعد وفاة زعيم الأمّة الرّئيس جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، وتواصلت هذه العطعطة حتى أخرجت الأمّة العربيّة من التّاريخ، وهي تقودها إلى الفناء والإندثار، لذا لا غرابة من تمويل بعض الأنظمة البتروليّة لبناء سدّ النهضة الإثيوبيّ، الذي خطّطه ويشرف عليه ويحميه خبراء اسرائيليون، لتدمير الاقتصادين المصري والسوداني. وتواصلت "عطعطة" الأنظمة العربيّة حتى صارت اسرائيل عضوا مراقبا في "منظّمة الاتحاد الإفريقي"، رغم معارضة الجزائر و17 دولة افريقية. وللتّذكير فقط فإنّ الدّول الإفريقية جميعها وبفضل سياسة عبدالناصر قطعت جميع علاقاتها مع اسرائيل بعد حرب حزيران 1967 العدوانيّة. ولم تتوقّف عطعطة أنظمة عربيّة عند هذا الحدّ، بل تعدّت ذلك بكثير من خلال الدّعم المالي والعسكري لاحتلال العراق وتدميره وهدم دولته وقتل وتشريد شعبه، وكذلك تقسيم السّودان، ودعم حروب الإرهاب في سوريا، ليبيا، الجزائر، اليمن وغيرها، والمشاركة في حصار لبنان وتدمير اقتصاده لتركيعه كي يقبل المشاركة بالمخططات الأمريكيّة الإسرائيلية لتطبيق المشروع الأمريكي"الشّرق الأوسط الجديد" لتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينية لصالح المشروع الصّهيوني التّوسّعي. وهذه أمور تحتاج إلى دراسات وأبحاث. والحديث يطول.
15 أغسطس 2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن حميد في مدينة الله
- بدون مؤاخذة-رسبنا ونجح أبناؤنا
- بدون مؤاخذة-دفاعا عن القانون وليس عن د. بسيسو
- بدون مؤاخذة-بين حانا ومانا ضاعت قضيتنا وحقوقنا
- سامي عبد الكامل ومذكرات معلم
- بدون مؤاخذة-في زمن الهزائم
- دون مؤاخذة-مجنون رمى حجر في بير
- بدون مؤاخذة-احتلال القدس مرة أخرى
- بدون مؤاخذة-حكومة بينيت- لبيد وجه آخر لنتناهو
- بدون مؤاخذة-بين نتنياهو وترامب
- في ذكرى النكسة
- بدون مؤاخذة-زيارة بلينكن والرّهان الخاسر
- بدون مؤاخذة-الأقصى وسماحة المفتي
- بدون مؤاخذة-نتنياهو يعترف
- بدون مؤاخذة-الأفعى الأمريكية والاحتلال
- بدون مؤاخذة-أمريكا هي المشكلة
- ليلة القدر
- بدون مؤاخذة-تقسيم الأقصى وتطهير عرقي
- بدون مؤاخذة-الشيخ جراح والتطهير العرقي
- بدون مؤاخذة-القدس والمزايدات المسيئة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- زمن العطعطة