أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شادي المتوني - ماذا بعد البترول؟














المزيد.....

ماذا بعد البترول؟


شادي المتوني

الحوار المتمدن-العدد: 6983 - 2021 / 8 / 9 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرف خارطة مصالح الإمبريالية، اليوم، تغيرات جوهرية على المستوى الاقتصادي. يبدو هذا بوضوح من خلال بدء إجلاء الإمبريالية الأمريكية العفنة لجحافلها العسكرية من العراق، سوريا وأفغانستان. وعدم دخولها معمعة الصراع الدائر في ليبيا بشكل مباشر... فبعدما استنزفت الموارد الطبيعية للبلدان المذكورة أولا وبالأخص البترول، الغاز والمعادن، وثبتت أنظمة رجعية ذليلة تخدم مصالحها وتقدم لها فروض الولاء والطاعة بترولا وغازا في منطقة الخليج وخاصة البلدان التي تسمى: السعودية، الإمارات وقطر؛ هذه الأخيرة بالذات قد وشم الأمريكان على جبينها قاعدة عسكرية جوية هي الأضخم من نوعها لدولة خارج ترابها، وزعموا أنها (أي القاعدة العسكرية) للذود عن حوزة هذه البلدان وضمان سيادتها (أو بالأحرى تبعيتها) أما في جوهرها فلا تعدو أن تكون سوى فزاعة لترهيب كمبرادورات هذه المحميات أنفسهم... بهذا تكون أمريكا قد أشبعت حاجتها ونزوتها للبترول والغاز حتى التخمة فاستكبرت أن تدلي بدلوها في بئر البترول الليبية، وتركتها لإمبرياليات أقل شأنا وقوة: فرنسا، إيطاليا، روسيا وتركيا.
السؤال المطروح الآن هو: ماذا بعد البترول؟ يجيبنا الرئيس الأمريكي بمنشور على حائطه الافتراضي بتويتر "مستقبل صناعة السيارات، هو السيارات الكهربائية. لا رجعة عن هذا!" (05 غشت 2021) إن السيارات الكهربائية ليست إلا شجرة تخفي وراءها غابة أطماع ومصالح الرأسمالية الجشعة. فالبطاريات التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية والتي تتكون أساسا من معدني اللثيوم والكوبالت تستعمل أيضا لتشغيل الطائرات بدون طيار الموجهة أساسا لأغراض عسكرية كما أن عملية توليد الطاقة من الرياح وأشعة الشمس وتدفق المياه سواء السدود أو البحار تصبح مستحيلة دون هذه البطاريات وإن بأشكال وتقنيات تختلف عن نظيرتها المستعملة في السيارات. أما ما يحاول الرأسماليون ترويجه لشعوب العالم عبر دكاكينهم الإعلامية "المرموقة" في واشنطن، لندن، برلين وباريس ومنها إلى الأكواخ الإعلامية في بلداننا بالقول أن التحول للسيارات الكهربائية والطاقات "الصديقة للبيئة" يأتي لدرء أخطار التغيرات المناخية والتوجه نحو اقتصادات خضراء. لكن الشعوب، المستغَلة والمستثمَرة التي ذاقت المر على يد الرأسمالية وقاست سواد وضنك العيش تحت ظلها ورأت الدماء الحمراء تمتص من شرايينها لإشباع نزوات طواطم المال والسلطة، لن تصدق (ولا يجب أن تصدق) أن الرأسمالية ستحمل يوما لواءً أخضرا.
وبالرجوع إلى خارطة المصالح الاقتصادية كما تراها الرأسمالية، نرى أن الإمبريالية بما هي النمط الأكثر تطورا للرأسمالية توجه بوصلتها تجاه البلدان التي تملك أكبر احتياطات اللثيوم والكوبالت. والدليل على ذلك، هو أن لعاب العم سام بدأ يسيل على هذه البلدان. انقلابان في أمريكا اللاتينية، الأول عسكري في بوليفيا سنة 2019 حيث يوجد ما يفوق 35% من الاحتياطي العالمي من معدن اللثيوم والثاني ناعم في تشيلي سنة 2020 حيث تختزن أراضي هذا البلد ما يفوق 25% من المعدن سالف الذكر، وبالطبع أمريكا حاضرة في كواليس المسرحيتين... فيما لا يمكن عزل شطحات العم سام حول كوبا مؤخرا عن هذا السياق. فهذا البلد الاشتراكي المقاوم رغم ضيق جغرافيته يضم ما يناهز 10% من احتياطي الكوبالت العالمي.
والمغرب حاضر في مشهد "حمى المعادن الجديدة". فما أن أعلنت هيئات المسح الجيولوجي العالمية وفي مقدمتها الهيئة الإسبانية عن وجود احتياطات ضخمة من اللثيوم والكوبالت ومعادن نفيسة أخرى في المناطق المتاخمة لسواحل الصحراء الغربية وجزر الكناري، حتى سارع الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي إلى إخراج صفقة الذل والعار التي تقضي بمباركة النظام القائم في المغرب الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية مقابل مباركة الأمريكان لاحتلال النظام القائم في المغرب للصحراء الغربية؛ هذه الصفقة التي سماها الصهاينة "احتلال مقابل احتلال".



#شادي_المتوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد البترول؟


المزيد.....




- وسط مخاوف -مجزرة الوظائف-.. رئيس إنفيديا التنفيذي يوضح تأثير ...
- نقطة خلافية واحدة تعرقل محادثات وقف إطلاق النار في غزة بين إ ...
- -حريق ضخم قرب مطار القاهرة-.. فيديو عمره 5 سنوات يعود للرواج ...
- البحر المتوسط -بؤرة نشطة- لتغيّر المناخ، فماذا يتوقع الخبراء ...
- الاتحاد الأوروبي يجمّد الرد على رسوم ترامب بانتظار إيجاد مخر ...
- المقاومة تستهدف مواقع قيادة وحشودا عسكرية وتدمر آليات للاحتل ...
- رويترز تكشف تفاصيل مهمة أميركية فاشلة لإنقاذ سجناء حكم عليهم ...
- أبو عبيدة: سيبقى طيف الضيف كابوسا يؤرق مجرمي الحرب واللصوص
- بـ800 مليون دولار.. صفقة ضخمة بين سوريا والإمارات لتطوير مين ...
- استطلاع للرأي: غالبية السكان في غرب أوروبا يؤيدون عودة بريطا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شادي المتوني - ماذا بعد البترول؟