أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد ماجلوار - ملاحظة علي حياة د.اليكس جورج العامة وكتابه عِش جيداً كل يوم














المزيد.....

ملاحظة علي حياة د.اليكس جورج العامة وكتابه عِش جيداً كل يوم


أحمد ماجلوار
كاتب

(Magloire)


الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


مدهش إلي مدي تظل حياتنا عبارة عن مجموعات من الأساسيات العامة، مهما بلغ التقدم والتعقيد الحياتي والثقافي الحديث مبلغه.
لازلتُ -بعد المقال السابق- في الربوع الأوروبية. من فرنسا إلي الشمال عبر القناة الإنجليزية، وعبر كل الإنسانيات والمغامرات التي تقع بين ضفتي هذه القناة. إلي شاب أخر حديث السن من (ويلز) يعمل طبيباً ويؤلف نوعاً علمياً من الكتب، يعيش الحياة الثقافية الحديثة علي الأنترنت ويصنعها ويغير فيها.
إنهم الشباب. إذا كنت صغيراً متعلماً، تخرجتَ من تعليمك العالي وعملت عدة سنوات في السوق، فأنت هو. أنت المُنتظر علي طريقة الماتريكس. كما يقول جوردان بيترسون: إذا كنت تعرف كيف تقرأ وكيف تكتب فأنت مُميت، لا شئ يقدر علي إيقافك.
دكتور اليكس جورج شاب من هؤلاء القادرين علي القراءة والكتابة. توفقت له الأمور ليحظي بمكانة مبكرة. مظهر جيد، تعليم عالي. ثم مشاركة في برنامج تليفزيوني إنجليزي (واقعي) أعطاه متابعة عريضة علي الأنترنت. أنشأ اليكس قناة علي يوتيوب مستفيداً من هذه المتابعة العريضة، راح يحاول تقديم محتوي معتمداً علي ما عُرف من أجله: الحياة الواقعية. هكذا نذهب في رحلة معه لإستلام سيارته الجديدة، أو نراهما وهو يترك صديقته تقود السيارة في نزهة ريفية علي الطريق. تقريباً وبشكل حصري: السيارات.
إلي أن وقع حدث جلل في حياة اليكس الشاب. انتحر الشقيق الأصغر في عائلة اليكس خلال إغلاق الكورونا. لم يكن الشاب الوحيد في العالم، ولا في انجلترا، الذي انتهت حياته خلال ذلك الإغلاق، ولكنه توافق الأمور مرة أخري الذي جعل من الشقيق الأكبر اليكس الرجل المناسب في المكان المناسب.
انتحار الشقيق الأصغر أطلق قدرات جديدة في اليكس الشاب، مع قدراته الأساسية في القراءة والكتابة، صار الآن يتكلم في الصحة العقلية أكثر وعلاقتها بالصحة العامة، قرر التخصص في الموضوع ثم اعتكف قليلاً ووضع كتاباً هو "عش جيداً كل يوم"، واصل التسجيل لقناته من داخل إغلاق الكورونا، حتي اتصل به بوريس جونسون ذات يوم ودعاه لمقابلته، عاد اليكس إلي متابعي قناته في المساء ليعلن لهم أنه صار سفيراً للصحة العقلية في المملكة المتحدة.
اليكس من مواليد 1991. لم يختر بوريس جونسون سفيراً مكرساً في المجال، وفضّل أن يختار اليكس الشاب الذي لم يتخصص بالكامل بعد في مجاله الجديد. هذه من السمات الثقافية التي نراها تتصاعد في أوروبا وأمريكا، خصوصاً في الأكاديميا، مهم جداً خلفيتك، ما حدث لك، القصة التي تقدمها وتجلبها معك للمؤسسة. سيكون علي خبراتك ومستواك الفني أن ينتظر قليلاً دوره في التقييم، سوف ننظر لقصتك أولاً. طبعاً كلما كنت صغير السن كان ذلك أفضل. والأهم من كل ذلك حساباتك الاجتماعية الأفتراضية.
أعلن إليكس بعد ذلك أنه يعمل علي مقرراً دراسياً للصحة العقلية سيجري تعميمه علي المدارس العامة في المملكة. كان الموضوع جاداً. أدركتُ أن الصحة العقلية تستحق اهتماماً كبيراً من الصغر، وقرأتُ في مكان ما أن مخاطر الإصابة بأمراض الصحة النفسية والعقلية تزداد مع تقدم الحضارة الإنسانية، أي كلما يمضي الزمن، أي كلما نكبر.
هكذا لم يكن هناك مفر من البحث عن كتاب د.اليكس جورج، خاصة أن مبيعاته تترقي علي المواقع الأجتماعية. قرأتُ الكتاب وكانت مفاجأة جديدة. لم يكن الكتاب عن الصحة النفسية والعقلية فقط، كانت الصحة العقلية فصلاً في الكتاب، بل نصف فصل، حيث جاءت الصحة العقلية مع صحة البدن مشتركين في عنوان فصل واحد. بقية الفصول السبعة التي تصف الخطة إلي حياة يومية سعيدة كانت كالتالي: الشغف والهدف، الطعام الصحي، التدريب البدني والمرونة، النوم ليلاً، الجنس والعلاقات الحميمة، الاستعانة بمساعدة طبية احترافية.
أكملتُ القراءة والحيرة تتملكني. إلي أين يأخذني هذا الكتاب الذي لا يخرج عن المبادئ العامة المعروفة في كل موضوع في الموضوعات السبعة، مع مذاق شخصي قوي يُحوّل قسوة السرد العلمي إلي حكاية إنسانية. المبادئ العامة كأهمية مثلاً أن تذهب إلي النوم مبكراً وأن تستيقظ مبكراً، تصور ضيق الأفق الناتج عن إجبار الاستفاضة في هذا الموضوع لنملأ صفحات الفصل.
لكن هناك شئ أخر، لعل التراكم المذهل في الخبرات والقصص الإنسانية، المُعَبَر عنها بكفاءة في الأعمال الفنية التي تنتجها شبكة نتفليكس، ذلك الكم من التنويعات الإجبارية علي هذه الخبرات مع كل عمل جديد تنتجه الشبكة، قد يصل بنا إلي فقدان مؤقت للبوصلة، فنحتاج دائماً إلي التذكير والعودة إلي المبادئ والأساسيات، إذن هناك احتياج حقيقي لكلام الصحة العامة البسيط. احتياج دائم.
شئ أخر، وبخصوص ديمومة هذا الاحتياج، هو التحديث الدوري لهذه المبادئ والأساسيات القديمة، مثلاً يبدو لي كتاب د.اليكس كأنه تحديث للمعلومات العامة بعد إضافة المكتسبات للفكرية للمثلية الجنسية، نسوية مساواة الفرص، التنوع العرقي، إلخ. هكذا ينشأ تبرير إنتاج المزيد من العمل في هذه الأنحاء علي طريقة راسل كرو في فيلم عقل جميل: "آدم سميث بحاجه لمراجعة"، كل شئ بحاجة لمراجعة سياسية.
في العالم الحديث الحضور الأفتراضي الأجتماعي هو كل شئ. يبدو أنه لا حاجة للإنجليز بسفير للصحة العقلية من معمل أكاديمي رفيع المستوي في أكسفورد أو كامبريدج، لكن ابتسامة د.اليكس جورج و رزانته، حياته التي يقدمها بهدوء وجدية علي قناته الأفتراضية بين سيارته وشقته وكلبه الصغير –ذات مرة قدم تسجيلاً لنفسه وهو يجري بحثاً علي الإنترنت عن منزل في منطقة ريتشموند الفاخرة، فقط شاشة حاسبه وتعليقاته علي الصور- "حياة كاملة" بالتعبير الإنجليزي تكفي، تكفي لإعطاء المتأثرين النموذج الصحي لعقل سليم.
في التسجيل الأخير يوقّع د.اليكس الآفاً من نسخ كتابه من داخل المطبعة. تسعة ساعات أمضاها الكاتب يوقع الاغلفة الداخلية للنسخ كلها. بمرح وهدوء واحترام للعمل، والاهم طبعاً أن يتم كل ذلك أمام الشاشة. إهداء إلي المؤسسة الأدبية الراسخة عبر أجيال من كُتَّاب "الثقافة العالية" رفيعي المستوي. لقد تغير كل شئ إلي الأبد.



#أحمد_ماجلوار (هاشتاغ)       Magloire#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدوارد لويس


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد ماجلوار - ملاحظة علي حياة د.اليكس جورج العامة وكتابه عِش جيداً كل يوم