أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد جبار رسن - مدينة الحطب














المزيد.....

مدينة الحطب


مؤيد جبار رسن
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 02:00
المحور: الادب والفن
    


افرادها من ورق تحسبهم، الا انهم ابطال. تعوم بيوتاتهم على صفيح كالقبور المسورة، لكنهم فرحى يلمهم عبق الطيب، وتحد تضاريس ارضهم كتل من البؤس. لكنهم يأتمرون بأمرالعشق فيطيعوا كائنهم الذي خلقوه!.

يستحيوا من الضيف حتى وان اقتضى الامر.. ابتلاع الحصى لكي يشبعوه. فهم بلا منازع كرماء في اي شي تطلبه ايادي السؤال.حتى في الموت. مدينة الحطب اختلاف في اختلاف وتسمح به، لا اريد ان احول مدينتكم، لأسطورة، فكل ما هنالك اني اسكن بالقرب منهم، اسمع كل يوم حكاية لا يطيق سردها أمهر المؤرخين، كان منهم الصديق والقريب والاخ، لا اريد ان اطول بالحديث عنهم ادخل هناك واكتشف،

فمدينة الحطب يسرقها كل يوم سارق بأسم الله والعمائم تحرس كسر الخبز الحافي.

امي علمتني كثيرا، لكنها اهملت شيئا، لم اعرفه الا لحظة فراقها، ان الموت آت، والعوز يزيح الذاكرة فلا ذكريات وانت جائع ولا نجوى وانت خائف ولا امل بالساسة.

هكذا مرة سمعت (ام جاسم) تقول لي ...

يمة هذولة ما بيهم خير مدام اجو وياهم هذولاك! ..

فلم تستدعى الانتخابات البرلمانية؟ ألكي تدشن عصر جديد، يرفل حركة الشارع السياسي بدم اخر او لربما يكرر ما هو سائد. ام انها ستفرز نفسا مغايرا لعفريت آخر يقبض ارواح الناس وهم فرحى !.

وهل تطمح الناس من وراء (تلطيخ) ايديهم باللون البنفسجي القاتم الى امل ينعش واقعهم البائس؟.

لكننا في مدينة الحطب غالبا ما نكون مصدر هذه النار (الديمقراطية) وكأن ابناء هذه (المدينة) سرقوا النار من يد المارد وبقى يلاحقهم، لانهم قرروا ان يلوكو.. بوجعهم الحلم بالتغير. اللعنة ام التغيير الاحمق.! كلاهما يسيران بنا الى حطب موقد هناك.لمن هذه الدماء تسأل انت يا ايها الشاكي، ولم هذه الدموع فانتم حطب لي لكي تكوى اجسامكم بعد ما كنتم تسمعون عنها في التراتيل المقدسة، .

هكذا يمكن ان يغير نيتشه من مطرقة كتاباته ويسلخ ماركس جلد البيان الشيوعي لكي يفهمونا ما تريده مدينة الحطب. برومثيوس ازعل الاله عندما سرق منه النار، لكي ينقلنا نحن الى الحضارة ونكون منعمين بجذوة الدفء وحنين التقارب وتصار المدن وينعم بها الناس على اختلافهم ..ايكون التغيير مرتبطا بلعنة !

لا دين يفرق ولا سياسة تنتهك الحب ولا مرتزقة تقتل بنشوة التشفي.ولا النساء ولا الرجال ينتابهم الفزع من كائن يتربص الزمن لكي يشتت حلم التقارب وحفلة عرس الدم ..

العيد تحول في مدينة الحطب الى طقس عنيف والضحايا قرابين لترضي اله احمق يسكن بعيدا، تلاحمت الأجساد وصارت اضحية موحدة للهويات ...

الموت لا ينتعش الا بقتل الأبرياء. ولا يدوم الا بحرق مدينة الحطب ...

مدينة الحطب يتسمى بها طورا الطغاة، وتفرح المدن الأخرى لحزنهم، اليس غريبا ان يكونوا مصدرا للنار ومن بينهم يسكن من يحب الغريب ويهون عليه السهر على راحته وهم فوق ذلك يملؤهم الحزن.اليس غريبا ان من يملك هويتهم لا يملك سوى الاكتناز وحب السير حافيا في ارض الخراب . لكن اليس مقبولا بعرف القتلة ان تكون الاضاحي، الا من مدينة الحطب .فهم منذ عرفت مع غاليلوا انها تدور!.. اكتشفت انها لابد ان تدور حول الموت، فلا مدينة بلا حطب، ولا حطب بدون موقد يديم دورتها.! أيمكن للمدن او للحضارات ان تقام بلا حطب ؟.والحرب لماذا تقام في المدن؟. لأننا يا صديقي لم نعد نملك المدن، وكل الحكايات المسروقة عنها، باتت تفضح ذاكرتنا الثقافية.عليكم ان تحرسوا بوابات المدينة، فالعفريت لا يزال طليقا.

ان تترك خير لك من ان تبقى مراوحا، لان بين الحب والكره اقل من ثانية للتوحش. ضجر ناسها تفرق وصار همهم ميسي هل سيعتزل اللعب!.

ومن يتقن اللعب في مدينة الحطب سيبقى حاملا لراية الامتثال. فلا دار تسكنها ولا مكان يداوي وجعك والأفواه اكلتها الارانب!.عليك ان تكون في قافلة الموتى لان اليوم اعلن عرسهم.وما دام الذي هناك يملأ كرشه الانتخابي، بأصابع بنفسجية، فكل منكم سيرد حوض الكذب وسفن النفاق، لكني سأراقب الفجر، عله يطيح بظلام تأبد.. وسأعلم اولاد المدينة، ان يرموا كتاب الجمهورية لأفلاطون، في اقرب محرقة وعلى سكانها الا يكونوا دمى في اتون مدينة الحطب وخطابات موقدي الحطب.



د. قاسم جمعة



#مؤيد_جبار_رسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة التاريخ عند كوندرسيه
- الإسلام والموت
- الجيش الابيض يلغي سمة الدخول لكورونا
- اليهودية والموت


المزيد.....




- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد جبار رسن - مدينة الحطب