أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصص وحواديت من العالم القديم (01)















المزيد.....

قصص وحواديت من العالم القديم (01)


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 13:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سميراميس:

أحد المدن المشهورة في الزمن القديم، هي مدينة بابل، تقع في العراق حاليا. نمرود، هو رجل شجاع وذكي. خاض العديد من المعارك، وصار ملكا لبلد كبير تسمى آشور. من بين العديد من المدن الأخرى، بنى مدينة بابل الجميلة. بعد وفاته، جاءت ملكة، واسمها سميراميس، قامت بتزيينها وزخرفتها.

الملك نمرود كان له ابن يدعى نينوس. هو أيضا كان ملكا محاربا اكتسب العديد من المعارك. أخيرا، فرض حصارا على مدينة تسمى باكتيريا، لكنه وجد صعوبة كبيرة في دخولها وإخضاعها له.

زوجة أحد قواده، كان اسمها سميراميس. كانت امرأة شجاعة على غير المألوف، وكان لها نفس القدر من الحس والفهم. لم تكن من أسرة مشهورة، لكنها بذلت قصارى جهدها لتحسين وتثقيف نفسها.

ذهبت سميراميس إلى الملك، وأخبرته بخطتها لقهر مدينة باكتيريا المحاصرة. فعل الملك ما نصحت به، وسرعان ما حصل على المدينة. أحب نينوس المرأة، التي كانت السبب في انتصاره.

عندما علم زوج سميراميس بذلك، خاف من الملك وذهب ليقتل نفسه. عندما مات المسكين، تزوجها الملك نينوس. هكذا أصبحت سميراميس ملكة. وعند وفاة زوجها الملك، أصبحت هي ملكة على طول البلاد وعرضها.

كانت سميراميس فخورة جدا ب بابل، لدرجة أنها كادت تبنيها من جديد. أضافت لها بعض القصور والمعابد الجميلة. وظلت يحتفل بها لفترة طويلة لعظمتها وجمالها.

كما كانت الملكة سميراميس هي نفسها، موضع إعجاب الكثيرين من الناس لرقة إحساسها ورجاحة عقلها، والطريقة الذكية التي حكمت بها أمة عظيمة. لم تقم ببناء المدن فحسب، بل خرجت مع جيش كبير، وقاتلت وسط جنودها، وحصلت على العديد من الانتصارات.

في أحد الأيام، بينما هي تخلع ملابسها، نمى إلى علمها بأنه هناك اضطرابات في المدينة. ركضت على الفور قبل أن تصفف شعرها وهي نصف مرتدية ثيابها. لم تفكر في هندامها قبل أن تعيد السلام لشعبها.

كانت تسير جيشا عظيما ضد ملك الهند، عندما سمع بقدومها، أرسل ليسألها من هي، ولماذا جاءت لتحاربه؟ "أخبر سيدك، "أجابت سميراميس، "أنه سيعرف قريبا من أنا.". ثم التقى الجمعان وتقاتلا. لكن سميراميس أصيبت بطعنتين، هربت إثرهما مع جزء من جيشها، وعادت إلى بابل.

بعد عودتها بفترة وجيزة، تمرد عليها ابنها. وبدلا من أن تعاقبه، تخلت له عن العرش، لتعيش بقية حياتها في سلام ووئام مع نفسها.

لقد أحب الأشوريون سميراميس لما فعلته لهم من خير. يقول الكتاب المقدس إن إبراهيم قد ولد في كلدانيا، وهي جزء من آشور، 1996ق م، بعد وقت قصير من وفاة هذه الملكة الشهيرة.

هيلينا وباريس:

تم بناء مدينة اسبرطة بعد وقت قصير من أثينا. وكان ليلكس ملكها الأول. وكان لها ملك آخر يدعى لاسيدمون، من اسمه جاء اسم دولة لاسيدمونيا. وكان للملك العاشر من اسبرطة، تينداروس، ابنة تدعى هيلينا. وكانت جميلة جدا، تفتن كل من يراها. كثير من الملوك والأمراء يتمنون ويبدون الرغبة في الزواج منها.

لم يكن تينداروس يعرف كيف يختار زوجا لابنته. لذا، جعلهم جميعا يقسمون بالموافقة على من تختاره ابنته بنفسها. بعد ذلك، اختارت هيلينا الملك مينيلوس زوجا، وعاشا معا في سعادة وهناء.

حدث أن أميرا وسيما جدا، يدعى باريس ابن بريام، ملك طروادة، قابل أثناء سفره الجميلة هيلينا. وكان قد سمع الكثير عن جمالها ورقتها. وعندما غاب زوجها الملك مينيلوس عن البلاد، اغتنم باريس الفرصة، وهرب عائدا إلى طروادة بلده ومعه هيلينا.

عندما عاد مينيلوس، لم يجد زوجته. فصل بائخ وشيء يغيظ بالتأكيد. اشتكى لطوب الأرض، وظل يصرخ بصوت عال جدا، أقلق مضاجع جميع مدن اليونان، فهبت جميعا لمساعدته في استعادة هيلينا.

كانت اليونان في ذلك الوقت، مليئة بالمدن، كل منها يحكمها ملكها. وكانت تقع مدينة طروادة، في آسيا الصغرى. بسبب اختطاف هيلينا، طلب مينيلوس من جميع ملوك اليونان الوحدة ومساعدته في استرجاع زوجته.

لأول مرة، اتحد ملوك اليونان وكونوا جيشا عرمرما يسد عين الشمس. جاءوا بعتادهم وسفنهم، وعبروا بها عباب البحر، وحاصروا طروادة حيث توجد هيلينا الجميلة والوسيم باريس.

لمدة طويلة امتدت إلى عشر سنوات، والجيوش اليونانية تحاول استعادة الجميلة هيلينا. في نهاية تلك الفترة، اقتحموا المدينة، وأحرقوا بيوتها وجابوا عاليها في واطيها، واستعادوا هيلينا عام 1184 ق.م.

دخل الإغريق طروادة بحيلة ماكرة. لقد صنعوا حصانا خشبيا كبيرا، وملأوه بالجنود المسلحين. تمكنوا بطريقة ما من إدخال الحصان إلى المدينة.

عندما حل الظلام وأرخى الليل سدوله، وكان الكل نياما ولا شيء يتحرك، خرج الجنود القابعون في جوف الجواد الخشبي، لكي يضرموا النيران في كل شيء قابل للاشتعال. ثم حطموا البوابات لكي يدخل باقي الجنود اليونانيين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر إشارة البدء خارج الأسوار، وهم في أهبة الاستعداد.

معظم هذه الأحداث، جاءت في ملحمة شعرية من تأليف الشاعر اليوناني هوميروس، وتسمى الإلياذة. تبين كم من الدماء أريقت وكم من الأرواح أزهقت، بسبب حماقة هيلينا وعشيقها لباريس.

هوميروس، الذي عاش 900 سنة قبل المسيح، يقال إنه كان رجلا فقيرا أعمى. يتنقل من مكان إلى آخر، يغني أشعاره على الربابة، وينشرها أينما يذهب.

لكن من هو باريس حبيب هيلينا؟ هذه هي قصته.
عندما تزوج بيوليوس، والد أخيل، من والدته، تيس، دعا جميع الآلهة والإلهات إلى حفل زفافه، باستثناء إلهة الخلافات والتنافر. وهذا شيء طبيعي، فمن يريد للخلافات أن تحضر حفل زفاف؟

مما جعلها تغضب بشدة. ولكي تفسد بهجة الحفل، ألقت بين الضيوف بتفاحة ذهبية، منقوش عليها عبارة: "إلى أجملكن". كل إلهة حضرت الحفل، توهمت أنها هي الأجمل بين كل الإلهات، ومن ثم، ستكون التفاحة من نصيبها.

لكنها تفاحة واحدة، ولا يمكن أن تحصل عليها كل الإلهات، لذلك قرر كبير الآلهة جوبيتر حلا للنزاع، أن تذهب جونو ومنيرفا وفينوس، وهن أجمل الإلهات المتنافسات، إلى قمة جبل أيدا، حتى يمكن حسم الأمر نهائيا.

الأمير الشاب باريس، كان يرعى أغنام والده على قمة جبل أيدا. وهي عادة بعض الملوك في الزمن القديم في تربية أولادهم على الخشونة والصبر والجلد.

عندما طلب من باريس إعطاء التفاحة الذهبية إلى الأجمل من بين الإلهات الثلاث، بعد بعض التردد، أعطاها إلى فينوس إلهة الحب والجمال.

هذا القرار قد أساء إلى الإلهتين، جونو ومينرفا بالطبع، لدرجة أنهما قررتا معاقبته هو ووالده الملك بريام أشد عقاب. فقامتا بتدبير الأمر له لكي يقع هو وهيلينا في الحب، ويهرب بها إلى بلده طروادة. ثم حثا الأمراء اليونانيين على تدمير طروادة، تحت ذريعة استعادة الأميرة عديمة الإخلاص لبيتها وزوجها. وهذا ما يعرف بكيد النساء. إن كيدهن عظيم.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية النجوم حكاية
- ذهب مع الريح
- هل التطور يحتاج إلى فكر مسبق؟
- الدستور الأمريكي – قيام الجمهورية الفيدرالية
- الدستور الأمريكي – وشروق شمس الحرية
- الاتحاد الكونفدرالي الأمريكي
- عصر الأنوار الأمريكي والآباء المؤسسون (1740 – 1800)
- الفيلا المسكونة
- بعيدا عن الناس لتوماس هاردي
- العجوز والبحر لهيمنجواي
- عن الأصل دور
- قصة الولايات المتحدة (32) – ماذا قدمت أمريكا للبشرية
- قصة الولايات المتحدة (31) – نهاية الحرب الباردة
- قصة الولايات المتحدة (30) - أمريكا والدول الصغيرة
- قصة الولايات المتحدة (29) – حرب فيتنام
- قصة الولايات المتحدة (28) – توازن الرعب النووي
- قصة الولايات المتحدة (27) – الحرب الباردة
- قصة الولايات المتحدة (26) – الحركة المدنية
- قصة الولايات المتحدة (25) – مشاكل الرخاء
- قصة الولايات المتحدة (24) – الحرب العالمية الثانية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - قصص وحواديت من العالم القديم (01)