أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فراس مهدي زوين - إستمطار الحلول ... مستشفى الحسين إنموذج














المزيد.....

إستمطار الحلول ... مستشفى الحسين إنموذج


فراس مهدي زوين

الحوار المتمدن-العدد: 6959 - 2021 / 7 / 15 - 14:04
المحور: المجتمع المدني
    


بعد سلسلة الحرائق التي اجتاحت عدد من مستشفيات البلاد في الفترة السابقة، واخرها الحريق في وزارة الصحة والفاجعة الأليمة في مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية، لم يبقى امام المواطن سوى ان يرفع يديه بالدعاء، لاستمطار الحل، عسى ان تجد به الحكومة مخرجًا لمعاناة شعبها، فلم يبقى سوى ذلك من حل، بعد ان فشلت اكثر من تريليون دولار (1,000,000,000,000) طوال قرابة عقدين من الزمن في تحقيق ابسط حقوق المواطن، وبعد الإخفاقات المتتالية الغير منطقية والغير مبررة، ليس لهذه الحكومة فحسب بل لكل الحكومات منذ عام 2003 ولغاية الان، "وان كان نصيب هذه الحكومة من الإخفاق هو الأكبر بين اخواتها".



ولعل القارئ يسأل لماذا اعتبر اخفاق الحكومة غير منطقي ؟ وهل معنى هذا ان هناك اخفاق منطقي واخر غير منطقي؟ والاجابة نعم .. يوجد اخفاق منطقي واخر غير منطقي، وان اخفاق حكومتنا من النوع الغير منطقي والغير مبرر، فقد نجد بعض الاعذار لبعض الحكومات التي لاتملك الثروة او موارد الطبيعية، وقد نجد بعض العذر لحكومة يبلغ تعداد شعبها مئات الملايين، او لعل الاخفاق يصيب حكومة لبلد يسوده التخلف والجهل، وليس لها ما للعراق من تاريخ وارث حظاري عريق .... اما ان تخفق الحكومات في أدائها ولها اكبر احتياط نفطي في العالم، وان تخفق وهي ثاني مُصَدِر للنفط في منظمة أوبك، وان تخفق وهي انفقت مئات المليارات في مشاريع هدفها الرئيسي ان تضمن عدم اخفاق الحكومة، وان تخفق رغم توسلات المواطنين وآلآمهم وهم يسحقون تحت صخرة الإهمال والفساد والبيع بالاجل لروح ومستقبل الشباب، وان تخفق الحكومة اخفاقاً مركباً بعد اخفاقها السابق في مستشفى ابن الخطيب، والعالم كله شاهد وسمع صراخ الابرياء وهم يحترقون بنار الغدر والإهمال واللامبالة، وبعد كل هذا يعود الشارع العراقي ليفجع بابنائه وهم يحترقون احياء في اتون مستشفى الحسين التعليمي في محافظة الناصرية، وما كل ذاك الا سلسلة في حلقة طويلة من الاخفاقات في مجال الصحة، والتعليم، والزراعة، والصناعة، والطاقة، والإنتاج، والامن، والرياضة، والمواصلات، والخدمات، والعلاقات الداخلية والخارجية، والقائمة تطول وتطول ولا تقصر، فهذا امر غير منطقي وغير مفهوم، ولا حل له سوى الدعاء بعد ان احتلبت خيراتنا جيوب الفاسدين وارصدتهم، وخسرنا أبنائنا ما بين شهيد وغريق وحريق، وبعد ان خسرنا امالنا واحلامنا التي صبغت بلون الدم، ونحن ننتظر الفرج على دكة الإهمال، وبذلك استنفذ المواطن كل امل وكل حل الأرض لهذه الحكومات المتعاقبة على الفشل ولعل الدعاء يمطر علينا بحلول من السماء تخرجنا مما نحن فيه.



ان حريق مستشفى الحسين ليس الأول من نوعه "وكم أتمنى ويتمنى الجميع ان يكون الأخير" فقد سبقه قبل عدة ساعات حريق في وزارة الصحة في الطابق الذي يضم القسم المال والإداري !!! ومن قبله فاجعة حريق مستشفى أبن الخطيب الذي تسبب بازهاق أرواح قرابة 90 مواطن راحوا ضحية الإهمال والفساد وسوء الإدارة والاخفاق في الأداء، ولعل الإشارات والتصريحات والتلميحات التي يسمعها المواطن من بعض المسؤلين والنواب والقادة من احتمالية ان تكون هذه الاستهدافات هي سلسلة مخططة لاعمال إرهابية متتالية تستهدف القطاع الصحي، وبالتحديد مستشفيات العزل الصحي الخاصة بمصابين مرضى كورونا يجعل الشارع العراقي اما تساؤلات عن جدوى الجهد الحكومي لردع مثل هذه الاعمال الإرهابية ؟ وعن مصير اللجان التي شكلت في الحالات المشابهة ؟ وأسباب الاكتفاء بالعقوبات الإدارية دون العقوبات الرادعة التي تهدء من روع الشارع، وتجبر الإرهابيين والمتجاوزين على أرواح الأبرياء، على إعادة حساباتهم الف مرة قبل الخوض في حقوق وامن وسلامة المواطن المنهك الذي لم يبقى فيه مكان لطعنة جديدة بسكين الإخفاق واللامبالاة والاستهانة بالدم العراقي .



يقال في الامثال ما لا يكسرك فانه يقويك ... فهل ما أصاب أهلنا في مستشفى الحسين في الناصرية وقبلها مستشفى ابن الخطيب والتعثرات الحكومية المتتالية في ملف الصحة والامن وغيرها، قادر ان يكسر المواطن العراقي ام سيقويه ؟ والاجابة انه لن يكسر، ولن يقوي، فهوَ لن يكسر إرادة المواطن العراقي في الحياة، لكنه لن يقوي الحكومة، وسيهدد مصداقيتها فيما بقي امامها من فترة وجيزة لا تتجاوز بضعة اشهر، بل ان تراكم الازمات والاخفاق الواضح في احتوائها والحد منها ينذر بخطر كبير قد يقتلع العملية السياسية من جذورها الهشة، ولو كان للأحزاب والجهات الماسكة للزمام السياسي في البلاد، ان تفكر بحكمة وروية، لتبين لها حجم الخطر الذي يحيط بالعملية السياسية برمتها، فاذا كانت ذاكرة بعض السياسيين تمتاز بانها هشة وضعيفة، ولا ترى ابعد من انفها، فان ذاكرة الشارع العراقي لاتنسى من اهملها واستغلها وسرقها وجعل دماء أبنائها تراق كالسيول الجارفة لا لشيء الا لترتوي افواه الفاسدين من خيراتهم المنهوبة.



#فراس_مهدي_زوين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات من البيت الميت لدستويفسكي
- قراءة في صحبة الكتب
- ربع الموجود يكفي
- العراق بين جبلين
- امنيات كاسب
- تراجع أسعار النفط ،، مواجهة الازمة وأزمة المواجهة
- مدام بوفاري بين الخيبة والخيانة … غوستاف فلوبير
- ازمة السكن ،، إخفاقات حكومية وحلول فردية
- الريع ،،، اموال سهلة وخيارات صعبة
- القطاع الخاص بين الإهمال والمشاركة
- عجز الموازنة... بين المشكلة والحل
- النفط وتذبذباته
- الاثار الاقتصادية لأسعار النفط
- موازنة 2019 بين الريعية والابتعاد عن النمطية
- ماذا فعلتم بهذه الامة
- أسعار الطماطم .. مجاملات سياسية وتبعية اقتصادية
- مفاتيح التنمية والبناء
- المنافذ الحدودية النفط البديل
- اتجاهات الانفاق العام في دولة رصد التخصيصات
- عادل عبد المهدي ... بين ثوابت الاقتصاد ومتغيرات السياسة


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فراس مهدي زوين - إستمطار الحلول ... مستشفى الحسين إنموذج