أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عكنان - المشروعان القومي العربي والقومي الكردي، يفقد أيٌّ منهما قيمتَه الأخلاقية، ورسوخَه الأيديولوجي، وزخمَه السياسي، إذا تناقض مع المشروع الآخر، ولم يتحالف معه في معارك الوجود والمصير!!















المزيد.....

المشروعان القومي العربي والقومي الكردي، يفقد أيٌّ منهما قيمتَه الأخلاقية، ورسوخَه الأيديولوجي، وزخمَه السياسي، إذا تناقض مع المشروع الآخر، ولم يتحالف معه في معارك الوجود والمصير!!


أسامة عكنان

الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كي يتوحد "الهلال الخصيب العربي" على أساس أنه يحمل "الهوية القومية العربية" أرضا وتاريخا وثقافة ولغة.. إلخ، يجب أن يحدث أمران هما:
الأول: أن تتفكَّك "إسرائيل الصهيونية"، لأن ظهورَها ووجودَها جاء جراء تفكيك "الهلال الخصيب"، وأسهمَ في استمرار تفكيكه، فكان لزاما أن يزولَ ما كان ظهوره مرتبطا وجودا واستمرارا بحالة "الهلال الخصيب" الراهنة!!
الثاني: أن يتوحَّد "الأكراد" على أساس أنهم يحملون "الهوية القومية الكردية" أرضا وتاريخا وثقافة ولغة، لأن "سايكس بيكو" التي قسَّمت "الهلال الخصيب"، و"لوزان" التي أقرت مخرجات الحرب الأولى، هما ذاتهما اللتين قسَّمتا "الأمة الكردية" وشرعنتا تقسيمها، ما يجعل رفض المُخرج التفكيكي العربي لـ "سايكس بيكو"، والقبول بالمُخرج التفكيكي الكردي لها، أمرا متناقضا أخلاقيا، وغير مستقيم أيديولوجيا، وفاقدا لزخمه وقوة دفعه السياسية!!
ولكن ولكي، يتوحَّد الأكراد قوميا، يجب أن تتفكَّك "تركيا"، وأن تتفكَّك "إيران"، من منظور المكونات القومية أيضا، لأن الوحدة الكردية في دولة تجسِّد "الهوية القومية الكردية"، غير مرتبطة فقط بإقليم "كردستان" في "الهلال الخصيب"، وإنما بإقليمي "كردستان" في كل من "إيران"، و"تركيا" أيضا، بل وبقدر أهم مما هو مرتبط بالإقليم الكردي في "الهلال الخصيب"، لأن إقليمي "كردستان تركيا"، و"كردستان إيران"، يمثلان في الأصل وفي القيمة القومية، ثِقَلا أكبر بكثير مما يمثله إقليم "كردستان الهلال الخصيب"، إلى درجة نؤكد معها أن انفصال "كردستان الهلال الخصيب" عنه، أقل إضرارا به بكل المقاييس من انفصال "كردستان إيران" عن "إيران"، ومن انفصال إقليم "كردستان تركيا" عن "تركيا"!!
والنتيجة التي لا مفر منها إذن هي أن وحدة وتحرر ونهضة "الهلال الخصيب" بوصفه مركز ثقل وحدة وتحرر ونهضة العرب عامة، والعرب المشارقة منهم خاصة، مرهونة بالتفكك – على أسس قومية – لكل من "إيران" و"تركيا"، وبدون ذلك فإن المشروع أصلا – أي مشروع الوحدة والتحرر والنهضة العربي - يفتقر إلى المشروعية الأخلاقية، وإلى الرسوخ الأيديولوجي، وإلى الزخم السياسي!!
ولعله لذلك فشلت كل محاولات التحرر والتوحد والنهوض التي بدا أن البعض انتهجها على مدى القرن الماضي في إقليم "الهلال الخصيب"، ما دامت كلها محاولات مشروخة أخلاقيا، وغير مؤَصَّلة ومؤسَّسَة أيديولوجيا، وفاقدة لأي زخم سياسي دافع لها بقوة، بإخراجها "المشروعَ القومي الكردي" من معادلة "النهضة والوحدة والتحرر العربية"، بل وبمعاداة ذلك المشروع أصلا ومن حيث المبدأ!!
في المقابل ولأسباب ليس هنا مجال تحليلها، فشل المشروع القومي الكردي في فهم أن تَجَسُّدَ مشروعه وتحقُّقَه كامنٌ في تحالفه الاستراتيجي مع المشروع القومي العربي النهضوي في "الهلال الخصيب"، وليس في معاداته، بالتحالف مع أعدائه، وعلى رأسهم الصهاينة الإسرائيليون، في أحيان كثيرة!!
ولهذا فليس من الصعب استكشاف أن تاريخ المشروعين القوميين "العربي" و"الكردي" خلال نضالهما لأجل التحقُّق على مدى قرابة القرن، كان تاريخا يكشف عن وجهين قبيحين يتعارضان مع كل المُسَوِّغات الأخلاقية والأيديولوجية والسياسية للمشروعين:
فالمشروع القومي العربي كان صورة من صور "الاستعلاء والاستبداد القومي" بتجاوزه الحقَّ الكردي!!
والمشروع القومي الكردي كان هو الآخر مجرد صورة من صور "الارتهان لأعداء المشروع التحرري العربي"!!
ولأننا لسنا في هذا المقام بصدد البحث في جذور وأسباب جنوح كلٍّ من المشروعين القوميين "العربي"، و"الكردي"، إلى معاداة المشروع الآخر، وتحري نفسِه ومستقبلِه ومصيرِه، في رفضه، بل وفي التحالف مع أعدائه..
نقول: ولأننا لسنا بصدد ذلك، لأن الأمر يتطلب دراسات تاريخية معمقة من نوع مختلف عما نحن بصدد الإشارة إليه في هذا التحليل، فإننا سنكتفي بما أشرنا إليه من مركزية وجوهرية النتيجة التي توصلنا إليها، حتى الآن، وهي أن المشروعين القوميين "العربي" و"الكردي" توأمان لا ينفصلان، ويجب أن يبحثا عن عناصر التقائهما وتحالفهما، ليحددا خنادق أعدائهما وأصدقائهما بعد ذلك في ضوء عناصر الالتقاء تلك، وإلا فإنهما سيضيعان مائة عام أخرى من الهدر في غير طائل، إذا استمر حَمَلَة كلِّ مشروع في تصور مشروعهم متناقضا مع المشروع الآخر، وغير قابل للالتقاء معه في خنادق النهضة والتحرر!!
وهكذا يمكننا تلخيص ما سبق في المعادلات التفصيلية المفترضة التالية:
إن هزيمةَ العرب لإسرائيل وتفكيكها بشكل كامل، يحتاج إلى حرب من نوع خاص ومدروس ومرسوم بشكل ناضج، تنصبُّ نحو "الكيان الإسرائيلي، عبر استهداف "الرأسمالية"، و"الصهيونية"، وكل أدواتهما وأذرعهما!!
أما رد النفوذين الإيراني والتركي عن الأرض العربية، وإفقادهما لأي قدرة على أي تدخل في الشأن العربي، أو توجيهه بأي شكل، لا يكون إلا عبر إشغالهما – أي عبر إشغال إيران وتركيا – بأكبر خطر يتهدد وحدتهما، ويؤسس لتفكيكهما الإستراتيجي، وذلك بمبادرة العرب الحقيقية والمدروسة وضمن ظروف محددة، بإنشاء دولة قومية للأكراد تنطلق من "كردستان العراق"، وتكون في اتحاد كونفدرالي عميق مع دولة قومية عربية تنشأ في الهلال الخصيب!!
المعركتان: الأولى المتجهة نحو تفكيك إسرائيل، والثانية المتجهة نحو تفكيك تركيا وإيران، يجب أن تكونا هما المعركتان الرئيستان والأساسان على جدول أعمال أي مشروع نهضوي عربي قادم، وعلى جدول أعمال أي مشروع نهضوي كردي قادم، لأن النهضة العربية المرجوَّة، ومثلها النهضة الكردية المرجوة، لا ولن تقوما إلا في قلب مشروع تحرُّري يناضل لأجل تفكيك المشاريع الثلاثة: "إسرائيل الصهيونية"، و"إيران الفارسية"، و"تركيا العثمانية"، من خلال مركزية مواجهة الرأسمالية العالمية!!
فهذه المشاريع الثلاثة – الصهيونية، والفارسية، والعثمانية – لا يمكنها أن تكتسب معانيها، أو أن تُحَدِّدَ طبيعتَها أصلا، إلا على أنقاض كل من "المشروع النهضوي القومي العربي"، و"المشروع النهضوي القومي الكردي"، ما يجعل إدراك جوهرية تفكيك تلك المشاريع، في سياق أي سيرورة لإنجاز المشروعين النهضويين العربي والكردي، إدراكا جوهريا آن أوان اعتماده إطارا للفهم وللبناء وللتحرك في المرحلة القادمة!!
إن أيَّ تأسيس لمشروع نهضوي عربي، ولأي مشروع نهضوي كردي، لا يكون خوض هذه المعارك الثلاث، في قائمة أولى أولوياته، وعلى النحو المذكور، إنما هو تأسيس مبتور، تعتريه النواقص والثغرات، ولن يقوم على أساسات راسخة قابلة للاستمرار!!
مع الأخذ في الاعتبار، أن هذا الذي نقول به، لا يعني عدم وجود آفاق وفرص لتجزئة المعركة، وتقديم بعضها وتأخير بعضها الآخر في ساحة سيرورة الفعل المواجهاتي القائم على حتمية أن محصلة معركة النهضة هي نتاج حاصل ذلك الفعل المواجهاتي ضد "المشروع الصهيوني"، و"المشروع الفارسي"، و"المشروع العثماني"!!
كما أنه لا يعني أن أيَّ جانب من جوانب تلك المعركة، يمكن عزله عن المعركة الكبرى لتحرير "الأرض" و"الإنسان"، وهي المعركة التي يجب أن تُخاض في قلب مواجهة ومناهضة الرأسمالية العالمية بأشكالها وتَجَسًّداتِها الأربعة لتحرير الكوكب والإنسانية منها، ألا وهي: "الرأسمالية النيوليبرالية بالزعامة الأميركية، والرأسمالية المافيوية بالزعامة الروسية، والرأسمالية العمياء بالزعامة الصينية، والرأسمالية المرتبكة بالزعامة الأوروبية"!!
ومع الأخذ في الاعتبار أخيرا وليس آخرا، أن بيضة القبان في هذه المواجهة كلها بكل تفاصيلها وأبعادها هي "إسرائيل الصهيونية"، التي من قلب مواجهتها هي بالدرجة الأولى، تتحدَّد بوصَلاتُ باقي خنادق المعركة، واتجاهاتها، وصواري سفنها ومراكبها، وهي التي تُحدِّد من ثم مجرياتِها في كل جبهة وخندق!!
فمواجهة إسرائيل الصهيونية بشكل مباشر، هي التي تحدد كيف ستتم مواجهة المشروع الفارسي، والمشروع العثماني، وهي التي تحدد أيضا كل خرائط التحالفات المرحلية في عالم سيتم تشكيل خرائطه في ضوء مخرجات هذه المواجهة تحديدا!!
المعادلة التي تمثل الخلاصة النهائية والحاسمة:
من قلب الهلال الخصيب الذي يجب أن يقود عملية تحرير وتوحيد ونهضة العرب والأكراد على حدٍّ سواء، يجب أن يعيد "العروبيون"، و"الكردستانيون"، بناء أيديولوجيات مشاريعهم من خندق التحالف الجوهري العميق الذي لا ينفصم، في مواجهة المشاريع الثلاثة: "الإسرائيلية الصهيونية"، و"الفارسية الصفوية"، و"الطورانية العثمانية"، للتأسيس لمعركة الإنسان ضد "الرأسمالية" بكل أشكالها، عبر محورية ومركزية مواجهة "الصهيونية"، ومحورية ومركزية "استقلال كل من الأمتين العربية والكردية"، بوصفهما أمتين متحالفتين لا أمتين متناقضتين، وعلى تحالفهما هذا يقع عبء التأسيس للمشروعين النهضويين العربي والكردي، المؤسِّسَين لخريطة المواجهة العالمية لدحر الرأسمالية والصهيونية عالميا، ولدحر الفارسية الصفوية، والطورانية العثمانية إقليميا!!



#أسامة_عكنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصاصة التي أُطْلِقُها ضد إسرائيل، لا تمنح الشرعية لرصاصةٍ ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عكنان - المشروعان القومي العربي والقومي الكردي، يفقد أيٌّ منهما قيمتَه الأخلاقية، ورسوخَه الأيديولوجي، وزخمَه السياسي، إذا تناقض مع المشروع الآخر، ولم يتحالف معه في معارك الوجود والمصير!!