أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عكنان - الرصاصة التي أُطْلِقُها ضد إسرائيل، لا تمنح الشرعية لرصاصةٍ قد أُطْلِقُها ضدَّ أيِّ مواطن عربي (!!)















المزيد.....

الرصاصة التي أُطْلِقُها ضد إسرائيل، لا تمنح الشرعية لرصاصةٍ قد أُطْلِقُها ضدَّ أيِّ مواطن عربي (!!)


أسامة عكنان

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تساقطُ المواقفِ من وعيك الذي يدعي اللاإستبداد، يكشف عن حقيقة لاوعيك المستبد (!!)
الادعاء الواعي تُكَذِّبُه الممارسات التي يسرِّبُها اللاوعي إلى الوعي، دون أن ينتبه مُمارس لاوعيه بوعيه إلى الانحراف الخطير الذي يقع فيه. وهذه كارثة توقِعُ فاعلَها في تناقضِ الادعاء الظاهر مع حقيقة ما يكمن في لاوعيه، مما يحاول المُدَّعي إخفاءَه، لينفضحَ أمره لدى دقيقي الملاحظة (!!)
ما معنى هذا الكلام (؟!)
دعونا نوضح الأمر بمسألة غاية في البساطة (!!)
أنت تطالب بالديمقراطية في دولة مدنية تعددية، وتعلن تمسكَكَ بعروبتك وبانتمائك القومي لها، وتتبنى مشروعا يقوم على مواجهة الصهيونية والإمبريالية (!!)
ولأن إيران تطرح مثلك مشروعا لمواجهة الإمبريالية والصهيونية – ولا نتجادل هنا في مصداقية مشروعها هذا من النواحي الأخلاقية خارج أطر البراجماتية السياسية المنطواة في المصالح القومية الإيرانية الصرف القائمة على النفوذ الإقليمي – فإنك تتحالف معها، مع أنها دولة غير ديمقراطية ولا تأبه بالحريات، بل هي تفترض لها حاضنة دينية مذهبية ضيقة لا يجوز أن يتم تجاوزها بأيِّ حال، بعيدا عن كل معاني المدنية التي تتبناها أنت (!!)
شيء جميل، وهذا حقك، ولن أحاكمك لا أخلاقيا ولا سياسيا على ما أعتبره بيني وبين نفسي "نفاقا سياسيا" (!!)
فأنت تهتم بالأمر الذي تراه يحظى لديك بالأولوية، وهو مواجهة الصهيونية والإمبريالية، وتحاول أن تجمعَ أكبر عدد من الحلفاء في خندق المواجهة ضدهما، وتسكت لدى حلفائك عما يتعارض مع الشِّق الآخر من مشروعك، وهو الدولة المدنية والديمقراطية والعروبة.. إلخ (!!)
او على الأقل أنت لا تسكت بمعنى "الشيطان الأخرس"، وإنما تحاول أن تقنع نفسك ومن حولك بوجهة نظرك القائلة بأن إيران ليست دولة مستبدة، وأنها عادلة، وأن الحرية فيها مزدهرة، وأنها لا تعادي العروبة، وأن هذا مجرد ادعاء لا أساس له من الصحة.. إلخ (!!)
لا بأس.. لن نختلف (!!)
من جهتي، أنا أطالب بالديمقراطية في دولة مدنية تشاركية عادلة، وأتبنى مشروعا لمواجهة الإمبريالية والصهيونية، ومثلك أعلن تمسكي بعروبتي وبانتمائي القومي لها (!!)
ولأني لا أرى إيران كما تراها، ولا أسكت عما يتعارض لديها وفيها مع الشِّقِ الآخر من مشروعي، ناهيك عن كوني لا أقيم كبير اعتبار لدعاواها بمواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني خارج نطاق البراجماتية التي ستسحقني في لحظة ما، إذا تعارض تخندقي معها مع مصالحها التي ربما أفهمها على نحو مختلف عنك.. أقول.. ولأنني لا أرى إيران كما تراها أنت، فإنني أتعفَّفُ عن التحالف معها، لأني أراها حليفا لا يُعَوَّل عليه في مشروعي الذي أُلْزِمُ نفسي فيه بعدم "النفاق السياسي" كما أفهمه (!!)
شيء جميل، وهذا أيضا حقي، فأنا لست ملزما بالتحالف مع كلِّ من تعتقد أنت أنه يواجه المشروع الصهيوني الإمبريالي، حتى لو اختلفتُ أنا معه في الشق الثاني من مشروعي (!!)
فلستَ أنت من يحدِّد لي رؤيتي في بناء خريطة تحالفاتي، وفي تحديد فلسفتي الأخلاقية في ممارسة العمل السياسي. كما أنني لست أنا من يحدِّد لك خريطة تحالفاتك أو فلسفتك الأخلاقية تلك، وأنا من جهتي أتفهم هذا جيدا وألتزم به، وأتعامل معك سياسيا على أساسه بكل تجرد وموضوعية (!!)
وكل ما أُلْزَم به تجاهك، وهو أيضا ما أراك ملزما به تجاهي، بناء على ما سبق، هو أن نلتقي أنا وأنت في خندق واحد، لأننا متفقان على كلِّ المشروع بشقيه (!!)
لن أتدخل في تحالفاتك، ولن تتدخل في تحالفاتي، إلا إذا بدا أن تحالفات أيٍّ منا خارج نطاق حلفنا المشترك أنا وأنت، تضرُّ بحلفنا هذا، وتضر بالوطن وبالقضية وبمشروعنا، فالمسألة عندئذ تختلف (!!)
ولكنك فاجأتني بأنك تتهمني بالجهل وبعدم الوعي، وبعدم المصداقية في طرحي لمشروع مواجهة الإمبريالية والصهيونية، لمجرد أنني رفضت التحالف مع إيران في خندق هذه المواجهة لاعتباراتي الخاصة التي شرحتها لك، والتي تقوم على أنني لا أتبنى وجهة نظرك في إيران، وعلى أنني أختلف معك فيها جذريا، ولا أفرِّق في نضالي بين شِقَّيْ المشروع، ولا أقبل السكوتَ لدى حليف مفترض عن شقٍّ، لأنني سأتلقى منه دعما مفترضا في الشقِّ الآخر (!!)
هذه على كل حال فلسفتي في النضال، ولك أن تقبلها أو ترفضها، هذا شأنك ولا أتدخل فيه على الإطلاق (!!)
كما أنه يعتبر من خالص شأني أن أرفض فلسفتك الانتقائية والترحيلية والتأجيلية والتجزيئية أو أن أقبلها (!!)
كل ما يهمني في الأمر هو أن ألتقي بك في خندق المعركة ضد الإمبريالية والصهيونية، وفي خندق مواجهة النظام الوظيفي المستبد في وطني الصغير "الأردن"، وفي وطني الكبير "الوطن العربي"، لتجسيد دولة مدنية ديمقراطية تصون الحريات وتحقق التشاركية وتؤسس للمقاومة (!!)
الغريب في الأمر، أنك رغم قيامك بالتشكيك في وعيي السياسي، وفي صدق ادعائي أنني مستعد لمواجهة الإمبريالية والصهيونية، لمجرد أنني رفضت أن أتحالف مع إيران، أو أن اعتبرها حليفا حقيقيا يُعَوَّل عليه لأسبابي الخاصة المذكورة سابقا، فإنني لم أفعل الشيء نفسه معك، لأن فلسفتي الأخلاقية في السياسة تأبى عليّ ذلك، فأنا لم أحدِّدْ موقفي منك بناء على تحالفك معها، بل بناء على التقاء مشروعينا (!!)
فأنا رغم أنك جزأتَ مشروعك، وسكتَّ عن حليفتك إيران في الشق السياسي المدني.. إلخ، لم أصفك بقلة الوعي، ولا أنا اتهمت صِدْقِيَّتِك في ادعاءك أنك تناضل مثلي لأجل تجسيد دولة مدنية ديمقراطية تشاركية تصون الحريات وتحقق العدالة المجتمعية (!!)
السبب يا صديقي واضح:
فأنا أفهم أن ليس كل حلفائي في المعركة يجب أن يتبنوا فلسفتي في التحالفات الإستراتيجية أو التكتيكية لخوض هذه المعركة (!!)
فقد قبلت وتفهمت أن تكونَ أنت شريكي رغم تحالفاتنك التي لا تروق لي مع من اعتبرهم أنا أعداءَ الحرية والديمقراطية والمدنية والعروبة. ولم أجعل من تحالفك معهم فيما تعتقد أنه شراكة في مواجهة الإمبريالية، حجةً عليك أتهمك من خلالها بأنك مدعٍ وغير صادق في أنك تطالب بالحرية والديمقراطية والدولة المدنية التي لا يعترف بها حلفاؤك، مادمتَ قد حالفتَهم وقبلتَ بأن يكونوا معك في خندق مواجهة الإمبريالية والصهيونية (!!)
وهذا يعني أنني صادق في مشروع مواجهة الإمبريالية والصهيونية، وصادق في مشروع المطالبة بالدولة المدنية الديمقراطية العروبية، وألاَّ تناقض بين ما يكمن في عقلي الباطن، وما يصدر عن عقلي الظاهر على الإطلاق، مادامت تحالفاتك التي تستفزني لم تحدِّد هي بذاتها موقفي منك، وإنما الذي يحدِّد ذلك هو واقع التخندق الذي تتخذه أنت ذاتُك من شِقَّيْ المشروع الذي أطرحه أنا (!!)
بينما الحقيقة أنك غير صادق في طرحك لشقٍّ واحد على الأقل من شِقَّيْ المشروع الذي تعلنه، وهو الشق المتعلق بالدولة المدنية الديمقراطية (!!)
فمادمتَ تقبل التحالف مع إيران لأنك تراها تواجه الإمبريالية والصهيونية، رغم أنها غير ديمقراطية، وغير مدنية، وغير عربية، وبعيدة عنك وعن قضيتك جغرافيا على نحو نسبي، وترفض التحالف معي، لأني رفضت أن أحالفَ حليفَك رغم موافقتي على أن تكون أنت حليفي دون اكتراث بحليفك وبتحالفانك، فأنت إذن لا تهتم بشِقَّيْ المشروع، ولا تلزِمْ نفسَك إلا بشقٍّ واحد منه، وهو ما تزعم أنت أنه مواجهة الصهيونية والإمبريالية، دونما مصداقية في ادعائك أنك تسعى إلى دولة مدنية ديمقراطية عادلة تشاركية، لسبب بسيط هو أنك أسقطت تحالفك معي، وهو الأجدى والأنفع لك في كلا الشقين، لأني عربي مثلك، ومواطن أردني مثلك، وعلى مرمى حجر من عدونا المشترك مثلك أيضا، لأجل تحالفك مع إيران (!!)
وليس لهذا سوى معى واحد ووحيد، هو أنك تختفي وراء مواجهة الإمبريالية والصهيونية – التي ربما تكون صادقا فيها – لتمرير مشروع إيران القائم على نفس الادعاء دونما أيِّ مبالاة واهتمام بالحرية والديمقراطية والتعددية والدولة المدنية (!!)
لأن الأمر لو كان على خلاف هذا المعنى لما استغنيتَ عن الحليف الأهم الذي هو أنا، ولما صنَّفْتَه في خانة أعداء مشروعك، رغم أنه يلتقي معك في كل دعاواك الظاهرة، لأن العقل عندئذ يقول أنني بموقفي من إيران أصبحتُ – بحسب تصنيفاتك – عدوَّ مشروعك المَخفي غير المعلن، وإن كنت لم أعارض مشروعك المُدَّعَى والمعلن، بعد أن سرَّبَ عقلُك الباطن تفاصيل مشروعك المخفي ذاك ووجهاته، من خلال موقف عقلك الظاهر مني على خلفية موقفي من إيران (!!)
وبالمناسبة لا يختلف الأمر كثيرا، لو استبدلنا كلمة "إيران" بـ "سوريا"، أو "سوريا" بـ "العراق"، أو أي دولة بأي دولة أخرى (!!)
مع توضيح أن كلمة دولة في سياق هذا الحديث تعني "النظام الحاكم" وليس الدولة بمعناها القانوني والسياسي، كي لا يتمَّ الاصطياد في الماء العكر (!!)
فلنكف عن تزييف الوعي بالدعاوى الفارغة (!!)
فالقيَم لا تتجزأ، ومن يناضل لأجل التحرُّر من الاحتلال الإمبريالي الصهيوني في الأردن وفلسطين، لا يمكنه أن يكون متجانسا قيميا، إذا لم يتبنَّ في الوقت ذاته، حقَّ الشعوب التي تعاني من نير حلفائه المفترضين والمعلنين ومن بطشهم، وعلى رأسهم "إيران"، و"سوريا" و"حزب الله"، في أن تتحرَّر هي أيضا، بأن تتخلص من بطشهم ونيرهم واستبدادهم (!!)
فالرصاصة التي يطلقها هؤلاء ضد إسرائيل – إن اطلقوها – لا تمنح أيَّ شرعية للرصاصة التي يطلقونها ضد شعوبهم (!!)
فمن يتصدق على أرملة فقيرة كي تتعفَّف عن بيع جسدها، لا يزني هو بها، وإلا فإن صدقته كذبة لا معنى لها ولا قيمة (!!)




#أسامة_عكنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عكنان - الرصاصة التي أُطْلِقُها ضد إسرائيل، لا تمنح الشرعية لرصاصةٍ قد أُطْلِقُها ضدَّ أيِّ مواطن عربي (!!)